عطفا علي مرور ذكري انقلاب 25مايو1969 وعطفا علي ما اثاره الاكاديمي النحرير برف عبدالله علي ابراهيم في ان نميري كان فاسدا نص و (خمشه) وخمسة فوقها من عندي ليس من باب ما اثاره البرف من توثيق ولكن من باب من مسئولية الرئيس -اي رئيس- مما يحدث في عهده من مسئولية عامة علم بذلك او جهله وقد اعجبني في هذا المنحي الامام الصادق المهدي ( رهين المحبسين ) اول عهد الانقاذ حين تكلم يومها متطهرة اخر الزمان وظهروا كالثعلب في ثياب الواعظينا اقول اعجبني الامام حين كتب صراحة من محبسه انه يتحمل كامل المسئولية عن نفسه وعن وزرارئه في الفترة الديمقراطية وانه يريد محاكمة معلنه ولا يريد اي هيئة دفاع بل تحدي أكثر حيث قال (ستخرج تلك المحكمة مهما كانت ظالمة ستخرج ببراءتي والاشادة بي ) ومن هنا نقول اي رئيس يتحمل كاملا وزر وزرائه وقد كان الرئيس عبود ذكيا كما قال وزير ماليته الراحل المقيم مامون بحيري حيث قال ( كان لعبود استبيان مطبوع يتم تعبئه عند اي اعمال ماليه حيث يوقع هو في نهاية الاستبيان علي انه شاهد علي صحة توقيع السئولين اعلاه ) لهذا كله خرج جماعة نظام عبود دون اي محاكم ولم يثار ضدهم اي فساد غير ما اشيع اخلاقيا عن احد اعضاء مجلس ثورته لكنه دون توثيق وغني عن القول ان الفساد في دهاليز الدولة لم يظهر جليا الا في عهد مايو واول فساد قبل حلول بهاء الدين هو قضيتي كوتات السكر والدمورية مما حمل احد البديريين الاذكياء في زيارة للرئيس بالشمالية ان يخطب والرئيس يرقص ويبشر وهو يقول بتهكم بارع ( رطل السكر زاد الله لا عادك يا الاحزاب وضراع الدمورية زاد الله لا عادك يا الاحزاب) وكانت خطبته كلها علي هذا المنوال والرئيس لا يدرك ولا يفهم الا من وزير نابه جاء الي الرجل وبعيدا عن الرئيس قائلا ما هذا يا رجل فرد التربال ( هذا هو رئيسكم القادوس والله ثورتكم ان عدت مغيب الشمس ما عندها عوجه) ويعني التربال ليس الزمن طال ام قصر وانما يعني المحصله حصاد الهشيم ولعل الرئيس نميري هو اول من زاد رطل السكر من 7قروش الي 12قرش دون اي مبرر اقتصادي وحينما رفض الناس ذلك وتجمهروا مما جعل الرئيس يفقد وعيه حيث اغمي عليه مما جعل حرائر الثورة برف فاطمة عبد المحمود ونفيسه احمد الامين يصرخن مع البقية الباقية باعلي صوت (عايزين تكتلوا الرئيس وهاك يا هبيب ) ولعل الكاتبه الاستاذه امال عباس بصحيفة الصحافةا ان تكون شاهده علي العصر تستطيع تفاصيل هذه الحكاية بشئ من التفصيل والتوثيق لو امتلكت رباطة الجاش المعهودة فيها الان لكي ندلل ان السودان محنته الاولي والاخيرة هي في نخبه نساء ورجالا سواء بسواء في حين اول من زاد السكر كان الصادق المهدي في الفترة الديمقراطية الثانية بواسطة وزير ماليته الراحل المقيم حمزة ميرغني حمزة مبررا الزيادة باحتراق اربعة الف فدان من قصب السكر بمشروع خشم القربة وكانت الزيادة من سته قروش الي سبعه قروش اي بزيادة قرش واحد بوعد علي انقاصه في العام التالي الذي لم يعد حتي الان ويومها لم تقم مظاهرات احتجاجا علي ذلك لاقتناع الجماهير بالمبررات ولارتفاع درجة وعي المعارضة وهذا هو الفرق الواضح بين الديمقراطية والشمولية وبين الشفافية وضدها وبالضد تعرف الاشياء علي ان فساد مايو في تقديري هو كان البداية الحقيقية لزوال اركان الدولة السودانية فحين وقعت مايو69 كان الجنيه يساوي 3.3 دولار وهذا يعني صادرنا اكثر من واردنا وكانت الميزانية بها فائض 8 مليون جنيه سوداني اي ما يعادل 25مليون دولار مع اعتبار مجانية التعليم والصحة مقارنة مع عدد السكان يومها الا ان الرئيس نميري اعلن افلاس الخزينة ليتبرع الناس بمرتب يوم لصالح الخزينة ورغم كل ما ساقه البرف في فساد نميري وتوثيقه واحتجاجه الصحيح ان فقر نميري لايعني عدم فساده فاني اسوق هنا واقعه معينة من محاكمات بهاء الدين تؤكد صدق نبوءة البرف مصطفي حسن مدير جامعة الخرطوم وقتذاك غداة تعيين بهاء الدين وزير للشئون الخاصة (ماهي هذه الشئون الخاصة ان لم تكن فسادا) قائلا لمنصور خالد (لو كنت اعلم انه سيكون وزيرا لتركته يعبث بدراهم جامعة الخرطوم اما الان فاني اخاف علي دولة باكملها وهنا علق منصور ( ولشد ما اصاب الرجل ) اما كيف وصل بهاء الدين الي نميري فذلك سر لم يكتشف حتي الان ولكن بالوقائع راجع مقالي بهذه الصحيفة (هل كان مستر 10%جاسوسا ) اما واقعة فساد نميري فهي في قضية طائرات السسنا الشهيره ففي شهادة وزير الدفاع الراحل المقيم الفريق عوض خلف الله حيث قال (حينما كنت قائدا للقوات الجوية ضغطت علي الاجهزة الفنية لاحضار الرئيس ليشاهد بنفسه هذه الطائرات التي لا جدوي منها وذهبت والرئيس وتم تركيب طائرة وجلسنا عليها انا والرئيس وسال الفنيين فاجمعوا بانه لا فائدة منها فقال الرئيس كيف تحفظ قيل له تفكك وتحفظ في صناديق فرد الرئيس لها ميزة الحفظ ) وخلال سير قضايا بهاء الدين رايت كيف ان هيئة دفاعه مستعدة بمستندات قوية من رئاسة الجمهورية وتوقيع الرئيس فتنبهت الي ان بهاء يمكن ان يكون جعل الرئيس يوقع له علي اوراق مروسه علي بياض وقلت ذلك لفريق المراجعة برفقتي في سكر كنانه برئاسة الاستاذ الهادي جبريل الذي استنكر مع المجموعة ذلك ولكن زالت دهشتهم وصدق حدسي حين اخرج الدفاع مستند بقرار جمهوري لتكوين لجنة لشراء طائرات السسنا وان فيها الفريق عوض خلف الله وزير الدفاع مما اسقط في يد الشاهد وكاد ان يسقط من علي المنصة لو عناية الله ورباطة من جاش وذكاء منه حين وجه المحكمة بقراءة تاريخ المستند فاذا به يفاجئ الجميع بانه في التاريخ المذكور لم يكن وزيرا للدفاع مما يعني ان المجرم فقط اخطأ في التاريخ ربما لعجلته في الامر او لتطاول الزمن او من باب ان المجرم لابد ان يترك شيئا ما يدل علي جريمته وهذا مما غلظ عليه عقوبة السجن والاعجب في قضية طائرات السسنا ثمنها وطريقة شرائها فهي كانت مقابل شحنة قطن وعن طريق بنوك اجنبية ولكن حتي كتابة هذه السطور لم يعرف ثمن شحنة القطن ولا قيمة الطائرات وكيفية الاجراءات والتي حاولنا بما تيسر من معلومات ان نصل ليقين حولها ولكن بطريقه لافه مثل عمامتنا لااول لها ولا اخر مما اعجزنا حتي كتابة هذه السطور ........... اما علاقة بهاء الدين بالرئيس فقد حيرت حتي زملاء الرئيس في مجلس الثورة وذلك حين سال الرائد مامون عوض ابوزيد بهاء الدين ما هو السر بينك وبين الرئيس اكثر مننا فرد بهاء الدين ( ستعرف غدا) وفي اليوم التالي خرج مامون من وزارة الطاقة والتعدين !!! اما من عجائب بهاء الدين انه لم تظهر له اي صورة في الصحف او اجهزة الاعلام الاخري رغم وسامته الطاغية الا مره واحده في صحيفة الصحافة من الجانب وهو ملتفت وفي حجم صورة الباسبورت وعلمت انه قدر صدر تعميم رئاسي بعدم تداول صوره في اجهزة الاعلام وقد اكد لي الاخ علي عبد الوهاب رحمه الله الذي كان في سمنار بالقصر وفي الجلسة الختامية كان بهاء الدين حضورا ولاحظ علي ان بهاء امامه مجموعة من المجلات يرفعها كلما تحولت الكامرا نحوه فيغطي وجهه ويتحاشي الاضواء ولم يظهر جليا الا في محاكماته التي عرفت (بمحاكم العصر في القصر ) ونتفق مع البرف علي ان موتهما فقرا لا يعني البراءة من التهمة والرعاية للرئيس و( الخمش) للوزير ونضيف عليها ربما ( البزار هو سبب الودار) !!! [email protected]