*لم أكن أود الكتابة عن القامة الإعلامية المعطاء السر أحمد قدور لان شهادتي فيه مجروحة بسبب العلاقة القديمة التي ربطتني به منذ أن بدأت التعامل مع الإذاعة السودانية عقب تخرجي من الجامعة. *منذ ذلك الوقت كنت أنظر إليه كقامة مسرحية قبل أن أكتشف مواهبة الأدبية الاخرى‘ كنت وقتها أكتب لبرنامج الأسرة وكانت الإذاعة تدفع لي ضعف ما كانت تدفع للقمم المسرحية أحمد عاطف واسماعيل خورشيد والسر قدور ومحمود سراج وغيرهم من الرواد لمجرد أنني جامعي. *منذ تلك الفترة أحسست بظلم هذه القامات المسرحية‘ وتكرر هذا الظلم عندما تم إختياري للعمل في صحيفة "الصحافة" بوضع متميز عن الرواد في عالم الصحافة الذين أعترف بفضلهم علي‘ وأنني إستفدت منهم أكثر مما تعلمت في الكتب الأكاديمية. *مرة أخرى إلتقيت بالسر قدور في القاهرة وبدأت التعاون مع إذاعة"ركن السودان" على أيام فؤاد أحمد عمر وفاروق الجوهري وتعمقت علاقتي بالسر قدور‘ كان يزورنا في العباسية عندما كنت أسكن في بداية حياتي الزوجية في شقة بشارع الجيش. * طوال هذه الفترة كنت أنظر إليه كنجم سوداني أقدره وأحترمه .. ومازلت‘ لذلك فإنني من الذين يحرصون على مشاهدة برنامجه عالي المشاهدة "أغاني وأغاني" كلما أتيحت لي الفرصة خلال شهر رمضان المبارك من كل عام. *للأسف تعرض قبل يومين والبرنامج في بداياته لهجمة نقدية ظالمة أتهم فيها بأنه غير مجدد‘ وأن برنامجه يعتمد على الجهات الراعية وكأنه أول من إبتدع هذا النهج المتبع في الفضائيات والمنتديات السودانية منذ سنوات. *ألا يكفي أنه إستطاع تقديم كوكبة متميزة من الفنانات والفنانين الشباب الذين أثروا الساحة الفنية‘ ألا يكفيه أنه وثق للتراث الغنائي السوداني الرصين وسط حالة الإنحدار الغنائي البائس‘ وأنه صمد في مواجهة حملات متعمدة ومنظمة ضد برنامجه لحظره أو إبعاده عن ساعات المشاهدة العالية. * التحية للفنان الشامل السر أحمد قدور متعه الله بالصحة والعافية والتحية موصولة لأسرة برنامج"أغاني واغاني" بدون فرز ولقناة النيل الأزرق التي حافظت على نكهتها الخاصة وسط كل القنوات السودانية. [email protected]