وسبب سؤالنا الواضح والصريح هو مواقف الرجل المتذبذبة والضبابية،فتاريخ الرجل المعارض للإنقاذ لا يوجد فيه ما يجعلنا نفترض حسن النية او نوغل في التفاؤل لزيارة الرجل الي كمبالا، وفي هذا التوقيت بالذات ،فالصادق المهدي حين خرج في عمليته المسمية تهتذون أبان فترة المعارضة المسلحة في شرق السودان ،ودخوله اسمرا لم يلبث الا قليلا حتي دبت الخلافات والمشاكل في جسم التجمع الوطني الديمقراطي ،وظهرت بوادر تشظيه حتي انتهي الي التشرذم وال الي اللاشي،وعاد أفراده وتنظيماته فرادي وجماعات ملتحقين بالنظام،فهل هذا الشي مصادفة،ربما نعم ،وربما لا،بعدها ذهب الرجل الي جيبوتي ليصطاد فارا من براثن النظام،ولكنه قال انه اصطاد فيلا،ولم يري الشعب جرذا ولا صرصار وإنما رأي مزيدا من الضبابيه في مواقف الامام،فإذا قالت تكوينات المعارضة شرقا قال الامام غربا،وبرر لهذا التغريب بسبع أسباب تنبثق منها تسعه منعطفات وهلم جرا،وظل الرجل علي هذا الأسلوب المربك والمحير لأنصاره قبل حلفائه . وفي العام المنصرم عندما قامت المجموعات الشبابيه بحركة احتجاجها الواسعة ،ولما كان عدد مقدر من كوادر وشباب الأنصار جزء فاعل فيها اختارت هذه المجموعات مسجد السيد عبد الرحمن للانطلاق وكان هذا خطا استراتيجيا كبيرا منها،ففاجأ الامام شبابه قبل الآخرين بانه ضد هذه المظاهرات لانه لا يريد تغيير النظام وإنما إصلاحه ،مما حدا بتلك المجموعات لشن حملة ضارية علي الامام ومواقفه،لم يجد شباب حزبه زريعة للتبرير فقد كان موقفه صادما ومحيرا ومربكا لهم والمراقبين ،يربط هذا الشي بمقولته المشهورة البشير جلدنا وما بنجر فيه الشوك أتت ثورة سبتمبر المجيده،وتحولت الخرطوم الي محراب كبير للعزاء بعد سقوط اكثر من مائتين شهيد،وآلاف من الجرحي ومثلهم من المعتقلين ،حينها انتظر الشباب ان يخرج الامام من منطقته الضبابيه ليعلن وقوفه مع الثورة بل قياداتها،ولكنه لم يبارح سلوكه المعتاد،وخرج بذات تصاريحه الغريبه بانه لم يدعو الي خروج شباب حزبه،لعدم وجود بديل،وربما كان البشير محقا حين قال ان اتفاقا وشيكا بينه وحزب الامه علي وشك الإعلان،ورغم نفي مكتب الصادق لهذا الشي ،الا ان وجود ابنه مستشارا رغم هدا الكم الهائل من الدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت ،وعدم قدرة الامام علي إقناعه بالخروج،يدل علي ان وجوده بمباركة ابيه،فكيف لمن لا يستطيع إقناع أبنه بمفارقة نظام دموي قاتل باطش مفرط في الساديه ،ان يقنع شعبا ببرنامج او طرح حزبه. في الأيام الماضيه فاجأتنا وسائل الاعلام بان الامام في طريقه الي كمبالا للجلوس مع قادة الجبهة الثوريةللتشاور والتباحث معها ،هناك عدة أسئلة نوجهها في محاولة لتفكيك سبب هذه الزيارة المفاجئة ،لماذا يتفاوض الامام مع الجبهة الثورية اذا كان لا يري فيها بديلا للإنقاذ ولا يثق في قادتها لقيادة البلاد ،ولا يعترف بوجود اين عمه السيد نصر الهادي كقيادي بها،وما هو السر في توقيت الزيارة والحكومة تعاني عزلة داخليه وخارجيه،وانقسامات في حزبها، وضايقه اقتصاديه خانقه ،ولماذا تسمح الحكومه له بزيارة كمبالا وهي التي قامت باعتقال كل من تقارب مع الجبهة الثورية باعنبارها عميلة وخائنة وتحمل السلاح،بل ان توقيت اعتقالهم كانت حينها الحكومة في موقف أفضل علي الارض بكثير عما هي عليه الان ونجد ان ثقلهم الجماهيري اقل بالتأكيد من ثقل الامام ،،وهنا يبرز السؤال الأهم هل ذهاب الصادق الي كمبالا،بموافقه وأيعاز من الحكومة،ليقوم بدور من أدواره المتعددة في إيجاد أطواق النجاة لهذه الحكومة كلما ضاقت بها السبل وأحاطت بها الخطوب. [email protected]