جمهورية تشاد المجموعة الفكرية للمعارضة التشادية المقيمة بمصر ===================== مذكرة صادرة عن المجموعة الفكرية للمعارضة التشادية بجمهورية مصر العربية. إن الرئيس ادريس ديبي يشكل خطرا حقيقيا بالنسبة للقارة الافريقية. تقع جمهورية تشادالتي نالت الاستقلال في عام 1960م بقلب القارة الافريقية . وتبلغ مساحتها:1284000 كيلومترا مربعا.وتعداد سكانها يقارب ال.12000000 نسمة . عاصمتها:أنجمينا. تنتمي جمهورية تشاد إلى محور الفرنك وعملتها هي الفرنك الافريقي (CFA))). لقد تعرض هذا البلد منذ فجر استقلاله إلى اضطرابات كثيرة لم يتمكن من تجاوزها حتى الآن.إن هذه الاضطرابات التي كانت في الاصل مجرد انتفاضات شعبية قد تحولت إلى تمرد مسلح .وتجدر الاشارة إلى أن السبب الاساسي لهذه الاوضاع هو الظلم اي عدم العدالة الاجتماعية. لقد أثار النظام الحالي برئاسة إدريس ديبي آمالا كبيرة عند قدومه في عام 1990م وخاصة بعد ما تم تنظيم المؤتمر الوطني المستقل في عام 1993م ولكن وللأسف الشديد سرعان ما ادرك الشعب التشادي بان هذا النظام هو من أسوأ الانظمة التي عرفتها تشاد حتى الآن . ومن المعلوم أن الموقع الجغرافي لتشاد يتيح إطلالة استراتيجية بالنسبة للمناطق الاربعة التي تحيط به. لقد ارتأت المجموعة الفكرية للمعارضة التشادية التي تتخذ من جمهورية مصر العربية مقرا لها,أن تضع هذه المعلومات تحت متناول المجتمع الدولي. هذه المجموعة المعارضة للنظام الدموي المنحرف الجائر للطاغية ادريس ديبي الذي عمم البؤس والدمار والرعب في تشاد,تتشرف بان تضع تحت تصرفكم هذه المذكرة ادراكا منها بان هذا الرجل أي ادريس ديبي الذي يفتقد كل مبدئ ديني وأدبي لا يتردد أمام كل شئ من أجل تحقيق رغباته واشباع نزعاته. ان الخطر الذي يمثله هذا النظام المارق لا يتوقف فقط عند مستوى الشعب التشادي الذي يعاني من ويلات العنف والاغتصاب والترويع واكثر من ذلك انه يتعرض للتصفيات الجسدية وفي الغالب انها تتحول الى مجازر جماعية بل يداه طالت بعض الدول الإفريقية. اضافة الى كل هذه المآسي فان النظام قد أباح لنفسه كل وسائل النهب وسلب ثروات البلد واحتكارها من قبل ديب وحاشيته. كما انه لا توجد هناك اي مساحة لاحترام حقوق الانسان في تشاد.ان الرفاهية الغير مسبوقة التي يتمتع بها ديبي وافراد عائلته قد افقدتهم كل ادراك ووعي , والجدير بالذكر ان هذه الموارد يتم استخدامها بترف وإسراف في مجالات ليس لها أي صلة بالمصلحة العامة للأمة التشادية . ونذكربان تشاد قدانضمت الى مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للنفط منذعام 2003م لكن هذا التحول لم يسهم اطلاقا في تحسن الاحوال الاجتماعية للتشاديين , بل انه زاد في حدت بؤسهم.لقد وصلت درجة الفقر بالنسبة لعامة التشاديين الى مستويات لاتطاق بينما فئة المتملقين للسلطة والذين يعتبرون الاغنياء الجدد يتظاهرون بثروات هائلة. فبالرغم من الثروة النفطية والامكانات الزراعية للبلاد مازال خطر بؤر المجاعة تخيم على كثير من مناطق تشاد,ويرجع ذلك الى عدم الادارة الرشيدة التي اصبحت سمة مفقودة لدى الحكومة التشادية. مجال الصحة يعتبر التشاديون من اكثر الشعوب في العالم تعرضا لجميع انواع الامراض بسبب ضعف البنية التحتية للصحة والنقص الحاد للأدوية وشبه انعدام العلاج المناسب الناتج عن الكفاءات الطبية المدربة والمتوفرة. يضاف الى ذلك سوء الاحوال المعيشية وعدم وجود سياسات صحية تتناسب مع الاوضاع الراهنة. مجال التعليم من دون اي مبالغة يمكننا ان نقول بان تشاد ليست بمنئى عن كارثة في مجال التعليم والتربية. ان مستوى الاهمال الذي آل اليه النظام في مجال التعليم سوف يهدد مستقبل الشعب التشاد, والطامة الكبرى لاتوجد هناك اي اهتمامات من قبل السلطات العليا لإيقاف هذا النزيف . البنية التحتية و الخدمات ان المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية وتطوير الخدمات يتم تحويلها الى اداة لاختلاس الاموال العامة وانها تستخدم فقط كواجهة لتنظيم التلاعب حيث ان المستفيدين من عملية المناقصة يتم تحديدهم مسبقا وهي شركات باسم عائلة ديبي وذويه. والجدير بالذكر انها عبارة عن شركات وهمية وبعد كسبها للعطاء تتنازل عنه لشركات مؤهلة بمقابل ثلث التكاليف الاجمالية للصفقة وان هذه الشركات الاخيرة تعوض النقص الحاصل على حساب جودة المشروع الذي يكون عرضة لعدة عيوب في نفس الوقت تلتزم السلطات المعينة بالإشراف عليه بالصمت وغض النظر.لان الاسباب معروفة سلفا والحذر لمن يحاول عن كشف قملة في رأس أصلع . لماذا لم تسبب كل هذه المآسي رد فعل من قبل الشعب التشادي؟بكل صدق ان الخوف والترويع والقمع المحكم من قبل هذا النظام الجائر هو الذي جعل الشعب التشادي منطويا علي نفسه . فمن أجل توطيد سلطاته قرر ديبي ان يتفادى تأسيس جيشا جمهوريا مترابطا ومتماسكا ليقوم بحماية الوطن واستقلاله ويساهم في بناء التنمية الوطنية . ومن المعلوم ان المؤتمر الوطني المستقل قد دعى الى انشاء جيش مترفع عن كل الشبهات ويحظى بتقدير واحترام الشعب التشادي .كما تم تأكيد هذه القرارات والتوصيات من قبل اللقاآت العامة التي نظمتهاالقوات المسلحة بانجمينا في الفترة مابين 15-20 أبريل2005. ان هذه اللقاآت مكنت المشاركين من ترجمة القرارات والتوصيات المؤتمر الوطني المستقل المذكورة اعلاها الى برنامج عملي ينتظر فقط الضوء الاخضر ليتم تطبيقه .هذا بالنسبة للمستوى المحلي,اما على المستوى الدولي فان الجهات المانحة قد قدمت مساهمة سخية من خلال برنامج نزع السلاح والتسريح واعادة الاندماج المجتمعي ((DDR ))لكن مع الاسف لقد اختار ادريس ديبي عن طريق العمد تفكيك الجيش وزجه في حروب داخلية لا نهاية لها ضد حركات التمرد التي لم يترك لها ادريس ديبي سوى خيار المقاومة المسلحة. لان كل ابواب الحوار الجاد العقلاني قد اغلقها أمام معارضيه . ومن ناحية اخرى انه لا يتحاشى عن استخدام هذا الجيش كفيلق خارجي لاستعراض ألعضلات وفي نفس الوقت لجلب مكاسب يعتبرها سلفا حكرا له من دون منازع. نلاحظ بان هذا التعند المفرض يجلب ويلات الحروب بين الاشقاء ويعرض البلاد للخطر ويهدد جميع مشاريع التنمية المستدامة. اذا ان مشروع انشاء جيش جمهوري قد ضاع في ادراج ديبي و كبدلا عنه قد فضل انشاء مليشية تتألف من عناصر منحدرة عن عائلته وعشيرته وسماها بالحرس الجمهوري. ان عناصر هذه المليشية يدينون له بالولاء الاعمى بسبب الارتباط المصيري بينه وبينهم .ان المهمة الاساسية لهذه المليشية هي:زرع الرعب والخوف في صفوف التشاديين عن طريق استخدام القوة المفرطة والعنف. وان نتائج هذه العمليات تنتهي دائما بتصفيات جسدية واغتصاب ومذابح جماعية لقد.يقوم بمساندة هذه المليشية في تنفيذ اعمالها القذرة المشار اليها اعلاه الامن السياسي المعروف بوكالة الامن القومي (ANS)التي برأت في فن الاكاذيب وترويج المعلومات الكاذبة وتلفيق التهم ونسبها إلى هذا الشخص أو ذاك بغرض تصفية حسابات تتعلق بمشاكل شخصية . ان منظومة هذه العمليات يتم دعمها بفضل موارد الدولة المحتكرة بطريقة غير شرعية في أيادي الطاغية, كما تجدر الاشارة الى ان الترويع والإرهاب يتركان المجال في بعض الاحيان للرشوة التي تطال زعماء الاحزاب السياسية المعارضة او أطر هذه الاحزاب للعدول بهم نحو الحزب الحاكم او على الاقل جعلهم احزاب راضخة لنفوذ الحزب الحاكم الحركة الوطنية للانقاذ (MPS)التي تقوم بممارسات لا تختلف عن ممارسات حزب الدولة (الحزب الواحد في الدولة). ان هذا التحكم في الشأن الداخلي قد فتح طموحات جديدة بالنسبة لديبي. ولقد أحسن بأنه أصبح مخولاً بان يلعب دورا يتجاوز الاطار الوطني .لذا فانه اعلن نفسه دونما الرجوع الى نظرائه رؤساء دول افريقيا المركزية كعميد لهم وذلك إثر وفات عمر بونقوأوديمبا رئيس جمهورية الغابون السابق. ان الزعماء الآخرين في دول افريقيا المركزية التزموا الصمت مفضلين تجاوز هذا الامر بموجب عدم إيلاء الاهمية له او الحشمة او اللامبلاة او اخيرا بالاعتراف بشئ من الادانة لديبي. ان هذا الاخير قد ترجم صمت ونظرائه كرضى منهم .لكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل لقد تجاوزه بمسافات ونسب لنفسه محيطا يعتبره حقلا محتكرا في داخل منطقة افريقياالمركزية وانه قد أرسل في هذا الصدد برسائل واضحة . ان اخوتنا بافريقيا الجنوبية كانوا هم الضحية الاولى لهذه التفاهات التي يتعاطى اليها ادريس ديبي بمنطقة افريقيا المركزية . ولكي نكون أكثر شمولية في هذه المقدمة نود الاشارة الى ان غياب القذافي قد فتح طموحات جديدة بالنسبة لديبي .انه اصبح يحلم بان يكون البديل لهذا الأخير. ان تنظيم المؤتمرات الدولية التي تستضيفها مدينة انجمينا في هذه الآونة الاخيرة يذكرنا شيئا ما بالدور الذي كان تلعباه مدينتي طرابلس وسرت في عهد القذافي. ان هذه الطموحات الغير محدودة تعكس نزعا ت الخطر الحقيقي الذي تمثله هذه الشخصية المطربة بالنسبة للقارة الافريقية , كما لايسعنا إلا ان نشير الى ان ارهاسات ديبي قد أطالت جميع المناطق الخمس للقارة الافريقية , وذلك سواء بتدخله في شؤونها الداخلية او بالإثارة التي لا تقل عن التحدي بالنسبة للبلد المعني. فالنستعرض الآن شتى مظاهر التهديد الفعلي الذي يداهم به ديبي كل منطقة من المناطق الخمس للقارة الافريقية : افريقيا الجنوبية افريقيا المركزية افريقيا الشرقية افريقيا الشمالية افريقيا الغربية 1- إفريقيا الجنوبية : بالنسبة لهذه المنطقة من القارة الأفريقية فإن إدريس ديبي لم يتردد ولو لحظة لإرسال مؤشرا قويا مستهدف به إملاق هذه المنطقة وهي دولة جنوب إفريقيا. لأنه يعتبر بأن هذه الأخيرة قد تجرأت وقامت بالتطاول على حقله المحتكر. لذا يجب أن تعطي درسا مفاده "السلام على من يستمع الى الإنذار ويعمل على حسب فحواه. وإن هذه الرسالة موجهة إلى كل من تسول له نفسه بتجاوز خطوط ديبي الحمراء. ماذا حصل بالضبط؟ تربط جمهورية إفريقيا الوسطى بجمهورية جنوب إفريقيا اتفاقية دفاع مشترك تم إبرامها في ديسمبر 2012. فبناء على هذه الاتفاقية تقوم دولة جنوب أفريقيا بتدريب وتأهيل جيش جمهورية أفريقيا الوسطى وتساهم عند الضرورة في الدفاع عن وحدة أراضيها إذا تعرضت هذه الأخيرة إلى هجوم خارجي. إذا أضفنا لهذه الاعتبارات اتفاقية مدينة لبر فيل عاصمة جمهورية الغابون التي تدعو الى وقف إطلاق النار الفوري ما بين أطراف النزاع من دون اي شرط مسبق وايضا التحذير الذي وجهته المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا المركزية عبر صوت رئيسها الحالي وهو الرئيس التشادي ديبي، إلى المتمردين والذي رسم فيه خط أحمر لا يسمح بتجاوزه. ان هذا الخط يبدأ عند مدينة دمرى التي تتمركز بها القوات المشتركة لأفريقيا المركزية والتي تتشكل من غالبية جنود تشاديين والتي يعد قوامها بسبعة مائة (700) رجل. فجميع هذه المعطيات تبرر موقف قوات جنوب أفريقيا التي أوقفت زحف المتمردين نحو العاصمة بانقى التي قرر متمردين ال. Seleka اجتياحها. لقد قرر طاغية انجمينا في هذه المرحلة بذات القيام بعملية إنقاذ المتمردين الذين تم إيقاف زحفهم إلى العاصمة بانقى من قبل قوات جنوب أفريقيا كما ذكرناه آنفا. ففي ليلة 23 إلى 24 مارس2013 قد قامت قوات إسناد تشادية مدججة بالسلاح وقوام آلياتها تتجاوز الثلاثون سيارة وبأوامر من ديبي شخصيا بكسر الحاجز عن دخول العاصمة بانقي والذي يبعد عنها ب 12كلم. والجدير بالذكر أن هذا الحاجز ترابط به قوات جنوب أفريقيا التي أوقفت زحف التمرد وذلك بناء على إرادة الطرفين حسب ما نصت عليه الاتفاقية المذكورة أعلاه. أن هذا الهجوم الذي قامت به القوات التشادية قد حظى بتواطؤ القوات المشتركة لأفريقيا المركزية التي كانت مرابطة بمدينة دمرى. كما تلاحظون أن هذا الشخص أي ديبي لا يتردد اطلاقا بحجة ضخامة الوسائل المحتمل استعمالها أو امام حجم الخسائر المتوقعة المهم بالنسبة له هو الوصول إلى هدفه. إذا أن جنود دولة جنوب أفريقيا الذين سقطوا والسلاح بأياديهم وفي أثناء مهمة بجمهورية أفريقيا الوسطى قد لقوا حتفهم برصاص من قوات الحرس الخاص لديبي وليس كما يحلوا للبعض إضلال الرأي العام بسلاح قوات ال Seleka. إذا كان هو هذا رد فعل ديبي تجاه دولة تعتبر من عمالقة القارة والتي تعتبر نفسها بأنها بعيدة المنال عن أيادي اقزام أمثال ديبي فكيف يكون الشأن بالنسبة للدول التي تشاركه نفس المنطقة أي منطقة أفريقيا المركزية؟ أفريقيا المركزية : لقد أتاحت منطقة أفريقيا المركزية جراء صمتها فرصة غير واضحة الدوافع إلى طاغية انجمينا ليلعب دور شرطي المنطقة. فلنستعرض بإيجاز التدخلات العسكرية التي قام بها إدريس ديبي في منطقة أفريقيا المركزية. نذكر أولا بأن في عام 1994 لقد طلب رئيس دولة رواندا السابق جوفنال هبياريمانا من فرنسا بموجب اتفاقية دفاع تربط بين البلدين بأن تدعمه في كفاحه ضد تمرد التوتسي الذي يهدد نظامه. لقد قامت فرنسا بتلبية هذا الطلب وقررت إرسال قوات لها إلى رواندا تحت مظلة ما عرف بعملية "تركواز" التي أصبحت حائلا حتى الآن لإعادة علاقات طبيعية بين الدولتين أي فرنسا ورواندا. وتجدر الإشارة إلى ان فرنسا تعلم جيدا بأن العملية تتضمن جانبا من العمل لا تسمح لنفسها بأن توكل تنفيذه إلى جنودها مباشرة. لذا فأنها قررت البحث عن قوات داعمة تحال إليها هذه المهمة. فعندما عرضت الفكرة إلى ديبي أبدى فورا استعداده لأنه لا ينتظر أهم من ذلك. أن هذه السانحة قد تقربه أكثر من السلطات الفرنسية من جهة وسوف يبرزها إلى نظرائه. الأفارقة خاصة هؤلاء الناطقون باللغة الفرنسية بأنه أصبح الرجل المحبوب لدى الفرنسيين من ناحية أخرى. إذا أن مشاركة القوات التشادية في الحرب الأهلية برواندا تندرج بالضبط في هذا الإطار. انها قوة تلعب دورا مكملا للقوات الفرنسية ومنوط إليها تنفيذ عمليات لا ترغب القوات الفرنسية أن تتعاطى لمباشرتها. وبالتالي يمكن القول بأن تشاد تحت قيادة إدريس ديبي ضالعة تماما في عمليات الإبادات التي تمت برواندا تحت ظل السلطة الحاكمة في ذلك الوقت. تعد هذه الخطوة أول أجراء بمثابة تدخل في شئون داخلية لبلد من دول أفريقيا المركزية. الدولة الثانية التي سجلت تدخل ديبي في شئونها الداخلية هي جمهورية الكنغو برازفيبل. ففي عام 1997 لقد عرف هذا البلد انتفاضة شعبية كان ورائها الرئيس السابق سأسو انقي سو. هذه الانتفاضة تحولت بسرعة إلى حرب أهلية .فبفضل صفته العسكرية لقد ركز سأسو اعتماده على دولة انغولا التي تمتلك قوات تتمتع بقدرات قتالية عالية. ومن ناحية أخرى أنه استفاد أيضا من مساهمة لا يستهان بها من تشاد. إن ديبي قد وضع تحت تصرف سأسو فرقة كاملة إنصحرت داخل مليشياته التي تسمى ال "cobras" الأفاعي. بفضل هذين المعيارين تمكن سأسو من تحقيق النصر على حساب خصمه إيسوبا. وبعد عام فقط من أحداث الكنغو برازافيل أي في عام 1998 لقد تعرض نظام الرئيس كابيلا الأب إلى تهديد من قبل تمرد كاد أن يطيح بنظامه. ولم يتحاش الرئيس كابيلا بأن يستنجد بإدريس ديبي الذي شخص في أوساط الحكام بأن شهيته دائما مفتوحة لعمليات المتاجرة. فسرعان ما وجدت صيغة تغطية للتدخل بالكنغو الديمقراطية. لقد تم اتفاق شفوي ما بين كابيلا، والقذافي وديبي. ومن المعلوم أن كابيلا مستعد ليدفع كل شئ في سبيل الحفاظ على سلطته ولا ننسى أن نذكر بأن الكنغو الديمقراطية غنية بثرواتها المعدنية وخاصة الحجار الكريمة وعلى رأسها ألماس الذي يحرك الشهوة فيه لكل من القذافى وديبي. فمضمون هذه الاتفاقية التي تربط الأطراف الثلاثة يتلخص كالآتي : لقد أوكيل إلى القذافي تحمل تكليف العملية. يترتب عليه بأن يدفع مستلزمات تجهيزات الفرقة التي يتم إرسالها للتصدي للمتمردين. وفي داخل هذا البند تدخل العلاوة العامة للمعيشة التي تحال إلى طاغية انجمينا بالإضافة إلى المبالغ التي يطالب بها بموجب تجهيز الفرقة. أما بالنسبة لديبي فعليه أن يبعث بقوة قادرة على إيقاف زحف التمرد وتدميره. ويرجع على عاتق كابيلا المعنى الأول بالأمر أن يقوم بعد ان يتم انقاذ سلطته بإعطاء نظيريه صفة الشريكين المميزين في استغلال الثروات المعدنية لجمهورية الكنغو الديمقراطية. لكن ويا للأسف بالنسبة للصيادين بالمياه العكرة لقد قامت ثورة بالقصر وراح ضحيتها حليفهما كابيلا. ونود أن نشير إلى أن الخسائر التي لحقت بالفرقة التشادية كانت فادحة. أن مئات الجنود قد لقوا حتفهم أثناء هذه المغامرة التي قام بها ديبي وذلك نتيجة لعدم معرفة الميدان وأيضا علينا الا ننسى حتمية المتمردين الكنغوليين الذين لم يظهروا أي أرتباك جراء مقاومتهم للتشاديين ولقد أحيطت هذه الهزيمة بالتكتم التام بناء على تعليمات طاغية انجمينا. أن عدد الجنود الذين قتلوا ما زال مجهولا حتى الآن. كما أن أسر الضحايا لم يسجلوا أي خطوة تشير إلى التعاطف معهم إزاء محنتهم من قبل سلطات البلاد. أن المواساة التي عادة ما يعبر بها إلى أقرباء المفقودين قد سقطت. إضافة إلى ذلك أن إدريس ديبي أصدر أوامره بالنسبة للجنود الذين عادوا أحياء من هذه المغامرة بأن يلتزموا الصمت التام في كل ما جرى بجمهورية الكنغو الديمقراطية في المقابل لقد تم ترقية كل فرد منهم. هذا هو سبب تعتيم ما تم في هذا الملف المأساوي. أن لعبة استعراض العضلات بأفريقيا المركزية قد بلغت ذروتها في جمهورية أفريقيا الوسطى. نذكر بأن هذا البلد قد عرف انقلابيين متتاليين لنظامه. أن النظام الأول قد جاء نتيجة لانتخابات حرة وشفافة شهد عليها مراقبي المجتمع الدولي. أن هذه الانتخابات هي التي أتت بنظام الرئيس باتاسيه الذي اطاح بحكمه اللواء فرنسوي بوزيريه وذلك بفضل الدعم السخي الذي قدمه اليه ديبي. ويمكن القول من دون أي مبالغة بأن القوات المبعوثة من انجمينا هي التي زحفت إلى بانقي العاصمة وأن عناصر الجنرال بوزيريه قد اكتفت بالدور المكمل. لماذا هذا التحامل ؟ نذكر بأن الرئيس باتاسيه كان من اكثر المقربين الى ديبي بالنسبة لرؤساء افريقيا المركزية. ولقد بدأ أن يتمكن من معرفة الرجل وأنه وصل إلى يقين جازم بان ديبي يظهر طموحات غير محدودة. لذا قرر بأن يترك مسافة فيما بينهما ويقترب في نفس الوقت من زعماء أفارقة آخرين جديرين بأن يتصدوا لجنوح ديبي الذي يرمى إلى تحويل باتاسيه كتبعي بالنسبة له. لم يجد في هذا الصدد احسن من العقيد القذافي ليقوم بهذا الدور. لكن ربما أنه لم يستحضر بأن ديبي هو الذي ذكاه لدى القذافي. إذا فبالنسبة للمزكي تعتبر هذه الخطوة جريمة لا تغتفر. فعندها تم اتخاذ قرار الاطاحة به. ففي عام 2003 أثناء انعقاد اجتماع رؤساء الدول الأعضاء بتجمع دول الساحل والصحراء (س/ص) بمدينة نيامي عاصمة جمهورية النيجر، تم إبلاغ الرؤساء بأن القوات المناوئة للرئيس باتاسيه قد وصلت الى مشارف العاصمة بانقي. يعتبر هذا الوضع مفاجأة للجميع. وأن انقاذ نظام الرئيس باتاسيه أصبح مهمة شبه مستحيلة. ففي أثناء هذه اللحظات لم يتوارى الرئيس ديبي أن يقوم بتضليل باتاسيه ويعلن أمام نظرائه بأنه سيقوم بمساعدة أخي باتاسيه لقلب الموازين لصالح هذا الأخير في الوقت الذي أنه يدرك تماماً أن قلب الموازين لصالح باتاسيه أصبح مستحيلا. أن الأسباب نفسها لا تولد ألا النتائج التي سبقت وأن افرزتها. لقد تم تنصيب الجنرال بوزيريه رئيسا للسلطة في بانقي في عام 2003 وأنه أصبح يدير بلاده بتوجيهات تصدر له من انجمينا. لكنه مع مرور الوقت بدأ يشعر بأن ثقل التبعية أصبح لا يطاق. فحاول أن يفك الخناق وذلك بفضل التقرب من بعض الدول التي تتمتع بوزن يمكن الاعتماد عليه في حالة ردة فعل سلبية من قبل ديبي. لقد وقع اختياره في هذا الصددعلى ليبيا في عهد العقيد القذافي وجنوب أفريقيا. مع هذه الأخيرة وصل به الحال إلى أن أبرم معها اتفاقية دفاع مشترك. لكنه تجاهل في نفس الوقت بأن ديبي يتابعه عن كسب وأنه بصدد رصد الخلل الأول ليتخلص منه. أن هذه الفرصة قد وفرها له سقوط القذافي الذي كان يتجنب مواجهته حفاظا على مصالحه العملاقة التي يتحصل عليها من طرف هذا الأخير. لكن الحذر مع دولة جنوب أفريقيا لم يكن على المستوى المطلوب لأنها تجهل نوعاً ما الرجل الذي نصب نفسه عميدا لأفريقيا المركزية. لذا انها لم تكترث بالتهديدات التي يظهرها ديبي لجمهورية أفريقيا الوسطى. كل هذه الاعتبارات دفعت بالجنرال بوزيريه الى أن يسلك يوم 24 مارس 2013 نفس الطريق الذي خطاه له سلفه باتاسيه. المرحلة الأولى وهو في طريقه إلى المنفى انه قد ارسى بالكامرون. اليوم أن تحالف ال SELEKA هو الذي في سدة الحكم بجمهورية أفريقيا الوسطى. وأن هذا التحالف كما هو معلوم حظى بدعم سخي من قبل ديبي وبالأحرى أن ديبي هو الذي أتى به إلى الحكم. لكن تجدر الإشارة الى أن السيف الذي أطاح برأس إسلافهم بدأ يلوح على الأفق. أن هذا السيف يطلق عليه اسم عبد الله مسكين. وأن هذا الأخير كان حليفا موضوعياً للمتمردين الذين يسيطرون الآن على السلطة بجمهورية أفريقيا الوسطى. أن هذا الرجل أي عبد الله مسكين يعتبر من الد المعارضين لنظام بوزيريه. لأنه أحد المقربين إلى باتاسيه وبالتالي أنه يعتبر بوزيريه هو مصدر ماساتهم. فبرغم من هذه الاعتبارات التي من شأنها أن تدفع به إلى الاندراج داخل صفوف الحكم الجديد ببانقي إلا أنه فضل الابتعاد. وأكثر من ذلك أنه بادر بشن أول عداء على السلطة الجديدة. وعلى حسب مصادر موثوقة لقد تم تسليحه بطريقة سرية من قبل ديبي ونصحه بأن يبتعد عن السلطة الجديدة حتى يتمكن ناصحه بأن يتأكد من ولاء الحكم الجدد بالنسبة له. وفي حالة رصد ابسط ثغرة فانه سيكون الحصان البديل هذه هي الحالة التي خلقها ادريس ديبي بإفريقيا المركزية. فما هي طموحاته بالنسبة لأفريقيا الشرقية خاصة من خلال جارته السودان؟ 3- إفريقيا الشرقية : لقد فخم إدريس ديبي بطريقة مبالغا فيها مبرر تواجد ثورة مسلحة تشادية تقوم بعمليات في شرق تشاد. وأن الهدف من التفخيم المبالغ فيه هو اتخاذ هذا الامر كذريعة يستغلها للتدخل في شؤون السودان. نذكر بأن غداة المؤتمر الوطني المستقل الذي تم تنظيمه بتشاد عام 1993 معظم التشاديين قد عبروا عن استيائهم من موقف ديبي الذي اختار عنوة تجاهل قرارات المؤتمر التي زرعت في نفوسهم آمالاً قوية منها خروج تشاد إلى بر الأمان والعيش من جديد في أجواء سلم ووئام. لكن مع الأسف أن هذه القرارات والتوصيات قد خضعت للتفادي أو إنها سلخت من مضمونها و لقد حكم عليها بالتجاوز. بمعنى آخر أن البلاد قد رجعت إلى نقطة البداية. وكان ديبي دائما يتباهى بأنه أطاح بنظام حسين هبري بالقوة. إذا أنه ليس مستعد على اطلاق بأن يقوم بإقرار نظام مؤسستي ديمقراطي يحرمه من تحقيق طموحاته الشخصية. أي فرض نظام دكتاتوري يمنحه كل السلط. بمعنى أوضح إنشاء نظام شخصي لا يفرض عليه أي محاسبة من أي جهة كانت. لذا فإنه من أجل تحقيق هذا المخطط قرر الاعتماد على عشيرته التي تضع الامتيازات التي تجنيها من هذا الوضع فوق اعتبار كل انفتاح. والطامة الكبرى فإن ديبي لا يتردد بأن يلوح جهارا بأنه لم يصل إلى السلطة عن طريق تذكرة طيران شركة Air Afrique لكنه وصلها عن طريق القوة. إذا فان هذا الوضع يخوله بأن يمارس السلطة على حسب نزعاته وليس بناء على قرارات وتوصيات المؤتمر الوطني المستقل. فكرد فعل لهذا الموقف الاستبدادي الكثير من التشاديين قاموا بتأسيس بؤر تمرد في شتى أنحاء البلاد في الشمال، في الجنوب، في الشرق وفي الغرب. من ضمن كل هذه البؤر للتمرد لقد ركز إدريس ديبي بصفة خاصة على التمرد الذي يتخذ من الشرق منطلقا له. لأن هذا الموقع يتيح له فرصة تحقيق حلم يسكنه. هذا الحلم هو التدخل في الشئون الداخلية للسودان الذي توجد به شريحة كبيرة من بني عمومته لكنهم سودانيين وهم أيضا يطمحون في لعب دور مميز في إطار وطنهم. كما تجدر الإشارة الى جانب آخر بأن السودان قبل انفصال جنوبه يحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة في القارة الأفريقية. وأن ديبي يحلم بأن يحوله إلى قزم سهل المنال و السيطرة عليه. فبناء على كل هذه الاعتبارات لقد قرر ديبي كمرحلة الأولى دعم حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور. لكن عندما لاحظ بأن هذا الأخير يعيش بأوروبا فأنه يعتبر بعيداً عنه وبالتالي يصعب على ديبي الانفراد بتوجيهه على حسب ما يحلو له. فهذا الوضع دفعه إلى فك صف حركة عبد الواحد محمد نور وترتب عن ذلك ميلاد جناح جديد باسم نفس الحركة لكن يتزعمه منى اركو مناوي. أن هذه التجربة الأولى لم ترقي إلى مستوى امنيات ديبي. لذا أنه قرر تأسيس تمرد جديد بقيادة عناصر منحدرين من بني عشيرته الذين يقيمون خلف الحدود التشادية اي بالسودان. هؤلاء يمكنهم أن يتحركوا حسب توجيهاته التي تراعى بناء على اعتقاده مصالح العشيرة سواء كانت بالسودان وبتشاد. فهكذا تم ميلاد حركة العدل والمساواة بزعامة المرحوم دكتور خليل إبراهيم. ومن المعروف أن طموحات حركة العدل والمساواة كانت واضحة وضوح الشمس وهي تتلخص في الاطاحة بالنظام الحاكم بالخرطوم وبالتالي تفتح الباب على مصراعيه لنفوذ القبيلة تحت رئادته كما هو معلوم إدريس ديبي الذي يكتسي بذلك حق الحياة أو الموت على كل شخص يقيم سواء بتشاد أو بالسودان. يعتبر الهجوم على مطار الفاشر نقطة الانطلاقة الحقيقية بالنسبة لحركة العدل والمساواة في مشوارها الرامي الى الاطاحة بالنظام في الخرطوم. ويذكر بأن هناك ثمانين (80) سيارة مسلحة قد شاركت في هذا الهجوم بقيادة الحرس الشخصي لديبي. بفضل هذا الوليد الجديد في ساحة المعارضة للنظام السوداني قد تمكن ديبي من الحصول إلى ما كان يتمناه لزحزحة السلطة السودانية. فمن اجل تمهيد الطريق أمام السند الجديد لسياسته بالسودان لقد ركز ديبي على الخدمة التي تقدمها له المنظمات الغير حكومية الوهمية في غالب الأحيان. أن المهمة التي أوكلتها انجمينا إلى هذه المنظمات هي أن تعمل كل ما في وسعها من أجل ألتشكيك في مصداقية نظام السودان. عليها إذا من خلال شهادات مصطنعة أو متخيلة، لها صلة بالإبادات الجماعية والمقابر الجماعية والاغتصاب والقتل والتعذيب وجرائم الحرب التي قام بها نظام السودان أو المليشيات التي تدعمها الخرطوم ضد السكان المحليين بدارفور، أن ترفع تقارير حولها لتهز بها ضمائر المجتمع الدولي. ومن المعلوم أن الغرض من كل هذه الجهود هو إثبات التهمة ضد نظام الخرطوم وعلى رأسه الرئيس عمر حسن البشير بارتكاب جرائم حرب. أن هذه العملية كلفت تشاد مئات المليارات من الفرنك الافريقي لكنها في نهاية المطاف مكنت ديبي من تحقيق حلمه وهي التهمة الموثقة ضد الرئيس السوداني من قبل المحكمة الجنائية الدولية. كما يجب أن نذكر في هذا السياق بأن المدع للمحكمة الجنائية الدولية في ذاك الوقت قد حل ضيفا عدة مرات بانجمينا وأن هذه المراودة قد أتاحت له فرصة القيام بمهام سرية بدارفور تحت حماية تشادية. فبعد هذا العمل التمهيدي لابد من القيام في المرحلة التالية بزخرة نظام الخرطوم حتى الوصول إلى الاطاحة به. فمن أجل تحقيق هذا الهدف لقد القيت كل ميزة ما بين قوات حركة العدل والمساواة والحرس الخاص لديبي. فإن قوات العدل والمساواة ترقي إلى نفس التسهيلات وتتمتع بنفس التجهيزات التي تخصص لعناصر القوة المكلفة بحماية ديبي. فانطلاقا من هذه الوضعية ان قوات حركة العدل والمساواة قد شاركت وأزرت قوات الحرس الخاص كلما تعرضت هذه الأخيرة الى هجوم من قبل التمرد المسلح التشادي. وتجدر الإشارة إلى أن هجوم مدينة ام درمان الذي كاد ان يغير موازين الأمور بالخرطوم قد شكل إبرازا صارخا لقوة حركة العدل والمساواة وذلك بفضل الدعم السخي والمتنوع الذي قدمه لها ديبي بما فيه الموارد البشرية. أن قوات حركة العدل والمساواة قد تحولت مع مرور الزمن إلى أداة يستعملها الرئيس التشادي كما يحلو له. نذكر في هذا السياق تدخلها بجانب قواته في ليبيا من أجل إنقاذ نظام القذافي. أن هذه العملية كانت مخططة ومحكمة من أولها إلى أخرها من قبل طاغية انجمينا. أن مشاكل السودان المنسوبة إلى ديبي لا تنحصر فقط في أحداث دارفور بل أن يد ديبي الخفية قد لعبت دورا نشطا بفضل الدعم المادي والمعنوي في عملية انفصال الجنوب. وحاليا أنه يشجع القوات الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال التي تقاتل بجنوب كردفان والنيل الأزرق بأن تكثف من عملياتها المسلحة ضد نظام الخرطوم. وأخيرا نشير في هذا المجال الى أن ديبي هو الذي كان السبب في سوء التفاهم الذي شاب العلاقات ما بين دولة إرتريا والسودان. دولتين شقيقتين تقعا كلاهما بمنطقة شرق أفريقيا و تجمع بينهما روابط لا يجهلها التاريخ. فمن أجل البلوغ إلى ما يصبو إليه اقام ديبي علاقة صداقة تربطه بنظيره أسايس أفاوركيه. والغرض المنشود من هذه العلاقة هو دفع هذا الأخير الى الابتعاد عن الخرطوم بحجة مبررات مختلفة مدعمة بأمثلة هو الوحيد الذي يجيد تأليفها فكان هذا هو السبب الذي أدى إلى فتور ملحوظ مرت به العلاقات السودانية الارترية . هذا هو الأسلوب الذي يحبذه ديبي ليشكر به من أحسن إليه. وأنه لا يتوارى من ان يضع إلى الامام نكرانه للجميل. كما تلاحظون ما تطرقنا إليه يشكل بدون شك خطرا حقيقيا قد هيمن وما زال يهيمن على هذا الجزء من القارة. فهل منطقة شمال أفريقيا أمنت من أن تطالها يد ديبي؟ 4- أفريقيا الشمالية : توجد هناك عدة أوجه تشابه بين الرجلين أي العقيد معمر القذافي وإدريس ديبي .لكن علينا ان نتوقف على هذه النقطة التي تبدو لافتة للنظر وهو الحذر الغير محدود تجاه الجيش الذي يلاحظ عند الرجلين. لقد قام العقيد القذافي قبل ديبي بتفكيك جيشه واختار بدلا له تأسيس ما يسمى بالكتائب التي يقودها أبنائه. فخلافا لهذه النقطة التي تؤكد بالفعل التقارب في التصرف ما بين الرجلين، فإن العلاقات ما بينهما والتي تبدوا حميمة وأحيانا يشيبها نوع من التواطؤ هي في الواقع علاقات مبنية على المراوغة والرشوة. فكلا الرجلين يعرف جيدا في مجاله أن يلعب دوره بمهنية.لقد قام ديبي فجر وصوله إلى الحكم بفضل مساعدة خصوم هبري من ضمنهم القذافي بتكليف فريق خبراء يضم تشاديين وأجانب ليعد له ملف متماسك يمكن تقديمه عند الضرورة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بغية التصدي لأفكار القذافي التوسعية. هذا الموقف يؤكد تماما بأن ديبي بصفته كتلميذ لهبري لا يمكنه أن ينسى طموحات القذافي بالنسبة لتشاد. أن الملف المطلوب إعداده يجب أن يبرز الدمار والماسي التي سببتها قوات القذافي عندما كانت هذه الاخيرة تحتل شمال تشاد بحجة الدعم الذي تقدمه إلى قوات الحكومة الوطنية الانتقالية (GUNT). أن حجم الدمار كان مروع ويمكن أن يؤدي إلى إلحاق التهمة الى العقيد القذافي بارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وأثر إعداد هذا الملف قام ديبي بإبلاغ القذافي بأنه قد ورث من النظام السابق أي نظام هبري ملف متماسك ودامغ يمكن أن يضع النظام الليبي في موقف حرج إذا ما تم تقديمه إلى مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة. لقد أدرك القذافي خطورة الموقف وبرزت على وجهه علامات الخوف. انتهز ديبي هذه الفرصة وقام باقتراح المساومة إلى نظيره. ومفادها أن ديبي يعكف عن تقديم هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي وفي المقابل يضع القذافي تحت تصرف ديبي إمكانيات مالية كلما هذا الأخير أبدى رغبة في ذلك. بالإضافة أن على القذافي التعهد بأن يتفادى معارضة إدريس ديبي خاصة بالنسبة لمواقفه التي لها صلة بجيرانه في منطقة أفريقيا المركزية. ويلاحظ بأن ديبي قد طبق هذا البند من الاتفاقية التي ابرمها مع القذافي وذلك بمساندته الشبه معلنة لمتمردي جمهورية أفريقيا الوسطى الذين أطاحوا بنظام باتاسيه. كما علينا أن نلاحظ بأن الدعم الذي قدمه إدريس ديبي إلى القذافي لمقاومة الانتفاضة بليبيا لا يهدف اطلاقا انقاذ نظام القذافي. بل بالعكس أنه كان يرمي إلى وضع اليد على الإمكانيات الهائلة التي اضطر القذافي إلى إيداعها إلى صديق مخادع. وبالفعل فإن ديبي لم يتردد ولا لحظة لتحويل هذه الإمكانيات إلى ملكية خاصة له. كما أنه انتهز هذه الفرصة ليجهز جيشه وأيضا قوات حلفائه بحركة العدل والمساواة التي شاركت معه في هذه المغامرة. فتجدر الإشارة الى أن الآليات المتحركة التي وضعها القذافي تحت تصرف قوات ديبي بدافع مقاومة الثوار الليبيين تستعرض الآن كعتاد تجهيز جديد حصلت عليه قوات الحرس الخاص لديبي. في الخلاصة يمكن القول بأن الدموع التي سالت من عيني ديبي اثر وفاة القذافى هي في الواقع دموع تمساح. إن ديبي لا يحمل إطلاقا القذافي في قلبه وكلما يقوم به لإرضاء هذا الأخير يرمى إلى غرض ويندرج بطريقة محكمة في إطار المساومة التي اشرنا إليه أعلاه والتي تقيد الشخصين. وأن التصريح الأخير الذي أدلى به ديبي لقناة الجزيرة يعكس بكل المقاييس العلاقة التي تربط بين ديبي وصاحبه القذافي. أن ليبيا التي كانت بالأمس البقرة الحلوب دخلت في حيز الماضي. فبعد ثورة 17 فبراير 2011 أن السلطات الجديدة في هذا البلد لا تشكل مصدر ثقة بالنسبة لطاغية انجمينا كما تأكد له بأن هذا البلد لن يرزح مرة أخرى بعد هذه الثورة تحت اقدام دكتاتور جديد. لأن الثمن الذي دفعه الشعب الليبي من أجل الإطاحة بالقذافي هو على مستوى الاستحالة من الرجوع إلى الخلف. وأن ديبي متيقن تماما بأن الخيار الوحيد بالنسبة للشعب الليبي هو أرثاء نظام ديمقراطي. كما أن ديبي لا يمكن أن يتجاهل التجاوزات التي قامت بها قواته وقوات حلفائه بحركة العدل والمساواة (قتل، اغتصاب، تعذيب، ترويع، سرقة الخ) في المدن الليبية وخاصة مدينة مصراتة. أثار هذه الو ثمة لن تغادر أذهان الليبيين ابداً. فجميع هذه الاعتبارات تثير حركة الهروب إلى الأمام التي يحاول أن يتفنن فيها ديبي مطبقا في ذلك مقولة "الهجوم أهم وسيلة للدفاع". لذلك أنه يدعي بأن ليبيا قد وضعت تحت تصرف التشاديين معسكرات للتدريب العسكري ويذهب أبعد من ذلك ليلوح بالتهديد بأنه سوف يطالب من ليبيا بتعويضات لها صلة بمليون لقم تم زرعها من قبل القوات الليبية في شمال تشاد في عهد نظام القذافي. هل هذا يعني أنه يحاول إبراز المساومة التي تربطه بالقذافي وإنه على استعداد لإعادة الكرة إذا وجد التجاوب المطلوب من قبل السلطات الجديدة في ليبيا؟ عملية تستحق المتابعة. وعلينا ألا نسى بأن نشير إلى أن ديبي قد حاول استغلال قضية الصحراء الغربية بإرساله مؤشرات براقة تارة إلى الجزائر وأخرى إلى المغرب. فبالنسبة للجزائر التي تربطها علاقات دبلوماسية منذ زمن طويل مع تشاد وعلى مستوى سفارتين بالجزائر وبانجمينا، يلوح ديبي الى مسؤليها بإقامة شراكة مميزة في شتى المجالات. أما بالنسبة للمغاربة فانه يقترح لهم سحب تشاد اعترافها بجهة البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر. ومن المعلوم أن كل هذه المناورات غير صادقة. إنها ترمي إلى هدف واحد هو الحصول إلى مكاسب مادية من قبل الطرفين. لكن رد فعل الجزائر التي تعرف نقاط ضعف ديبي لم يترك له فرصة لتحقيق مأربه. وأنه اضطر إلى التراجع من سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو. لولا النضج والحذر الذين تبتسم يهما دبلوماسية البلدين المغربين لأدت هذه الحالة إلى توتر العلاقات وأضافت في حدة التأزم فيما بينهما. هل أفريقيا الغربية أمنت من شر ديبي ؟ 5- أفريقيا الغربية : هل يمكننا أن نفترض جدلا بأن جمهورية التوغو في عهد إياديمة الأب تعتبر الأكثر هشاشة بالمنطقة خاصة في الساعات الأخيرة لحكم إياد يمه ألأب. يمكن الإشارة إلى أن حكم اياديمه في اللحظات الأخيرة قد تعرض لمناوئات كادت أن تؤدي إلى الإطاحة بنظامه. فنظرا لخطورة الوضع وبناء على الشك الذي يراوده بالنسبة لإخلاص جيشه فإنه قرر سرا الاستعانة بطاغية انجمينا. فإن هذا الأخير لم يتردد ولو لحظة لإعطاء موافقته المبدئية. و لقد تم بسرعة تحديد الترتيبات العملية اللازمة لتدخل قوات ديبي .كما تم ايضا تحديد مصالح كل طرف. فالظرف هو لديبي ولاياديمه إنقاذ حكمه. تعتبر هذه الاتفاقية مرضية وناجحة بالنسبة للطرفين لكن حصيلتها من ناحية الخسائر البشرية في أوساط المناوئين التوغوليين كانت جسيمة. أن نجاح هذا التدخل في شئون جمهورية التوغو وخاصة ما جناه من ثمار بالنسبة لديبي قد أثار أطماعه. فبدأ يبحث عن عمليات مماثلة أينما وجدت دون الاكتراث بالمواثيق الدولية والخلقية. فكان يترقب متى مثل هذه الفرصة تتاح له مرة أخرى؟ أن هذا التمني تحول إلى حقيقة بفضل لوران باقبو رئيس جمهورية ساحل العاج السابق. لقد قام باقبو في ذروة حربه الأهلية بزيارة رسمية إلى انجمينا عاصمة تشاد. وفي أثناء هذه الزيارة طلب دعما عسكريا من صديقة ديبي. فعدم وجود اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين جعل الرجلين بأن يخلصا الى اعتماد الصيغة التي استعملت مع التوغو. فخوفا من رد فعل فرنسا التي تشارك هي الاخرى في هذه الحرب الأهلية لكن لصالح الطرف المناوئ لباقبو دفع ادريس ديبي الى ان يقرر صهر المجموعة القتالية التشادية داخل مليشية باقبو لكي لا يتم تشخيصها. وفي كل الأحوال لقد تمكن ديبي من الحصول إلى ظرفه أما باقبو فكانت نهاية مغامرته معروفة. أن الهلع لجمع الأموال ليس له حدود بالنسبة لديبي. فهذا الامر جعله شبه أطرش وأعمى تجاه المخاطر التي يمكن التعرض إليها. لقد أكدت هذه الممارسة العملية التي رتبها ديبي والتي كادت أن تهز مملكة البحرين وهي تزوير عملة هذا البلد. يذكر بان رغم تدخل الكثير من الدول لإخماد هذا الأمر فان مملكة البحرين لم تقرر تجاوزه قبل محاكمة الجناة. نفس المنطق قد ساق ديبي إلى القيام بتنفيذ مخطط حاكم ولاية شمال نيجيريا الأسبق. لقد قام هذا الأخير باعتراض على حسب أسلوبه لخلافة المرحوم عمرو يرادوا رئيس نيجيريا الراحل من قبل نائبه قودلوك جوناثان المسيحي. يهدف المخطط إلى إثارة حالة انتفاضة في الجزء الشمالي بنيجيريا كوسيلة تمكنه من الضغط على الحكومة الفدرالية. فمن أجل تنفيذ هذا المخطط لقد اعتمد حاكم ولاية برونو إستيت على موقف المتشددين الإسلاميين الذين يناشدون بتطبيق الشريعة الإسلامية في الجزء الشمالي من جمهورية نيجيريا الاتحادية. علما بأن هذا الجزء يعتبر معقل لهم. فهكذا ولد الجناح العسكري للمتشددين الإسلاميين والذي يعرف ببكوحرام فالأسلحة والذخيرة التي تستعمل من قبل هذه الحركة تصل إليها من تشاد. وإن إدريس ديبي بحكم وفائه لمواقفه المذكورة أعلاه شريك فاعل في تنفيذ هذا المخطط. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحركة قد خرجت من سيطرة من يقوم بتزويدها بالأسلحة والذخيرة. فعندما حاول ان يؤطر نشاطها كاد أن بفقد حياته. لكن هذا الأمر لا يرقى إلى تغطية الجريمة التي قام بها والتي تطال بدون ادنى شك شريكه. إذا أن مسئولية الشريكين قائمة وان السلطات النيجيرية لها الخبرة والدراية للتعامل مع هذا الملف. علينا أن ننتظر ثم نرى. أن تدخل تشاد بجمهورية مالي يمكنه أن يحقق إجماع حوله إذا كان ديبي الذي قرره في أجواء هرولة عرف أن يضع الشكل الملائم وبهدف واحد هو "إنقاذ مالي". يجب التذكير هنا بأن القارة الأفريقية مقسمة على خمسة مناطق بشهادة الاتحاد الأفريقي ومعروفة دوليا. فبناء على هذا المنطق يجب على كل دولة تتعرض لمشاكل أن تطرح بالأولية الأمر إلى المنطقة التي تنتمي إليها. تقوم المنطقة المعنية بدراسة الموضوع وعند الضرورة ترفعه إلى مستوى الاتحاد الأفريقي لإيجاد الحلول المناسبة وذلك بالتشاور مع المنطقة. فهذا المنطق هو الذي دفع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بأن تهتم هي الأولى بملف مالي. ثم أحالته في مرحلة لاحقة إلى الاتحاد الأفريقي عندما لاحظت خطورة الوضع. لقد أكد الاتحاد الأفريقي بدوره بأن الوضع يتخطى بتداعياته خاصة المالية حدود القارة. لذا قرر إسناده إلى مجلس الأمن بالأممالمتحدة وأيضاً إلى الاتحاد الأوروبي. يجب فعلا الاعتراف بأن دول المنطقة لم يظهروا السرعة اللازمة لمعالجة الموقف. لكن هذا لا يعني أن المجال اصبح مفتوحا أمام استعراض العضلات لدولة أخرى وبالأخص إذا كانت هذه الاخيرة لا تنتمي إلى المنطقة المعنية بالأمر علما بأن عدم التسرع له ما يبرره. تفسر دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا هذا التأخير بأهمية البحث عن الجانب اللوجستي للعملية لأن هذا الجانب سوف يعيق انتظام العملية إذا لم يتم تأمينه ذلك حتى ولو تم إرسال القوات إلى مالي. لذا فإن زعماء المنطقة قد كثفوا جهودهم من أجل التأكد من تأمين المعضلة قبل القيام بإرسال ونشر القوات بالمالي. كما يجب بأن نقر ان هذا الموقف العقلاني وألا نسخر به خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الركود الاقتصادي عالميا .إذا فأن الحشمة تملى على تشاد بالا يشعر بأن لديه الحق في تجاوز الدول المعنية الأولى حتى الوصول إلى درجة الاستفزاز. فالتضامن الأفريقي الذي يجب إبرازه من قبل الجميع يفضل أن يكون خالياً من ذوق السخرية. إذا كان إرضاء فرنسا يعتبر شئن لكل دولة فيجب إظهاره أن يكون في غطاء التواضع والاحترام واللياقة تجاه الدول الأفريقية الأخرى. أن استعراض العضلات الذي قام به ديبي بشمال مالي لا يبهر احد. أن البهلوانية والاجهار لن يرفعا من شئن أحد. فكلما أتصف الإنسان بالبساطة كلما كسب تقدير واحترام الآخرين وصار املاقاً في أعينهم. فقبل أن نختم هذا الفصل اسمحوا لنا بأن نشير إلى ما قام به السيد ديبي. لقد قرر سحب قواته من مالي وأن هذا القرار يبرهن بالفعل عن طبيعة الرجل التي تطرقنا لها أعلاه. أن هذا الرجل متأرجح وليس لديه أي مبدأ. كل شئ يقوم به له صلة بالمصلحة. وعندما يدرك بأن الدافع الذي حمله ليشرع بعمل ما غير موجد فأنه لا يتردد لحظة واحدة لينسحب هذا ما قام به في مالي. أن الممولين لم يظهروا حماساً لضخ الصناديق التي تغذي تكلفة عملية "أنقذوا مالي" فان هذا التماطل يشكل بالنسبة لديبي ذريعة كافية ليقرر سحب قواته. فمن باب الواجب والحب الذي نكنه لقارتنا التي نتمناها سالمة، مستقرة، قوية ومزدهرة ارتأينا ضرورة مسح هذه الخريطة المقتضبة ووضعها تحت تصرفكم. فكلنا أمل بأن أفريقيا التي تجاوزت كل عقدة بألا ترضى من الآن وصاعدا أن أبنائها أين كان موقعهم الاجتماعي أن يتجرءوا دون عقاب تشويه سمعتها. وأن الوقت قد حان بالنسبة للاتحاد الأفريقي بان يبدي اهتماما ليس فقط من اجل احترام حقوق الإنسان في القارة بل ايضا بتطوير ممارسة الحريات من خلال إرساء أنظمة ديمقراطية. كما يجب على الاتحاد أن يكون حريصا بالنسبة لمراقبة مرآت الأدب والخلق الحسن تجاه هؤلاء الذين لديهم مقاليد الحكم والمسيطرين على مصير شعوب القارة. نطالب المجتمع الدولي بأن يولى اهتماماً خاصاً لشعب تشاد الذي يرزح تحت ويلات نظام جائز بقيادة رجل لا يتراجع تحت أي ظرف للتمسك بالسلطة. أن التشاديين خاصة هؤلاء الذين يرفضون عدم العدالة وغياب الإنصاف يعولون كثيرا على هذا المجتمع ويأملون في أنه سيأخذ تطلعاتهم في الاعتبار ويساعدهم في قلع هذا الخطر وبسط السلم في ربوع تشاد. نذكر من ناحية أخرى بأن بلادنا تشاد تشكل ملتقى للحضارات. يسكن بها شعب صحيح فخور بنفسه لكنه مسالم ومنفتح ومضياف. وأن طموحات هذا الشعب تسمى العدالة وهي الشرط الراسخ للسلام والحرية واحترام حقوق الإنسان ثم إرساء الديمقراطية. فواجبنا هو العمل من دون هوادة لتحويل هذه الطموحات إلى واقع ملموس. أن على تشاد أن تعمل لاكتساب صورة محترمة وضرورية لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية. كما يجب عليها بالإضافة الى ذلك أن تضع نفسها بسرعة تحت تصرف القارة الأفريقية لتشارك بمساهمتها لأنها كانت طيلة هذا الزمن مهمشة وذلك نتيجة لفقدان سياسة حرفية التي كانت مفقودة لدى قادتها خاصة الحاليين منهم. أن بلدنا تشاد مستعد ليأخذ مجاله في إطار مسيرة القارة الأفريقية نحو تأسيس الولاياتالمتحدة الأفريقية. أن هذا الهدف السامي هو حلم الأفارقة بشتى أجيالهم. ففي الختام نحن المجموعة الفكرية للمعارضة التشادية المقيمة بمصر نطلب بإلحاح من المجتمع الدولي وبالأخص من الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، الأممالمتحدة، جامعة الدول العربية، فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية بأن يقوموا مشكورين باستعمال جميع مصادر نفوذهم للفرض على ديبي تنظيم طاولة مستديرة شاملة لحل المشكل التشادي بصفة نهائية. حرر المجموعة الفكرية المنشط آدم حسن عيسى البريد الإليكتروني: [email protected] رقم الهاتف: 00201092977043 - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : Dernière version arabe du Mémorandum..doc