بسم الله الرحمن الرحيم أبيي والخطوة الخاسرة أبيي والخطوة الخاسرة ، هل أدركت قيادات دينكا نقوك خسارة الاستفتاء من الوهلة الأولى بأن هنالك تحديات كبيرة من قبل العالم تواجه الاستفتاء بعدم الاعتراف بنتائجه وبالتالي تتطلب عمل دبلوماسي كبير لإقناع مجلس الأمن الدولي ، ومجلس السلم والأمن الأفريقي ، وحكومة جوباوالخرطوم بذلك. واستطردت قيادات نقوك قائلة أن الاستفتاء أنطلق اليوم 27/10/2013م وكان الإقبال على صناديق الاقتراع كبير ويستمر حتى 29/10/2013م ويتم فرز نتائج الاقتراع وتعلن النتيجة النهائية 31/10/2013م . إذ أن قيادات نقوك في الحركة الشعبية خاصة د . لوكا بينق ، دينق اللور كوال ، ادوارد لينو ، دينق أروب لهم تاريخ حافل في السياسة وخاصة اللور كان وزير خارجية السودان قبل الانفصال وأروب كان رئيس إدارة أبيي 2008م حتى 2011م لذا من الخطأ وصف هؤلاء بجهل القانون ، لكن الخطوة الاستباقية التي أقدموا عليها بإجراء استفتاء أحادي لن ولن تجبر المجتمع الدولي الذي ناصبوه العداء أن يعترف باستفتاء غير قانوني ناهيك عن نتائجه ، وكذلك حكومة الخرطوموجوبا لا تعترف بنتائج استفتاء قبيلة . عفوا يا د . ( بالأمس أطلق تصريح وصفة فيه وزير إعلام الجنوب بالغباء وقلت ليس من حقه أن يتحدث باسم حكومة الجنوب وما قاله لا يتعدى رأيه الشخصي والمعلوم أن وزير الإعلام هو المعبر عن رأي الحكومة بشكل موضوعي ، وإلا لماذا عين وزير للدولة ؟. ودللت على ذلك بأن الرئيس أصدر قرار بمنح أبناء الدينكا نقوك العاملين في مؤسسات الدولة إيجازه مفتوحة والتوجه إلى أبيي للمشاركة في الاستفتاء ) هذا صحيح ولكن طرأت بعض المستجدات على الخارطة السياسية بين الحكومتين في 22/10/2013م واتفق الرئيسين على الإسراع في إنشاء إدارة أبيي والمجلس التشريعي وأجهزة الشرطة وتسديد متأخرات 2% الخاصة بتنمية المنطقة تدفع لإدارة أبيي ، لكن خالفتم ذلك ، ( وقلت أيضا لن نوقف الاستفتاء إلا إذا طلع الرئيس سلفاكير وقال أقفوا الاستفتاء وإذا مضيتم فيه فلن نعترف بالنتيجة وقلت في وقتها لنا رأي .) هل إذا رفض سلفاكير الاعتراف بنتائج الاستفتاء سيكون رأيكم هو إقامة دولة بمعزل عن دولة الجنوب . إذاً ما هي المستجدات التي جعل قيادات نقوك في الحركة الشعبية تشعر بالتحدي الكبير الذي يواجه الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي تم رفضه من قبل الدولتين جوباوالخرطوم أو السبب هو تأجيل زيارة وقد الأفارقة إلى أجل غير مسمى أو رفض المجتمع الدولي . وإذا لم يتم الاعتراف بذلك ما جدوى القيام بالجهود الدبلوماسية الكبير لإقناع مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي وجوباوالخرطوم للاعتراف بنتائج ذلك الاستفتاء الأحادي وهل هذا ممكن . وفي وقت سابق قال اللور الاستفتاء سيقوم سواء وافق مجلس السلم والآمن الأفريقي أو لم يوافق . فكيف الآن تطالبوا الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن التابع له والمجتمع الدولي للاعتراف بنتائج استفتاء قبلي أحادي وهذا المجتمع الذي تطالبه يحتكم لقوانين ومواثيق ومعاهدات دولية وأنتم الذين جعلته يرفض وتحديتم الإرادة الدولية . ولماذا وقبل أن تخطوا مثل هذه الخطوة أن تصطحبوا التحديات والمستجدات معكم قبل إجراء الاستفتاء الأحادي أم جعلتم هذا كرت ضغط يمكن أن تجبروا به النظامين على الانحناء والموافقة على موعد زمني قريب وتشكيل إدارة أبيي والمجلس التشريعي وأجهزة الشرطة ثم تشكيل مفوضية استفتاء أبيي . فإذا كان الأمر بهذا الشكل فلكم الحق وإذا الموضوع غير ذلك فعليكم أن تحتكموا للقوانين التي تطالبكم بعدم إجراء الاستفتاء . إن المضي قدماً في الاستفتاء هو خاسرة كبير لقضية نقوك , ونقوك بمفردها لا تستطيع خاسرة المجتمع الدولي والأفريقي ، إذ أن الاستفتاء يحتاج إلى غطاء سياسي واجتماعي واقتصادي لتوفير مستلزمات كبيرة لمواجهة التحدي وربما يكون التحدي من حكومة جوبا لأن عدم انصياع قيادات نقوك لحكومة الجنوب والقوانين والأعراف الدولية والمواثيق والمعاهدات تعجل جوبا أن تقف موقف المتفرج . حيث إن الخطوة الخاسرة منذ البداية لم تكن محسوبة بالربح والخاسرة ، والإصرار على الخطأ أو التمادي فيه نوع من أنواع الفشل في بداية الطريق إذ كانت المسيرية عندما راهنة على المؤتمر الوطني في جل المفاوضات حول أبيي كانت النتيجة معكوسة من حيث الوصمة الأولى في برتوكول أبيي 2004م والوصمة هي وصمة عار التفكير الخاطئ ، فالسياسة دوما لا تحتكم لأهداف ومبادئ تؤدي للاستئناس برأي الآخرين أو تحتكم لاستفتاء شعبي يحدد الرأي الصائب في أي مسألة من المسائل المتعلق بمصير بلد أو شعب ، وهكذا إن عدم استشارة الأكثرية بشكل ديمقراطي يضمن حقوق الآخرين ، من المؤكد عدم الاحتكام للآخرين، يؤدي إلى أخطاء تاريخية على الحاضر والمستقبل ، وهذا ما حصل للمسيرية بالطبع وطبقاً لتلك التفسيرات التي وردة في ملحق برتوكول أبيي 2005م وقعة المشاكسات للأخطاء التاريخية التي ارتكبت في حق المسيرية والتي رافقت اتفاقية السلام الشامل 2005م وحصرت حقوق المسيرية في الحقوق الثانوية التقليدية وطمست كل معالم التاريخ والعلاقات والتعايش السلمي الذي بني على الانصهار بين المجتمعين ، وأيضا بنت محكمة التحكيم الدولية لاهاي على هذه الأخطاء التاريخية في ترجيح كفة الموازين السياسية والاقتصادية والبترولية على العلاقات الاجتماعية الأزلية وكأن الانفصال يعني تنكر لحقوق الآخرين . من الخطأ الجسيم أن تستمر قيادات نقوك في الحركة الشعبية في تجاوزاتها لنظام جوبا ونظام الخرطوم لما اتفق عليه أو ما يصدر من الوسطاء أو مجلس الأمن الدولي وحيث من الخطأ التاريخي على مستقبل المنطقة أن رفض قيادات نفوك مطالبة المجتمع الدولي لها بإيقاف الاستفتاء ، وإذ تطالبه بالاعتراف بنتائج الاستفتاء وهي تعلم أن الاستفتاء غير قانوني . والنتيجة التي تخرج بها في 31 أكتوبر عواقبها وخيمة وعليه من يريد أن يتحدى الإرادة الدولية ينبغي عليه توفير مستلزمات التحدي وإلا سيقع في المخظور . حسين الحاج بكار 27/10/2013م [email protected]