أعجتبنى صراحة "إخوانى" مصرى فى إعترافه على قناة فضائيه بأمر، ظل الإسلاميون السودانيون يخفونه بذكاء (الخبث) المعروف عنهم والذى ورثوه عن الشيخ رحمه الله وغفر له ما فعله فى شعب السودان. ذلك الإعترف يتمثل فى إعتراضه على مقدم برنامج قاطعه قائلا، لماذا تتحدثون عن الإسلام هكذا وكأننا غير (مسلمين)، فصححه الإسلامى قائلا، لا يا سيدى لا بد أن تعلم يوجد فرق بين كلمة (مسلم) و(إسلامى)، فالأول هو مسلم معروف يمكن أن ينتمى الى أى حزب أو أى جهة أما الثانى فهو الذى يعمل لتطبيق شرع الله ولإقامة دولة الخلافة! لذلك أهتم دائما بنقد وتعرية (منهج) الإسلاميين، على الرغم من صعوبة التبحر فى هذا الجانب لأسباب عديدة تتعلق بعدم توفر حريات كافية لنشر الوعى والتثقيف ولظروف نقدرها. و(الإسلاميون) .. عندى إختصرهم فى مجموعتين فقط، الإخوان المسلمين والسلفيين، حيث يجلس فى قمة هرمهم "الدواعش"، وفى قاعدته (المنافقون) من المجموعتين الذين كما سوف أبين يقولون ما لايفعلون. الشاهد فى الأمر لا يهمنى الإكتفاء بنقد (نظام) إسلامى، يحكم بلدا – فحسب – مثلا نظام (الإتقاذ)، فتلك الإنظمة تمثل أعراض المرض لا المرض نفسه وهو (المنهج) الذى يتبع فى غير وقته! وبالعودة لحديث ذلك الإخوانى فإنهم يقولون يريدون نجاع المشروع والوصول به الى نهاياته والمتمثلة فى تطبيق شرع الله وإقامة الحدود ومن أجل تحقيق ذلك الهدف إستباحوا الدماء وقتلوا كثيرا من خصومهم وحملوا (السيخ) فى وجه زملائهم فى الجامعات. ومن لا يعلم فأولئك الإسلاميين يمكن ببساطة شديدة أن يخدهم اى حاكم، بكلمات قلائل فبمجرد أن يعلن بأنه يسعى لتطبيق شرع الله، يمكن ان يتصالحوا معه ويجدوا له الأعذار والمبررات، لذلك تلاحظ لجماعة (الإخوان المسلمين) فى السودان بعد أن عارضوا النميرى وحملوا السلاح فى وجهه وتضامنوا مع باقى الأحزاب السودانيه للإطاحة به، وشاركوا فيما عرف بإتقلاب (المرتزقه) الذين أتوا من ليبيا عام 1976، عادوا وتحالفوا مع النميرى نفسه بعد إعلانه لقوانين سبتمبر 1983 التى سميت إسلاميه، وكانوا بمثابة الحاضنة القانونية والفقهية لتشريعاته بل كرموه فى زمن حكم (الإخوانى) والإنقلابى عمر البشير حينما عاد من مصر بدلا من محاكمته بجريمة خيانة عظمى كما تعرفها القوانين السودانيه، بموافقته على سفر الفلاشا من السودان الى إسرائيل، وقد كان السبب فى ذلك حاجته للمال، بعد أن أعلن تطبيق (الشريعة) الإسلامية كما أدعى! المهم عند الإسلاميين فى ذلك الوقت أن (النميرى) رحمه الله قد طبق (شرع) الله، وقطع ايادى البسطاء وجلد غيرهم واغلق محلات بيع الخمور، واراحهم من (المفكر) الذى كان يكشف جهلهم وزيف دعوتهم. كذلك ايدوا حاكما آخرا اصبح بلده الآن بمثابة (قاعدة) للإخوان المسلمين حيث تفتح لهم القنوات الفضائيه ويمدهم بالمال وهوالأمبراطور التركى (أردوغان)، على الرغم من أن الخمور تباع فى تركيا علنا وأن الدعارة تعمل بصورة عاديه، ومن قبله ايدوا (مرسى) فى مصر وهو منهم ومن أجله سفكوا دماء الكثيرين خاصة من بين ضباط وجنود الشرطة ولا زالوا يسفكون دماءهم، لأنهم يريدون تاسيس دولة (الفوضى) على الرغم من أن مرسى جدد (للكبريهات) فى مصر التى كانت تعمل فى شارع الهرم لمدة ثلاث سنوات وذلك إرضاءا للغرب على خلاف ما كان يفعل سلفه (حسنى مبارك) الذى كان يجدد تلك الرخص سنة بسنة. ثم من أجل إرضاء الغرب لم يكتف مرسى بذلك بل أرسل خطابا مع السفير المصرى الجديد الذى عينه فى إسرائيل، بدلا من قطع العلاقات وإعلان الجهاد، كما كانوا يقولون خارج (الملعب)، والمدهش فى الأمر أن ذلك الخطاب كله صداقة وود ومحبه أقتطف منه هذا الجزء: "محمد مرسي رئيس الجمهورية، صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم". ثم: "لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدي فخامتكم". ثم: "ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد". ((((صديقكم الوفي))) محمد مرسي. إنتهت مقتطفات من ذلك الخطاب. تلك نماذج لإسلاميين من مختلف الجهات حكموا بلدانا، وصعب عليهم تطبيق شرع الله، الذى يختزلونه فى تطبيق (الحدود) على أغلب الأحوال. ظللت اردد دائما أن شرع الله فى كلمة واحدة ليس هو فى إقامة دوله دينية، بل هو (العدل)، فالله ينصر الدوله العادله وإن كانت كافره ولا ينصر الدوله الظالمه وإن كانت مسلمة. الذى يجهله كثير من الإسلاميين أن الرب لأنه عادل فهو يشرع (لنقص) خلقه لا (لكماله)، بتشريعات تتزل من السماء لأهل الأرض بواسطة الأنبياء والرسل من فترة لآخرى أو أن تفهم وتستنبط من (القرءان)، حينما توقف أرسال الأنبياء، واقتضت الحكمة الألهية أن تأتى التشريعات بحسب قدرة وطاقة البشر وظروفهم، فزواج الأخت من أخيها – مثلا - كان (تشريعا) حلالا - بل دينا - فى زمن ايونا (آدم) بسبب عدم وجود نساء ولضرورة زيادة البشر، حتى جاءت رسالة الإسلام فى القرن السابع وبتشريع حرم زواج الأقارب الى درجة ابعد من ذلك فضلا عن زواج الأخت من أخيها. مشكلة الإسلاميين فى العصر الذى نعيش فيه أنهم يدعون بألسنتهم رغبتهم فى تطبيق (شرع) الله، كما كان يطبق فى القرن السابع ويخدعون كثيرا من البسطاء بسبب جهلهم حتى لو كانوا متعلمين يسيطر عليهم الخوف ويمنعهم عدم التفكير فى تمييز تلك الإدعاءات وهل هى قابلة للتطبيق أم لا. خذ هذا المثال ماخوذ من سلوكيات (النظام) السودانى الذى يدعى الإعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف، لكى ينال رضاء الغرب، والسؤال هنا ومنذ البدء هل رضاء (الغرب) من الشريعة فى شئ؟ ثم هم كدولة موقعون وموافقون وملتزمون بقوانين ومواثيق الأممالمتحدة ومعظم الإتفاقات الدوليه، مثلا الإتفاقية التى تنص على حقوق الإسرى وحماية أرواحهم والمعروفة بإتفاقية (جنيف) لكن المدهش أن النظام (الإخوانى) حينما وقع أتفاقية السلام مع الحركة الشعبيه لتحرير السودان عام 2005، سلمته الحركة عددا كبيرا من الأسرى، بينما لم يوجد اسير واحد لدى (النظام)، لماذا؟ لأن (المنهج) الذى يتبعونه يمنع الإحتفاظ بالأسرى، حتى لا يشغلوا بال (المجاهدين) بالحراسة وحتى لا تصرف عليهم أموال فى الأكل والشرب والملبس، ولذلك ايضا ردد عدد من قادة (النظام) من بينهم من هو مطلوب للمحكمة الجنائيه الدوليه بل من بينهم (نساء) المقوله المشهوره (قش اكسح امسح .. ما تجيبو حى)! يعنى حتى لو تمكنت من اسر مقاتل من قوات المقاومة السودانية، فلا تاتينا به حيا بل عليك أن تقتله! يعنى الدين والشريعة عندهم فى قتل الاسرى يطبقونها حرفيا، وفى ذات الوقت هم موقعون على أتفاقات ومواثيق تمنع ذلك وتجرمه، ولو وجدوا طريقا يخدعون بها المجتمع الدولى مثلما خدعوه فى قضية الأسرى، لسبوا النساء كما تفعل داعش. أختم هذا المقال الذى يحتاج تفصيله مساحة أكبر بمثال لشيخ سلفى معروف فى مصر إسمه، "أحمد حسان"، ففى هذا الوقت الذى حكمت فيه محكمة مصريه بالسجن على عدد من الإسلاميين قتلوا اربعة من الشيعة بالضرب بالحجاره وبالعصى لمدة قربت من الساعة وبإدعاء أنهم يسئيون للصحابه بدلا من أن يحكم عليهم بالإعدام والغريب فى الأمر أنهم إستأنفوا ذلك الحكم حيث يرون من حقهم قتل (الشيعة)، فى نفس الوقت هذا الشيخ المعروف يحاكم الآن بتهمة إزدراء الأديان وبإساءة وجهها للسيدة/ خديجه زوج النبى (صلى الله عليه وسلم) قال عنها كلاما فى زواجها من النبى مسجل على أشرطة (اليوتيوب) لا يمكن ان يقال حتى لو كان صحيحا وتؤكده العديد من الروايات لأنه يدخل فى باب (سوء الأدب) مع النبى و(إنعدام الذوق) الذى لا يعرفه كثير من (الإسلاميين)، والأمر ليس غريب عليهم فبسبب آخر كان قد أخرج عالم كويتى كتابا عن (الترابى) رحمه الله، بعنوان (السيف المسلول فى الترابى شاتم الرسول)، وذاك سلفى والترابى (إخوانى) فهل قريب على فكر يسئ قادته ورموزه ، الرسول وزوجه، أن يسئ أحدهم الى أخواننا الجنوبيين ويقول عنهم (حشرات) .. وهل غريب أن تقرا للعنصرى (الطيب مصطفى) الذى يخادع من وقت لآخر مدعيا معارضة النظام وعند أول مواجهة يصف الطلبه المتظاهرين بأنهم ارهابيين ومتمردين؟ إنه (المنهج) الذى يستند الى نصوص وفتاوى وحجج، بدون مواجهتها من قبل المثقفين فلن يهنأ العالم ولن يعيش فى أمن وسلام. تاج السر حسين – [email protected]