قبل سنوات تم اعتقالي بصحبة الرفيق علاء الدين بابكر من امام مجمع كليات جامعة جوبا بالكدرو. بمجرد رفعنا في احد باكسي رباطة الامن قاموا بعصب اعيننا بالاقمصة التى نرتديها وبدا الضرب بالخراطيشوعند وصولنا المعتقل مغمضي الأعين سمعنا صوت اذان المغرب. استقبلنا احدهم علمنا لاحقا انه ضابط امن قال لنا "انا لي اسبوع ما شفت اولادي بسببكم والليلة بكتلكم هنا وبرتاح منكم يا تخلو البتسوو فيه ده". قلت ليه قبل تكتلنا خلينا نصلي واعمل الدايرو .. فكو اعيينا وذهبنا للصلاة .. للأمانة ما كنت خايف على نفسي كنت شايل هم علاء الدين لانه اصر يرافقني رغم اني حذرتو انو حا يتم اعتقالي لأنه الجامعة محاصرة ومافي مخرج .. قال لي انا معاك والبحصل احصل. كنت عايز اقول لعلاء الدين اركز يا رفيق وما تنكسر ده طريقنا الاخترناه عشان كده لا يمكن ان نخاف لاننا نؤمن بالقدر خيره وشره وان الحياة اجل محدود وقدر موعود لاتقدم ساعة ولا تاخر وليس هناك قوة على وجة الارض تستطيع ان تستلب هذه الحياة اذا ما اراد الله لها البقاء .. قبل اقول كلامي لقيت علاء الدين بقول لي بي صوت كلو يقين يا رفيقي الليلة يوم الثبات ولو علقونا في المشنقة نحن ما احسن من الشهداء السبقونا ما كنت فاكر انو ممكن الانسان يحس بالسعادة ويبتسم وجسمو كل حته فيه بتوجع من اثر الضرب. بعد قضينا اسبوع في مكتب الامن بقسم ام ضريوة تم نقلنا الى الزنزانة وقاموا بفتح بلاغات جرائم موجه ضد الدولة ثم تحويل بلاغات الجرائم الموجه ضد الدولة بفضل المحامين الوطنيين بقيادة استاذ وجدي صالح المحامي لهم الشكر الى بلاغات اثارة شغب وتم اطلاق سراحنا بضمانة ووجدنا امام القسم اسرنا واصدقاءنا وزملاء الدراسة ورفاق النضال واستقبلونا استقبال الابطال. علاء الدين بابكر عضو اللجنة السياسية لحزب البعث داهم منزل اسرته في مدينة الجنينة جهاز امن الكيزان وتم اعتقاله نهار اليوم الاحد 8/مايو/2016 يبدو لي ان الكيزان وجهاز امنهم لم يفهموا بعد ان حاجز الخوف من الاعتقال بنكسر مرة واحدة وبلاء رجعة. لم يفهموا ان اعتقال الشرفاء سلاح ذو حدين نجح في كسر حالات استثناءية ولكن الغالبية الساحقة من المناضلين السودانيين والسودانيات جعلهم الاعتقال اكثر ايمانا بقضيتهم واكثر شجاعة في مواجهة النظام المجرم. سيخرج علاء الدين ورفاقه المعتقلين وهم أكثر بسالة وأرفع هامة.