قريب الله الانصاري ...وداعا لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا الى ارواحنا سبلا توسد ظهيرة اليوم ثرى مقابر فاروق الراحل المقيم المغفور له باذن الله قريب الله محمد حامد الانصاري ، وها هو يعود ليحتضنه تراب وطن احبه وهام به عشقا ...بعد طول غياب ...وسفر استطال في ليل الغربة ...ها هو يؤوب ولم يشهد تحقق حتى النذر اليسير من بعض احلام جيله وكفاحه لبناء وطن حر ديمقراطي...بل مضى وفي حلقه غصة ... وفي نفسه الكريمة مرارة .. وحزن وخيبة امل .. على ما آل اليه حال الوطن ... وأي حال .. ولكنه لم ييأس وفي كل لقاء كان يبشر بأن من بعده سوف يشهدون ببزوغ الشمس في منعطف الطريق . مضى سريعا ...وخطا الى عالم الخلود في هدوء ووداعة ... بمثل ما عاش هادئا هينا لينا لطيفا ... سهل الجناب ... لين العريكة ...موطأ الأكناف ...يألف ويؤلف ..و دودا عشيرا.. جوادا كريما ...بشوشا .. طلق المحيا .. تسبقة ابتسامته .. ويهش مرحبا ...ويدخل القلب بلا استئذان ...كأن الجميع من اخلص اصدقاءه . .سعدنا بمعرفته ... وتشرفنا بصحبته سنوات عديدة بعد اقترانه بأختنا الحبيبة رقية ..وامتدت صداقتنا لتشمل كل اسرتنا الكبيرة ، وكانت سنوات قمينة بالإعجاب ... جديرة بالمباهاة ... عرفنا فيه قدر الرجل الكبير ...وخبرنا كريم خصاله .. وطيب معدنه . كان رحمه الله جم التهّذيب ، يزينه التواضع ...قليل الكلام الا فيما يفيد .. وعندها يتدفق فيضا من العلوم والمعارف .والفكاهة والطرافة . ظل طيلة فترة معرفتنا به ، وشهد بذلك أيضا من جايلوه ورافقوه في مسيرة حياته المهنية والعلمية والسياسية الحافلة في مختلف الحقب ، وشتي المجالات المحلية والدولية لا يساوم في مبادئه ومعتقداته ... ولا يجامل في قول الحق ... مبشرا بقيم الحق والخير والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان يحفه جلال العلماء ... ووقار المفكرين ...في تواضع اصيل غير مصطنع ...ونكران ذات غير مستغرب ... شرف السودان في ما تقلد من وظائف في المحافل الدولية بعلمه الغزير وخبراته الثره ..وحنكته وحسن تدبيره وسمو خصاله . وان كان البعد لا يعني غياب الوجه او الجسد ، فان البعد يعني غياب الشخص عن الذاكرة وعن نبض القلب ، عندها يكون البعد ناجزا والصفحة قد انطوت ، ولكن امثال الراحل المقيم لا تنطوي صفحتهم بغيابهم الجسدي ... تبقى ذكراهم في جليل اعمالهم وفي سجلهم الوطني ... وفي ذريتهم ... والحمد لله فقد ترك الراحل ارثا طيبا من الذرية الناجحة وسجلا مشرفا ..وتاريخا ناصعا ..وسيرة نقية بين الناس ... دقات قلب المرء قائلة له .. إن الحياة دقائق وثواني فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكر للإنسان عمر ثاني نسأل الله تعالى له المغفرة والرضوان .. وصادق العزاء لأختنا الحبيبة رقية ولأبناء وبنات الفقيد ..وأسرته الكبيرة ولعموم اهل بلادي الشرفاء ... وانا لله وانا اليه راجعون ... [email protected]