منذ تفجر الثورة في سوريا إنقسم الناس حولها هل تستمر ثورة سلمية ؟ أو تتحول لصراع مسلح ؟ وإرتفعت وتيرة الخيار المسلح دون أن يشرع الثوار في ذلك وهنا بدأت دول العالم تتدخل في الشان السوري ولكن برفق شديد فهذا النظام البعثي القومي العربي له حلفاء كثر في المنطقة سريين وعلنيين علي رأسهم إسرائيل ذات نفسها أما العلنيون فالروس والإرانيين وحزب الله اللبناني وغيرهم. وهكذا مضي الثوار في طريق الكفاح المسلح بعد ما وجدوا صدا عنيفا من النظام وإتجهوا لأحرار العالم متمثلين في دولهم ومنظماتهم العالمية والإقليمية .. لكن أحرار العالم أكثروا الكلام ولم يفعلوا شيئا .... سيسجل التاريخ هذه المواقف المخذية ليطلع عليها الأحفاد ويقفوا علي حقيقة زيف الحضارة الغربية التي تهتم بمصالحها والدماء تسيل أودية في سوريا. وقد تفاقم الصراع حول المدن والمواقع الإستراتيجية ليشرد الملايين ويقتل ما يفوق ال200ألف مواطن واكثر من مليون من الأطفال قتلوا ومثلهم تشرد وفقدت البلاد ومازالت تفقد مقدراتها القتالية وتغيرت خرطتها السياسية وظهرت جماعات إرهابية تحت مسميات إسلامية تقاتل النظام وتقاتل المعارضة في آن واحد ليستمر الصراع لاطول فترة ممكنة وظهر الأكراد بقواتهم وبحكمهم المحلي وهو خطوة أولي في مشروع تقسيم سوريا. واليوم الصراع في سوريا يبلغ أوج عظمته بإستخدام النظام لأسلحة كيميائية راح ضحيتها في ساعات قلائل أكثر من 1300شخص معظمهم من الأطفال والنساء الأبرياء واكثر من6000مصاب والمجتمع الدولي مازال منقسما إيذاء سوريا والناس يموتون . فنقول للذين يستنكرون من سادة الغرب وعلي رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية إن الذي حدث في سوريا ما كان ليحدث لو تركتم ترددكم ولم تستجيبوا للدب الروسي ولم تساومونه في تسليح المعارضة السورية . فلو تسلح الجيش الحر منذ بداية الصراع لحسم الامر خلال شهور قلائل ولما فقدنا هذه الالاف من الأنفس والارواح التي النظر إلي جثثها يفقدك الثقة في أن هذه الدنيا ما زال بها أحرار يثأرون للإنسانية ويدافعون عن الحق ويردعون الظالم ويردونه منهزما. فاليوم نريد من المجتمع الدولي أن يوقف بحيرات الدم في سوريا بتسليح حقيقي للثوار ومنع أي فصيل من الهجوم علي الأخر وتوحيد القيادة العسكرية تحت إمرة الجيش الحر وعلي الجماعات الإسلامية المتحدثة بإسم الله ان تكف جهلها وتتوقف فورا عن مهاجمة الجيش الحر إن كانت فعلا تؤمن بحرمة الدماء وتعمل من أجل ثورة شعب وإرادة أمة أما أن تحاول أدلجة الصراع او مذهبته فهي بذلك تزيد من مأساة الشعب السوري وسنشاهد المزيد من الضحايا والقتلي.وعلي العرب ان يكون لهم فعلا مؤثرا ولا ينحاذوا دوما لمصالحهم وأيدلوجياتهم ولينظروا لمصالح الغير في حقن الدماء وسيادة القانون وتوفر الأمن واليعلموا ان العمل علي تحقيق مصالح الغير طالما انك تعمل ذلك من اجل ذلك فهي محمدة تقربك من الله وتترك لك سيرة حسنة في الدنيا وقد سجل التاريخ موقفا لسيدنا عمربن عبد العزيز عندما أخرج المسلمين من مدينة سمر قندا لأنهم دخلوها خداعا رقم عهدهم مع أهلها فأخرجهم منها إيفاءا لهذا العهد . ونحن نريد ان يقوم الأحرار بحماية الانسانية مثلما إتفقنا علي ذلك في مواثيقنا الدولية والاعراف التي سادت بلدان العالم خلال العقود الماضية ومجمل ما وضع من مبادئ وحقوق تحفظ إنسانية الانسان من الإضطهاد والإذلال والقهر والتسلط وان يحيا حياة كريمة عقب الحرب العالمية الثانية وأصبحت هنالك منظمات دولية أممية وغير ذلك تتبني ذلك . فاليعود للعالم الحر رشده ولا يترك الألة الحربية تهلك شعبا حرا بأكمله تحت مسعي الحل السلمي والحوار . إن الصراع في سوريا تجاوز مرحلة الحوار فكيف يتحاور الجلاد مع الضحية ؟بل كيف يكون هذا الحوار وكيف يتحاور الذي يقسم في البلاد ويثير الصراع المذهبي والطائفي مع الوطني الذي يريد بلدا حرا مستقرا؟ فالقوى التي تتصارع في سوريا لا توجد بينها نقاط إلتقاء فهل نفعل ذلك لإرضاء الرجل الابيض أو الدب الروسي او الطمع الفرسي او التعنصر الشيعي او إرضاءاًلإسرائيل ؟ إن الاحرار في العالم مطالبون من أكثر من أي وقت مضي بأن ينشطوا لمحاصرة نظام الطاغية بشار إعلاما وتسليحا للمعارضة الحرة وتحجيما للدعم الروسي والإيراني وحزب الله وفرض الإرادة الدولية في الصراع لنحافظ علي ما بقي من الشعب السورى الحر ولنعذي أنفسنا أنه مازالت فينا بقية من إنسانية. احمد بطران عبد القادر النور [email protected]