منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    وزارة الصحة تلتقي الشركة المصرية السودانية لترتيب مشروعات صحية مشتركة    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحادي الاصل في عيون الإتحاديين وفي عيون حسين خوجلي
نشر في الراكوبة يوم 06 - 11 - 2013

الإتحادي الأصل: في عيون الإتحاديين وفي عيون حسين خوجلي
في برنامجه الجديد الذي إحتل مكان وزمان ( صالة تحرير ) بفضائية ام ردمان التي شبت عن الطوق الآن ، والذي كان يقدمه الزميل عبدالباقي الظافر وبجرأته المعروفة التي لا تتحملها السلطة ، وقد كان خير خلف لسلفه الزميل خالد ساتي وبجرأته المتوازنة الخجولة ، أتي الزميل حسين خوجلي مؤسس القناة ليملأ هذه المساحة بحديثه اليومي معلقاً علي اقوال الصحف ، ومفرداً زمناُ ليس بالقصير لإبداء وجهة نظره لمجمل تقاطعات الساحة السياسية في بلادنا .
ولكن عند حديث حسين حول حزبنا وحول أحزاب أخري ، ربما لم يحالفه جودة التحليل لمجمل نشاط حزبنا الإتحادي الديمقراطي لأنه أصلا كان ينظر لنشاط وتاريخ الإتحادي بمنظار حزبي واحد بدأ به نشاطه الصحفي المكثف في ( الوان ) بعد نجاح إنتفاضة السادس من ابريل 1985م وذهاب نظام المشير الراحل جعفر محمد نميري . ولأن الزميل حسين كان يعتز كثيرا بوجهة نظره حينذاك وكانت الجبهة الإسلامية القومية في قمة نشاطها وإعلامها الصحفي ( الراية – ألوان – الإسبوع ) تملأا الساحة الصحافية وتكيل الهجوم تلو الهجوم علي الإتحادي وعلي زعيمه الميرغني وبلا أي ردود أفعال من الحسيب النسيب ، والذي ظل كل من هب ودب يكيل له السباب وهو لايرد ولاينفعل ، ولسان حاله يقول ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) .
قال حسين في مجمل حديثه : الإتحادي عمل شنو ؟ قدم شنو ؟ السيد محمد عثمان رؤيته شنو ؟هو أصلا حزبه وين ؟ إن ليست له رؤي ولا برنامج فليجلس في سجادته
هذا الحديث وعلي الهواء مباشرة – حيث لاتتوفر فرص الهواء علي الهواء سواء في قناته ام في أي قنوات رسمية اخري - منحنا به الأخ الزميل حسين فرصة التحليل لمجمل منجزات حزبنا وزعيمه ، بغض النظر عن ردود افعالنا وافعال مجمل الختمية والاتحاديين داخل وخارج السودان ( وهم كثر ُ) يسدون عين الشمس في كل ذكري سنوية لمولانا السيد علي والتي حتما لم يشاهدها الزميل حسين ، ولماذا يشاهدها وهو اصلا قد تربي في بيئة الاسلام السياسي الذي منذ نشأته ىظل يسعي لتهميش وإلغاء خارطة اهل الصوفة عموما والطريقة الختمية ومرشدها من الوجود السوداني ، فإذا هي تزداد قوة وشموخا كل يوم ، ومنجزات الاتحاديين والسيد علي الميرغني ومن بعده السيد محمد عثمان بإختصار شديد كانت كالتالي :
في العام 1953 م قام اللواء محمد نجيب رئيس مجلس ثورة 23 يوليو 1952م في مصر والتي أنهت نظام الملك فاروق وقامت بإجلاء الوجود البريطاني في مصر قام نجيب بجمع كل فصائل حزب الأشقاء الإتحاديين بالقاهرة وتمكن من توحيدهم في حزب واحد ليخوضوا به إنتخابات الحكم الذاتي وقيام حمعية تأسيسية كوضع إنتقالي يتم بعده إستلام السودانيين للسطلة في بلادهم ، وقد وقع الإختيار علي إسم ( الوطني الإتحادي ) بما يرمز لقيام دولة واحدة في وادي تتحدد أسسها لاحقا ، إختيارا وليس إجباراً ، وبالتالي فإن زعم حسين خوجلي بأن الإتحادي قام علي أعتاب الخديوية لا اساس له من الصحة مطلقاً برغم الإيمان المطلق من مجمل أبنء الشعب السوداني بعمل إتحاد ما مع الشقيقة مصر.
عندما تمت أول إنتخابات تشريعية في العام 1953م فإن الحزب الإتحادي قد نال الأغلبية المطلقة بفوزه في تلك الإنتخابات وقام بتشكيل الوزارة من وزرائه وبتعاون تام مع نواب أحزاب الجنوب الفائزين في برلمان 1953م .
عند الإستقلال من داخل البرلمان كان رأي الحزب الإتحادي برعاية مولانا السيد علي الميرغني وبرئاسة الزعيم الجليل إسماعيل الأزهري بتشكيل أول وزارة سودانية خالصة بذات الأغلبية الإتحادية .
وحتي لا تحدث أضطرابات أهلية بالسودان بإعتبار ان الحزب الثاني المنافس وهو حزب الامة برئاسة السيد الصديق المهدي ( والد السيد الصادق ) وسكرتارية السيد عبدالله خليل وبرعاية الامام عبدالرحمن المهدي ، كان حزب الأمة يرفض حتي فكرة إتحاد كونفدرالي مع الشقيقة مصر وذلك بإستصحابهم لتاريخ الخديوية التي حكمت السودان مع الأتراك ( التركية السابقة ) ثم إلي حد ما مع الإنجليز بعد حملة كتشنر باشا في العام 1898 م بعد واقعة كرري . وبالتالي قام كل من السيد علي الميرغني والزعيم الأزهري بإخطار قيادة مجلس الثورة في مصر بهذه المصاعب ، وبالتالي فإن عبدالناصر قدر كثيرا هذه الظروف ، برغم غضب الصاغ صلاح سالم وزير شؤون السودان في الحكومة المصرية حينذاك .
بفضل جهود السيد علي الميرغني قرر الرئيس جمال عبدالناصر إنشاء فرع لجامعة القاهرة بالخرطوم بكليات نظيرة تساعد في تأهيل الشباب السوداني الذي حرصه الإنجليز في جامعة واحدة تستوعب المئات فحسب ، فأضافت جامعة القاهرة بالخرطوم آلاف مؤلفة من الخريجين الذي يملأون ساحات الخدمة المدنية في السودان من محاسبين وحقوقيين وادباء وفلاسفة ( ومن بين هؤلاء الخريجين يأتي الخريج حسين خوجلي !!!)
بدأ حزبنا الاتحادي في تطوير نفسه واتساع فرص التدريب السياسي بداخله ، إلا أن الحكم العسكري الأول ( 1958 – 1964 ) اوقف المسيرة الحزبية واغلق دورها وصحفها ، فكانت الضربة الاولي لعدم تطور الحياة الحزبية والديمقراطية في بلادنا والتي كانت اول نموذج في القارة الافريقية.
انتهي الحكم العسكري الاول في اكتوبر 1964م واتت الديمقراطية وبدأت القيادات الحزبية الوطنية في افتتاح دورها وصحفها وتدريب كوادرها الجديدة وتكوين لجانها في المدن والقري ، وأتت الإنتخابات في ابريل 1965م ليكتسحها الإتحادي باغلبية ، وبرغم انها لا تجعله يشكل الوزارة لوحده ، فجعلها إئتلافية بينه وحزب الامة بحيث يصبح الازهري رئيسا لمجلس السيادة ومحمد احمد محجوب رئيسا للوزارة .
حين قام السيد علي عبدالله يعقوب ( جبهة ميثاق اسلامي )بتحشيد طلاب المعهد العلمي في العام 1965 ضد الحزب الشيوعي والذي هو الآخر إكتسح دوائر الخريجين الخسمة عشر بأغلبية إحداي عشر نائبا ، تاركاً اربع دوائر فقط لكل الأحزب حيث قامت الجمعية التاسيسية بإستصدار قرار بأغلبية الوطني الاتحادي والامة بحل الحزب الشيوعي ، ما ينافي اسس الحريات والحياة الديمقراطية والدستور الاكتوبري الانتقالي ، وكان وقتها لم يخض حزب الشعب الديمقراطي انتخابات ما بعد اكتوبر 1964م والذي انفض من الوطني الاتحادي في نهاية العام 1956م فلم يخضها بسبب ان هناك دوائر عديدة في جنوب السودان غير صالح امنيا لقيام انتخابات لظروف تمدد الحرب الاهلية مطالبا بتمديد الفترة الانتقالية لستة اشهر اخري والجلوس مع القيادات الجنوبية لوضع حلول نهائية لمسألة الجنوب والتي كان اقصي مطالبهم ( حكم فيدرالي ) إلا ان مجلس الوزراء الانتقالي برئاسة المرحوم سر الختم الخليفة اصروا علي قيام الانتخابات .
قام السيد علي الميرغني بتوجيه حزب الشعب الديمقراطي الذي كان يترأسه المناضل والمفكر الجليل الشيخ علي عبدالرحمن الامين الضرير وامينه العام طيب الذكر الدكتور احمد السيد حمد ، حيث اسسوا هيئة الدفاع عن الديمقراطية في كل المدن السودانية ضد قرار حل الحزب الشيوعي بإعتبار ان كل من ينتقد الأداء الحكومي سيكون مصيره الحل ، حيث كان نواب الحزب الشيوعي ( وكلهم شباب ) قد شكلوا اداءً ديمقراطيا خلاقا داخل البرلمان ، بل والشهادة لله انهم احدثوا حراكا كبيرا في المجتمع السوداني واستقطبوا اصوات الخريجين بتلك النسبة العالية ، حتي ان عبدالخالق محجوب حين ترشح في دائرة الازهري ضد الاستاذ احمد زين العابدين فإن اصوات الأم درمانيين قد منحته الفوز ، بمثلما منحت جماهير عطبرة ذات الفوز للنقابي العمالي المرحوم المناضل ( الحاج عبدالرحمن ) نائب السكرتير العام لإتحاد عمال السودان الذي كن يتزعمه المرحوم المناضل الشفيع احمد الشيخ والذي قام جعفر نميري بشنقه دون أي مسوق قانوني او اخلاقي مطلقاُ .
تبني الزعيم الاوهري فكرة لم شمل العرب بالخرطوم إثر الهزيمة التي سميت بنكسة الخامس منة حزيران – يونيو 1967م نتيجة لعدة أخطاء استراتيجية داخل قيادة الجيش المصري الذي كانت اسرئيل تعمل له الف حساب ، ربما حتي اللحظة ، وكان وقتها علاقة عبدالناصر بالملك فيصل في أسوأ مراحلها ، فجاءت دعوة السودان للرؤاساء والملوك العرب لعقد مؤتمر قمة عربي بالخرطوم وقد سبقه اجتماع وزراء الخارجية بالعاصمة العراقية بغداد لبحث كيفية توافر دعم وتضامن عربي حقيقي بينهم ، وقد قبل القادة العرب الدعوة ، وكان وقتها لم يصل رد الملك فيصل ، فبعث السيد علي الميرغني برسالة خطية للملك فيصل ، وقد لحمها نجله السيد احمد الميرغني وقد كان في السابعة والعشرين من عمره ، فإستجاب الفيصل للدعوة لما للسيد علي الميرغني من مكانة خاصة لدي القيادة السعودية ، وكان السيد علي يرمي من ذلك الي ردم الهوة بين مصر والسعودية كمحور إرتكاز للتضامن العربي الحقيقي ، فقام الأزهري وفي بيت المحجوب بالخرطوم 2 بجمع الفيصل وعبدالناصر خلال جلسات القمة بالخرطوم التي امتدت من 28 اغسطس الي 31 اغسطس 1967م ، فكان من نتاج ذلك الخروج بقرارات اللاءات الثلاثة ( لا صلح ولا تفاوض ولا إعتراف ) بإسرائيل إلا بعد خروجها من الأراضي المحتلة عقب حرب حزيران ، وهي صحراء سيناء المصرية والضفة الغربية لنهر الاردن ومرتفعات الجولان السورية ، فقام السعودية والكويت والعراق وليبيا بتخصيص دعم سنوي لمصر لإعادة تسليح وتأهيل القوات المسلحة ، فساعد ذلك في بناء جيش مصري جديد وقوي خاض حرب الاستنزاف وتوج جهده بالإنتصار في حرب 6 اكتوبر 1973 م بذات الجيش الذي بناه عبدالناصر وخاض به الرئيس السادس الحرب. وهذه من اهم الحسنات التي تحسب لصالح العهد الديمقراطي في السودان . فأين السودان الآن من أشقائه العرب كقيادات يا حسين ؟؟؟
كان راي حزب الشعب ان حل أي حزب سيشكل عقبة امام مسيرة الديمقراطية ، وحدث ما كان متوقعا من السيد علي الميرغني ومن شيخ علي عبدالرحمن ، حين ساند الحزب الشيوعي انقلاب نميري ورفاقه ، نكاية في الاحزاب التي منعته من ممارسة العمل السياسي نهائيا حين صودرت دوره وصحفه وطرد نوابه من البرلمان ، فما استفادت الأحزاب ولا علي عبدالله يعقوب ولا الحزب الشيوعي ، حيث تعطلت مسيرة بناء الاحزاب لمدة ستة عشر عاما اخري وهي عهد النميري العسكري ، ما أثر علي تعطل تطويرها وتطور بنائها الداخلي وتوارث الخبرات بداخلها .
وأتت الإنتفاضة في 6 ابريل 1985م وأنبرت صحف الجبهة الاسلامية وقد كان الزميل الاستاذ حسين خوجلي نجمها اللامع حين كان يستخدم البديع والمحسن من اللغة العربية التي تجعل الخيال متسعا لمن يحذقها كحسين خوجلي ، إلا ان البناء الفكري والجدل الدياليتيكي لديه لم يكن قوياً في سخريته من حزبنا الاتحادي لأنه لم يعط فكرة بديلة للتحول الديمقراطي الذي ساد البلاد ، فكانت ضخامة التمويل لتلك الصحف ذات الطابع السياسي الإسلامي تأكل في جسد الحزب الاتحادي بقوة دفع عالية ، مهدت فيما بعد إلي إنهاء التجربة الوليدة الثالثة للديمقراطية السودانية عالية المستوي ، والتي من خلالها لم نر فصلا من الخدمة للصالح العام ، بل اعيد كل المفصولين في زمان النميري الي اعمالهم السابقة ، وتم إنصاف الذين بلغوا سن التقاعد ( المعاش ) حيث سويت معاشاتهم بمعدل تطور الهيكل الراتبي السائد بعد الإنتفاضة ، وبدأت الحريات تأخذ مسارها ، حتي ان الحكومة في العام 1987م حين زادت سعر سلعة السكر الي ثلاث جنيهات للرطل الواحد بدلا عن خمسين قرشا ، فإن الجماهير في كل المدن السودانية خرجت مستنكرة تلك الزيادة الباهظة ، فلم تطلق عليها رصاصة واحدة ولا حتي قنابل مسيلة للدموع ، فتراجعت الحكومة الديمقراطية عن قرار الزيادة وابقته بسعر جنيه واحد للرطل ، فعادت الجماهير في اليوم التالي إلي مزاولة حياتها العادية وكأن شيئا لم يكن .
وعندما أتي انقلاب 30 يونيو 1989م صادر هو الآخر كل شيء له علاقة بالديمقراطية والأحزاب ، والتي هاجرت زعاماتها إلي خارج الوطن لتعمل في شكل معارضة مسوؤلة تعمل علي عودة الحريات في السودان حين ضاع السلام الفاخر الذي انجزته مبادرة ( الميرغني – قرنق ) في تاريخ 16 نوفمبر 1988م حين لم تتعرض الاتفاقية الي تقرير مصير أو إلي انفصال ، وهي موجودة في الاضابير الآن . وحين يسأل الناس عن مبررات انقلاب 30 يونيو يكون رد أهل الإسلام السياسي بأنهم إن لم يستعجلوا بالإنقلاب فإن هناك إنقلابات اخري داخل الجيش سوف تستولي علي السلطة وتطيح برؤوس قيادات الجبهة الاسلامية .... فتأمل مثل هذا التبرير الساذج !!!!!
وحين غابت الديمقراطية عن البلاد وعلي مدي عشرين سنة كاملة كانت الإنقاذ قد شقت الاحزب شقاً وقسمتها مثل ( كيمان المرارة ) وبالتالي تجزأت الحركة الوطنية التي كانت تتنافس لبناء الدولة السودانية وفقا لبرامج كانت تسير بكل هدوء وبلا إستعجال ، فظهرت في فترة الديمقراطية الثالثة قيادات شابة في كل الاحزاب ، إلا أن الإنقلاب الاسلاموي قد قطع طريق تطورها ، وللسخرية يأتي الزميل الاستاذ حسين خوجلي ليسأل عبر فضائيته عن أين هي تلك الاحزاب ، برغم أن إعلامهم كله كان يهد في أجساد تلك الأحزاب هداً حتي في سنوات الانقاذ الاولي .
ربما يكون الأخ الأستاذ حسين خوجلي قد نسي أو تناسي أن للطريقة الختمية بأسأ وسهما قويا داخل جسد الحياة السياسية السودانية ، وقد شهدنا قوة حب وتقدير أهل السودان بائنا في إستقبال الإتحاديين والختمية حين عاد السيد محمد عثمان الميرغني مرافقا لجثمان طيب الذكر السيد احمد الميرغني الرئيس الشرعي للسودان وفقا لنتائج التصويت في برلمان العام 1986م . كما إتضح الزخم الجماهيري للطريقة الختمية عند زيارة الميرغني لكسلا ولنهر النيل حتي الباوقة التي يوجد فيها أجداد السيد علي الميرغني لوالدته.
فربما وجدنا ان الشراكة الرمزية للاتحادي الديمقراطي في هذه الحكومة قد اصبحت مدخلا لهجوم الأستاذ حسين خوجلي مستصحبا معه موقفه الباطني من الانقاذ بعد مفاصلة رمضان – ديسمبر 1999م كحق مشروع له لم ينازعه أو ينتقده فيه أحد ، وبالتالي فإن حسين لايملك حق إنتقاد الإتحادي الاصل في هذه الجزئية ، ذلك أن الانتقاد يظل حكراُ علي منسوبي الاصل الذين ظلوا يعبرون عن إستيائهم من شراكة لم تأت متناسبة مع حجم الحزب وزخمه الجماهيري ووزن سيادة مولانا الميرغني في قلب السياسة السودانية ، وفي قلوب الإتحاديين الذين ينظرون إلي مستقبل حزب الوسط العريض ، وسيظلوا يطالبون بالإنسحاب ولكنهم لن ينسلخوا من حزبهم ومن زعيمهم الذي بذل اقصي الجهود للسلام في السودان قبل 25 عاماً خلت ، والتي لانملك إلأ أن نحمل هدرها علي حركة الاسلام السياسي بالسودان الذي فرض كل نتائج هذا الواقع المرير من تقسيم للبلاد الي دولة في الشمال واخري بالجنوب ، ومن نشوء جيوش عديدة يبلغ عددها خمس جيوش في كافة حدود الوطن ، وتعرض قضايا الهامش بكل قوة أمام المجتمع الدولي .
لو تحقق سلام العام 1988م لما كانت البلاد تصل الي هذا الدرك السحيق من الانهيار السياسي ومن التقسيم الجغرافي ومن مسلسل الموت في قضايا كان حلها مثل( شربة موية) .
الآن يتم التباكي علي تجزأة الاحزاب .... يا سبحان الله ،،،،،
قيادي إعلامي بالإتحادي الاصل
صلاح الباشا - السعودية:
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.