المعارضة الوطنية المدنية منها والمسلحة تتبنى خطا واضحا لإسقاط النظام كحل للواقع السياسي السوداني ، ويبدو أنهم حزموا أمرهم موقنين بضرورة التغيير الشامل لتحل دولة أكثر إحتراما وقدرة على مواكبة التطور الذي تشهده السياسة العالمية والتغيير في الخارطة السياسية الإقليمية ليعود للسودان دوره التاريخي في المنطقة وليكون رأس الرمح في ثورة التقدم والتنمية والبناء الجميع يعلم بأن الشعب السوداني حينما خرجت أولى ثوراته لإزالة النظم الديكتاتورية كانت بقية الدول العربية والافريقية مازالت ترزح تحت ديكتاتوريات أكثر ظلما وفتكا ، بمعنى أن الشعب السوداني يتقدم على شعوب المنطقة بآلاف السنوات الضوئية ، وقد عرف المواطن السوداني بأنه الأكثر وعيا و إهتماما بالعمل العام الطوعي الوطني السياسي وظل في قمة الثقافة والوعي والسعي نحو التحرر والبناء أفقيا ورأسيا يعلم أهل الإنقاذ قبل غيرهم بأن اللعبة السياسية قد وصلت نهايتها ومن المستحيل الإستمرار أكثر في المشروع الحضاري الفاشل بكل مقاييس السياسة والإقتصاد والمجتمعات ، وان البلاد على وشك التلاشي تماما من الوجود في واقع يتحرك في إتجاه النمو الإقتصادي والعلمي معتمدا على كادره البشري وامتد ليستقطب الكادر البشري من أي مكان في العالم ليبني موقعه متميزا تحت الشمس ، في حين أن السياسة الإنقاذية أفرزت حالة نزوح للكادر البشري من بلد إنعدمت فيه سبل العيش لغير المفسدين والشحادين على مائدة الحكام من ذوي القربى مما أدى الى ظهور أمراض الجهوية والمناطقية والعنصرية والقبلية التي قضت على الأخضر و اليابس حتى الموقف السياسي السوداني تعرض لكمية من العوامل التي أسهمت في تنوع تجاربه النضالية ضد نظام يدعي أنه مفوض من قبل الله تعالي بقتل العباد وإستباحة البلاد ارضا وشعبا وثروات ، مما أضعف الإقتصاد وأضعف النظام نفسه لانه كان يقوم ببتر ذاتي لمبادئه الأيدلوجية كلما وقعت مصيبة تحت مسمى واحد "فقه الضرورة" ووصلت به اللامبدئية حد أنه قبل باموال الربا وهو يدعي تطبيق شرع الله في الأرض لم تعد أكذوبة الدين تنطلي حتى على أبناء النظام انفسهم والمغرر بهم الذين كانوا يدفعون الى الحروب الداخلية بمفاهيم دينية مقدسة على الرغم من أنها لا هدف لها سوى بقاء النظام على كراسي السلطة والإستفادة من موارد البلاد لخدمة أشخاص معدودون ومعروفون للكل ولا شئ يخفى على فطنة المواطن السوداني الذي عركته التجارب وصقلته نار المحنة والفاقة والمسغبة الصادق المهدي عرف عنه مواقفه السياسية المثيرة للجدل والتي كثير ما أسهمت في زيادة عمر النظام بعد عن أوشك على السقوط عدة مرات ، انا شخصيا رغم إختلافي مع مواقفه تلك لكنها أراءه على كل حال !! ظل الحراك السياسي مستمرا وفي مقدمته حزب الأمة القومي في مواجهة النظام مما خلق تباعدا بين مواقف الإمام والشباب المتحمس والتواق الى الحرية والسلام والعدالة الإجتماعية ، وهذا ربما دفع الامام لإعادة النظر في مواقفه ومحاولاته المتعددة لتقديم المبادرات السياسية ليقنع النظام بالتداول السلمي للسلطة بالبلاد ، خصوصا أنه كان يقود آخر نظام ديمقراطي قام النظام بسرقه في تعد سافر على الديمقراطية التي توافقت على ميثاق الدفاع عنها المنظومات السياسية الوطنية آنذاك. نرقب خطاب الامام لحشد الأنصار في شعبان المبارك وعلها تكون كما ظل يصفها الامام نفسه كثيرا وثبة لبناء وطن حقيقي يسع الجميع ، وحينها سيكون كل الشرفاء وفي مقدمتهم أشاوس حزب الامة القومي والجبهة الثورية السودانية وقوى الإجماع الوطني وأبناء الوطن وقطاعات المرأة ومنظمات المجتمع المدني وكل فئات الشعب التي تتوق الى السودان الجديد سودان الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما [email protected]