في بداية الثمانينات والمملكة تعيش أوج الطفرة تم إستقدامنا من السودان للإلتحاق بشركة حديثة التأسيس والفكرة جديدة في المملكة وقديمة في معظم عواصم الدنيا الاخرى . الشركة هي ولأول مرة النقل الجماعي للمقيمين والمواطنين داخل المدن بخطوط تتفرع من وسط المدينة الكبرى إلى كل المدن الطرفية حولها . النظام اختطه الأمريكان ونفذه الأجانب من كل أنحاء البلدان الآسيوية والأفريقية عمالة وتشغيل وسائقين وإدارة وخلافه . بعد إستقرار الأمور وبدء إنطلاق الحافلات تم جلب مدير تشغيل أمريكي لم يكن له أي دور يذكر في حركة الحافلات أو الإشراف بالرغم من أن الوظيفة كانت مدير التشغيل بإمتيازات مهولة كإدارة عليا . وكان لزاماً أن يشغل نفسه بما يلهيها خلال ساعات الدوام فكان يختلق الاجتماعات والتي يستمع فيها لوجهة نظر الادارة الوسطى من فئة الموظفين والمسئولين الفعليين عن عمليات التشغيل بتكرار ممجوج والكل يعرف الغرض الخفي من وراء هذا التصرف. ثم ليشبع رغبته في برهان السيطرة وعلو كعب الوظيفة يمنح العطايا والحوافز ليداري له المحفزون سوءاته ويدعمونه وارتباط مصلحتهم الشخصية به تماماً . تم إعفاءه ذات يوم من منصبه ، وعلى غرار أحمد زكي في فيلم زوجة رجل مهم بعد أن تم تجريده من منصبه وامتيازاته استمر يمثل على جيرانه أنه ما زال القوي وذو النفوذ ، على غراره صاحبنا هذا عندما لم يجد من يسانده أو يبدى أسفه لذهابه قام بعمل حفلة وداع لنفسه دفع كل تكاليفها على حسابه الخاص ودعى لها الزملاء فيما يبدو وكأن التكريم كان بمبادرة من العاملين ونابعاً من أثر إفتقاده في مسيرة العمل المستقبلية . بل اشترى هدية لنفسه تم تسليمها في نهاية الحفل ووثَق للحفلة بالصور التذكارية التي كان يجر الناس جراً لأخذها معه وقد اختار من يلقى كلمة تعدد مآثره وانجازات هي أساساً بنيان من سبقوه وبذلك أرضى حاجة نفسية أو مرض نفسي أو حب العظمة أو إقناع الذات وإقناع الغير غصباً عنهم وقد إنبرى واحتلً منبر الخطابة ليروي النكات ويمجد في الذات. إذا كانت المقدمة طويلة بعض ما ولكن يستشف منها حال صاحبنا ذاك الشبيه بحال صاحبنا هذا الذي استقبل في منزله مع أجهزة الإعلام والتصوير مدام أو آنسة تدعي بصفة ممثلة لاعب مشهور ونادي مشهور وانطلت الخدعة على المعني ولا شك لم تنطلي على الحاشية والمطبلين والادارة الوسطى كما في مثالنا السابق ولكنه حكم المصالح والفائدة بعد دراسة نفسية المحتفى به . ثم الاحتفاء الثاني بإلباس بردعة ظهر رمز دولة ضاعت وضلت عنها مراكب العزة والكرامة هرع إليها المحتفى به وفي إعتقاده أنه ( أتته الخلافة منقادة تجرجر أذيالها ) وتم تسليط أربعة قنوات فضائية في بث مباشر في وقت كنا نأمل أن نرى رمز الدولة في بحور أمطار وسيول شملت الشرق والغرب والوسط وهو يأمر الوالي ويحاكمه و(يزرزه) لماذا الإخفاق كان في التنفيذ ، ثم ماذا بعد ، وأيضا عدد أربعة فضائيات في بث مباشر تنقل معالجة الولاة أو مغادرة الولاية . أخيراً لماذا لم نرَ أي رئيس دولة أفريقية في حفل التكريم ولا حتى رئيس دولة أثيوبيا بلد التكريم ؟؟!! [email protected]