بالمنطق * من نعم الله على عباده أن صلة العبد به لا تحتاج إلى واسطة.. * فتخيَّل ما عليك أن تجتاز من عوائق لو أن لك حاجة لدى مسؤول ما.. * فبدءاً يتوجب عليك البحث عن وسيط ييسر لك مقابلة المسؤول هذا.. * ثم ثانياً عليك أن ترتدي من أنيق الملبس ما يضمن لك تجاوز عقبة موظف الاستقبال حتى لا يستصغر شأنك.. * ثم ثالثاً أن تضع أعصابك في ثلاجة لتتحمل (ثقالة) مدير المكتب ريثما ينتهي- كالعادة- اجتماع يعقده المسؤول.. * أما رابعاً- وكما هو متوقع- فإن المسؤول يستمع إلى حديثك بلا مبالاة ليقول لك مقاطعاً وهو ينظر إلى ساعته: (دع ورقك وسوف ننظر فيه).. * ثم يكون مصير ورقك هذا- في الغالب- هو سلة المهملات بعد أن يلقي إليه المسؤول نظرة الوداع.. * وكلمتنا هذه- للعلم- مستوحاة مما قصاه علينا أحد مظاليم زماننا هذا وهو يغالب دموع الرجال.. * فقد اضطر إلى طرق أبواب من هم (إخوة) لظاليمه.. * اضطر إلى فعل ذلك بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. * فهو لا يجيد سوى مهنته التي نذر لها نفسه وعلمه وعمره.. * ثم حين يُقال له- وقد مضى من العمر هذا أنضره- (استغنينا عنك لدواعي الهيكلة) فإنه يُعذر إن انهار هيكله الجسدي جراء وطأة تداعي هياكله الحياتية.. * ورغم إننا لسنا في مقام الناصح التقي- حياءً من الله- إلا أن الذي نعلمه من واقع تجارب مشابهة بذلناه للشاكي هذا.. * فالشكوى لغير الله مذلة سيما إن كان المشتكى إليهم من ذوي قلوب كالحجارة أو أشد قسوة.. * ذكَّرناه بالحديث النبوي القائل: (اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب).. * فهي تصل إلى السماء مباشرة دون واسطة أو استقبال أو مدير مكتب ثم لا يكون مصيرها سلة المهلات.. * وبعض المظلومين يظلمون أنفسهم بأكثر من الذي هو واقع عليهم حين يجعلون شكواهم إلى الله تمر عبر وسيط بشري.. * ثم تكون المصيبة أكبر إذا كان الوسيط هذا (تحت التراب).. * فليجرب المظلومون رفع ظلاماتهم إلى الذي حرَّم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً.. * بل إن الظلم- حسب شيخ الإسلام ابن تيمية- قد يكون سبباً في حجب نصر الله ولو كان الظالمون يتلون آياته آناء الليل وأطراف النهار.. * وقد يكون العدل- حسب ابن تيمية كذلك- مُجلباً لنصر الله هذا ولو كان العادلون في عداد الكفار.. * اللهم عليك بكل من تسبب في قطع رزق أحد من عبيدك.. * ثم نازعك رداء (كبريائك) وإزار (عظمتك)!!!!! آخر لحظة [email protected]