صحيح أن عمق الإحساس بالظلم وعمومة في المجتمع شرط سابق علي كل ثورة ، لكن تحويل هذا الإحساس بالظلم ألي أمل في التغير وإيمان بالقدره علي تحقيقة هو الذي يفجر الثورات ، وهو الذي يحول الوجه السلبي للإحباط إلي وجه آخر إيجابي ، ويحول القوة السلبية داخل الفرد إلي قوة إيجابية جباره تنفجر لتصنع غداً أفضل . من هذا المنطلق أن الثورات قبل أن تحدث علي أرض الواقع تحدث اولاً في نفوس القائمين بها والداعين إليها . فهل حدث ذلك في نفوس دعاة إسقاط النظام ؟ الناظر إلي العواصم العربية التي شهدت ثورات إنتفاضات إهتزت وتراجفت فيها أوصال كبارها ، وإنهار فيها حاجز الخوف الذي ظل يكمم أفواه الشعوب المغلوب على أمرها لسنوات طوال ، ما وصلت إلي مبتغاها إلي حينما قادها زعماء الاحزاب السياسية وقادة منظمات المجتمع المدني وكافة قطاعات الشعب ،المرأه ، الشباب ، الطلاب ، حتي الشيوخ والاطفال خرجوا. من ناحية أ‘خرى ما قامت هذه الثورات إلا ضد الشمولية وحكم الفرد ، والفساد المؤسس على قواعد القانون ، وغياب الحرية والعدالة والمساواة . أما إذا ما نظرنا ألي واقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان نجد أن اسباب الثورة متوفر لدينا بل نتفوق على دول الربيع العربي بإنتشار الحروبات والصراعات القبلية والاثنية في معظم أرجاء القطر ،بجانب تفشي الفساد في كافة مفاصل الدولة فضلاً عن الفساد الاجتماعى والسياسي وإنعدام العدالة في توزيع موارد الدولة وتفشي البطالة ، وعجز الدولة عن تلبية احتياجات المواطن الضرورية من صحة وتعليم وغذاء بجانب ارتفاع اسعارالاحتياجات المواطن الضرورية بصوره لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان . بكل هذه المعطيات هل يستطيع الشعب السوداني أن يصنع ثورة كما صنعها من قبل ؟ أم فقد الامل ومات الاحساس بغداً أفضل ؟ هل من مجيب يادعاة التغير من داخل المؤتمرات الصحفية والمكاتب الانيقة والسيارات الفارهة . د. حا فظ أحمد عبدالله إبراهيم [email protected]