مصطفى بركات: 3 ساعات على تيك توك تعادل مرتب أستاذ جامعي في 6 سنوات    قِمّة الشّبَه    الجيش عائق لأي مشروع وطني في السودان إلى حين إشعار آخر!    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (26): حرب يونيو وقمة الخرطوم
نشر في الراكوبة يوم 08 - 03 - 2015

الصادق المهدي عارض قطع العلاقات مع امريكا وبريطانيا، ثم تراجع
ماذا قالت نكتة اسرائيلية عن السودانيين؟
بشير محمد سعيد يكتب عن اهمال العرب للسودانيين
"استغربنا لان السودانيين استغربو لاننا اوقفنا المعونة لانهم قطعوا علاقتهم معنا"
-------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذه هي الحلقة رقم 26 من هذا الجزء من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975)، اخر سنة كشفت وثائقها.
هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 30 حلقة تقريبا.
هذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي:
-- "حكومة لحم راس"
-- اتحاديون يكادوا يعبدون الازهري
-- سياسيون جنوبيون يمكن ان يشتروا ويباعوا
-- رغم حل الحزب الشيوعي، فاز شيوعي
--------------------------------
(تعليق:
توجد كمية كبيرة من الوثائق الامريكية عن قمة الخرطوم العربية الطارئة التي دعا لها السودان، في عهد محمد احمد محجوب (رئيس الوزراء للمرة الثانية بعد سقوط وزارة الصادق المهدي). وثائق من السفارة الامريكية في الخرطوم، ومن سفارات في عواصم عربية اخرى، خاصة في القاهرة.
انعقدت قمة الخرطوم بعد ثلاثة شهور من حرب يونيو سنة 1967.
كانت تلك هي الحرب التي احتلت فيها اسرائيل كل سيناء حتى قناة السويس. وكل الضفة الغربية حتى نهر الاردن. وكل مرتفعات الجولان حتى قرب دمشق.
كانت تلك الحرب الثالثة بين العرب واسرائيل:
الاولى: سنة 1948 (حرب تاسيس اسرائيل).
الثانية: سنة 1956 (حرب قناة السويس، عندما احتلت اسرائيل وبريطانيا وفرنسا قناة السويس).
ستكون الرابعة، والاخيرة: سنة 1973 (حاولت مصر تحرير سيناء التي احتلتها اسرائيل في حرب سنة 1967. لكن، عندما فشلت المحاولة، تحول الرئيس المصري انور السادات من التحالف مع الروس الى التحالف مع الامريكيين. وزار اسرائيل. ثم وقع اتفاقية السلام مع اسرائيل في كامب ديفيد، في سنة 1979. وهي الاتفاقية التي تستمر حتى الان، بدعم من امريكا، سياسيا، وعسكريا، واقتصاديا).
اشتهرت قمة الخرطوم بانها "قمة اللاءات الاربعة": لا مفاوضات، ولا صلح، ولا اعتراف، ولا سلام مع اسرائيل. واشتهرت بانها "هتافات التاييد لزعيم عربي منهزم."
تشير هذه الى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، لان السودانيين خرجوا في مظاهرات تاييد كبيرة عندما وصل الى الخرطوم. قبل ذلك، كان عبد الناصر تحمل مسئولية الهزيمة، واستقال. لكنه غير رايه عندما خرج المصريون في مظاهرات كبيرة تطلب منه الا يستقيل.
وهكذا، صار عبد الناصر القائد العربي المنهزم والمنتصر.
ولم يغب ذلك على الوثائق الامريكية عن حرب يونيو، وعن عبد الناصر، وعن العرب في ذلك الوقت.
جزء كبير من هذه الوثائق عن تفاصيل الحرب، وعن تفاصيل قمة الخرطوم.
لكن، هذه مقتطفات عن ما وراء التفاصيل. عن السودان العربي (او هل هو الافريقي؟)
-------------------------
عرب او افارقة؟
7-7-1967
من: القائم بالاعمال، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: السودانيون وهزيمة العرب
" ... تظل حكومة محمد احمد محجوب تهتز صباحا ومساء، وذلك لانها حكومة تحالف هش: جناح الامام في حزب الامة، والتيار المحافظ فى الحزب الاتحادي، وحزب الشعب الصغير، وجنوبيين مشهورين بتغيير ولاءاتهم. (سمتها وثيقة سابقة "حكومة لحم راس") ...
الأن، وبعد الهزائم الكبيرة التي اوقعتها اسرائيل بالعرب، اهتز التحالف اكثر لسببين:
اولا: بسبب اختلافات حول تفسير حدث. في جانب، حزب الشعب واليساريين. وفي الجانب الاخر، حزب الامة والحزب الاتحادي ...
ثانيا: بسبب انتقادات الصادق المهدي، الذي، طبعا، يحس بهزيمتين: هزيمة العرب، وهزيمة حكومته ...
في البرلمان (الجمعية التاسيسية)، انتقد المهدي غريمة محجوب لانه قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وبريطانيا (تضامنا مع مصر ودول عربية بعثية او يسارية) بتهمة ان قوات الدولتين ساعدت اسرائيل في الحرب. في وقت لاحق، تاكد ان هذه كانت "كذبة كبرى"، ونفتها الدولتان مرارا وتكرارا ...
قال المهدي ان اسرائيل انتصرت على العرب لانها اقوى منهم عسكريا، وتكنولوجيا، ودبلوماسيا. وطلب من العرب، ومن الافارقة، اعادة النظر في سياساتهم، والتركيز على تطوير انفسهم ...
بقدرما ايد عدد كبير من المثققين السودانيون هذا الراي، انتقده عدد كبير من القادة السياسيين الذين تحملهم موجات العواطف والحماس، مثل مواطنينهم العاديين. لهذا، بعد اربعة ايام من خطاب الصادق في البرلمان، والذي اعلن فيه تاسيس "القوى الجديدة" التي تتفق معه في الرأي، صوتت الاحزاب التقليدية، وهي اغلبية، بتجميد جلسات البرلمان لثلاثة شهور. وصار واضحا ان هذا القرار، ليس فقط تاييدا لحكومة محجوب في سيرها مع السياسة العربية القومية، ولكن، ايضا، تاكيدا لانتماء السودانيين لهذه العروبة القومية التقدمية، بزعامة الزعيم المنهزم عبد الناصر ...
سريعا، وامام هذه الموجة العارمة، غير الصادق المهدي رأيه. وقال انه سيزور دولا عربية "للتنسيق" معها ...
وصار واضحا اننا امام شعب لا يتردد في ولائه العربي والاسلامي. ورغم مشاكل هذا الولاء، بسبب وجود هوية غير عربية وغير اسلامية في جنوب السودان، تكتسح الوضع الحاضر الاغلبية الشمالية العربية، الاسلامية، العملاقة، القوية..."
--------------------------
نكتة اسرائيلية:
" ... لهذا، رغم كل النفى عن اننا حاربنا مع اسرائيل ضد العرب، نواجه هجمات عنيفة. خاصة من حزب الشعب والشيوعيين واليساريين.
لكن، قال لنا بعض "الليبراليين المعتدلين"، الذين نقابلهم من وقت لآخر، انهم يؤيدون ما كان قال الصادق المهدي عن خطا قطع العلاقات الدبلوماسية معنا.
قال هؤلاء ذلك لنا. لكنهم قالوا انهم لا يقدرون على ان يقولوه علنا. وقال واحد منهم لنا: "تقطع يدي التي سانشر بها " هذا الراي ...
في الجانب الاخر، بلغ الهجوم علينا درجة ان شيوعيين ويساريين طلبوا من حكومة محجوب تحويل كل المعاملات الاقتصادية والتجارية والثقافية من الدول الغربية الى الدول الشرقية الشيوعية ...
ليس هذا غريبا على هؤلاء السودانيين، لانه ما تقوله وتكرره، صباحا ومساء، "اذاعة صوت العرب " المصرية ...
غير اننا سمعنا، من عدد من "الليبراليين السودانيين المعتدلين" نكته قالوا انهم سمعوها فى اذاعة "كول اسرائيل". وقالوا انها حوار بين اسرائيليين:
الاول: هل سمعت دولة اسمها السودان اعلنت الحرب علينا ايضا؟
الثاني: هل هذا صحيح؟ اليست هذه هي تلك الدولة التي ليس فيها غير ملايين الحشرات السوداء؟
الاول: ماذا تعتقد اننا يجب ان نعمل معهم؟
الثاني: عندما يكون عندنا وقت، نحمل "سواتز" (منشات)، ونذهب اليهم، ونقتلهم ..."
------------------------
بشير محمد سعيد:
25-7-1967
من: القائم بالاعمال، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: استعلاء العرب على السودانيين
" ... كتب بشير محمد سعيد، رئيس تحرير صحيفة "الايام" المستقلة، عن استعلاء المصريين على السودانيين. وذلك خلال تعليقه على زيارة الرئيس السوداني اسماعيل الازهري الى مصر. قال ان الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم يدعو الازهري الى قمة في القاهرة حضرها قادة سوريا، والعراق، والجزائر. لكن، اصر الازهرى على الحضور. وسافر فعلا الى القاهرة. وذلك لان السودان "مخلص" في علاقته مع الدول العربية.
وكتب سعيد: "لم تدعو مصر السودان. ربما لان السودان لا يستحق ان يدعى. او لان مصر لا تثق في السودان في مناقشة المواضيع العربية. او لان هذه الدول تعتقد ان السودان ليس مخلصا في علاقته مع الدول العربية. او لاسباب اخرى لا نعرفها ..."
وكتب سعيد: "قبل وبعد الحرب، وقفنا مع اشقيقة مصر، ومع الدول العربية الاخرى الشقيقة. اعلنا الحرب على اسرائيل. ووضعنا كل صادراتنا تحت تصرف مصر لتستفيد منها. وارسلنا قواتنا الى الجبهة. وقطعنا علاقتنا الدبلوماسية مع امريكا وبريطانيا عندما قالت اذاعة القاهرة ان قوات الدولتين اشتركت مع اسرائيل في الحرب. وسحبنا ارصدتنا من البنوك البريطانية. وجمعنا التبرعات النقدية والمادية لمساعدة مصر والدول العربية التي انهزمت في الحرب ... "
وكتب سعيد: "لاننا نحس ان هذا هو واجبنا، لم ننتظر طلبا قبل ان نفعل. ولم نتوقع شكرا بعد ان فعلنا. لكن، في الجانب الآخر، اهملنا اشقاونا العرب ..."
وفي النهاية، كتب سعيد: "لماذا يهملوننا؟ ... المعركة التي نخوضها الأن هي معركة كل الدول العربية، وليست معركة دولة واحدة ... نحن جزء من الامة العربية. بل نحن جزء هام وفعال. لهذا، نتوقع ان يشاركنا اشقاؤنا العرب في ما يخططون في هذه المرحلة القاسية من حياتنا ... اهملونا او لم يهملونا، دائما سيجدنا اشقاؤنا العرب الى جانبهم ... وليكن الله في عوننا ... "
------------------------
عمر كرار:
16-10-1967
من: القائم بالاعمال
الى: وزير الخارجية
الموضوع: الصحافي السوداني كرار
" ... خلال عشاء استمر ثلاث ساعات في منزل الضابط السياسي (عادة، مندوب وكالة الاستخبارات المركزية، سي اي ايه)، وحضره ايضا دبلوماسي في السفارة، تحدث الصحافي السوداني عمر كرار عن الوضع في السودان، وايضا الوضع العربي، خاصة بعد نهاية قمة الخرطوم العربية.
كرار هو رئيس تحرير وكالة اخبار "افريقيا الجديدة"، ومراسل وكالة "اسوشيتدبرس" في الخرطوم ...
بداية ببداية الحرب بين العرب واسرائيل، قال كرار ان الرئيس المصري جمال عبد الناصر يتحمل المسئولية. وايضا، سوريا ...
وعن قطع العلاقات معنا ومع البريطانيين، قال كرار ان المصريين هم الذين طلبوا من السودان ان يفعل ذلك. ولم يكن امام السودان خيار. وقال انه اذا كان وزيرا للخارجية، كان سيفعل نفس الشئ ... وانه، الان، لا يعرف كيف سيصوب هذا الخطا، وكيف ستعاد العلاقات الدبلوماسية ...
وقال كرار ان الدول العربية التى ليست لها حدود مع اسرائيل تحس بالذنب لانها كانت وعدت بالاشتراك في الحرب، اذا بدات. وعندما بدات الحرب، لم تشارك ...
ردا على اراء كرار، قال له الدبلوماسيان الامريكيان ان هناك اقتراحات دولية لحل المشاكل بين العرب واسرائيل. واشارا الى مبادرة الرئيس جونسون، ومبادرة الرئيس اليوغسلافي تيتو، واتصالات امريكية روسية لاصدار قرار من مجلس الامن ,,,
لكن، قال كرار ان هذه ليست المشكلة. ليست مبادرات ما بعد هزيمة العرب مشكلة. المشكلة هي ان العرب لا يعترفون بالهزيمة ...
وقال له الدبلوماسيان الامريكيان ان كثيرا من دول العالم لا تفهم، ولا تصدق، ان العرب لا يريدون الاعتراف بهزيمتهم امام اسرائيل. وان عدم الاعتراف بالهزيمة، منطقيا، يقفل الباب اما اي حل.
واشارا الى ما حدث مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما اعترفت اليابان بالهزيمة. وها هي اليابان من اكثر دول العالم تطورا ...
ومثل كثير من المثقفين السودانيين الذين تحدثنا معهم عن قطع العلاقات معنا، استغرب كرار لاننا اغلقنا مكتب المعونة الاميركية. واستغرب الدبلوماسيان الامريكيان لاستغراب السودانيين. الم يقطعوا علاقتهم معنا؟ هل يتوقعون ان نستمر في مساعدتهم؟ ولماذا يتوقعون ذلك؟ ... "
-----------------------------
قرارات الكونغرس
9-11-1967
من: القائم بالاعمال
الى: وزير الخارجية
الموضوع: قرارات الكونغرس عن السودان
" ... استغرب السودانيون لان مجلس النواب اصدر قرارا بوقف التعامل مع السودان ومع بقية الدول العربية التي قطعت علاقتها معنا. وكما قلنا في رسالة سابقة، نحن الذين استغربنا لاستغرابهم ...
لم يصوت مجلس الشيوخ مع مشروع "قانون بوغ"، وربما لن يصبح مشروع القانون قانونا. لكن، يبدو ان السودانيين لا يصدقون مجرد التفكير في هذه الاجراءات:
اولا: وقف استيراد القطن السوداني.
ثانيا: وقف المنح الدراسية للطلاب السودانيين الذين يدرسون في جامعات امريكية.
ثالثا: استمرار ما يرونه تاييد الولايات المتحدة لاسرائيل تاييدا بدون حدود ...
خلال اتصالاتنا مع مثثفين سودانيين، ومع سودانيين اصدقاء للسفارة، لاحظنا هذا الاستغراب ...
يبدو ان من اسباب استغراب هذه الفئة المثقفة وسط السودانيين الأتي:
اولا: لا يعرفون معرفة كثيرة طريقة عمل المؤسسات الدستورية الامريكية. خاصة العلاقة بين الكونغرس الذي يصدر القوانين، والادارة التي تنفذها.
ثانيا: لا يعرفون معرف كثيرة تعقيدات سياستنا الخارجية. وان علاقتنا مع السودان جزء من استراتيجيات تشمل دولا اخرى، وتضع في الاعتبار مصالحنا الوطنية.
ثالثا: لا يقدرون على التخلص من خلفيتهم الثقافية المحلية، وهي خلفية تقليدية، ودينية، وعاطفية ... "
---------------------------
العلاقة مع مصر:
" ... رغم احاديث السودانيين بانهم يريدون ان تكون علاقتهم مع الدول العربية متوازنة، خاصة بالنسبة للدول التي لا تقف في المعسكر القومي العربي الاشتراكي (مثل السعودية وبقية دول الخليج)، يستمر القادة السودانيون في زيارة مصر، والاجتماع مع المسئوليين المصريين ...
زار مصر مؤخرا: من الحزب الاتحادي: حسين الشريف الهندي، وزير المالية. وعبد الماجد ابو حسبو، وزير الاعلام. ومن حزب الشعب: زعيمه محمد عثمان الميرغني، ورئيسه على عبد الرحمن ...
رغم الحديث عن اهمية الابتعاد عن مصر، وعدم التبعية لها، ورغم الحديث عن "توازن" في علاقات السودان مع الدول العربية، يبدو صعبا على حكومة السودان ان تبتعد عن مصر، او ان لا تكون تابعة لها ...
وها نحن نرى ان ثلاثة من الوزراء التابعين لحزب الشعب في حكومة محجوب ليسوا الا جواسيس للمصريين
(تعليق:
لا توجد اسماء. ووزراء حزب الشعب هم: احمد السيد حمد: وزير التجارة. محمد عبد الجواد: وزير الاتصالات. محمد زيادة: وزير الصناعة والمعادن) ...
في نفس الوقت، يعمل رئيس الوزراء محجوب "اسيداسلي" (في دؤب) لتحسين العلاقات مع الدول العربية الاخرى ...
(تعليق:
تشمل هذه "الدول العربية الاخرى" السعودية والكويت وبقية الدول الخليجية. والتي ظلت في محور معارض لمحور القومية العربية بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
بالنسبة للسعودية، اختلافاتها مع مصر قديمة. في سنة 1811، قاد ابراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، حملة ضد امارة الدرعية السعودية الاولى. كان ذلك باسم السلطان العثماني في تركيا. اسقط المصريون الدولة السعودية الاولى، وسيطروا على نجد والحجاز، ووصلوا حتى اليمن.
في عهد الدولة السعودية الثانية، بدات العلاقات مع مصر ودية. وخاصة بين الملك عبد العزيز ال سعود، المؤسس، وبين الملك فؤاد، ثم الملك فاروق.
لكن، بعد ثورة سنة 1952 التي اطاحتت بالنظام الملكي في مصر، توترت العلاقات. في البداية، لان السعودية طبعا ملكية. ثم عندما سار الرئيس عبد الناصر على خط الاشتراكية العربية. وشن هجوما عنيفا على خمسة انظمة ملكية: في العراق، في ليبيا، في الاردن، في السعودية، في اليمن.
وخلال عشرة سنوات، سقط الاول والثاني، وبقي الثالث والرابع والخامس.
وفي سنة 1962، وقع انقلاب في الدولة الخامسة، اليمن، وسقط نظام عائلة حميد الدين، وتحالف عبد الناصر مع الزعيم الجديد عبد الله السلال. وعندما بدات السعودية تساعد انصار حميد الدين، ارسل عبد الناصر قوات مصرية لمساعدة الثورة. وهكذا، تطورت الاختلافات بين السعوديين والمصريين.
حتى قمة الخرطوم سنة 1967، عندما توسط محجوب بين عبد الناصر والملك فيصل. وصار محجوب وسيطا لحل الصراع في اليمن بين انصار مصر وانصار السعودية).
====================
الاسبوع القادم: الفساد، وبداية نهاية حكومة محجوب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.