فكره التواصل الانساني فكره محوريه قام عليها الوجود الاجتماعي للكائن البشري فتواصل الخالق عز وجل مع المخلوق عبر وسائط القدره من ملائكه ورسل وكتب وايات كونيه بالكائن والافاق فكان الكسب علي قدر سعة المتلقي واستعداد الكائن، فتوسل الكائن للتواصل الانساني عبر الامشاج فكانت الاسره نواة القبيله ثم الشعوب والامم . فمع تطور الانسان في مراقي المعرفه وتنامي احتياجاته الماديه والمعنويه تبعا لانفتاح فكره واسترشاد واستحصاد ملكاته العقليه تنامي احتياجه للحريه جنبا الي جنب للاحتياجات الماديه ، والحريه واذ انها مكفوله وماذونه منذ ان كان الانسان القا ربانيا في عالم الارواح، وكان الخطاب الاول بين الخالق والمخلوق فشهد المخلوق في عالم الشهود ثم نكص في عالم الملك واندغام الروحي في سجن الجسد ، فامتد حوار الخالق للمخلوق بألواح وشرائع وكتب تعين الكائن علي الحريه والتحرر والانعتاق في سعيها القاصد اليه ، الا ان كثافة طين البشري تثاقلت الي التراب وتعاظم عندها المادي الكثيف واعماها غلاف الغفله عن انفتاح القلب علي الروح وتوقها الدائم للحريه كمخلص وحيد للانسانيه، فجاء تدافع الناس بعضهم بعضا فسادت فئه غالبه وقالت وقولها الفصل في كل مظآنها وغلبت فئه وأنهم بعد غلبهم سيغلبون . وعمدت الفئه الغالبه الي تكثيف لحظات وجودها الغالب باعلاء الغفله كقيمه يجزل ثواب من يقدسها ويرعاها، ويغلق كل مداخيل الوعي والانعتاق ، فعظم الخوف والاشفاق كغريزه لازمت كل المخلوقات من البدء ، فهذا الخوف يتوسل به الغالب بدرجات تتفق وقدرته بالاحاطه بالفئه المستهدفه يتدرج من قطع الرأس والاذلال والتعذيب وقطع الرزق لينتهي في صورته اللطيفه بقطع سماحة التواصل الانساني وحميمية الذكريات المشتركه ، والتي يعمل مهنيين منتميين للفئه الغالبه لاعلاء قيمه هذه الذكريات وبكل مافيها ، علي قيم الحريه والعداله والانتصار الي الحق فبتطور وسائط الاتصال والتواصل الانساني عمدت النظم الحاكمه وبعد ان كممت الشوارع وقطعت لسان المنابر والصحائف اليوميه عمدت الي تكميم القروبات وحشرها في ايطار ضيق اقرب مايكون الي الملهاة الحارث الحاج [email protected]