لقد درجت الأمم أن تقوم بتخصيص يوم محدد كل مناسبة لكي يتذكر الناس أهمية ومدى تفاعلهم المعنوي والحسي والفكري بذلك اليوم المحدود ومن تلك المناسبات مناسبة اليوم العالمي للإعاقة وهو فكر متقدم يمن عن مدى احترام وتقدير الفئة المعنية بذلك اليوم ألا أنه مأخوذ من أساسيات بوتقة ديننا الإسلامي الحنيف والشرعية السماوية من مسيحية و يهودية أو أسلامية التي هي احترمت كافة الفئات المجتمعية ولم تفرق بين سوي ومعاق وكان ذلك في آية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بان أنزل الله عليه سورة كاملة تحثه على أن يكون رؤوف رحيم على ذوي العاهات البدينة أو الفكرية ..الخ بما لهم وما عليهم من حقوق أو ما سمي حديثا في القرن الحادي والعشرون بذوي الاحتياجات الخاصة. وقال سبحانه وتعالى في منزل تحكيمه ((عبسى وتولى أن جاءه الأعمى )) الآية وهي لحقً شرف كبير لهم انزله الله من فوق سبع سماوات ليضمن حقوقهم المشروعة . وقد حدد يوم (03/12) (( لذوي الاحتياجات الخاصة )) كل عام ميلادي من المنظمة العالمية للأمم المتحدة والخاصة بالصحة اليونيسيف. وأنني ممن يهتمون ويتشرفون بخدمة ورعاية هؤلاء الفئة من الناس الذي قدر الله لهم أن يكونوا إبلتوا بتلك العاهات المتعددة والمعقدة . والتي كثيرا ما يقف الأنسان منا أمامها متعجب ولكن ، يرجع الأمر للخالق سبحانه وتعالى فهي في النهاية عبارة عن امتحان رباني لكي يرى الخالق جلة عظمته مدى تحمل وصبر الشخص المصاب أو من يقوم برعايته وبحكم تجربتي أنني كنت أباً لمعاق ولقد عشت لحظات استمرت لأكثر من /15/ عاماً يعجز القلم أن يسطرها صعوبتها وتعدد نوعية الإعاقة سمعية وبصرية وفكرية وجسدية ، وبكل تأكيد أمثالي كثيرون ونرجو أن يحتسبوا ذلك في موازين الحسنات ولقد رحل ابني إلى خالقة سبحانه وتعالى حسب أجله المحتوم وأستعوضت الله أن يكون لي شفيع بالجنة ، وأسال الله للمعاقين أو أهلهم وذويهم أن يكتب لهم الأجر الكبير على صبرهم . ويعجل لهم بالشفاء أنه القادر على ذلك وليس على الله ببعيد . وإذا أراد لشيء أن بقول له كن فيكون . ولقد شد انتباهي وأثار إشجاني يوم الجمعة الماضية حديث الإمام د/ عصام أحمد البشير بمسجد ( النور) بكافوري بان خصص تلك الخطبة بأكملها لتلك الفئة الغالية علينا والتي هي جزء لا يتجزءا منا وكما ذكرت فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض . ونعلم ويعلم الجميع بان هنالك تشريعات وقوانين وضوابط في كل دولة من الدول التي لديها معاهدات بالأممالمتحدة وبرتوكولات تهتم وتكفل وتطالب لهذه الفئة ضرورة مراعاتهم وعدم تهميشهم أو الاستخفاف بهم وبكل تأكيد السودان دوله ضمن تلك الدول له وعليه واجبات وحقوق تجاه تلك الفئة. وقد فند وبين الإمام بالخطبة بان الإعاقة قد تكون دافع كبير للابتكار وإسعاد الآخرين وذكر بالأسماء رجال كان لهم القدح المعلى في الإسهام الكبير والمؤثر والفاعل والمثمر في جميع المجالات الدنيوية منها العلمي والفكرية الاجتماعي على جميع الأصعدة من المستوي المحلي والإقليمي والدولي وهنالك من السودانيون من يشار لهم بالبنان لإسهام الملموس والمعاش ومدى تأثيره على الحياة بصورة عامة . وأوضح بان الشركة السودانية للاتصالات( سوداتل) كانت ضمن أحدى المنظمات العاملة في المجال الإنساني وطرحت مبادرة بخصوص (( ذوي الاحتياجات الخاصة)) وأنني بمناسبة هذا اليوم العالمي للمعاقين أثمن وأقدر المبادرات الإنسانية الملهمة والتي ذكرها الخطيب في أن تهتم بعض منظمات المتجمع المدني أو الشركات ذات العلاقة المباشرة بالمواطن لرتق النسيج الاجتماعي بمبادرات خيرية إنسانية نبيلة ملفته كريمة تقديراً ظروف المواطن المعاق ومن خلفه ذويه الذين يرعونه وقد كان لشركة سوداتل للاتصالات السبق والريادة في أن خصصت تخفيض بنسبة (50%) لذوي الاحتياجات الخاصة على شبكتها للاتصالات إضافة للمساهمة في توظيفهم مما يعني ترجمة فعلية لحثها المرهف في التفاعل المجتمعي عبر النسيج الاجتماعي وهي بذلك تتلمس الاحتياجات الفعلية للمواطن ممثل في هذه الفئة الكريمة تقديرا منها لوضعهم الصحي والاقتصادي والأسري وهنالك الكثير من الشركات المماثلة بالدول تعمل بمثل هذه المكرمة وهي تدل على الثقافة الفكرية العالية في المجال الإنساني الكبير .للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والمساهمة في التخفيف عنهم بدعمهم ممثلا من هذا التخفيض المتواضع . ونتمنى أن تحذوا حذوها بقية الشركات والمؤسسات المماثلة ذات الصلة لتفعيل هذه المكارم النبيلة ( مثال البصات السفرية / الفنادق / والمرافق الحكومية /ومنها على سبيل المثال الجمارك ..الخ ) . لمعايشتي الكثيرة والمتنوعة والمؤلمة حقيقة لهذه المواقف عندما كان أبني على قيد الحياة رحمه الله . أبانت لي مدى ضحالة الفكر الثقافي والوظيفي وعدم وجود ضوابط قانونية لدى الموظفين بالمرافق العامة والخاصة في التعامل المتقدم مع المعاق أو ذويه عند المنافذ بالمطارات والموانئ البحرية وخلافها مما ترك في نفسي آلم كبير . يقيني بالله كبير ويتجدد أن الأمة السودانية مشهود لها بحبها للخير والمثابرة فيه وليس بغريب على أهلنا الطيبون بتبني مبادرات مثيلة والتي هي تبيان واقعي للتراحم والتكافل المجتمعي المنشود ، فقط نحتاج لإزاحة الغبار عنه ليظهر معدننا النفيس والتباري لفعل الخير لمستحقيه . ونرجو أن يكون ذلك عبر المنابر والندوات وورش العمل والصحف السيارة والإذاعات المرئية والمسموعة منها وتنوير هذه الفئة بحقوقها وواجباتها . ونرجو أن نرى العام المقبل وقد تحقق ما نتمناه للتفعيل الحقيقي وسن قوانين وتشريعات ملزمة قوية تعنى بحقوق تخص (( ذوي الاحتياجات الخاصة )) ومنها التخفيضات واستيعاب وظيفي وتخفيض للإسكان ليحل الأزمات المصاحبة لهم وبعض من الأمور الاجتماعية والتي هي جزء من الحياة تأكيدا للتضامن الحقيقي مع هذه الفئة الكبيرة حتى نشعرهم بأنهم جزء منا وحقوقنا متساوية عادلة في الحياة تحت ظل السودان الواحد الموحد ، الذي يجمعنا ونعيش فوق أرضه ونستظل تحت سمائه . والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،،، عدلي خميس- الدمام EMAIL : [email protected]