مواكبة للمشروع الحضاري الإنقاذي الذي ادعى أصحابه أنه يهدف إلى صياغة المجتمع السوداني وتزكيته حتى يكون مجتمعاً فاضلاً، وممارسة المتأسلمين وانكبابهم على الدنيا وملذاتها، ونهبهم المال العام من دون ورع أو خوف من الله، بل جرأتهم على شريعته التي يدّعون أنهم قاموا بانقلابهم من أجل تطبيقها، فأطلقوا الشعارات البراقة التي خدعوا بها البسطاء وجيّشوا الشباب لحروبهم التي أشعلوها في أرجاء الوطن، فانهار الاقتصاد وقبله الأخلاق، وصارت الجريمة فعلاً يومياً تطالعنا بها الصحف، وانتشرت المخدرات بأنواع وكميات لا يمكن دخولها وتوزيعها إلا بدعم من متنفذين، إذ لا يمكن لتاجر مغامر أن يأتي بتلك الكميات عبر المنافذ الرسمية إلا إذا كان مطمئناً لترتيبات تخليصها وخروجها من الميناء من دون خضوعها للإجراءات الرسمية. وانتشرت أخيراً قصص فساد المسؤولين انتشار النار في الهشيم، وهي التي كان يتحدث عنها الشارع السوداني منذ انقلاب الإسلاميين على السلطة، ولكنهم كانوا ينفونها بشدة. ووصل الأمر إلى انفراط العقد، وأصبحت قصص فسادهم تنشر على الملأ صباح مساء. وبما عهد عن الإنقاذ من تحايل على الشرع والقانون واستخفاف بالشعب السوداني، خرجت علينا ببدعة "التحلل" التي أثارت استغراب المواطنين وتهكمهم. وحتى لا ينسى السودانيون مهازل الإنقاذيين وحيلهم، وحتى لا يُشغل الرأي العام بقضايا يصنعها "الكيزان" لصرف النظر عن مساوئهم وفضائحهم، نتمنى أن يواصل الشعب بجميع فئاته تناول هذه المواضيع حتى تشكل ضغطاً على الحزب الحاكم ويحيلها إلى القضاء، كما نطالب بجلسات علنية للمحاكمة تنقلها وسائل الإعلام ليعرف الجميع حجم الفساد ومن يقف وراءه. فيضطر الحاكمون إلى تقديم القطط السمان للمحاكمة، ونطمئن إلى أنه لا كبير على القانون، أو يعرف الشعب السوداني أي نوع من البشر يتولى أمره، ويكون ذلك دافعاً لإشعال ثورة تقتلع نظامهم من جذوره، ويتم تقديمهم للمحاكمة على ما اقترفته أيديهم طوال ال25 عاماً الماضية. وبذلك يتحلل الشعب السوداني من مشروعهم الحضاري الذي أوصلنا إلى حافة الانهيار. أيها الشعب الأبي أبناء وبنات الوطن قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله. أغنيات للمشروع الحضاري حللوني ولا تسجنوني* سنة الكيزان الحرام ازدهت أيامي وأنا بتحلل* ما بهتم لي قول العزل مالاً ما حرسناه* ولكنا نهبناه شيال التقيلة والسرقة دراجة* وروني الهبر واقعدوا فراجة [email protected]