فى رد صاحب اليوم التالى مزمل أبو القاسم على مدير قناة النيلين خالد الأعيسر تحت عنوان(مهزلة قناة النيلين) والتى وصفها بأنها مهزلة حقيقية وسقوط مهنى مريع،وكأن به هوصاحب الخلق المهنى الرفيع . لكن ماحدث فى حقيقة الأمر هو مهزلة وطن ساهم فيها الاثنان ومن لف لفهم الأعيسر والذى صور لنا الأمر بأنه تفأجأ به خصوصا قوله بأن الدولة لاتحترم انسانها وتتفشى فيها الفوضى والعشوائية،مع أنه يعلم تمام العلم أن الدولة منذ عقدين وأكثر لاتحترم انسانها وتتفشى فيها الفوضى والعشوائية والفساد فى جميع مجالاتها خصوصا المجال الذى يعمل فيه سيادته (الرياضى) وتحديدا الاعلام فيه هو كارثة التخلف الرياضى الذى تعيشه البلاد ،وبما أنه مدير قناة رياضية فلابد أنه على علم تام بالواقع الذى يحدث فى هذا المجال والفساد الذى يضربه والا أنه لايستحق هذا الموقع الذى يعمل فيه كمنتقده الذى بعد أن ساهم بدوره مع بقية رفقائه فى تدمير الرياضة فى السودان وتحول الى تدمير السياسية من بعد الرياضة،ونقده للأعيسر لم يكن من باب المهنية كما يدعى ولكن هو دوره كأحد (ضباط ايقاع) الحزب الحاكم خصوصا وأن استهجن عدم احترام الأعيسر للسفير وقوله حتى وزارة الخارجية بوزيرها الأستاذ على كرتى لم تسلم من هوشة الأعيسر على حسب وصفه بوصفه للسودان بأنها دولة لاتحترم الانسان ولاتحترم العمل ولاتغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وقد عم فيها الخبث والحفر،والأعيسر فى هذا الجانب لم يكن يكذب بل قال الحقيقية التى ينكرها صاحب الخلق المهنى الرفيع. الأعيسر يعلم بكل ما ذكره مسبقا وتعايش معه ردحا من الزمن ولكن عندما لدغ بضم اللام من الحفرة الأم لم يتحمل ألم اللدغة الموجع فعلا صوته بالصراخ وأراد أن يصنع من صوت صراخه بطولة ومجدا يبقيه فى الأضواء. هذه مهزلة وطن وليس صراع مبادىء أو أخلاق كما يدعى الطرفين لعلمهما مسبقا بأن الدولة السودانية فى هذا العهد الأسود تدار على طريقة (الكنتين أو الطبلية) وليست ادارة مؤسسية أو مهنية محترمة والا ما وصلت الى المستوى الذى وصلت اليه الآن،ولعل الأعيسرنموذج لعدد كبير من السودانيين من حملة الجنسيات الأخرى والتى 70%منها تقريبا هاجرت بسبب هذا النظام ثم عادت لترتمى فى حضنه وتتعايش معه رغم ايمانها بعد مؤسسيته وسؤ أخلاق منتسبيه ،رغم أن معظمهم عاد من مهآجر لاتعرف مثل هذا العبث والعشوائية التى تحدث فى السودان فى جميع المجالات وأن الأولوية والسطوة والنفوذ لأزلام النظام وليس للكفاءة ،وهؤلاء للأسف هم من يطيلون مثل بقاء هذه الأنظمة سوى كان هذا عن جهل بحسن نية أو مكاسب شخصية،وعندما يتعرضون لمثل هذه المواقف منهم من يلملم أطرافه بهدؤ ويعود الى مهجره ومنهم من يستغل الموقف لصالحه ويصنع منه بطولة كما بطولة حسين خوجلى التى يحجى بها الشعب السودانى بعد خراب سوبا،وهذه الظاهرة أرى أنها تحتاج لتشريح دقيق ففى كل الحالات الخاسر هو الشعب والوطن وليس هؤلاء. كنت أظن وبعض الظن اثم أن المساحات التى منحتها جامعة الدول العربية للسودان بالمجان على الأقمار الصناعية قد تستفيد منها الدولة فى عمل قنوات متخصصة تصلح من الحال المائل فى البلد لكن للأسف تم استغلالها لالهاء الشعب بقناة رياضية مثل النيلين وأخر للأغانى الهابطة والمائعة كأنغام وأخرى منحت لصاحب قناة هارمونى سابقا ليعمل منها قناة للأطفال (سنابل) يديرها هو وتعود ملكيتها للتلفزيون القومى ووزعت باقى المساحات على بعض الولايات لتتكرر البرامج والضيوف حتى الملل وتترك الجوانب الحيوية التى مفترض بالاعلام أن يلقى عليها الضؤ ويعالجها بدلا من هذه المهاترات فى مجال فشلنا فيه حد الادمان ،وفشل فيه صاحب الخلق المهنى نتيجة للمكايدات والقضايا الانصرافية والسمسرة فى جلب (المنحرفين) عفوا المحترفين ،والا كان حريا بصاحب اليوم التالى أن يكشف لنا الوباء الذى ضرب الشعب السودانى حاليا أسبابه ومسبباته وكيفية علاجه لكن ماذا نقول فى اعلام التطبيل والتزييف والتجميل؟؟ [email protected]