من فطرة الله في عباده الاختلاف والحسد والنزاع.. وهي صفات جانب الشر الذي ألجمنا فيه بجانب الخير وجعل للخير واتباعه محفزات كبيرة مثلما جعل محفزات ترك الشر أكبر بل بعث فينا الرسل لاتباع المعروف والخير.. فالاختلاف الفطري يرعاه عدو الانسان الأول الذي تسبب في نزوله الى الارض.. لكن اليوم نجد أن الشيطان نفسه قد جلس محتارا في افعال البشر، ولم يعد يبذل جهدا في اغواء الناس لأن شياطين الأنس أشر وأمر خبثا.. شهوة السلطة والاستمرار فيها بعد الغراق في الفساد قد سدت كل باب يفضي الى الخير. والترجل من هذا النعيم الشيطاني يعتبر هو الفناء لأهله.. لهذا فقد عمدوا لى فعل كل ما هو متاح وغير متاح من أجل الاستمرار في غي الجاه والسلطان.. فلم يعد للدين والاخلاق وكل الاعراف مكان. بل من السهل لهم أن يركلوا كل ما يقف في طريق مواصلة المشوار الجهنمي للعصابة.. فأجادوا سياسة فرق تسد وامتازوا في تطويرها لتدخل في مفاصل المجتمع السوداني.فعمدوا على جرجرة كل من عرفوا اليه سبيلا من الخصوم الى طين الفساد والانحلال الاخلاقي، وطوروا الفرقة بحبل القبيلية وتنامي النعرات العنصرية. فنظام الانقاذ هو عصابة جمع بين أفرادها حب الجاه والشهوات.. وعدوها كل من تسول له نفسه التفوه بالحق والخير والوطنية.. وفي سبيل استمرار مشروعهم الشيطاني هذا قسموا الوطن ورهنوا سيادته وأباحوا أرضه وسمائه لكل من هب ودب.. ورفض أهلنا في دارفور لنهج الانقاذ المدمر قابلته بالفتنة العنصرية وخلقت الفرقة والاقتتال بين القبائل التي ارتبطت تاريخا فيما بينها بالجيرة الحسنة والتداخل والمصاهرة. والاعتداء المستمر على طلاب وطالبات دارفور بمختلف الجامعات وبقاع العلم هو عمل ممنهج لتجفيف العقول ولقطع شرايين الوعي لأهل الأقليم.. بل استطاعت الانقاذ ان تخلق معاول هدم وتكسير للاقليم من بعض الطفليين الذين استوزرتهم جنودا في العصابة ولكي يثبتوا ضحالتهم وسوء تركيبتهم فانهم عاجزون حتى من التململ في كراسيهم المهترئة .. فلا تسمع بحرف لمن وضعوه نائبا لرأس العصابة ولا ابوقردة ولا السيسي ولا كبر ولا صغر.. ودجنت برلمانها بالطفيليين والانتهازيين لتخلق صورة تغبش بها رؤية الكثيرين.. وللأسف نجد أنفسنا هنا في حرب بالانابة عن العصابة وهو ما يعد نجاحا لها وخسرانا كبيرا لصف التغيير. [email protected]