يا خسارة المسجلات والميكروفونات والأعلام..اطعموا بأثمانها أسرا جائعة ! استفزنى مقالا نشر بجريدة الأهرام الغراء بتاريخ 24 ديسمبر 2014م فى باب (رد فعل) للأخ الأستاذ الصحفى عماد أبوشامة بعنوان (رسالة شكر وهدية لوالى الخرطوم من الرضى) تعقيبا على قرار السيد والى الخرطوم والذى بموجبه تم ترديد النشيد الوطنى فى منتصف ليلة رأس السنة، وأيضا بمناسبة نشر مقال للأستاذ صلاح الرضى والذى وصف بأنه رئيس اتحاد (المخترعين السودانيين)، وبأنه (رجل وطنى وقومى من الطراز الأول) وله اسهامات كبيرة فى مجال الإختراعات، وذكر المقال بأن الأستاذ الرضى قد نادى (بإعادة انتاج الوطنية) وذلك عن طريق (الترديد المستمر) للنشيد الوطنى فى كافة المناسبات و(المؤسسات)..! (أى والله) وبأنه أرسل رسالة شكر للصحيفة وللسيد والى الخرطوم يشكره فيها على تبنى (فكرته) ودعمها، وبأنه يتبرع لكل مدرسة بولاية الخرطوم بمسجل وميكروفون هدية منه (لتفعيل الفكرة) والتى يقدمها لمعالجة مرض (انعدام الوطنية الذى أصاب الشعب السودانى) ! وتتلخص الفكرة أو (العلاج الفعال) لانعدام الوطنية، من خلات خطوات معينة حددها (المخترع الوطنى) فى الآتى: 1. عزف السلام الجمهورى فى كل مدارس الولاية. 2. رفع علم السودان فى طابور الصباح.3. رفع العلم على كل المؤسسات والسفارات والجامعات (!!). 4.عمل مسابقات لأغان وطنية للشباب. 5. تقديم (حافز) للفنانين والفنانات فى حفلات الأفراح لمن (يتغنى بأغان وطنية) !! (على أن يستمر العرس بعد الساعة 11 ساعة كاملة لتقديم الأغانى الوطنية) لتحريك (الوجدان) و(زرع) الروح الوطنية التى (انعدمت تماما)!!. 6. دخول الفرق الوطنية للملاعب حاملة أعلام السودان.(!) 7. أن تبدأ الفضائيات صباحا بالسلام الجمهورى و..(العلم يرفرف) (!!). 8. اصدار (قرار) من سعادتكم (أى من الوالى) بأن يكون العام الحالى (2015) هو عام الوطنية والهوية السودانية (!) 9. تحديد موعد للإلتقاء بكم (بالوالى) (لتهنئته) على (إنجازاته) فى هذا (العمل الوطنى الهام)..! وختم السيد الرضى خطابه بالجملة التالية (سيدى الوالى: نحن جميعا إذا لم نرد شيئا للسودان فنحن خصما عليه)...! أى والله.. هذا ما جاء فى باب (رد فعل) الذى نشر الرسالة المهمة والخطيرة للسيد المخترع الكبير و..(الوطنى من الطراز الأول) والذى قدم برنامجا مهما وخطيرا لمعالجة (إنعدام الوطنية ) عند الشعب السودانى..ولكنه نسى علاجا مهما يضمه إلى إختراعاته وهو انتاج (كبسولات) لعلاج انعدام الوطنية عند الشعب السودانى، يتناولها المواطن كل 6 ساعات لمدة العام الذى حدده، حتى يتحول الشعب السودانى من شعب (عديم الوطنية) إلى شعب (يموت فى وطنه حبا وعشقا) متحولا إلى وطنى (من الطراز الأول) على غرار (المخترع من الطراز الأول) ، وعلى أن تكون هنالك عمليات جراحية لمن فشلت الكبسولات فى علاجه، لإستئصال (غدد عدم الوطنية) من كل فرد لم يستجب للعلاج..! نهج لا يمكن أن يقدم إلى تلاميذ الروضة، دعك عن شعب بحجم الشعب السودانى بتاريخه وثقافته وتراثه، وكأن المخترع الكبير وكاتب المقال يعيشان خارج إطار هذا الوطن المنكوب بمن تسببوا فى (ضعف إنتمائه) لوصح التعبير، وفرق بين عدم الإنتماء والوطنية، فعدم الإنتماء يتعاظم عندما تتقاعس الحكومات عن خدمة شعبها، بل وتتسبب فى إيذائه، وهذا ما حدث خلال ربع قرن مضى، ومازالت القرارات والسياسات الضارة بالشعب تتخذ دون خوف لا من الشعب ولا خشية من الله سبحانه وتعالى، فقد جاء فى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (اللهم من ولى من أمر الرعية شيئا وشق عليهم فاشقق عليه) صدق رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم. أما الوطنية فمرتبطة بالأرض والتراب الذى نحيا عليه، وهذ الوطن لا يمكن أن يكرهه أحد إلا من اعتبروا الأوطان فى أيديولوجيتهم (سكنا لا وطنا)، فالأوطان والشعوب فى (فكرهم) لا قيمة لها وتعتبر (جسرا) لتحقيق الهدف الأسمى (فى رأيهم)، وهو حلم بعيد المنال، بل مستحيل التحقق، حيث وقع مفكريهم فى أحضان (جهات مشبوهة) زينت لهم ذلك ووعدت بمساعدتهم فى تحقيق أهدافهم. ولا شك أن الشعب السودانى يعرف على وجه التحديد من هم الذين يجب أن يتعرضوا لهذا البرنامج العلاجى السقيم من (المخترع الكبير)..والذى أشك فى صلاحيته، فهم يحتاجون على الأصح إلى برنامج (إستئصالى) حتى ينفض ويزال الغبار عن الوطنية التى (ظنوها وهما) غائبة..! أيها (المخترع الكبير) ، والأخ الصحفى الذى عرض البرنامج العلاجى لعودة الانتماء الوطنى، أوقفوا مظاهر الفساد المالى الذى تحدث عنه نواب برلمانيون على صفحات جرائدكم، والمحسوبية المتفشية فى التعيين فى الوظائف، وسيادة القرار الواحد فيما يخص إدارة الدولة..وضعوا الرجل المناسب فى المكان المناسب دون النظر للولاءات الحزبية أوالجهوية، تجدوا الانتماء الوطنى قد عاد كأحسن ما يكون، ووفروا تكلفة (المسجلات والميكروفونات) للصرف على الأسر الجائعة فى بلادنا.. ساخر سبيل ذكر فى أحدى مقالاته: حببنى التلفزيون السودانى فى الثقافة، فكلما فتح إبنى (قناة سودانية)، تناولت كتابا وذهبت به إلى غرفتى..وأنا أضيف لعبارته: وكلما شاهدت (جريدة سودانية) تستهين بعقول قرائها..! ......................... آخر الكلام: الحب حالة.. الحب مش شعر وقواله.. الحب حاجة متتوجدش وسط ناس.. بتجيب غداها من صناديق الزبالة.. الحب (جواكم) استحالة..! (الشاعر النوبى هشام الجخ) [email protected]