كنت في مكتبي جاءني شاب من العلاقات العامة لوزارة الشؤون الدينية.. قال لي ان السيد الوزير يدعوك لتكون ضيفا مع بعثة الحج هذا العام.. و قبل أن تكتمل دهشتي من المفاجأة قال لي : سنتحمل التكاليف كافة و نستضيفك في فندق خمسة نجوم و كل النفقات بما فيها الوجبات .. و فوق كل ذلك نصرف لك نثرية يومية 300 ريال سعوي.. سألته وماذا تستفيد الدولة من مرافقتي لبعثة الحج؟ أجابني ان السيد الوزير يرى ان نستفيد من ملاحظاتك من واقع معايشة حقيقية.. قلت له : تمام أنا موافق ولكن لكي اكتب ملاحظات من واقع المعايشة احتاج ان اخوض التجربة دون استضافة أو نثريات.. ساذهب غدا إلى مركز التسجيل وانتظر في الطابور مع المنتظرين ثم اسافر بصورة عادية مع الحجاج وأنزل معهم حيث ينزلون و أؤدي المناسك كما يفعلون وعندما أعود ساكتب ذلك في سلسلة مقالات تستطيعون استخلاص ملاحظاتي من واقع تجربة حقيقية.. لم يعجبه حديثي .. اتصل بالوزير و مد لي الهاتف.. الوزير رفض مناقشة الأمر وطلب مني زيارته بمكتبه في اليوم التالي.. عندما دخلت على الوزير بمكتبه..وبعد التحية مد لي يده بصورة حازمة قائلا ( اديني جواز سفرك..) كررت له ما قلته أمس.. فوجئت به يقول لي (على الطلاق تسافر مع البعثة) قلت له ( أنت وزير الشؤون الدينية.. و تحلف بالطلاق) رد : ( الإنسان ابن بيئته).. انتهيت المناقشة وقلت ( المنادي ما ناداني.. و لن اذهب).. خضنا بعد ذلك معارك مستمرة في صحيفة "التيار" وطالبنا بحل هيئة الحج والعمرة و فعلا استجابت الحكومة وأعلنت حل الهيئة وتحولت إلى (ادارة) و استمرت في التدخل في الشعيرة الدينية رغم شكاوي الحجاج.. لكنها فقط تنازلت عن ملابس الاحرام والحزام والشبشب الذي كانت تصر أن يشتريه الحاج منها.. و في فترة شيدت نموذجا للكعبة المشرفة في "الساحة الخضراء" و أعلنت عن كورسات تدريبية على الطواف..