أن النجاسة المتأصلة والمنبعثة من الجينات لا يتأثر حاملها ببلل البول يظل نجس وإن إدعى الطهر ،هذا ما استنتجته من خلال متابعتي لخطاب الرئيس عمر البشير امام مجلس الشورى بالأمس ،الذي حاول جاهداً إلباس نهج الديمقراطية في ممارستهم لإختياره للرئاسة لفترة قادمة تنتهي 2019م ،لقد قال مجلس الشورى مارس الديمقراطية وفاتت عليه مسألة التوقيت التي تبرهن بأن الإختيار جاء بالفبركة والإكراه والتدليس او على طريقة السيدين الكبيرين التي تقلب الإمتناع الي التأييد والصمت الي الإتفاق ،ايضا نسي ان اساس الدولة غير ديمقراطي وبالتالي ان ممارست الديمقراطية ان صح التعبير في محيط دائرة الحزب لايعني ذلك شيئاً للشعب الذي ما زال في مخيلته ذبحهم للديمقراطية في صبيحة الجمعة الثلاثون من يونيو 1989م،وكذبه في إفتتاحية البيان رقم واحد حينما قال مخاطباً الشعب السوداني أن القوات المسلحة المنتشرة على طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصوناً للعرض والكرامة وأثبتت الأيام على طول ولايته ان القوات المسلحة سلبت الكرامة وأفضحت العرض وإغتصبت وأبادت الشعب على حد سواء ،وارتكبت أفظع الجرائم بغرب البلاد وعكفت دولته على تجنيد المليشيات لتواصل في خلق فوضى عارمة على مرأى ومسمع الجميع،ما أظن أحد يجرأ بتصديقه عندما يتذكر قوله ان الأحزاب فشل في قيادة الأمة لتحقيق أدنى تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والإستقرار السياسي وهو يرجع إليه بخطاب الوثبة والدعوة الي الوفاق السياسي بعد ان إنتقصت البلاد من أطرافها وإنقسمت وفقدت سيادتها،لم يكن الشعب بدرجة من الغباء والبلادة والنسيان التي تجعله ينسى الشطر الثاني من البيان الذي أورد فيه ان الأحزاب أفشل الديمقراطية وأضاع الوطنية بإثارته للنعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب من مأساة وطنية وسياسية وهو يستنجد به في اخر أيامه،نريد ان نذكر سعادة الرئيس بأن الحالة التي وصل إليها غربنا الحبيب من التردي في عهده تعتبر مثالاً سيئاً على مر تاريخ البشرية،لذلك ما عادت الكلمات المنمقة تحدث وقعة على السامعين الذين شهدوا تلك الأحداث المريرة التي لم يسلم منها كائن من كان يعيش على تلك البقعة حتى أعضاء المؤتمر الوطني تأذوا لا لجرم إقترفوه ولكن لأنهم خرجوا من رحم تلك المنطقة، وعلى مستوى الدولة تدهور الإقتصاد وزادت حدة التضخم والعلاقات الخارجية في أدنى مستواها والسيادة مفقودة وأبناء البلد في تناحر مستمر والسواد الأعظم مشغولة بجمع المال العام دون واعظ ولا يرون في ذلك حرمة ،الفساد الإداري عم جميع مرافق الدولة بلا إستثناء وإمتلئت هوامش المدن الكبرى بالمتسولين المنزحين،فهل من سبيل الي الصدق فيما ذهبت إليه ؟ يا سيدي إذا بال الكلب على نفسه لا يعتبر نجس وإذا إغتسل لا يعتبر طاهر .....إنتهى عبدالدائم يعقوب ادم [email protected]