جل الأقلام التي تكتب عن الشخصيات االسياسية المرموقة تنطلق من مبدأ العلاقات السياسية والأيدلوجيات الفكرية وغالباً ما تكون متحيزة أو غير عادلة فيما تروي من سيرها،ولكن قلمي اليوم تفرد والذي أحسبه عادلاً في سرده لكم عن سيرة شخصية مرموقة عظيمة في وجهة نظر السواد الأعظم من الشعب السوداني ،الذين غالبيتهم لا تربطهم معه علاقات سياسية او توجهات فكرية وأنا واحد منهم،إنه من جبال الانقسنا بدأت حياته بسيطة من قرية ايربل رسمت له المستقبل منتشلا منها صفات النبل والكرم والخلق السوي التي تتصف بها أهالي تلك المنطقة، عاش في ردهته التي أسست له طريق النضال وحب إنسان الهامش فأرتوت روحه بعفوية الريف وجمالها ونظافة قلوب ساكنيها،وبعد إكمال تعليمه بدأ سلمه السياسي مع الحركة الشعبية وبأفكاره الحكيمة النيرة أفصح له الطريق في تلقد مناصب رفيعة في الحزب خلق بها علاقات دولية وإقليمية على اعلى مستوى ،وكان يعتبر من قادة تيار السودان الموحد مع الراحل الدكتور جون قرنق حتى أصبح مثال ناجح للإقتداء به والسير على نهجه،وعلى إثره اختير وزيراً للإستثمار عقب إتفاقية نيفاشا ،إنه عظيم السلطان المناضل الهشم مالك عقار ،جمعتنا به المقادير فعرفته عن قرب في صيف 2007م عندما كان وزيرا للإستثمار ، ان دماثة خلقه وحنكته السياسية البارعة وعيشه للحياة الإجتماعية بتلمس حاجات المحتاجين وأفكاره الثرية الفاعلة ومعرفته وإلمامه العميق بالتاريخ السوداني وتاريخ أجداده الذين أسسوا دولة الفونج ومملكة سنار ،أضف الي مرونته العالية ولطفه في التعامل جعلتني أتقرب منه أكثر فوجدت فيه ما يجرأني أن أقول هو الشخص الفز المناسب لقيادة السودان ،والشخصية التي يجد فيها الشعب تطلعاته وتطبيق الحرية والعدالة والمساواة وإلتماسه للرقي والتقدم،يومه ما كان همه الإرتزاق من وظيفته والبقاء على كرسي الحكم بقدر إنشغاله بقضايا السودان المصيرية لم يمر يوم وإلا تجده يتكلم بعدم الرضا عن الوضع الإقتصادي المتردي والتناحر المستمر بين أبناء البلد وتفشي الأمية ونقص الرعاية الصحية والتفرقة العنصرية والمحاباة والحروبات القبلية، محاولاته المستمرة في إنجلاء الوضع في السودان وكسر القيود الي حيث الإزدهار تجبرك بإحترامه وإن كنت من خصومه السياسين،ذات يوم طرحت له فكرة إنشاء شركة تعمل في مجال البيوت الجاهزة فقال لي دنيا المال ليست من أولياتي ثم أردف أنا مهموم الآن بإنشاء مكتبة ضخمة بالدمازين تعد من أكبر المكتبات بافريقيا لتكون مورد معرفة لأهلنا البسطاء ،ولما رأني مصر على مشاركته وافق وتم تعينه بإجماع الشركاء الرئيس الفخري ولكن للأسف الفكرة ماتت في مهدها لأسباب تطول ذكرها ، مما تدل على طهره وعفته ونزاهته وصدق توجهاته،لم يطيب له المقام بين أظهر الفساد فأكره على الثورة مرة أخرى، إنه الرئيس الحق. عبدالدائم يعقوب ادم [email protected] 3112014م