وصلت رسالة العصيان الى الطاغية ونظامه غير الشرعي: شعبنا يريد الحياة ولا بد أن يستجيب له القدر. شعبنا عصيّ على التدجين، شعبنا المعلم يصبر طويلا لكنه لا يستسلم. شعبنا صبر على ذُل ثلاثة عقود، جرّب فيها الناقصون المُضلِلون كل فنون الاخصاء والاخضاع. دمّروا كل شئ، لأنهم كانوا يعرفون أن الشعب الذي فجّر ثورتين عظيمتين بدافع إستعادة الحرية، لا يمكنه أن يخضع لمجموعة من شذّاذ الافاق، فكان لابد من حرمان هذا الشعب من كل شئ وتدمير كل قيمه. حرموا المواطن من أبسط حقوقه في الحياة الكريمة، في الصحة والتعليم والعمل والأمن والعدالة. كل شئ أحتكروه لجماعتهم، باعوا لهم مؤسسات وطننا ومشاريعه الرائدة العظيمة التي شادها شعبنا من عرقه ودمه. كل فرص العمل احتكروها لمنسوبيهم. التعليم والعلاج صار قصرا على الاغنياء، ولا أغنياء غيرهم وسدنتهم! يبيعون وطننا، ويشنون الحروب على شعبنا، لا يهمهم أن يتشرذم وطننا، المهم أن يبق حزبهم في السلطة. كل حكوماتنا الوطنية منذ الاستقلال كانت تخشى من المسئولية التاريخية، كانوا يتركون السلطة للعسكر حين تعييهم حيل حلول أزمة الجنوب، حتى لا يرتبط انفصال جزء من بلادنا بإسمهم. إلاّ أهل الانقاذ، لا تهمهم المسئولية، ولا يعنيهم التاريخ، ليذهب الوطن الى الجحيم، وليبق الكرسي! ألم يقل رأس النظام، خدعتنا أمريكا، فصلنا الجنوب ولم ترض عنا! أليست هذه هي الخيانة العظمى نفسها! يساوم بوطن من اجل الرضى! رضى أمريكا التي صدّعوا رأسنا (بكواريك) أمريكا وروسيا قد دنا عذابها! عذابنا وعذاب وطننا هو الذي (كان) قد دناّ يتشبسون بالكرسي كأنّ أرواحهم معلّقة فيه، ثم ينشدون دون حياء: لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء! الحكم ليس تشريفا، قصر جمهوري جديد، وبساط أحمر، وحرس شرف، وأنواط ونياشين! وبدلات اسفار وملابس، الحكم مسئولية، من لا يستطيع ان يحترم حرية شعبنا، من لا يستطيع أن يقدم لشبابنا التعليم الجيد الذي ترعاه الدولة والمؤسسات الصحية التي تقدم الخدمة لكل المواطنين، فليجلس في بيته ولن يطلب منه أحد شيئا. الحكم ليس تشريفا، حرس شرف وبساط احمر، على من يمشي على البساط الأحمر وهو ظالم لهذا الشعب أن يعرف أن بساطه الأحمر سينقلب الى بساط من نار، فذاكرة الشعب تختزن كل التجاوزات التي فاقت كل الحدود، وصبر الشعب لن يعني خضوعه وإستسلامه. الحكم تفان في خدمة الشعب، من لا يجد في نفسه الكفاءة ليصبح خادما لشعبه، فليجلس في بيته. وهناك صندوق الانتخابات الذي يتيح للمواطن أن يختار صاحب البرنامج الذي يلبي طموحه في حكومة تسانده وتحقق أمانيه في الأمن والتعليم والصحة والعلائق الخارجية المتوازنة التي لا تستعدي أحدا وتنطلق من حرصها على مصالح مواطنها. الحكم ليس ميزة إجتماعية يتباهى بها الناس، يكون آخر مشاقها أداء القسم: اقسم بالله أن .. وأن .. وأن أحترم الدستور! ثم لا يحترم شيئا، ينسى كل شئ مجرد أن يرفع كفّه من الكتاب: كتاب الله! لو كان يحترم شيئا، لما سطا على السلطة بالبندقية! ثم ظل جالسا ممسكا ببندقية موجهة نحو صدورنا حتى الرمق الأخير. ألم يكفل الدستور حقوق الناس الاساسية وحقهم في التعبير عن آرائهم؟. فلم تُصادر الصحف اذن ويُضرب الشباب الذين يطالبون بحقوقهم بالرصاص في الشوارع! لم يتظاهر المرضى في الشوارع طلبا لحبة دواء ومحلول غسيل للكلى ودواء للسرطان، لم يموت الأطفال من سوء التغذية ولا يذهبون للمدارس؟ لم ترفض المستشفيات غستقبال المرضى من الفقراء؟ بينما تذهب أموال وطننا الى بنوك ماليزيا وما يفيض منها يذهب لبناء مستشفى في جيبوتي! وارسال حجاج أوغندين الى بيت الله! وسيّارات للاعبين من مصر! الحكم ليس تشريفا، تمد في حضوره الابسطة وتنعقد (صيوانات) المهنئين، وحين (يطير) المنصب، تنعقد صيوانات العزاء. الحكم: عدالة كاملة، يتساوى أمام الحاكم كل الشعب، بضمان قانون يساوي الحاكم نفسه بكل فرد في الشعب، عدالة لا تقبل أية مساومات، لا تقبل التفرقة بين مواطن وآخر باعتبار أن احدهم من أهل الولاء! وصلت الرسالة الى الطاغية (الذي يعرفها مثل جوع بطنه) ونظامه غير الشرعي: شعبنا يريد الحياة ولا بد أن يستجيب له القدر. رسالة الشعب وصلت اليهم منذ سنوات، منذ أن باتت اكذوبة الانقاذ واضحة، أنّ هذه العصابة أتت فعلا للانقاذ: إنقاذ أنفسهم وتدمير الوطن. https://www.facebook.com/ortoot?ref=aymt_homepage_panel [email protected]