المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى عموم شعب السودان
نشر في الراكوبة يوم 15 - 12 - 2013

رسالة إلى عموم أهل السودان جميعاً من المدنيين والعسكريين وبالأخص السياسيين والحركات المسلحة.
واليكم الرسالة
يا أهل السياسة :
لماذا تزرعوا في السودان الفتن والكراهية والبغضاء وتمزيق النسيج السوداني وقيام الحروب والاحتراب، ولماذا يكون في السودان الأم الثكلى والأب الحزين والأخ الحزين والأخت الحزينة والزوجة الأرملة والابن اليتيم والابنة اليتيمة والعم الحزين والخال الحزين والعمة الحزينة والخالة الحزينة والجد الحزين والحبوبة الحزينة, وقبل ذلك لماذا تحطموا تطلعات وأشواق وآمال الأسرة والأهل وقبل ذلك الجد والحبوبة وكل أمنياتهما أن يحضرا مراسيم تأهيل حفيدهما بالعديل والزين، وذلك من ضمن دعواتهما أن يستجيب الله سبحانه وتعالى لهما. ولكن تأتي رياح السياسة بما لا يشتهي الجد والحبوبة والأسرة والأهل.
يا أهل السياسة :
لماذا يصبح الأب أو العم أو الخال أو الأخ أو الابن أو الزوج من ضمن ذوي الإحتياجات الخاصة؟ وماذا فعلتم لهم أمام هذه التضحية الغالية الثمن التي دفعوها من أجل أن تجلسوا في هذا الكرسي اللعين؟ وأما الذين ضحوا بحياتهم وارتادوا المنون من أجلكم، أين أنتم منهم ومن أسرهم ومن من يعولهم؟ وهل هناك تواصل بينكم وبينهم؟ وهل تم تكوين لجان خاصة من جانبكم لعمل دراسة متكاملة لرعاية هذه الأسر والوقوف معها وتلبية احتياجاتها المعيشية والسكنية والتعليمية والصحية في مواجهة سلسلة رفع الدعم المتواصل؟ هل لديكم إحصائية كاملة لهذه الأسر لمتابعة أحوالهم؟ وأين الوفاء لهؤلاء؟
يا أهل السياسة :
لماذا تحاربون الحياة وتقتلون الأنفس بغير حق وتقطعون الأشجار والأزهار والذي أوحى الله سبحانه وتعالى إلى النحل لتأكل من كل الثمرات وتسلك سبل الله ذللاً ليخرج من بطونها شراب مختلف الألوان فيه شفاء للناس، وأنتم تأخذوا المواطن من أحضان الأسرة كرهاً وبأسباب وأفكار واهية واستغلال أوضاعهم المعيشية سواءُ كانوا في الداخل أو في الخارج ليكون معول هدم، وهي التي تعبت أي الأسرة في نشأته وتربيته وتعليمه وسهرت الليالي في مرضه ودفت الصخرة من أجل الوصول به إلى أعلى مراتب التعليم لتدفعه إلى الحياة معول بناء وتنمية وازدهار ومستقبل زاهر.
يا أهل السياسة :
لماذا تشعلوا نيران الحقد والضغينة وتجعلوا المواطن وقوداً لها؟
ولماذا تغرسوا في القلوب الشر بدلاً عن الحب والخير؟
ولماذا تزرعوا في الأرض الألغام المدمرة للمواطن والوطن؟
أين النضال في ذلك؟
أين التضحية في ذلك؟
ما هي رسالتكم التي دفعتكم إلى ذلك؟
لا تقولوا الديمقراطية
لا تقولوا الحكم الرشيد
لا تقولوا العدالة
لا تقولوا محاربة الفساد
لا تقولوا هدفنا مصلحة المواطن
لا تقولوا
لا تقولوا
لا تقولوا
كفى كذباً ونفاقاً.
كيف كان حال السوادان عند الاستقلال؟ وكيف حاله اليوم ؟
يا أهل السياسة :
بظهوركم في الفضائيات المختلفة المروجة والمسوقة لبضاعتكم المنتهية الصلاحية ولأحاديثكم المفصلة على ثيابكم والتي لم تحسنوا تفصيلها وذلك باسم الشعب السوداني، الذي لم يفوض أحداً في ذلك، والتي تملأون بها وسائل الأعلام وتشغلون الناس بها، وكذلك طرح قضاياه بهذه الطريقة السالبة والذي من المفترض أن تناقش داخل البيت السوداني. وأن ثقافتكم بكل أسف تلغي الأخر وتتمسك بالرأي واللجوء إلى رفع السلاح من أجل كرسي لعين وزائل.
يا أهل السياسة :
بكل أسف إن السياسة وما أدراك ما السياسة صارت اليوم هي الوجه القبيح للسودان في الداخل والخارج، حيث شوهت صورة الشعب السوداني الذي كان سنداً قوياً ومؤازراً لحركات التحرر الأفريقية وملجا لهم (زعيم جنوب افريقيا نيلسون مانديلا - مثال) ومعاضداً للقضايا العربية (السودان كان ممثلاُ للدول العربية بعد حرب الأيام الستة - النكسة 1967م – في الأمم المتحدة والزعيم/ محمد احمد المحجوب متحدثاً رسمياً نيابة عن الوفود العربية في ذلك الزمن الجميل) وفي الخرطوم انعقد مؤتمر القمة الرابع الخاص بجامعة الدول العربية في 29 اغسطس 1967م وقد عُرفت القمة باسم قمة اللاءات الثلاثة – لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني), نجاح هذا المؤتمر كان ممثلاُ في المصالحة التي تمت بين الزعيمين الملك فيصل وجمال عبد الناصر. والقرارات القوية التي صدرت عنه. وقد تم ذلك بفضل الله ثم بفضل التنسيق والتوافق والحكمة والثوابت التي جمعت بين الزعيمين السيد/ أسماعيل الأزهري – الاتحاد الديمقراطي والسيد/ محمد احمد محجوب – حزب الأمة جناح الإمام, وأيضاً من نجاحات هذا المؤتمر صدور قرار بدعم المجهود الحربي لدول المواجهة (مصر – الأردنسوريا) بمبالغ مالية إلى حين إزالة آثار العدوان من قبل كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والمملكة الليبية وكان السودان من ضمن الدول الذي ادرج اسمه لتلقي الدعم نسبة لتأثره بقفل قناة السويس. ولكن السودان بكبريائه وعزته رفض هذا الدعم. ويعتبر السودان من المؤسسين لدول عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الأفريقية سابقاً والاتحاد الأفريقي حالياً سياسياً ورياضياً الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وأيضاً جامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي وكان مؤثراً في الساحة الدولية بصوته القوي ومواقفه الشجاعة ودعمه لحقوق الشعوب المهضومة من قبل الاستعمار، والسياسة اليوم حطمت هذه اللوحة الجميلة للسودان وطمست البصمات المشرقة والمضيئة التي رسمها السودانيون في الخارج منذ الأزل وعلى نطاق العالم من خلال التفاعل الإيجابي من قبل الجمعيات السودانية القومية والقبلية والروابط الرياضية والثقافية والاجتماعية، وأيضاً من خلال تعاملهم مع الجاليات الأخرى في دول المهجر وإثبات كفاءتهم وإخلاصهم ونزاهتهم في كل المواقع التي شغلوها، وقبل ذلك تراحمهم وتكافلهم وتعاضدهم وتكاتفهم فيما بينهم ومحبتهم النابعة من القلب التي تسبق تصافح الأيدي والتبتبه على الأكتاف بحرارة وشوق.
يا أهل السياسة :
مقارنة بسيطة ما بين حياتكم وطلعاتكم البهية على الفضائيات في البرامج والندوات والمؤتمرات الصحفية والاجتماعات وأثناء تنقلاتكم من بلد لبلد ومن مدينة إلى مدينة ومن مسكن إلى مسكن وعيشتكم الهنيئة مع أسركم وسرابيلكم التي تقييكم البرد والحر والرعاية الصحية الكاملة التي تجدونها، وبين حالة البؤس والشقاء المرسومة على أهلنا في المخيمات التي نطالعها على الفضائيات وهم يعيشون وسط ظروف إنسانية مؤلمة ومحزنه، فهم يعانون فقراً شديداً وسوء تغذية مع انتشار الأمراض المعدية وعدم توفر المياه النظيفة أو التغذية الصحية أو البيئة الصالحة للحياة البسيطة.
يا أهل السياسة :
كيف أنهم بشق الأنفس يتنقلون من منطقة إلى منطقة ومن قرية إلى قرية وهم يجلبون الماء من أماكن بعيدة؟
وكيف أن النازحين يصطفون لساعات طويله بشق الأنفس لنيل حصتهم من المواد الغذائية؟
وكيف أنهم بشق الأنفس يحضرون الطعام في بيئة غير صحية؟
وكيف أنهم ينامون في العراء تحت رحمة الطبيعة؟ وهم الصامتون والصابرون علي بلاء أهل السياسة.
وكيف أنكم تحطمون الطفولة البريئة وتزرعون الخوف في نفوسهم؟
ويجدون الأمن والأمان من الغريب (يوناميد).
يا أهل السياسة :
هذه الصور لم تهزكم ولا حتى شعره من اجسامكم؟
بالله عليكم كيف طاوعتم أنفسكم وسمحت لكم بتناول الطعام الصحي وشرب الماء النظيف وكيف تغمض أعينكم وتنامون في استرخاء وراحة بال في خمسه نجوم؟ وتكثرون في الاجتماعات والمناقشات من أجل الاتفاق على وضع أو حذف شولة وتكثرون الأحاديث وتتدلون بالتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع وكلها مضيعة للوقت وعلى حساب الشعب السوداني, وهناك أهلنا في المخيمات ومعيشتهم في أرض الواقع لا تسر عدو ولا حبيب.
يا أهل السياسة :
لماذا يعيش المواطن في وطنه في المخيمات ولاجيء خارج الحدود تحت رحمة الطبيعة وإعانات المنظمات الأجنبية، لحافه السماء ومرقده الأرض، حياته كلها بؤس وشقاء وعذاب وضنك؟ وبكل أسف إن هذه العيشة الضنكة بفعل أبنائه مع سبق الإصرار والترصد.
يا أهل السياسة :
المواطن السوداني في دواخله الخير كما في باطن أرضه.
يا أهل السياسة :
هل صدقت عليكم الآية (87) من سورة البقرة
(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)
يا أهل السياسة :
الشعب السوداني عملاق في كل شيء وليس قاصراً حتى تتحدثون باسمه.
الشعب السوداني لا يقبل أن تعرض قضاياه وتسويقها في الخارج.
الشعب السوداني ليس ضعيفاً ولا قاصراً حتى تحملون السلاح باسمه أو نيابة عنه.
الشعب السوداني عملاق في كل شيء ورحمته تسبق غضبه.
الشعب السوداني صبور وحليم وذكي ومارد عند الغضب.
الشعب السوداني أصيل وكريم ومسامح وبسيط ويمد يده بيضاء من غير سوء.
الشعب السوداني قوي ينتفض عند الحاجة بدون حمل سلاح أو أعانه أو سند ودعم من الخارج والمثال في ذلك ثورتي أكتوبر وأبريل وقبل ذلك التضحيات الكبيرة والجسام التي قدمها في الداخل من أجل الحفاظ على سلامة الوطن (موقعة كرري) وايضاً تضحياته من أجل نيل الاستقلال دون الخروج من الوطن أو الاستعانة أو الاحتضان بالآخرين في الخارج أو الدول المجاورة أو استلام السلاح منهم.
يا أهل السياسة :
عندما لف الظلام مد البصر وصارت الغصون متكسرة وأوراق الأشجار يبست وأصفرت وتناثرت نتيجة لسياساتكم الاقتصادية الفاشلة، ضاق المكان بهذا المواطن بالرغم من سعة أرض السودان، فلملم أماله العريضة المشتتة وهو منغلب التفكير في الذين ماشين للمدارس وفي المصاريف وفي الكتب، فآثر الاغتراب لتحقيق أماله العريضة المشتتة وليتحمل مسئوليات تجاه اسرته الصغيرة والكبيرة وأيضاً مسئولياته تجاه الوطن, عندما تقاعس أهل السياسة في ذلك حيث كان يدعم الدولة بالمال بدفعه المساهمة الوطنية والمساهمة في تقديم التبرعات والدعم بمسميات مختلفة ولم يبخل في أن يبسط يده لمساعدة الحكومات المتعاقبة بالرغم من مسئولياته تجاه أسرته الصغيرة والكبيرة. وفي نفس الوقت كان ملتزماً عبر الجمعيات بمساعدة أهل المنطقة في تقديم ابسط الخدمات الممكنة لهم.
وبالمقابل نجد أهل السياسية الذين خرجوا من الوطن آثروا السير في خيانة الوطن واحتضان أعداء السودان من الدول المجاورة وباعوا ضمائرهم بثمن بخس وبقوا منكسي الرؤوس وأياديهم منكسرة ومنزله ومندله لاستلامهم الأموال من دولة مجاورة لتجنيد ابناء الوطن الواحد في الخارج بإغرائهم بحلم صاحب السمن. مستغلين ظروفهم الصعبة في ذلك, للعبث بمقدرات الوطن وترويع أهله وإسالة الدماء الذكية في سبيل وصولهم لكرسي الحكم اللعين والزائل, دون مراعاة لمصلحة المواطن والوطن, والتاريخ الحديث شهد الكثير من ذلك ومن ضمنها غزوة المرتزقة للخرطوم في تاريخ 02/07/1976م من قبل الجبهة الوطنية المكونة من ثلاث احزاب رئيسية هي الاتحاد الديمقراطي وحزب الأمة والإخوان المسلمين مستخدمة السلاح الأجنبي والتمويل الأجنبي منطلقة من ليبيا التي وفرت لهم المعسكرات والتدريب والسلاح والأموال, وما صاحب ذلك من أحداث ومشاهد بشعة ومؤثرة بكل أسف كانت نقطة سوداء في جبين من شاركوا في تلك الأحداث التي هي غريبة عن الشعب السوداني الذي وقف بقوة وتصدى لتلك الأحداث بغض النظر عن موقفه من الحكم في ذلك الوقت مؤيداً او معارضاً، لإيمانه الكامل والقاطع بأن تغيير الحكومات يأتي من الداخل وليس من الخارج على عربة الغدر والخيانة والعمالة وسفك الدماء. وعلى نسق ذلك الغزو جاء غزو العدل والمساواة قادم أيضاً من ليبيا في 01/05/2008م. وعلى نفس النهج كذلك تنشط اليوم الجبهة الثورية من دولة جنوب السودان. وأيضاً رمى ما يسمى بالتجمع الوطني نفسه في أحضان دول مجاورة (ليبيا – مصر – ارتريا) كانوا أشد عداوة على السودان وعزز التجمع الوطني تأمره وخيانته بمشاركته الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق في حمل السلاح ضد الحكومة أو بالأصح ضد الشعب السوداني، "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿32﴾" سورة المائدة
ومن مألات تلك الحرب اللعينة, صار السودان هو واحد من ست دول أفريقية الأكثر تأثراً بالألغام, وبسبب زراعة الألغام حالت دون اعادة تأهيل البنية التحتية وتقديم الخدمات لتلك المناطق وأيضاً عدم استغلال الأراضي الزراعية فيها. من المسئول؟ ألا يستحقون المحاكمات والعزل السياسي.
يا أهل السياسة :
بكل أسف يأتي أهل السياسة والمسئولين إلى المواطنين ويبشروهم بانهم حماة أرض السودان ويكبرون ويهللون. لأن هذه الكلمات تأجج في المواطنين الحماس فيرحبون بالموت من اجل حماية الوطن والحكومة وفي نهاية الحرب يجني المواطن قطع الأرجل وهلاك الأنعام وأما زارع الألغام ورافع السلاح وقاتل النفس البريئة يكرم ويكافأ بالمنصب السياسي والامتيازات ويُشرك في الحكم. وأما المواطن المغلوب على أمره تتقطع به السبل لا رجاءً ولا ارجل. فنذكر هؤلاء السياسيين بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
وبعد أن اقترف أهل السياسة بأيديهم هذه المآسي تجاه المواطن والوطن, نراهم اليوم يتبجحون في برنامج مراجعات وبعض البرامج في بعض الفضائيات ويسردون ذلك على الملأ بأن ما يقومون به هو عين النضال والجهاد لصالح الوطن والمواطن السوداني الذي لم يفوضهم بذلك ابداً , كأنهم مناديب السماء ورسل العناية الإلهية لإصلاح السودان, بل إن ذلك الاعتراف ادانه واضحة وخيانة عظمى وصريحة تجاه الوطن يجب محاسبتهم وتقديمهم للعدالة حتى لو كانوا على سدنة الحكم لأن ذلك خسران وعار عليهم. وأقول لهم لن تفلتوا بإذن الله من عقاب الشعب ومحاكمة التاريخ وقبل ذلك عقاب الله سبحانه وتعالى,
يا أهل السياسة :
أين أنتم من الآية الكريمة (26) من سورة آل عمران
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير"
يا أهل السياسة :
ماذا قدمتم لهذا الشعب الطيب المتسامح المحب للحياة والذي يجتمع في الأفراح ويشارك في الأتراح بقدحه المعلى، وبعفوية تامة يرسم لوحة روحانية وإيمانية عالية تلتف الملائكة من حوله فتنزل عليه السكينة الطمأنينة. وأما تجمع أهل السياسة فإن بأسهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.
يا أهل السياسة :
الشعب السوداني اليوم لا حاجة لكم فيه.
اتركوا الشعب السوداني وشأنه.
أرفعوا أيديكم عن السودان وأهله.
يا أهل السياسة :
إن من سنن الحياة التغيير والتبديل والتجديد.
وفي السودان تغير وتبدل كل شيء وتجدد، إلا السياسيين.
وبالمقارنة لفترة حكم رئيس ماليزيا السيد/ مهاتير محمد والتي امتدت (22) عاماً من 1981 إلى 2003م مع فترة حكم الإنقاذ (24) عاماً. تحولت ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدمة وبرزت أي ماليزيا في عهده على خريطة العالم بين الأمم كما برز رئيسها كزعيم سياسي مسلم بارز في الساحة الدولية ومن اشهر أقواله (إذا كنا جميعاً رجال دين فمن سيقوم بتصنيع الطائرات والصواريخ والسيارات وأدوات التكنولوجيا؟), فيجب أن يكون هناك علماء في التجارة وفي العلوم التقنية الحديثة وفي كل مجالات المعرفة ولكن على أساس من التعاليم الإسلامية. فقد أعلن استقالته من جميع مناصبه الحزبية في قراره التاريخي عندما شعر بأنه قد انتهى من أداء رسالته.
أما السياسيين في السودان فازدادوا في الحكم سنين عدد وما زالوا بنفس الوجوه وبنفس الخطاب وبنفس السياسة والسودان من سيء إلى أسوأ.
فهل من علاج لأنفلونزا السياسة السودانية؟
نعم والعلاج يكمن في الحب، لأن بالحب صارت النار للخليل برداً وسلاماً، ويا أهل السياسة بجميع أحزابكم ومذاهبكم اذرعوا الحب في دواخلكم وفيما بينكم، لأن في ذلك تتساقط أوراق البغضاء وتتلاشى نزعات البشر الشريرة وترتحل قطعان الضغينة والأحقاد وفي ظل تمسككم بهذا الحب تتوقف الحروب وتسكت أصوات البنادق ويعم السلام وينعم الجميع بالأمن والاستقرار ويبدأ البناء.
يا أهل السياسة :
إن ديننا الحنيف يحظر فحش القول وهجره في الشعارات والهتافات, فليس من اخلاقنا أن نتخلق بأخلاق الغوغاء ممن يهتفون بأفظع الهجاء, فإنما يكون بأطايب الكلام وبأحسن الألفاظ, وأن الأنسان ليس معصوماً من الخطأ. قال النبي (صلعم) " كل أبن آدم خطاؤن وخير الخطائين التوابون". وأن الاعتذار فطرة الأنبياء والرسل والصالحين – لماذا لا تعتذرون للشعب السوداني الأبي الطيب المتسامح والجميل؟ الذي أعطاكم كل شيء ولم تعطوه شيء. أنظروا إلى أبينا آدم عندما أخطأ (قال ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) فديننا دين مكارم الأخلاق والله يكره الفاحش البذيء واللعان الطعان, ولكن للأسف نجد عقول أهل السياسة وأدمغتهم غير قابلة للتغيير مع أننا أفضل أمه خلقت على وجه الأرض. ولكن لا يستطيعون أن يفهموا ذلك أو أنهم لا يريدون فهم ذلك.
فهل من استجابة؟ آمل ذلك. وللأسف الشديد إن السياسي في بلادي مفلس لأنه شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وبل طوعت له نفسه بقتل أخيه فأصبح من الخاسرين. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (اكثر خطايا بن آدم في لسانه) وأقول أكثر خطايا السياسيين في بلادي في لسانهم.
وأخر أقول لأهل السياسة
"أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" سورة الإسراء أية (14)
"كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً" سورة الإسراء أية (38)
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.
وأخيراً متى نعي الدروس في السياسة السودانية.
آمل من كافة فئات الشعب السوداني بالسعي حثيثاً بالمطالبة من مجلس الإفتاء الإسلامي في السودان بإصدار فتوى شرعية بتحريم تعاطي السياسة، لأنها صارت أخطر من تعاطي المخدرات. أو نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأتي بقوم يحبهم ويحبونه ويحبون أهل السودان الذي اصابه الرهق الكثير في الجسم والعلم.
وختاماً
أبدا ما هنت يا سوداننا يوماً علينا
بالذي أصبح شمساً في يدينا
والله من وراء المقصد
المواطن
محجوب عثمان – السعودية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.