بابكر ودالجبل رجل الأعمال المعروف أبدى تحسره في الحوار الذي أجرته معه الغراء (السوداني) ونشرته أمس، على جهله باللغة الانجليزية الذي قال إنه يتسبب في حرمانه من تكرار زياراته لأحب وأجمل بلاد الدنيا عنده، فحين سأله محاوره دلاي عن أجمل بلد زارها قال ( سنغافورة لكن ما عندي ليها انجليزي)، ولا تثريب على ود الجبل فهو سيِّد نفسه وصاحب قراره وماله، إن أجاد الانجليزية فلنفسه، وإن جهلها فعليها، فذلك شأن شخصي يخصه وحده ولا يخص الشعب السوداني، وما كان لنا أن نقف عند إفادته هذه لولا أنها تذكِّر بجاهلٍ آخر باللغة الانجليزية يحرمه جهله هذا عن المشاركات الخارجية فيعهد بالمهمة لمن يجيدونها، مع الفارق حيث أن هذا الجاهل بالانجليزية ليس مثل ود الجبل حر نفسه ويعمل في سوق الله أكبر، بل صاحب موقع وظيفي مرموق في درجة قيادية عليا رفيعة و(يحتل) منصب الوكيل في إحدى الوزارات المهمة، وعن خبر هذا الوكيل الجهلول حدثتنا الغراء (الصيحة) يوم الأربعاء الماضي بما ملخصه أن منسوبي تلك الوزارة قد اكتشفوا أخيراً أن جهل وكيلهم بالانجليزية هو سبب اعتذاره المتكرر عن المشاركات الخارجية وخاصة للدول الناطقة بالانجليزية وليس بسبب أنه يعاني من فوبيا الطيران كما كانوا يعتقدون خاطئين ... ورغم فداحة مصيبة أن يحتل شخصاً ناقص التأهيل موقعاً وظيفياً متقدماً يفترض في شاغله مؤهلات ومعارف وخبرة ودربة تؤهله لشغله، إلا أنني التمست له العذر لسببين، السبب الأول أنه بالضرورة لم يفرض نفسه بالقوة على هذا المنصب وإنما كان رزقاً ساقه الله إليه فكيف يرفضه، إذ ربما حملته إليه حمية تمكينية تنظيمية أو محاصصة وتسوية سياسية أو قَبَلية أو غيرها من الأساليب التي نخرت جسد الخدمة المدنية وأحالته إلى اشلاء ممزقة، وما فضيحة رسوب عدد من السفراء في امتحان للغة الانجليزية عقدته لهم الوزارة في وقت سابق ببعيدة عن هذا المشهد المؤسف، والسبب الثاني هو اذا كان الحزب القائد والرائد نفسه (يفجخ الانجليزية تفجيخاً)، فما ضر هذا الوكيل لو جهلها، بل من المنطق أن يجهلها أولا يقولون اذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص، فقد سبق للحزب الحاكم عند انعقاد مؤتمره العام الرابع أن (فجخ اللغة الانجليزية كتفجيخ البصلة)، فبدلاً من أن يكتب على بطاقة الدعوة (th general conference 4) أي بالعربي المؤتمر العام الرابع،اذا بالمكتوب هو rd general conference) 4) ، وهذا انجليزي (صلص) لم نكن نتوقع أن يقع فيه الحزب الرائد والقائد ولو سهواً وغفلةً خاصة أن بين مدعويه ضيوف أجانب، وإن كانت لي من نصيحة أسديها لهذا الوكيل التعبان فلن تكون غير عليك بمعاهد تعليم الانجليزية عملاً بنصيحة وزير التعليم السابق خميس كندة الذي قال مرة (نرفض التوسع في اللغة الانجليزية ومن أرادها فعليه بالمعاهد)... [email protected]