خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    (خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات)!    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    البرهان يزور جامعة النيلين ويتفقد مركز الامتحانات بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالجامعة    وزير الصحة المكلف ووالي الخرطوم يدشنان الدفعة الرابعة لعربات الإسعاف لتغطية    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    كمين في جنوب السودان    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادى سيدنا اخت حنتوب يا شقيقه (7)
نشر في الراكوبة يوم 22 - 07 - 2016


شعبة اللغة الانجليزية فى الصرح الشامخ
مقدّمه:* هاهى واحد وسبعون عاما او تزيد انقضت منذ ان بدأت صلتى باللغة الانجليزية تعلّما واكتسابا لقدرمن مهاراتها ابتداءا من مدرسة ودمدنى الاهلية الوسطى(يناير1945)عبرمراحل دراستى المتعددة. ورغم امتداد تلك الصلة خلال فترة ثلاثين عاما (1958-1988)فى سعيى لآكساب قدرمن تلك المهارات لمن سعدت بالوقوف امامهم فى حجرات الدراسة فى مراحل تعليمية تعددت عبرمسيرتى فى مجال التعليم..معلّما فى مدارس الذكور والاناث..تلاميذ مرحلة متوسطة وطلاب وطالبات مدارس ثانوية ودارسى ودارسات تعليم اضافى الى جانب برالمة فى أداب جامعة الخرطوم من الجنسين..الآ اننى لا ادّعى على الاطلاق انى قد سبرت اغوارها اوكنت من دهاقنة معلميها من رفاق دربى عبر السنين.. ولآ اجرؤ على مقارنة نفسى بالكثيرين منهم.. رحم الله من انتقل الى رحاب ربه من اساتذتى الكبارورفاق دربى الاخيار..فى مقدمتهم الاخوين العزيزين الراحلين مصطفى عبد الماجد وعثمان حسن احمد ومد الله فى ايام الدكتورمصطفى صالح عبدالمجيد وصلاح الدين الكارب ومتّعهما بالمزيد من الصحة والعافية اللذين كان لهما السبق والقِدح المعلّى فى اعداد وتدريب معلمي اللغة الانجليزية فى بخت الرضا وكليات التربية المختلفة..لآ اود ان اخوض بالتفصيل فى مسارى مع اللغة الانجليزية فى هذا السياق ساتركه الى سياق آخر..اذ انى مَعنِىّ هنا بتذكار شىء من سيرة من سعد طلاب الصرح العظيم - وادى سيدنا بالجلوس امامهم فيه من المعلمين الذين نجحوا فى مساعيهم لاكسابهم مهارات تلك اللغة مما مكّنهم من مواصلة دراساتهم فى مؤسسات التعليم الاعلى..بشتى انواعها وانماطها وتقلّدوا اعلى المناصب وارفع المواقع من بعد.. ويبقى فى الارض ما ينفع الناس.. وعود على بدء اليكم ما كان من امرشعبة اللغة الانجليزية فى مدرسة وادى سيدنا التى برزت من قرابها منطلقة من كلية غوردون فى يناير1946 الى نوفمبر1967 حينما غادرتها الى جامعة الخرطوم قُبيل افول نجمها فى عام 1969.
*بعد انتصارقوات لورد كتشنرعلى قوات المهدية بدا عهد جديد فى مسارالحكم فى السودان..وتم بناء كلية غوردون واصبحت اساس الاعداد لكوادرالمعاونين والمنفذين سياسات النظام الادارى الجديد.. وبما ان البريطانيين المتولين ادارة البلاد كانوا من غيرالناطقين بالعربية كان لا بد ان يكون السودانيون الذين تتم الأستعانة بخدماتهم فى الوطائف الدنيا ملمين باللغة الانجليزية الى مستوى يمكنهم من التفاهم والتفاعل مع رؤسائهم من البريطانيين لتسييردفة ادارة البلاد..الامر الذى حتّم ان يكون تدريس كل المواد الدراسية فى كلية غوردون (فيما عدا مما تواصل من تدريس اللغة العربية)بطبيعة الحال بالانجليزية تحقيقا لسياسة انشاء اداة ادارية متعلمة متمكنة من ناصية لغة الحاكمين فتم فتح عدد من المدارس فى عدد محدود من المدن واتخذ الانجليز سياسة تدريس لغتهم الانجليزية كلغة اجنبية (وليس كلغة ثانية) مؤجّلين تدريس مبادئها الى المرحلة الوسطى التى اطلق عليها "الابتدائى" تمتد لآربع سنوات) وهى المرحلة التى تعقب الاولية تمتد اربع سنوات جيث يتعلم التلاميذ لغتهم الى مستوى معقول قراءة وكتابة وفهما وتعبيرا مع مبادىء الحساب وخليط من المعارف والمعلومات عُرفت فى سوابق الازمان بأسم "الاشيا"( قليل من الجغرافيا المحليه وشىء من السيرة النبوية وقدر من المعلومات العتمة عن المدينة والمديرية التى يعيشون فيها ونظام الحكم فيها..من بعد مرحلة التعليم الاوسط(الابتدائى) يتم الحاق القِلّة من الناجحين بالقسم الثانوى فى كلية غوردون (الذى سمّىَ "التجهيزى") حيث يتواصل تدريس اللغة الانجليزية كمادة قائمة بذاتها مع المواد الاخرى (باللغة الانجليزية) تجهيزا واعدادا لصغار المستخدَمين فى الحكومة لشغل الوظائف الدنيا من ماسكى الدفاترالحسابيه والطابعين على آلآت الطباعة الانجليزية مع المحافظة على سرية تلك الرسائل والمكاتبات.. وتواصل تدريس اللغة الانجليزية كمادة قائمة بذاتها بين الموادالدراسة الاخرى التى استمرت اللغة الانجليزية وسيلة لتدريسها الى عام 1966 تلقينا لقواعدها النحوية وقراءة ما يتوفرمن كتب وتدريا على الكتابة على يد معلمين اكفاء ا فى قدرمحدود من مشاركة الطلاب يختلف مداها من معلّم الى آخر..وفق منهاج وتوجيهات تدريسها فى المدارس الوسطى التى تولى معهد التربية فى بخت الرضا بعد قيامه فى عام 1934 اصدارها ومتابعة تنفيذها... اما فى المرحلة الثانوية فقد ارتبط تدريس اللغة الانجليزية بامتحان شهادة كيمبريدج منذ عام 1938 حينما جلس طلاب السنة النهائية فى كلية غوردون لأول مرّة لذلك الامتحان.
*بطبيعة الحال كان تدريس اللغة الانجليزية يتم فى كلية غوردون على ايدى "اهلها"من المعلمين الانكليز وقلّة من السودانيين الاوائل من خريجى الكلية الذين تفوقوا فى تعلّمها وتدريسها نذكر منهم المرحومين فى الفردوس الاعلى. معلّمى الاجيال احمد محمد صالح وصالح بحيرى وعوض ساتى وعبد الفتاح المغربى والبشريين.. بشرى عبالرحمن صغيّر وبشرى عبدالرحمن المقبول وغيرهم من التابعين من الاجيال فى لواحق من الازمان سيأتى تذكارهم حسب مقتضيات حديثنا عن اللغة الانجليزية فى صرح وادى سيدناالعملاق و ظلت اللغة الانجليزية اللغة الرسمية فى الدواوين الحكومية الى ان تم استقلال البلاد فى عام 1956حينما حلّت اللغة العربية مكانها فى مكاتب الدولة بحسبان السودان دولة عربية يجب استخدام اللغة العربية بدلا من لغة المستعمر. ومهما يكن من امر السياسة اللغوية التى سارت عليها الادارة البريطانية فى السودان فقد ظلت على ما هى عليه يتواصل تدريسها كلغة اجنبية لا لغة ثانية - كمادة قائمة بذاتها فى المرحلة الوسطى ..اما فى المرحلة الثانوية وما بعدها فقد تواصل تدريسها كمادة قائمة بذاتها(اختيارية للراغبين فى مواصلة دراستها تخصصا وسبرا لاغوارها فيما بعد المرحلة الثانوية) ولكنها فى ذات الوقت كانت اداة تدريس المواد الاخرى ىالثانوية (الى ان تم اقرار سياسة التعريب واصبحت واقعا فى عام 1966) وفى المدارس العاليه التابعة لكلية غوردون التذكارية الى كانت ما سُمّيت بثورة التعليم العالى وتطبيق سياسة التعريب فى مؤسسات التعليم العالى. كان الهدف الاساسى من تدريس اللغة الانجليزية فى المدارس الثانوية هو تمكين الطلاب بنهاية السنة الرابعة والاخيرة من الحصول على درجة النجاح فهو الشرط الاساسى لنيل الطلاب شهادة كيمبريدج بين اعوام (1938 و1956) والشهادة السودانية من بعد ذلك الى حين الغاء شرط النجاح فى اللغة الانجليزية للحصول على الشهادة فى عام 1970 عندما اصبح النجاح فى اللغة العربية هوالشرط اللازم..مما ادّى الى التركيزعلى تدريس اللغة العربية دون ان تفقد الانجليزية كثيرا من اهتمام ادارات التعليم والمعلمين بامرتدريسها والطلاب على اكتساب مهاراتها الى حين .. بحسبانها لا تزال هى لغة التدريس فى الجامعات والمعاهد العليا التى يهدف الطلاب للالتحاق بها الى ان كان زمان "اعادة صياغة الانسان السودانى" وتخفيض سنوات السلم التعليمى الى احد عشرعاما وفرض اللغة العربية على الجامعات لتتخذها اداة للتدريس فيها بل وتدريسها لطلاب جميع التخصصات (على سبيل المثال فُرِض على طلآب وطالبات كلية الطب البيطرى دراسة ما جاء به الخليل بن احمد الفراهيدى من قواعد نحوية وتدريس الفية ابن مالك لطلاب الدراسات الادبيه) وبالتالى تم تخفيض عدد الساعات الاسبوعية لتدريس الانجليزية بقرار وزارى اصدره احد وزراء التربية الذى طالب باقرار الدولة تدريس اللغات الافريقية - الهوسا والسواحيلية كمثال والماليزية ربما لمزيد من اِحكام الربط بين السودان وماليزيا..الامر الذى ادى الى تدنى مريع فى مستوبات طلاب السودان فى اللغة الانجليزيه ولم يعد خريجو الجامعات فى الانجليزية وحصيلتهم من مهاراتها ارفع مستوى من تلاميذ المدارس الوسطى فى سوابق الازمان.
*عند انتقال طلاب وادى سيدنا من كلية غوردون الى صرحهم الجديد فى يناير 1946 صحبهم نفر من معلميهم البريطانيين وقِلّة من السودانيين لا يتعدّون اصابع اليد الواحدة.. رحمة الله عليهم فى اعلى عليين..ليت الاحياء من طلآب ذلك الزمان يتكرّمون بالافادة عمن كانوا يدرّسونهم الانجليزية من السودانيين الذين انتقلوا الى وادى سيدنا بخلاف الاستاذ الراحل بشرى عبد الرحمن صغيّر الذى ظل يتدرج فى وطائف وزارة المعارف الى ان انتقل الى بريطانيا ملحقا ثقافيا ومراقبا او مشرفا على شؤون المبتعثين فيها ثم ناظرا لمدرسة خورطقت خلفا للاستاذ عبد الحليم على طه بين اعوام 1954-1958 الى ان تقاعد بالمعاش فى وظيفة مساعد وكيل وزارة التربية والتعليم.. كما عمل فى الصرحين الكبيرين. كلية غوردون ووادى سيدنا لاحقا ولسنين عددا معلّما للانجليزية الاستاذ الدرديرى عثمان الصائم.. رحمه الله فى اعلى عليين. كان على رأس مصفوفة القادمين من الكلية من معلمى الانجليزية البريطانيين المستر ج.أ. برايت الذى ذاع صيته فى السودان وخارجه وظل يقود معلمى لغة بلاده فى الصرح الكبير وفى معهد التربية فى بخت الرضا معلما ومدرّبا للمعلمين فيه فضلا عن توليه وضع مقررات ومراشد تدريسها عبرالسنين. وظل البريطانيون يتوافدون على وادى سيدنا يعلّمون الانجليزية وغيرها من المواد طوال السنين كان من بينهم..حسب افادة بعض الخريجين ..فلوكهارت..وبوذويل..وصوكينز..وقراوس وجون ميلن وايان ستيوارت وكان فى نهاية المطاف برايان ديفزالذى وضع حدا لحياته بنفسه فى اخريات ايام وادى سيدنا فى مسارها المدنى.. وكان من معلمى الانجليزية من الاجانب عصام شاهين الفلسطينى الجنسية. من السودانيين المخضرمين الذين اعطوا وبذلوا فى مجال تدريس الانجليزية فى وادى سيدنا فى فترات متقطعة الاساتذة الكرام.. احمد عبدالله سامى الذى جلسنا اليه نحن طلاب علم فى عامنا الثالث فى حنتوب يعلمنا الانجليزية ولكنه آثر تدريس اللغة العربية فى زمان لاحق قبل وبعد حصوله على درجة الدكتوراه فى الادب العربى... مثلما كان بين دهاقنة معلمى الانجليزية فى الوادى الاخضروفلا غيرها من المدارس الاستاذ احمد اسماعيل النضيف ولفترة لم تمتد طويلا فى وادى سيدنا عمل الاستاذ مبارك احمد سالم قبل انتقاله الى حنتوب..كما كان لطلاب وادى سيدنا نصيب وافر من عطاء وبذل الاستاذ محمد المكاوى مصطفى قبل هجرانه التعليم الى مجال الاقتصاد والتجارة وادارة الاعمال والاستوزارفى حكومات اكتوبر ومايو.
*جئت وادى سيدنا منتقلا من الخورالخصيب فى يوليو965 لألتقى بمن سبقونى اليها وسعدت بزمالتهم من رفاق درب كرام . وجدت الاستاذ العظيم النورعثمان المتمكن من ناصية الانجليزية والعربية شعرا ونثرا..(رحمة الله عليه فى الفردوس الاعلى) بين نفر من السودانيين يقودهم المسترجون ميلن الذى لم يبق بيننا طويلا فى وادى سيدنا بعد تقاعد الاستاذ خالد موسى وتولى الاستاذ محمد ابوبكر مقاليد قيادة العملية التربوية..جون ميلن لم يبق حتى فى السودان بحجة انه كما ظل يقول ويردد "يستحيل العمل مع اى ناظر مدرسة بعد خالد موسى".. كان من بين تلك المنظومة..نفر من شباب المعلمين..الاستاذ بابكرادريس الحبر ورفيقه على خالد مضوى الشقبق الاصغر للاستاذين المرحومين عمرالذى عمل زمانا فى المرحلة الوسط بعد تخرجه فى حنتوب بين رفاقه خريجى الدفعة الخامسة فى ديسمبر1950 وابى بكر خالد الكاتب والاديب المعروف بين جماعة الادب السودانى (عليهما الرحمة) والزعيم الاسلامى الشهيرالقانونى المصادم عثمان خالد مضوى. كما سبقنى الى الوادى الاخضرالاستاذ محمد ابراهيم احمد وجاء من بعدى وتواصل عملنا سويا كل من الاستاذ المتمكن نصرابوضامر وانورمحمود حسنين ومحمد ميرغنى خيرى (رحمة الله عليهم اجمعين فى الفردوس الاعلى).. وتواصلت عمليات الاحلال والابدال فى شعبة اللغة الانجليزية بقدوم الاستاذ احمد محمد بدرى الرياضى المطبوع وفاروق قبانى.وغيرهم كثر. كلهم حملوا الامانة فى تجرد ونكران ذات وفى تعاون ووفاق انعكس على ما احرزه طلآب الصرح الكبير فى تلك الأواخرمن سنوات عمره من نجاحات مضطردة فى اللغة الانجليزية وفى غيرها من المواد..هل من مُدّكرمن طلاب السنة الرابعه.الجالسين لامتحان الشهاده فى تلك الاواخرمن سنوات الصرح الكبيرمن امرنتائج الطلاب فى امتحانت اللغة الانجليزية اوفى غيرها من المواد وكيف كانت الثقة تتوفرفى الشهادة السودانية مراقبة وادارة فى تلك الازمان.
*منهاج اللغة الانجليزية فى ثانويات تلك الازمنه ظل يتبع ما ياتى فى ورقتى اسئلة اللغة الانجليزية من نظام امتحانات شهادات كيمبريدج البريطانيه منذ ان كان التحاق كلية غوردون بجامعة لندن وجلوس طلاب قسمها الثانوى لذلك الامتحان فى عام 1938. يشتمل الامتحان – (وبالتالى يقوم مقررالمادة التى يتدرب عليها الطلاب فى عامهم الاخير ويفترض ان ينبنى على تراكم ما ظلوا يكتسبونه من مهارات خلال سنوات دراستهم الثلاث الاولى)- فى مجمله على القراءة بغرض الفهم والاستيعاب والاجابة عن اسئلة تبين مدى استيعاب الطلاب وفهمهم محتوى المادة المقروء.وكتابة ملخّص لآجزاء من تلك المادة او لقطعة نثرية اخرى فضلاعن التعبيرتحريرا بكتابة موضوع انشائى (اصبحا موضوعين فى لاحق من الازمان)ليصارالى مزيد من تدريب الطلاب لآتقان تلك المهارات جميعا فى العام الاخيرتركيزاعلى التعبيرتحريرا بكتابة موضوع انشائى كل اسوعين..وصفا او رسائل شخصية او رسمية اوابداء رأى فى امر من الامور.فضلاعن قراءة نص نثرى لاستيعاب مكوناته والتمكن من استخلاص الافكارالرئيسية الواردة فيه واعادة صياغتها دون الجنوح الى استخدام كلمات النّص الاصلى الى جانب الاجابة عن بعض تطبيقات لقواعد اللغة النحوية التى تختلف وتتنوع من عام الى آخر.. هذا ما كان من الجانب اللغوى الذى كان بطبيعة اجباريا على كل الجالسين للامتحان بهدف الحصول على شاهدة كيمبريدج او الشهادة السودانية لاحقا.....
*ورغم ان الادب الانجليزى كان مادة قائمة بذاتها ويمكن الجلوس لأمتحانها اختياريا الآ انه كان يتم تدريسها لكل الطلاب خلال العام الدراسى لما فيها من تعزيز وتقوية لمهارات اللغة نفسها لدى الطلاب.. وجرى النظام على اتاحة الفرصة لأعضاء شعبة اللغة الانجليزية جميعهم – المختارين لتدريس طلاب الشهادة الثانويه وغيرهم – للمشاركة فى آختيارثلاثة كتب (مسرحتين وقصّة) من بين مصفوفة كتب الادب التى تاتى اسماؤها من من نظام امتحانات كيمبريدج سابقا او من مفتش اللغة الانجليزىة فى رئاسة الوزارة لاحقا بعد التشاورمع رئيس قسم اللغة الانجليزية وبعض اساتذتها فى جامعة الخرطوم الذين كان يشارك بعضهم فى تصحيح اوراق احابات الطلاب مثلما يشارك كبيرهم – رئيس القسم فى اجتماعات تقويم نتيجة الاداء الطلابى فى نهاية المطاف. وظل العديد من مسرحيات شكسبير- لفترة طويلة من الزمان– مكبث وتاجرالبندقية وعُطيل وريتشارد الثالث مثلما كانت روايات جورج برنارد شو وقولز ويرذى تحتل الصدارة بين مصفوفة كتب الادب الانجليزى المختارة من عام الى أخر.. الجديربالذكرفان رواية مكبث كان لها حضور واسع المرتكزات منذ بدايات جلوس طلاب القسم الثانوى فى كلية غوردون لأمتحان الادب بين مواد امتحانات شهادة كيمبريدج وتواصل اختيارها عبرالسنين الى ان هل عام 1969 الذى كان آخر سنة تم فيها اختيار احدى روائع شكسبير(تاجر البندقية) من بين الروايات المختارة فى معظم مدارس السودان...
*الحديث عن رواية مكبيث يطول..شاهدت عن كثب تدريب طلاب حنتوب على تمثيلها وسعدت بمشاهدتهم يجسدون شخوصها واحداثها ممثلة على مسرح الصرح العظيم وقمت بدراستها بين كتب الادب الانجليزى التى كان مقررا علينا دراستها فى فى جامعة الخرطوم مثلما قمت بتدريسها ثلاث سنوات متتالية فى لاحق من الزمان. كانت مسرحية مكبيث مقررا تدريسها لطلاب - حنتوب ووادى سيدنا - واداء الامتحان فى نهاية عامهم الدراسى فى ديسمبر1949 حينما كنا برالمة حنتوب حيث سعدنا بمشاهدة اداء رفاقنا الكبار مُجسِّدين احداثها على مسرح حنتوب فى امسية فريدة لآ تزال و ما تنفكّ ذكراها عالقة فى قلوب ووجدان حنتوبيي ذلك الزمان .. وكانها(قريب يوم داك وما طوّل) بالامس القريب.. كنا على صلة وثيقة بتلك المسرحية قبلعرضها فى الامسية الختامية فقد كنا نسترق السمع الى ممثليها كل مساء وهم يجرون تدريباتهم لتمثيلها "ريهيرسلز" تحت اشراف المستر "ويتفيلد" على مسرح المدرسة المجاورلقاعة الاجتماعات والامتحانات التى تتوسط مبانى الصرح العظيم. وكانت القاعة فى تلك السنة مقرأ لفصلنا "اولى كولمبس" شرقيها وتالته "ماجلان" غربيها . لن انسى ما كان ينتاب الفة الفصل من قلق بما كنا نحدثه من فوضى داخل الفصل اثناء الفترة الثانية من المذاكرة المسائية حالما يتجمع ممثلو المسرحية من طلاب السنة الرابعة على المسرح لآداء ال "ريهيرسل" وطوال فترة التدرب على التمثيل على المسرح.. بطبيعة الحال كان مطلوبا من"الالفة" حفظ النظام واستتبابه ..ولكنا كنا نغادرمقاعدنا ونتزاحم امام النوافذ المطلّة على المسرح نشهد تمثيل المبدع..عبدالله ابوعاقله (حفظه الله ومتّعه بالمزيد من الصحة والعافية)ونسعد بسماع صوته وهو يتجلى مؤديا دوربطل الرواية "القائد المنتصر مكبيث" وقد تالّق وتفوق على نفسه وهو يقود رفاقه فى الليلة الختامية مما جعل المستربريدن – مدير مديرية النيل الازرق - لا يتمالك نفسه فى نهاية اداء المجموعة اذ حالما اضيئت الانوار- شهدناه يكاد يطيرالى اعلى المسرح يتبعه محافظ مشروع الجزيره والمسترلورنزن(مدير اسبتالية ودمدنى)والمستربراوان وغيرهم من المدعويين وظلوا يشدون على ايدى الممثلين فردا فردا بينما توارى واحتجب عائدا الى مكتب اللغة الانجليزية المسترويتفيلد المشرف على اخراج المسرحية وتدريب طلابه على اداء ادوارهم لشهورمتعدده..
* وكيف لنا ان ننسى الرشيد عثمان الذى شخّص دور(ليدى مكبيث) والسرخوجلى فى دور (بانكو – رفيق مكبيث) ومحى الدين موسى متقمصا شخصية (مكدف الذى قتل مكبيث فى نهاية المسرحية)وبابكرعلى التوم وبابكرسليم ومحمد الحسن الفاضل الشهير ب"حَزمَر" (فى دور الساحرات الثلاث) رحمة الله عليهم اجمعين فى اعلى عليين..اشهد الله انى لآ ازال اهتزطربا كلما طافت ذكرى تلك الايام وهى تتجدد عبرالزمان.. عندما جئنا جامعة الخرطوم عام 1954 كانت مسرحية "مكبيث" احدى كتب الادب الانجليزى المقررعلينا دراستها فى ذلك العام..مثلما كان على شخصى الضعيف تدريسها لطلاب فصل رابعه "الخيّام" الجالسين لآمتحانات الشهادة السودانية فى مارس1965مع الكتب المقررة الاخرى فى الخورالخصيب مثلما قمت بتدريسها تطوعا لطلاب السنة الثالثه "غزالى" فى خورطقت فى الاشهرالثلاثة الاخيرة من ذلك العام الدراسى 1964-1965استجابة لطلب نفركريم منهم (كسبا للوقت فى عامهم الدراسى المقبل الذى كانوا ينتظرون مواصلتى معهم المشوارفى عامهم الاخيرولكنى غادرت الخورالخصيب فى نهاية العام الدراسى الى الوادى الاخضرحيث شاءت ارادة الغالبه ان اجد شعبة الانجليزية فيه قد وقع اختيارها على رواية مكبيث لتكون احد الكتب المطلوب تدريسها فى ذلك العام الدراسى 1965 - 1966وكان علىّ مشاركة الاستاذ النورعثمان تدريسها للجالسين لآمتحان الادب الانجلبزى فى مارس 1966. كان من حسن حظ طلاب الخورالخصيب والوادى الاخضران كنت قد حصلت على اسطوانة جهاز"فونوغراف" كانت تحمل تسجيلا صوتيا لمسرحية- مكبث! اقتنيتها من احدى المكتبات فى مدينة لوس انجلوس الامريكية التى جئناها زائرين فى(مايو 1964)فى اواخرفترة ابتعاثنا فى الولايات المتحدة وعدت بها الى السودان وتمكنت من تشغيلها على جهاز فونوغراف عتيق اهدانى اياه الاخ الكريم رفيق الدرب وزميل الدراسة فى جامعة الخرطوم الادارى الذرب بخارى محمود.. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافية) وتمكنت من تسجيلها على شريط دائرى (ريل) من اشرطة مسجل اقتنيته فى الولايات المتحدة وصحبنى الى السودان. ودون ابلاغ الطلاب بامرالتسجيل حملت المسجل والشريط ذات نهار الى رابعه خيام بين "استغراش" الطلاب والمعلمين والعاملين فى الخورالخصيب ان كان طلاب "الخيّام" على موعد مع حفلة غنائية "يا ترى".. لم يصدق الطلاب اعينهم عند رؤية آلة التسجيل(ولآ اجزم ان كان بعضهم قد رآها من قبل وران الصمت المُطبِق بين الحاضرين وهم يستمعون الى تسجيل كامل للمسرحية! وكنت قد فرغت من تدريسها لهم! لا انسى ان الاخ الكريم الطالب حينها صلاح عبد الرحمن احمد عيسى طلب منى ان اسمح له بتسجيلها وقد فعل.. ليته لا يزال يحتفظ بذلك التسجيل تذكارا لأيام مضت لن ننسى ذكراها. آمل ان تصذق الآمال وتطول الآجال لنشرما تختزنه الذاكرة عن ذلك المكان الزاهى الجميل.
*وعودا الى وادى سيدنا ومثلما قام طلاب حنتوب بتمثيل رواية مكبيث فقد قامت ايضا نخبة من طلاب السنة النهائية فى الوادى الاخضر(عام 1949) بتمثيلها على مسرح المدرسة دعا المسترلانق - هيدماستر وادى سيدنا- لحضور ليلتها الختامية مدير مديرية الخرطوم وعددا من كبارالبريطانيين بما فيهم بطبيعة الحال المسترهيبرت مديرالمعارف ومديركلية الخرطوم الجامعية ووعددا غفيرا من المهتمين بالشأن التعليمى (لآ اجزم ان كان سيرجيمس روبرتسون ورفيقاه لِوى تشيك السكرتيرالمالى و كمينزالقضائى كانوا من المدعووين). حسبما علمت ان من قاموا بالتمثيل ابدعوا ايما ابداع وبزّوا انفسهم تألقا وحازوا على اعجاب الحاضرين.. ولكن كانت المفاجأة التى لم تخطرعلى بال اى من الضيوف اوالمعلمين ومعهم المسترلانق الذى ربما " كان آخرمن كان يعلم.". اذ حالما اُسدِلت الستارة فى نهاية العرض واعيد فتحها ووقف الممثلون مصطفين على المسرح ووقف المدعوون لتحيتهم واذا بالمكان من كل جوانبه يدوى " يسقط يسقط الاستعمار".عبارات ظل يرددها كل طلاب وادى سيدنا حينا من الزمن بين دهشة كل من كان بين ارجاء وادى سيدنا. واندلعت التظاهرة تجوب انحاء الصرح الكبير مما اضطر المدعووين للانسحاب عائدين الى العاصمة. بطبيعة الحال تم تعطيل الدراسة و اتخذت الاجراءات لترحيل الطلاب الى ذويهمفى صباح اليوم التالى. الغريب ان قائد الهتاف والتظاهره كان بطل المسرحيه !
*انه ماض كانت ايامه بكل المقاييس وافرة الاشراق..سعدنا والله بالعيش والدراسة والتدريس خلالها..وكنا نؤمل ان يمتد ذلك الزمان وتبقى(على اسوأ الظروف) ايامه الخوالى او ياتى الزمان باحسن وافضل واكثراشراقا منها ليجد التابعون من الاجيال فى ظل المستجدات والمستحدثات من الاجهزة والادوات التقنية تعليما ارفع مستوى وحياة افضل وتصبح كلمات اساذنا العزيز الراحل البروفسير سعد الدين " ذلك الماضى لنا.. منه تنساب المنى.. نحو سودان جديد" واقعا ملموسا مُعاشا! سودانا متماسك النسيج الاجتماعى .. يفيض اخاءا ومودة فى كل ارجائه.. وينعم اهله يحياة كريمة ونماء وتقدمّ تعليما وصحة وتواصلا..ولكن يا حسرة كلما اصبح صبح جديد يُضحِى كل ما مضى صدى ذكرى. "فواحرّى من الذكرى".
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.