النهب له اشكال وانواع فنهب مسلح ونهب دولى ونهب حكومى ولاتخرج كل هذه المسميات الكريهة من صفة الفساد... اصبح الفساد فى السودان واقع ممجوج ينضح بالتعفن والنتانة على كافة المستويات ولا تسال عن شى للحكومة يد فيه الا وجدت إن من بين طياته السرقة والرشوة والاستلاب ... تعودت الحكومة ان تنظر للسودان بانه ملكية خاصة وان ماتقوم به اذاء المواطن لايتعدى كونه فضل زاد وان مهمتها اتجاهه لا تتجاوز مفهوم المتكرم والمتفضل ولكأن الشعب السودانى فى اروقة الحكومة ليس الا متسولا ان ارادوا اعطوه وتصدفوا عليه بحفنات من ماله وحقه... وان استغنوا من التصدق عليه منعوه...ولم يحسب المؤتمر الوطنى ان الشعب السودانى هو المالك الاصيل وهو صاحب الكلمة الفصل ولو بعد حين ...وان ما يتصرفوا فيه من اموال واملاك من اراضى اوشركات لا يخرج من كونه استلابا وانتهابا والحساب ولد... اذا فان القائمة الطويلة التى تم سرقتها من اموال الشعب تطول كلما طال حكمهم وتمتد وينضم فى القريب العاجل منتزه المقرن العائلى وتحضرنى قصة طريفة حول اسلوب الكيزان فى ادخال اشباه الشرفاء الى دائرة الحرمنة وهو اسلوب ماكر وخسيس ورخيص... فحتى يامنوا شر بعض مناوئيهم فانهم يرمون لهم بالطعم حتى يسقطوا فى درك الاجرام والفساد فتتساوى الصفات وبالدارجى (يكسروا عيون بعضهم ) فيصبحوا من ضمن قطيعهم الرخيص الذى ... لازمة له (فيقول) لسان حالهم ...كلنا فى... الهوا سوا... يقال ان ثعلبا قطع صاحب مزرعة ذيله اثناء محاولته سرقة دجاجه... فاصبحت جماعته من الثعالب تسخر منه ...وقد فقد ذيل لايقدر بثمن ...فكان محل تندر وتفكه واستصغار....فكر الاخير.. وهداه مكره ... ان يجعلهم مثله لاذيول لهم فتتساوى الاشكال.... فلا يصبح هناك مجال لاستصغاره ...واحتقاره .... فقال لجماعته من الثعالب: اننى اعرف مزرعة قريبة من هنا بها من البطيخ ما الله به عليم فما رأيكم ان نتسلل فنأكل منها مالذ وطاب ... فكان له ما اراد ... قفزت الثعالب الى داخل مزرعة البطيخ فقال لهم صاحبهم بلسان الناصح الامين ليربط كل واحد منكم بطيخة كبيرة على ذيله فاذا ظهر صاحب المزرعة صحت باعلى صوتى فاهربوا ومعكم البطيخ غنيمة ... وزيادة الخير خيرين .... انتظر المكار حتى تاكد من ان كل ثعلب قد ربط بطيخة فى ذيله ثم صاح باعلى صوته اهربوا فقد جاء صاحب المزرعة ...قفز الثعالب بكل قوة فانفطعت ذيولهم... وهكذا اصبح الجميع فى الهوا سوا ... ((القرار الذي أصدرته ولاية الخرطوم، بالاتفاق مع منظمة الشهيد، على إزالة مباني منتزه المقرن العائلي، المُطلِّ على تلاقي نهري النيل الأزرق والأبيض، وترحيل كل الآليات والألعاب لتهيئتها كحديقة مفتوحة للمواطنين؛ هذا القرار ليس بالجديد، بل هو قديمٌ مُتجدِّد، إذ سبق أن تناولت وسائل الإعلام، نية ولاية الخرطوم الإقدام على هذه الخطوة، وآخر تاريخ حدث فيه ذلك هو شهر يوليو من عام 2013م، فقد أوردت الصحف وقتذاك أن ولاية الخرطوم تتجه لترحيل منتزه المقرن العائلي. نخلُص مما سبق أن نيَّة (كنس) آثار منتزه المقرن العائلي (مُبيَّتة) منذ فترة ليست بالقصيرة، لكن الجديد هذه المرَّة ..الجدية التي أبدتها ولاية الخرطوم في تنفيذ (مُخططها) المُفضي إلى إلحاق هذا المنتزه التاريخي، بحديقة الحيوان التي بكاها (الإنسان) قبل (الحيوان)). الانقاذ ومن فيها ومن حولها من اللصوص الفضاحلة تشابهت قلوبهم... وتعفنت ضمائرهم وتساوى فى قاموسهم الحلال والحرام.... فكل ارض انتزعت باسم المصلحة العامة تم بيعها ضمن مصالحهم الخاصة وفق تخطيط خبيث وكريه والتفاف حول الحقائق لبلوغ مبتغاهم بطريقة او باخرى فمنهم من ...يذبح الضحية ..والبعض الاخر يسلخها ... ويشتركوا جميعا فى اكلها... والله المستعان [email protected]