بسم الله الرحمن الرحيم في يوم من الأيام وسالف العصر و الأوان كان هنالك , دولة اسمها السودان في مساحة وقدرها مليون ميل مربع كان أهل هذه الدولة يعيشون في سلام و محبة وألفة وتوادد وتراحم لا فوارق عرقية ولا طبقية , بل كانوا يعيشون في وحدة وطنية رائعة و تجلت هذه الوحدة الوطنية عندما أطلق الإمام محمد أحمد المهدي نداء الجهاد ضد الاستعمار وهو من شمال السودان لبى النداء أبناء الغرب و كانوا أول من ناصروا الإمام المهدي و من بعد لبى النداء كل أبناء السودان فكان عثمان دقنة من شرق السودان و ود النجومي من الخرطوم وود حبوبة من الجزيرة وثورة علي عبد اللطيف وعبد الفضيل ألماظ وكانت ثورة النوير وثوة الشلق ومؤتمر الخريجين والحركة الوطنية ,والتقى كل أبناء السودان في تلاحم فريد إلى أن تحقق الاستقلال , نعم كان هذا هو السودان عزة وشموخ وكرم وشهامة ومروءة وشجاعة . كان هنالك مشروع الجزيرة والسكة حديد والنقل النهري وهيئة توفير المياه والزراعة المطرية الدالي والمزموم والقضارف . كان هنالك معاصر الزيوت و مطاحن الدقيق و مصانع الغزل والنسيج .. كان هنالك أكبر ثروة حيوانية في العالم وكان الصمغ العربي والفول السوداني .. وكان مصنع الخميرة ومدبغة الجلود ... وألبان كوكو وبابا نوسة , ومصانع تعليب الفاكهة ومصنع الكرتون وغيرهم من المصانع . كان هنالك جامعة الخرطوم وما أدراك ما جامعة الخرطوم ! وكان المعهد العلمي وبخت الرضا و حنتوب ووادي سيدنا وخور طقت وكانت الخدمة المدنية . وكان الأدباء والشعراء والعباقرة , والمبدعين في كل المجالات . كان عبدالله الطيب ومحمد المهدي المجذوب والطيب صالح و أبو آمنة حامد وحميد والحردلو , كان أبو صلاح وسيد عبدالعزيز وعمر البنا وعتيق و ود الرضي كان حسين بازرعة وإسماعيل حسن والحلنقي والتيجاني حاج موسى والسر قدور ودوليب كان سرور وكرومة والامين برهان و إبراهيم عبدالجليل . وكان الكاشف وعثمان حسين ووردي وود الأمين وود البادية وسيد خليفة ومصطفى سيدأحمد وإبراهيم عوض وأبو داوؤد وكان حسن عطية والشفيع والعطبراوي والكابلي ووالنعام آدم و ود اليمني. وبرعي ومنزول ومنصور رمضان و أمين زكي وقرعم وعمر عثمان وعمر التوم .. وشرف الدين ونجم الدين وشمس الدين وبشرى وبشارة وماجد وجكسة وكمال عبدالوهاب وعلي قاقرين والدحيش وكسلا وسانتو وسنطة والطاهر حسيب وسامي والنقر ... وكانت خلاوي القرآن وكان سيدي الحسن راجل كسلا والشيخ الجعلي راجل كدباس وحاج الماحي والنقاشابي و ود سعيد والشيخ الطيب وقرشي ود الزين والخليفة الفاضل وبابكر محمد سعيد والشيخ البرعي والشيخ الصايم ديمة .. وكان ظرفاء المدينة ود الريح وكمال سينا وود الشايقي وجاد الله وكانت سينما ام درمان وسينما النيلين والمسرح القومي وكانت حديقة الحيوانات والمتحف القومي وكانت نقابات العمال الشفيع ومحمد الحسن وصلاح عوض بشير وقاسم أمين والسر عبدون وكان وكان وكان .... وبعد بضع سنين صارت هذه الدولة دولتان وهنالك حروب في الغرب والنيل الأزرق وتململ في شرق السودان وذهبت حلايب لمصر والفشقة لاثيوبيا وأبيي متنازع عليها وتم بيع او إهداء - والله أعلم - ملايين الفدادين لبعض الدول وأصبح السودان الذي كان مرشحا لأن يكون سلة غذاء العالم ,يستورد الكثير من المواد الغذائية من الخارج فكان الفقر والجوع والمرض ... وأطلت القبلية والمحسوبية فكان الفساد الإداري والمالي , فبرز إلى الوجود الجماعات الطبقية والفوقية ورؤوس الأموال الطفيلية فأوهم هؤلاء (النبت الشيطاني) أنفسهم بأنهم هم الطبقة الراقية فكان تعاملهم في حياتهم مع من هم على شاكلتهم بعيدين تماما عن الإنسان السوداني العادي ود البلد الاصيل المامصنوع ناسين تماما أننا سنقف جميعا يوم الموقف العظيم أمام الحق عز وجل فيقدم كل منا كتابه , فربما أشعث أغبر تزدريه أنت في هذه الدنيا هو عند الله أفضل منك وربما هؤلاء الغافلين المتكبرين يكون مصيرهم النار ..."يوم لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله "صدق الله العظيم. نسألك يا الله الفوز بالجنة والنجاة من النار ... -أتمنى من الله ان يعود السودان إلى ماضيه الجميل ونرى السوداني الراجل أبو ضراع أبو مروة البغيث الملهوف وبينصر المظلوم السوداني ود البلد الحبوب والبيفزع قبل يبكوا ويفيقوا الناس .. السوداني المأمون على بنوت فريقه السوداني البيستر الحال السوداني البيتلقي وقت الحارة ... -و ان نرى نساء السودان اخوات التقيل اخوات مهيرة وهن يرفلن في ثياب العزةوالعفة وأن تكون المرأة كما جاءت في رائعة الرائع جدا حميد _ أمونة هذه المرأة السودانية التي تعرف ربها وتعرف واجبها تجاه زوجها بالرغم من الفقر المدقع الذي تعيش فيه جاءت إلى زوجها وهي تتقدم نحوه في حياء وخجل ورضى تام بما قسمه لها الله وقالت له (النعال والطرقة اتهرن ماقالت له جيب, شيلن ياالحبيب غشهن النقلتي والترزي القريب .) ياالله لهذه المراة الرائعة العفيفة الطاهرة وهي رمز لكل نساء السودان ,,, يالروعة هذه المرأة وجمالها وأدبها ورقتها ويالهذا السمو عندما تقول له : (شيلن يا الحبيب ) وهذا هو الحب الذي عناه الله .. " وجعلنا بينكم مودة ورحمة " صدق الله العظيم ... ولنرى ماذا رد عليها عم عبد الرحيم وهو يتألم من داخله ..وهو يرى زوجته بهذه الحالة .. وتخاطبه بكلمة ( يا الحبيب ) (نان يا ام الرحوم طقهن ما بيفيد إنطقن زمن و إن طق الزمن لازمك توب جديد وبأية تمن عشان يا أم الرحوم ما تنكسفي يوم جاراتنا جن ماشات لصفاح أو بيريك نجاح وايه الدنيا غير لمة ناس في خير أو ساعة حزن ) تمنى أن يملك المال في هذه اللحظة ليحقق لها كل أمنياتها ( وكان ما كان وكان كان أكسيك در ) - دعوة لكل أبناء الشعب السوداني أولاد البلد الحقيقيين أن تبادر جماعة منهم لتكوين جمعية يمكن ان تسمى ( السوداني الاصيل ) أو (جماعة اولاد البلد )أو تحت اي مسمى آخر ,للمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وأصالتنا السودانية .. -اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ..... علي عثمان فضيلي المملكة العربية السعودية - جدة [email protected]