عدة شغل صديقي أحمد النجار يحملها في (شوال) أينما تحرك،وتشمل الشاكوش،والفارة،والكماشة،وأنواع مختلفة من المسامير،والبوماستك والغراء وغيرها من مستلزمات النجارة. وعدة شغل الأمين الميكانيكي،المفك والزردية وشريط الكهرباء،والصنفرة،وأبرول قديم من مخلفات النقل الميكانيكي (الذي حطمته الإنقاذ في سالف العصر والأوان). وعدة طلاب الهندسة،المسطرة المعمولة علي شكل (تي)،والتي تحمل في اليد أو علي شنطة في الظهر،ومن يحملونها لا يسألهم الكمساري عن بطاقة هويتهم كطلاب،وتراهم منهمكين في مراجعة الكتب والمذكرات حتي وهم في وسائل النقل المختلفة. وعدة شغل(الماظ)أنبوبة غاز وزن 5 كيلو،وكفتيرة،وشرقرق،وكم دستة كبابي شاي. وبمناسبة الشرقرق،فقد سألت نهي الدكتورة عن معني الكلمة قبل سنتين ولا زالت تبحث في القواميس دون جدوي. لكل مهنة عدة شغل،وملابس خاصة،بيد أن للحرامية وبخاصة الكيزان عدد(بكسر العين) شغل مختلفة،حسب نوع الحرمنة والاحتيال. السبحة القصيرة،التي تمسك بالسبابة والإبهام،وغرة الصلاة المضروبة،وشال(الإنقاذ)والعباية والعصاية،من لوازم عدة الشغل (الكيزاني)،لهواة العطاءات والمشتروات الحكومية،وسماسرة القروض،وهواة المرابحات والمشاركات،والمشاريع الوهمية التي تمول من المال العام،والنهب(من اليمن للشام). وهؤلاء يدخلون المكاتب الحكومية(توووش)،ويدفعون الرشوات نقداً وليس بالشيكات،ويخلفون كراعهم أمام المدراء،ويطلبون الشاي والقهوة علي حساب نثريات المكتب،وربما ينامون علي الأرائك إنتظاراً للمسؤول إن لم يكن حاضراً. وهم لا يرشون المسؤول الكبير فقط،بل سكرتيرته كذلك،وموظف استقباله،ويرسلون بعض الهدايا لزوجات(الكبار)من أجل تسبيك النهب في وضح النهار. ومن عدة شغل التنابلة أيضاً عربات الليموزين الفاخرة التي تستأجر ليوم واحد،والبدلات الأفرنجية المستأجرة أيضاً وربما كمبيوتر محمول،وهؤلاء من هواة الإستثمار المزعوم،يدخلون مكاتب المسؤولين دون استئذان،وربما كان معهم أجانب من الدومنيكان،فيحصلون علي الأرض بالمجان،ولو إحتج الأهالي دونهم الرصاص والبمبان. ومن عدة شغل الكيزان أصحاب المناصب الدستورية،الصوت الجهوري،الطالع من الحلقوم كأنه(بوري)،يحفظون من القرآن آيات معدودات،يقولونها في معرض (كسير التلج) لأصحاب القرار،فيضمنون الإمتيازات والترقيات،والفسحة في دول لم تسمع بطرحة(البنات)،والنثرية بالدولارات. ويمكن تغيير عدة الشغل بحسب الموقف،مثل واحد أتي للمخلوع نميري،يطلب تمويلاً لنشر الدعوة الإسلامية في إقليم نائي(بعد قوانين سبتمبر1983)،فمنح الأموال الطائلة،فأكلها،ثم ذهب للفاتيكان،يطلب تمويلاً لبناء كنائس للمسيحيين المضطهدين. الآن يرتب البعض من السدنة (شنط) عدة شغل ما بعد الإنتخابات،من لم يجد مقعداً في المجلس النيابي،إنتظر التشكيلة الوزارية،ومن فاته التشكيل الوزاري الإتحادي،سينتظر الولائي،ومن فاته الولائي،ينتظر كرسي المعتمد في أي محلية،ومن لم يجده فهو حتماً عضو منتدب في مؤسسة مالية كبيرة،وعندما تنتهي المناصب،يدعي من فاتهم القطار الحكومي الزعل والحرد،ويتقربون للمعارضة نكاية في الحكومة،ولو صدقتهم المعارضة وانضموا لصفوفها،أصبحوا(طابور خامس)وغواصات للمؤتمر الوطني،ينقلون له الأخبار لقاء الأموال الوفيرة،وعندما تنتهي المهمات القذرة يرجعون إلي(كوزنتهم)وهم ينشدون(من خلي عادتو قلت سعادتو)،والعاقبة عند(الأوفوكاتو). [email protected]