نقراء في اخبار الاسابيع الماضية .. اقدمت امرأة بولاية القضارف على تقبيل اقدام السيد وزير التخطيط والشئون الهندسية لمنحها قطعة ارض ضمن الخطة الاسكانية بالولاية.. انتهي الخبر الذي تناقلته صحف الخرطوم الحكومية - ان جاز الوصف - نعم الحكومية لان جميعها تتلقي تمويل حكومي يضخ في اوصالها دبيب الحياة ، علي كل حال هذا ليس بالموضوع الذي بصدد مناقشته ، لكن ما اؤد الحديث عنه هل يعقل ان يكون قد وصل مستوي ( فرعنة ) المسئولين درجة تقبيل اقدامهم حتي يمنحوا المواطن جزء من حقوقه المستحقة ؟ وهل صارت مساحة الاراضي في السودان من الضيق بحيث لايمكن ايجاد موطي قدم فيها الا بعد اداء فريضة السجود للمسئول ؟ ثم لماذا الخطة الاسكانية من الاساس اذا كانت تعطي لغير مستحقيها ؟ وهل فعلاً سياسة ( الخيار والفقوس ) هي المصيبة التي ( بعزقت ) المساحات الشاسعة من الاراضي وجعلت المستحقين اذلة في وجه المسئولين ؟ .. هذه مجموعة من الاسئلة المحيرة التى بالطبع لايمكن التوجه بها الي اي مسئول للاجابة عليها الا اذا قمنا بتقبيل اقدامه ونحن اكبر من الضلوع في عبادة البقر ، لذلك يمكننا التأكيد ان مساحة الاراضي في السودان ارحب من اختزالها في فكرة خطة اسكانية يعود ريعها لغير مستحقيها ، فالخطة الاسكانية الغرض منها في كل العالم التخطيط والتنظيم لضمان حصول المواطن لرقعة من الارض تمكنه من الاستقرار لتقديم الاداء المهني الافضل للوطن ، عدا في السودان فالخطة الاسكانية تعني التجارة والمضاربة بمصائر المستحقين ف99% من ملاك القطع السكنية يمتلكون على اقل تقدير مساحات سكنية على عدد ابنائهم وبناتهم وهم انتزعوا هذه الحقوق بما اوتوا من الاموال الطائلة التى يشترون بها ذمم موظفي الاراضي ، وحتي مايسمي بالسكن الشعبي الذي في ظاهره مخصص للفقراء والمساكين الذين يشكلون نسبة 95% من عدد السكان هو يذهب بصورة أو اخري لولئك الاغنياء الجشعين الذين تحصلوا علي المال بالطرق الملتوية ، ان الفساد الاداري يغرق البلد في دوامة من اختلال موازين العدل والمساواة بين المواطنين ، وتلك المرأة التى سجدت لتقبيل اقدام المسئول السئ الصيت ما اقدمت علي ما اقدمت عليه الا لشعورها بالدونية المفرطة وتيقنها باستحالت الحصول على القطعة التى تستحقها في ظل التدافع الهائل للاريتريين الذين احتلوا ولاية القضارف وصاروا بقدرة قادر في عهد الاريتري الاصل والسوداني الجنسية على محمود وزير الداخلية الاسبق مواطنين من الدرجة الاولي يمنحوا دون سؤال الجنسية السودانية ولهم الاولوية في الخطط السكنية بالولاية ، وهذا ليس اضماراً للحقد أو فتقاً للجروح القديمة فحتي السوداني يستطيع الحصول علي الجنسية الامريكية ويدعي تبعيته لامريكاء ! وبالتالي من حقهم كبشر ان يتجنسوا بالجنسية السودانية لكن السؤال الملح هل استحقوها بالشروط اللازمة ؟ .. لا ندري المهم ان المرأة التى قبلت اقدام وزير التخطيط والشئون الهندسية بولاية القضارف اختبرت الظلم على اصوله وتكبدت الحرمان كما ينبغي ان يتكبده المبتليّ ، انها حاولت استعطاف قلب الجلاد ظناً منها ان الجلاد مثله مثل بقية الناس له قلب ينبض بالحب والرأفة وله مشاعر واحاسيس ادمية تجعله يبكي لبكآه ويتألم لآلمها وفات عليها المسكينة ان السيد وزير التخطيط والشئون الهندسية بولاية القضارف لو كان يمت الصلة بالبشر لما صار وزيراً بالولاية من الاصل ولو كان يمتلك قلب ادمياً لما وقف ساعة تقبيلها لاقدامه النجسة ينظر اليها نظرة المغشي عليه من الموت كان علي الاقل دخل في نوبة من البكاء الحاد وتأسف على الظلم الذي لحق بها .. ولكن هل يسمع الصم الدعاء ... بالتأكيد لا والف لا .. ملحوظة : لازالت هذه المرأة كلما راءة السيد الوزير تهرول نحوه وتقبل اقدامه وهو مستلذ بذلك ويصدها عن عبادته بالقول اذهبي لوزير العدل اذا لك حق ستجدينه عنده .. ومشكلتها لا تمتلك ثمن البص السياحي الذي يقلها الي الخرطوم لتقابل وزير العدل .. . [email protected]