قضيتنا ما زالت في إنتظارنا وتذكيرا لما ورد في الجزء الأول من المقال الذي تناول التفريط والتباطؤ في الخطي والذهد فيما يخص شئون الوطن وأيضا حث علي الإيمان الكامل بقضيتنا والعوامل الضرورية لأكتمال ذلك الإيمان. اوردنا أيضا الثقة بالنفس وبمقدراتها والأعتماد علي الذات عوضا عن إعتمادنا علي الآخرين كليا وكيفية تكوين القناعات الراسخة المشتركة التي يحملها كل منا ، عند ذلك نكون وصلنا الي مرحلة نضال الشعب كافة وإصراره لنيل مطالبه بشكل جماعي وهدفا موحدا. إن المتسلط علينا والذي يأتي علي شاكلته مستقبلا ليمارس شكلا جديدا من أشكال التسلط ما كان ليكون كذلك إلا بتقصيرنا وغفلتنا وتهاونننا وضعف الوازع الوطني داخلنا وإنغماسنا الكامل في سد أحتياجات الأنفس والشهوات وتكريس الإختلافات وتعميق الفروقات فغفلنا عن الأساسيات ومرتكزات الثبات لما يعرف بحقوق الأوطان وبذلك تثني للمتسلط أن يمرح صولا وجول ظلما وجورا طالما ليس هناك من رادع أو حسيب أو رقيب. إن الشعب المتهاون كذلك أفرز لنا الكثير من المسئولين ومنسوبي الدولة علي ذات الشاكلة متساهلين في شئوننا الوطنية ، مفرطين في أرضه ، مختلسين ماله، مستبيحين خيراته، مدمرين لأقتصاده غير آبهين بشعبه وتنميته وحضارته. طغت الانا علي كل شئ ، ساد الفسق والفجور وعم التسيب والقصور. نفتقد إذن الوطنية الخالصة والقدوة الحسني المنكرة للمصالح الذاتية والمهادنات التساومية والتي تتمتع بالضمير الحي والقلب النابط بآلام الآخرين والمشفق علي الغلابة المسحوقين ذات المبادئ والخلق والدين. نفتقد كذلك الكيان النموذجي الوطني المخلص الذي يعبر عن الشعب ويحظي بإلتفاف الجماهير وتأييدها. الكيان المأمول الذي يستمد قوته من حب الشعب لأجندته وبرامجه ورموزه. لكن ذلك النوع من الحب والإلتفاف لا يأتي من فراغ فله أسس ومقومات وتوجهات تتحدث هي عن نفسها بالوضوح والشفافية والديمقراطية وولاية الأجدر وتداول القيادة في فترات زمنية أو في حالات الأخفاق. وليس تمجيدا لأشخاص يتحدثون هم عن أنفسهم ويرفعون أصواتهم ويدعون عبطا انهم يمثلون شعبا. فذلك الصنف من الزعامات السياسية يظل تقدمها محدودا وأفقها مسدودا ونهجا يخالجه قصورا. أن أزمة الزعامات السياسية ساهم في إحجام الكثير من فئات الشعب عن المشاركة السياسية والتفاعل الأيجابي تجاه القضايا الوطنية فسئموا أخبارهم وتخبطاتهم وصراعاتهم والدوران حول محور واحد هو السلطة. إننا لا نذم شخصا ولا رمزا ولا حزبا ولكننا ندعوا لتقويم المسارات والتصحيح والتجديد ، وبأن تكون الشخصيات المختارة من داخل كياناتها علي أساسا شرعيا وديمقراطيا سائرة علي نهجا مرسوما وتعهدات ملزمة ، وأهداف واضحة ، ودستورا وقوانين ولوائح متفق عليها مسبقا. والخطأ هو العكس تماما بأن يفرض علينا شخص أجندته ونسير علي هواه ونخضع لسطوته. الكل منا ينتظر الإقلاع نحو الأفق..ولكن لايمكن لطائرتنا ان تقلع ومحركاتها هامدة لم تدور .. ولن تدور لأن وقودها عند الشعب وأين الشعب؟ اما ذال غائب غير موجود؟ يا بني السودان هذه أرضكم بها رزقكم وعرضكم منبتكم وأصلكم فهلموا نبذل معا من أجلها ونجود بالغالي والنفيس فكلنا فداك يا أرض البطولات ومهد الرجال ، وفيك أمتي امة الأمجاد والماضي العريق فمعا نقول لها: فداك لك منا ما اردت ونردد القول إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر. وغدا لناظره قريب وربنا المستعان الهادي والنصير خالد حسن [email protected]