حضور الفيتوري بقامته ومفردته الصريحة وحده من يخرس الاناشيد التي افرغوها من محتواها، فما عادت تحرك الحماس القديم ولو أن النشيد وحده يحقق انتصاراً لعادت القدس "السليبة"؛ وعادت معها قبلة المسلمين الثانية فالاستعانة بالملاحم وحدها لاتخلق بطلاً و(كلما زيفوا بطلا قلت قلبي على وطني)، وحسب البلاد رجال نهضت على تضحياتهم وبطولاتهم البلاد التى احالوها الى منبر للهتاف الأجوف وتركوها مجرد حيز جغرافي وارض بور لا ماء فيها ولا حياة ، تتقاذفها الازمات تقاذف الضال من الكلاب لجيفة لم تجد من يواري نتانتها، بينما الاقلام التي لا يعرف الحياء الى مدادها تفتأ ترسم وجهاً بطولياً لفارس الملحمة التي يتوهمونها وما دروا انهم يفضحون جهلهم وضلالاتهم ويكشفون قصر بصرهم وبصيرتهم؛ وهم يمضون فيما يحسبونه تحليلاً وقراءة للمشهد الاراجوزي، بينما هو محض تحلل وامية لاتفقه نصوص القوانين الدولية أو القوة التي لا يمكن انكارها والفارق الكبير مابين بطولتهم المثيرة للشفقة وامكانيات دول (الاستكبار) أو كما يصفون، وماالذي اودى بنا الى هذا الهلاك غير شعارات مقدمة الغزاة (امريكاروسيا قد دنا عذابها..والامريكان ليكم تسلحنا الى اخر كلام الطير الذي شكاه أهالي الشمالية الى الزبير محمد صالح عليه الرحمة، ومنذ الحين ذاك لم نر في الافق عذاباً قد دنا من الامريكان او الروس سوى الذي يسوموننا هم الغزاة بالاستفزاز والاهانة وكل الوحشية التي احالتنا الى (سكارى وما نحن بسكارى.. ولكن... )، ولم نعرف للغزاة سلاحاً غير الهتاف وتهديد المواطن (البمد ايدو بنكسرا ليهو..والراجل يطلع مظاهرات وقس على ذلك مما ينضح به قاموس الانقاذ البئيس)، وبالامس يفجعنا صديق نعزه ويعزنا اخوة واوطانا انبرى دفاعاً عنها مذ عرفناه بقلم نشهد له بالجسارة الى تاريخ الامس وهويحيل زاويته الراتبة الى حلبة للعراك مستخدماً مفردات اللكم والشلوت والبونية التي يزعم انها عجلت بهزيمة الخصم؛ الذي عجز عن رفع يده وهو ممدد على أرضية الحلبة، فيا صديق لو ان القوة التي استعرت مجدية في زمان الرقمية والتكنولوجيا التي تنتجها ذات دول الخصم المهزوم كما تفضلت لأجدت الرئيس الملاكم عيدي امين، والصديق العزيز بهذا يجعلنا نتحسس موطن الصداقة ونعيد الكرة مثنى وثلاث ورباع، علنا لم نعِ عباراته لكن..حسبك ياصديق من الفيتوري (كلما زيفوا بطلاً..) ومثل الصديق اقلام كثيرة تبدلت، بينما البعض ممن لم يتبدلوا تبديلاً كعهدهم ما انفكوا يسطرون مافيه شفاء للناس من الادواء المزمنة التي ينتجها هذا الواقع المرير، بينما لا نملك سوى ان نبكي وطناً حبيباً.. وحسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]