شاهد بالفيديو.. (ما تمشي.. يشيلوا المدرسين كلهم ويخلوك انت بس) طلاب بمدرسة إبتدائية بالسودان يرفضون مغادرة معلمهم بعد أن قامت الوزارة بنقله ويتمسكون به في مشهد مؤثر    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    "صومالاند حضرموت الساحلية" ليست صدفة!    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    الجيش في السودان يصدر بيانًا حول استهداف"حامية"    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    استقبال رسمي وشعبي لبعثة القوز بدنقلا    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من (ام جرس) الى (باريس)ماهو الجديد؟..ومن سيكون كبش الفداء القادم في دارفور؟..
نشر في الراكوبة يوم 17 - 04 - 2014

- لقد وصف العديد من المراقبين الدوليين ان ملتقيات(ام جرس 1'2)، واللقاء الذي جمع ادريس دبي بقيادة الحركات المسلحة في باريس لايخرج عن اطارالعلاقات العامة لايجاد مخرج اجتماعي وسياسي لقبية الزغاوة في ظل النزاعات الاثنية والطائفية التي تعصف بالمنطقة(- ليبيا التوبو، ومالي الطوارق وافريقيا الوسطى المسلمين/المسيحيين)، ويعتبرالمحللون الغربيون ان محاولات دبي مجددا في دارفور هي تصب في صالح الدورالجديد الذي تقوم به الحركة الاسلامية السودانية والتي توحي بإمكانية عودتها الى المشهد السياسي السوداني من جديد عبر بوابة دارفور وبعد طول غياب، وهذه الحقيقة يؤكدها الحضوراللافت للشيخ الترابي في مؤتمرام جرس مؤخرا، وإخراجه لمفردات صلح منتظر في دارفور، وهذه المفردات دائماًً ما يصرح بها-الشيخء- في الماضي مبرزا قدراته على حل مشكلة دارفوراذا ما سنحت له الفرصة لذلك، وقد علق من قبل الكاتب الصحافي كريستوفرديكي-نيوزويك-على الأزمة في دارفور بان(شعب دارفور يعتبرالقاعدة الشعبية للحركة الاسلامية السودانية بقيادة الدكتور/حسن الترابي)، وقال الدكتورجبريل ابراهيم – حركة العدل-، في حوار أجراه معه الصحافي/ محمد علي كلياني بباريس مفيدا(أن اللقاء الذي جمعنا بالرئيس ادريس دبي تم بعد مقاطعة استمرت خمس سنوات)، واصفاً اللقاء بانه مجرد استعراضاً لجملة من الافكار حول السلام في دارفوروالذي تم اقتراحه بواسطة(الاهل في ام جرس)، معتبراً ان قبيلة الزغاوة ليست الطرف الوحيد الذي يقرر الحرب والسلام في دارفور بانفراد ودون الاخرين، مضيفاً انه قدم شرحاً وافياً للرئيس دبي خلال اللقاء الذي جمعهما بباريس(نصف ساعة) موضحين له ان الحلول الجزئية لاتفيد استدامة السلام في دارفور، مذكراً(ان المشكلة في دارفورلايمكن حلها في الاطارالقبلي وحصرها في قبيلة الزغاوة وتحميلها مسؤلية فشل الحل في ملتقيات ام جرس، لان القضية سياسية ولابد من ان تحل سياسيا وفي اطارها القومي السوداني، موضحاً(لقد طلبنا من الرئيس دبي اذا كان جادا في السلام بدارفورعليه التحدث مع الرئيس السوداني البشيرحول مشكلة دارفور وبشكل اوسع واكبرمن رؤية القبيلة والسعي الى حلها، لان القبيلة مهما سميناها لاتحل مشكلة دولة بمفردها، ولذلك نرفض الطرح التشادي في الحل القبلي، ونحن نعتبران مشاكل السودان يجب ان تحل برضى كل اهل السودان عبرتفاهم الجميع حول رؤية الحل القومي)، واختتم د. جبريل حديثه للصحافي كلياني، قائلاً:(ان مبادرات ام جرس هي مجرد نوعاً من الاتصالات والمشاورات ولم ترتق الى مستوي المبادرة السياسية للحل، ولذا نرفضها من حيث مبدء الحل الجزئي وبرؤية قبلية بحتة)، وفي ذات السياق متصل نظمت حركة التحرير-مني- ندوة سياسية بباريس عصرالسبت12 ابريل، ّذكر فيها مني مناوي(ان الحل السلمي الذي طرحته الجبهه الثورية هوالطرح القوي لقوى الثورة السودانية، ويجب البدء بالقضايا الانسانيه الملحة والتي تتعلق بمصيراكثرمن(7)ملايين من اللاجيين والنازحين في السودان)، وحول التفاوض مع الحكومة السودانية اوضح مني(ان من حق الحكومة التفاوض مع من ترغب وتتحاور معه، ولكن الحوارلتوحيد الاسلاميين كذبة مضللة ولن توحد كل السودانيين، واذا كانت الحكومة جادة في السلام الشامل والعادل عليها الجلوس مع قوى الجبهة الثورية حول رؤية السلام الحقيقي)، وأعقب حديث مني، السيد/ التوم هجو- حزب الاتحادي- معجباً بتجارب الثورة الفرنسية في النضال من اجل اشاعة الحريات واحقاق العدالة وفرض القانون في فرنسا)، واضاف هجو معلقاً على مبادرة الحوارالوطني السودانية قائلا(أن الحوار مع النظام سيكون بنفس اللغة التي يستوعبها) واصفاً(ان الحوارالحقيقي هو مع الشعب السوداني والمعارضة وتوحيدها، وليس بمنطق اكاذيب النظام التي يطلقها تحت مزاعم الحوارالوطني، بعد ان فشل مشروعه الحضاري)، مؤكداً(ان المرحلة المقبلة هي مرحلة عمل سياسي وديبلوماسي واعلامي لقوى السودانيين بالخارج من اجل تصديهم للنظام وحملاته).، وفي كلمة للسيد/ سليمان جاموس مسئول حركة العدل والمساواة للشئون الانسانية(ان الوضع الراهن يرتبط باطراف داخلية وخارجية لابد ان يكون لها الدورفي الحوارالذي يزعمه النظام، وهوحوارلم يخرج بعد من اطارالمركز، ولاتحدونا رغبة للمشاركة فيه، ونعتبره من طرف واحد، لان هذا الحوارتطلق مبادراته، وان القرى تحرق ويتعرض المواطن لمخاطركبيرة).
ملاحظات:-
من اهم ملاحظات محطات ملتقيات ام جرس الاخيرة، انها افضت الى الصلح بين خمسة مجموعات قبلية في الحدود، وغابت عنها الاطراف الرئيسية- الحركات المسلحة- واقتوح ملف موسى هلال كورقة اخرى للمبادرة التشادية بآم جرس، وهذا يعني سياسياً ان ام جرس لم تتخط الاطارالقبلي اولاً، ثم لم تصل الى مرحلة النضج كي تقدم حلولاً مرجوة في دارفور، وتفتقر الى المدخل الصحيح منذ ام جرس الاولى والتي اثارت سخط الكثيرين، وواجهت انتقادات واسعة.. وهنا يتضح بجلاء تضارب أروقة ام جرس الثانية حول -الصلح القبلي وموسى هلال وازالة الحرج الذي سببته ام جرس الاولى-،.
ويمكننا استعراض رؤى تشاد والسودان حول حل ازمة دارفور:
1. كان ومازال الدورالتشادي في دارفورتقليدياً ومحدود الافق السياسي نظراً لتمحوره في النظرة القبلية الضيقة، وقد نبع مجدداً في ام جرس استجابة لمعطيات وتحولات كبرى طرأت في المنطقة المضطربة حول البلدين والضغوط الدولية المتزايدة.
2. ترتكزالنظرة السودانية في دارفورعلى ايجاد المخرج السياسي والاجتماعي للازمة وباي ثمن عبرالمبادرة التشادية في الماضي والحاضر، وهذا لم يتحقق حتى يومنا هذا!،..،
3. ان خروج ام جرس عن اطارها العام يشكل ألواناً من الهواجس الامنية الكبيرة في حدود السودان الغربية، وهذا لن يساعد على التفاهم السلس والتطبيع بين البلدين.
4. ان إصرار الرئيس دبي على اللقاء بقادة الحركات الدارفورية في باريس يؤكد المنطق اعلاه، بان المبادرة ما تزال في طوراقناع الاطراف الرئيسية بدلاً من الصلح بين القبائل هناك.
5. هذا الطرح يقودنا الى عدد من التسؤلات المنطقية حول الدورالسياسي والامني لتشاد في ازمة دارفوروبمراحلها المختلفة بدءاً بالعام1989م عندما كان الرئيس ادريس دبي متمرداً في دارفور، وانتهاءاً بتسلمه السلطة في ديسمبر1990م، وما تلى ذلك من احداث وتطورات هنا وهناك- الحروب القبلية-، وتلك الاحداث أدت فيما بعد الى تطورات أخرى فجرت كل الاوضاع دفعة واحدة في العام 2003م، ثم ما صاحب ذلك من اضطراب امني كبيرعم كل الديارالدارفورية، وانعكست ابعاد ذلك النزاع المسلح الى شرق تشاد في تطورملحوظ، وهنا لانريد سرد تفاصيل الاحداث كلها بقدرما التطرق الى دورالدبلوماسية التشادية اثناء احداث دارفور في الماضي والحاضر، وما آل اليه الوضع حتى اليوم، هنا إذن، لابد لنا من طرح بعض التساؤلات المهمة لعلَ نجد من خلال ذلك ما يمكننا من فهم ملامح مبادرة تشاد الجديدة الممثلة في(ام جرس)، وفي هذا التوقيت بالذات، وان هذه التساؤلات يمكن ان يطرحها اي مواطن عادي في الشارع يراقب الاحداث بين تشاد والسودان سلباً ام ايجاباً.
التساؤلات هي:
. ماهي الرؤى التشادية الجديدة في- ام جرس- من اجل الحل السلمي في دارفوربعد ان تعذرت الحلول السياسية سابقاً في أبشي1، وانجمينا1-2 ؟.
. لماذا تعتمد مبادرة- ام جرس- على الاطارالقبلي وتفضل الحول الجزئية وبمواصات اجتماعية/سياسية محددة- الزغاوة-، ولم تستطع الوقوف على مسافة واحدة من اطراف النزاع؟
. هل ان الامركله يعتبر مجرد هروباً تكتيكياً لانجمينا عبر- ام جرس- من الواقع المتازم داخلياً وخارجياً، وتحويل الانظارالى دارفورمجدداً بعد الحرج الدبلوماسي البالغ في أزمة افريقيا الوسطى والسعي الفرنسي الى تشكيل الخارطة السياسية في دول وسط افريقيا على أساس جديد؟.
. ماذا ينتظراهل دارفورمن دورام جرس الجديد في حل ازمتهم المزمنة بعد فشل المساعي الاقليمية والدولية في حلها- ابشي-انجمينا- طرابلس- ابوجا- الدوحة-،؟.
. هل فعلا، ان الوقت قد حان لحل مشكلة دارفورفي تشاد نظراً للارتباط حكام انجمينا الاجتماعي ببعض اطراف الصراع في دارفور، واحتكام الكل الى منطق التسوية الجزئية، وايجاد خارطة طريق للسلام مع الخرطوم وفق المعطيات الاقليمية والدولية الجارية وايجاد مخرج مناسب؟.
. هل ان كل اطراف النزاع في دارفورمتفقة في الرؤى تماماً حول صيغة المبادرة التشادية الجديدة كي يتم طي ملف نزاع دارفورالمسلح نهائياً- كما تؤكده صيغة الحوارالوطني المعلن من قبل حكومة الرئيس عمرالبشير-، لاسيما، وان بعض الاطراف كانت في الماضي ترى الدورالتشادي مزدوجاً في تعاطيه مع الازمة الدارفورية- إنتقائي وغيرمحايد- ويتم قبوله اليوم في- ام جرس وباريس-؟.
. ماهوحجم الدعم والتأييد الاقليمي والدولي لمبادرة ام جرس؟.
. هل ان دور- أم جرس- في دارفوريعدً جزءاً من اللعب بالورق السياسي بين البلدين؟.
إن طرحنا لهذه الاسئلة المتعددة قد يحدد لنا شكل الدورالتشادي المرتقب في دارفورانطلاقاً من تعاطيه السابق مع الازمة ورؤيته الجديدة في استراتيجية ام جرس ونظرتها لمجريات الاحداث في المنطقة والتعامل معها، وما يدعونا الى طرح هذه التساؤلات اكثرهوذاك التفائل والتشائم الذي يعتري البعض في فتح ملف القضية مجدداً في(ام جرس)في ظل جدل اجتماعي/سياسي مازال يدورحولها، ثم إدمان الفشل الدبلوماسي لانجمينا في إدارة الازمات وفضها بالحسنى.
وانما يدعوالى القلق أكثر، هوإعتقاد الكثرون ان اطراف النزاع المؤثرة عسكرياً في دارفور- مني/جبريل- ترتبط بالصلات الاجتماعية الى(ام جرس)، وهذا مما يعطي رسالة سالبة للمبادرة التشادية وامكانية لعب دور مزدوج في ايجاد الحل والسلام المرتجى في الاقليم، ورغم هذا، ان اطراف اخرى ترى هي ايضاً، فاذا كان حل(ام جرس)ياتي احادي الجزئية ولم يشمل الكل وتأطيره فقط في فئة سياسية/اجتماعية محددة الاوصاف في دارفورباسم- ام جرس، فانه امر مرفوض ومردود ولايعني الجميع في دارفور.
- لقد سبقت مبادرة- ام جرس- العديد من الهواجس والتكهنات السياسية، وهي ان مسعى تشاد هذا، يعتبرنوعاً من المغازلة السياسية بين انجمينا والخرطوم بعد ان وجدت تشاد نفسها وسط تناقضات اقليمية جديدة كليا في وسط وغرب افريقيا- الحرب في مالي وليبيا وازمة افريقيا الوسطى-، وهي بذلك تريد فك عزلتها الاقليمية عبربوابة دارفورالسودانية وهذا يأتي في إطار المصائب تجمع مصابي انجمينا والحركة الاسلامية السودانية مرة اخرى وقف المصالح في المنطقة.. وفي ظل تلك الاوضاع المعقدة، فلم تجد انجمينا شيئاً آخراً سوى ازمة السودان في دارفوركي تلعب فيها دورا اقليمياً يمكن تقريب المسافة بينها وبين بعض القيادات الافريقية التي ساد معظمها انطباعاً سياسيا سيئا من دورانجمينا الاخيرفي احداث افريقيا الوسطى، وتريد تشاد بتلك الخطوة-ام جرس- امتصاص مشاعرافريقيا الغاضبة تمهيداً للولوج الى رئاسة دورة الاتحاد الافريقي المقبلة، وان رئاسة الاتحاد الافريقي قد تتطلب لعب دورمن هذا القبيل في افريقيا لاقناع اعضائه بالدورالاقليمي الذي تقوم به دولة ما تريد قيادة القارة وتساهم في فض النزاعات الافريقية الاكثرتعقيداً، وبالطبع ان قضية دارفور واحدة منها، وان السودان لايضيره شيئاً اذا استطاعت – ام جرس- حل مشكلة دارفور، ونيل تشاد رئاسة دورة الاتحاد الافريقي، وبوضع تشاد الحالي وتورطها في اكثرمن مستنقع ازمة افريقية، فان معظم مؤسسات الاتحاد الافريقي لايمكن اطلاقاً قبولها رئيساً محتملاً للدورة القادمة وبالمواصفات الحالية- احداث بانغي-، وهنا تصبح قضية البحث عن كبش للفداء يقدم قرباناً اقليمياٌ أمراً ضرورياً وملحاً تفرضه التطورات في المنطقة، ويبدو، ان القرابين في دارفوركثيرة وسهل تقديمها في(ام جرس)انسجاماً مع توجهات السياسية التشادية في السودان-دارفور-، وهذا أقل ما يمكن تفسيره واستنتاجه سياسياً من ملتقيات(ام جرس)، ولقاء دبي/جبريل/مني بباريس مؤخراً!، ومن ناحية اخرى وحسب التقاريرالدولية، اضحت انجمينا اليوم وحيدة ويتيمة السياسة الاقليمية بسبب احداث بانغي-، ولذا فانه من الاجدى للرئيس دبي التمسك بملف غرب السودان قوياً، ومن خلاله يمكن المناورة إقليميا من اجل الانفراج الإقليمي-، وهذه سياسية قوية بالطبع ان لم تفشل انجمينا في تجديد الهدف ء- كما كان في السابق-، وان المهم استراتيجيا لام جرس في الوقت الراهن- أن ملف قضية دارفورفي متناول يد انجمينا ودونما منازع اقليمي/دولي، ورغم ممانعة الحركات المسلحة للدورالتشادي وسوابقه السياسية، فلامعدى لحركات دارفوروانجمينا معاً سوى اللعب بالورقة الوحيدة في نهاية المطاف- ان صح التعبير- لان مطلب القناعات السياسية لانجمينا تجاه السودان حالياً، هوايجاد صيغة معينة لحركات دارفورصاحبة المصلحة رغم خلافها مع انجمينا في الصيغ الفنية لادارة ملف الأزمة، لأن تشاد ترى انها دائماً وأبداً تشكل الملازالآمن سياسياً وإجتماعياً وأمنياً لبعض اطراف دارفورالمتنازعة، ولايوجد ابداً طرفاً اقليمياًأخراً يمكن ان يكون بديلاً افضلاً من تشاد وبشكلها السياسي الحالي للقيام بدورالوساطة وادارة ملف القضية في دارفوروفقا للحسابات الجارية في المنطقة، ورغم الهفوات التشادية الماثلة(نتحدث عن الصلات الاجتماعية طبعا)، ومنذ البداية كان اهتمام تشاد بقضية دارفورينطلق من المبدء نفسه كما سماه البعض بالانتقائية وعدم الحياد السياسي، وهذا صحيح جدا، ويعززفكرة الاقربون اولى بالعروف السياسي، ولذلك جاء الاهتمام التشادي خلال حكم دبي باستراتيجية تعززهذاالتوجه، على اعتباران الخطرالسياسي المحدق على النظام السياسي في انجمينا قد لاياتي بالصدفة، وإنما هاجس الحدود الثلاث(ليبيا والسودان وافريقيا الوسطى)يظل قائماً وفاعلا حينما تنشب قلاقل هناك، وان مثلث الزعرالسياسي والامني هذا يجب التعامل معه بجدية ريثما تهدأ العواصف وتستقر الاحوال، ولذا، كانت مخاوف انجمينا تدورحول هذا المثلث الاسطوري على الدوام، ومن بين بلدان المثلث الاسطوري فلانجد إلا بلداً واحدا يمكنه تفهم الوضع التشادي داخلياً وخارجياً، ويمكن التعويل عليه استراتجيا في المنطقة، وبمقتضى عوامل جغرافية/اجتماعية/ثقافية/تاريخية بين الشعبين، ولكن السودان ذاته يرتكزفي تفهمه لوضع تشاد استراتيجياً إلاعلى اساس فض هاجس قضية دارفوروفضه أولاً، ثم فتح فضاءات ارحب في السياسة والمجتمع المتمدد والمتعدد والمتجانس بين البلدين اجتماعيا/سياسياً/ثقافياً/اقتصادياً، لذا نرى في استراتيجية الخرطوم انه لايمكن تقريب وجهات النظرالسياسية والتطبيع حول هذه القضايا الاستراتيجية بين البلدين، إلا بطي الملف الدارفوري، كونه جزءاً من اشكالية امنية/سياسية/اجتماعية عالقة في الحدود، ولذلك، وجدت تشاد نفسها وسط تناقضات بحجم خارطة دارفور، وكي لايمتد اليها مرض دارفورالاجتماعي والسياسي، فقد اتخذت تشاد موقفا سياسياً وامنياً، يتمثل في الحفاظ على التماسك الاجتماعي الداخلي في البلاد، والحيلولة دون انتشارالعدوى السودانية الى الاراضي التشادية-، رغم الهفوات الامنية التي حدثت في شرق تشاد جراء الاحداث- الثورة المسلحة والحرب القبلية بين الاهالي-، وهذا يعتبرنتيجة طبيعية لمؤثرات الاحداث والتحريض الاجتماعي الكبيرالذي حدث في الحدود، وكان الهدف السياسي والامني وقتذاك:(تعديل ميزان القوى بين البلدين)
(rapport de force)، وهي عملية يمكن تسميتها شعبياً بتحريض المجتمعات التقليدية على الحرب وهو ما عرف محلياً ب(التورابورا والجنجويد)كاطراف محلية متناقضة برزت خلال النزاع وتم من خلالها جرد الحساب وتعديل موازين القوى على الارض-، ومن هنا يمكن اعتبارالاطارالاجتماعي بين البلدين مهماً وفق حسابات الدولتين الاستراتيجية في الحدود، وتؤكد ذلك دراسات وتقاريردولية حصيفة تقول انه فلامعدى لانجمينا إلا القيام بمبادرة- ام جرس-، وهي فرصة مواتية للخرطوم وغيرمتوفرة في السنوات الماضية في معالجة ازمة دارفور، وان الظروف الاقليمية والدولية بالمنطقة مهدت فرصاً يمكن من خلالها ايجاد الحل، وهذا ما سهل على انجمينا والخرطوم ان تلتقيا في هدف سياسي موحد في(ام جرس)رغم التناقض الواضح احياناً .
وفي الاخير، يمكن القول وعلى راي الخبراء الاروبيون، ان القيادة الاقليمية التي تطمح اليها تشاد في المنطقة- حل الازمات- ما هي الا فقاعة هشة قابلة للانفجارتحت اي لحظة، نظراً لتضارب مصالح القوى الدولية في المنطقة والتي اصبح فيها الدورالتشادي ذاته ضمن الحسابات الدولية في المنطقة ولذلك ينظرالى الدورالتشادي في افريقيا بانه محل نقاش دون حضورالقوى الدولية المهمة وعلى رأسها باريس.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.