اذا كانت حكومتنا الكريمة في حد ذاتها تحتفي بالدجل والشعوذة وترقي من مراتب الطوطم والكجور .. وترفع من قدر الافاكين والسحرة وتعلي شأن الملفقون وتعظم الخرّاص .. لم يتبق امام الشعب المطحون سوى العرضة الرقصة .. قال ابن التعاويذي .. اذا كان رب البيت بالدف ضاربا** فشيمة اهل البيت كلهم الرقص ايها السادة للحكومة فكي تعرفه العامة والسابلة له نظارات سوداء كبيرة وعمامة فريدة (اللفة) يسمي بله الغائب .. وبلة هذا ينطبق عليه تماما المثل القائل ( يحلنا ال حل بلة ) .. فقد (انحل) عن الفقر والمعوذة والفاقة .. و اصبح من اصحاب الحظوة والجناب العالي .. فهو الفكي الاول للحكومة .. يضرب الرجل الرمل ويرمي الودع ليحدد ايام البشير في الحكم .. والرسول الكريم نفسه لا يعلم الغيب (لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) وبلة يزعم انه يعلم الغيب والمخفي .. ودونكم ما يزعم من نبوءات فاشلة يلقيها على الرجرجة والدهماء .. فهو صديق الجن العلوي - هكذا يقول عن نفسه - تفرد له صفحات الجرائد الاولي والمانشيتات العريضة .. ويتكلم في التلفزيون والنت .. ويزعم ان الجن كما علبة الاوان منه الاحمر والاصفر و..و..و .. وسكوت رجال الانقاذ الشداد الغلاظ يستشف منه الرضا و التسليم والموافقة كما في مشورة الفتاة عند الزواج .. يكفي ما قاله بلة الغائب زعيم الكجور الاول في السودان ورئيس رابطة المنجمين السودانيين أتعامل مع الجن (العلوي) وهو صديق ويخدمني كثيرا.. بل تمادى اكثر وفضح اهل ملته اهل الانقاذ الاتقياء الانقياء الذين رفعوه وقربوه نجيا .. حيث قال إن عددا من الوزراء والولاة استعانوا بالسحر للاستمرار في مناصبهم في حكومة الخرطوم وأكد أنه يعرفهم بالاسماء لكنه رفض الكشف عنهم .. مما يؤكد ان لهذه الدولة الرشيدة الظافرة اليد الطولى في نشر ثقافة الدجل والشعوذة على ربوع وتخوم البلاد .. القصة الشهيرة لفتاة الدويم مع الفكي الدجال (ن ه) الذي منحه فيما بعد رئيسنا الرشيد صاحب الراي السديد حصانة ضد الحكم القضائي .. القضية حدثت قبل سنين خلت كانت قضية راي عام .. حيث اغتصب هذا المجرم الطالبة الجامعية ( ر.ح ) بجامعة بخت الرضا بعد ان قام بتخديرها ..وفي جميع درجات المحاكم تمت ادانة الجاني بما فيها المحكمة الدستورية واوقعت عليه عقوبة السجن عشرة سنوات .. ولم يتبق اما هذا المجرم سوى دخول السجن صاغرا ذليلا .. فاذا الفرج يأتيه من رئيسنا المغوار الذي تجاوز احكام القضاء واصدر عفوا عن الشيخ المغتصب بموجب القرار الجمهورى رقم 206/2013 .. لاحظوا ايها السادة هذا الرئيس المبجل من الواجب ان يكون اكثر حدبا على تطبيق القانون بدلا عن خرقه .. فاذا به ياخذ معوله الهدم ليضرب العدالة في مقتل .. بالله عليكم كيف يكون شعور الضحية وهي تري مغتصبها حر طليق كم من القهر والالم والمعاناة التى تحسها وتدركها .. سادتي كان سلطاننا العظيم اندريا فرج الله عدالة تمشي على الارض .. يمسح بهؤلاء الدجالون الارض دون خوف او وجل ويجعل مرتعهم خلف القطبان ويذيقهم ألم التوبيخ والغرامة والجلد .. فجوبا وقتها من اقصاها الى اقصاها لم يكن فيها سوي دجال واحد اسمه ابورتكا الكنغولي .. سرح بي خيالي ان سلطان اندريا هو من اصدر الحكم على دجال الدويم .. ومنحه عشرة سنوات سجن .. ثم يلغي رئيسنا الباسل قراره ببساطة وبجرة قلم .. اتدرون ماذا سيفعل سلطاننا المهيب .. حتما سيامر حرسه الخاص (الشركلجية) بضرب هذه الدجال الف جلدة ثم يقول له بسخريته المعهوده وبانفه الشامخ العزيز وبروحه الطيبة : اذهب الى رئيس الجمهورية واستأنف هذه الجلدات .. هذا كان يتعامل السلطان الجليل مع الاستئنافات والقرارات التى تنقص من العدالة .. يا ايها الناس .. حتي في مجال الرياضه التى لم نفلح فيها غير مرتين على النطاق القاري.. تعج ايضا بالكواديك وتضج بالشعوذة وتفيض بالاناطين .. ومن اجمل القصص المسرودة التى تبين بؤس الحال .. ما قاله ابو عنجة حيث يحكي بعامية بسيطة (وبعد طردى جو اعمامك اثنين لابسين سبح النوع ابو 1000حبه .. وانا الشمار كاتلني .. قلت اشوف الجماعه ديل حا يعملوا شنو.. يازول جماعتك ولعوا بخور .. وجابو مويه فى جردل .. وقعدوا يعملو حركات ويسبحوا .. وخلوا كل اللعيبه يشربوا من المويه .. وبعدها جابوا كم لاعب قالوا غسلوا رجولهم من نفس المويه .. وحارس المرمى كبوا باقى جردل المويه فى راسه .. المهم يازول جماعتك بعدها عملوا اجتماع للاعبين وادوهم ليك نشرات وحماس شديد .. وطبعا بعد داك جماعتك اتغلبوا 4 صفر) .. بعد هذا ايها السادة هل عرفنا سر تدهورنا الرياضي وتقهقرنا الكروي ؟ .. طبيعة العمل الذي امارسه جعلتني ألتمس ما كان مخفيا عني ومحجوبا عن كثير منكم .. لم اتصور في يوم ما ان السودان يعد واحد من اعظم الدول التى يفد اليها سياح العلاج الروحاني .. الحقيقة ان السودان يتبوأ الدرجة الاولي في سياحة الدجل والهرطقة .. ولكن ما لمسته خلال عام كامل اذهلني وجعلني اعقد حاجب الدهشة والتعجب .. التقيت بعدد من الخليجيين الذين جاؤا الى بلادنا الطاهرة من اجل العلاج على يد شيخ او ما يعرف بالفكي (حاشية خارج الموضوع قليلا .. احد الظرفاء علق على صفحتي في الفيس بوك وذكر ان جمع كلمة فكي هي فاكوه) .. وهناك واحد من الشيوخ المشهورين لدى القادمون من بلاد الثراء العريض (السعودية) .. يُعرف هذا المعالج بالشيخ الخناق فهو يستخدم القراءة والخنق معا في علاج المريض ..فانا اعرف خليجي دفع 20 الف جنيه جديد من اجل العلاج عنده .. فهذا الخليجي يمتدح بزهو تفوقنا علي المغرب في هذا المضمار .. سبحان الله رزق هؤلاء الدجالين الهبل علي السياح المجانين .. ايها السادة جاء في تقرير نشرته جريدة اخر لحظة منسوب لوزارة الصحة تكشف فيه عن وجود 1230 عشاباً بالخرطوم منهم 472 عطارين و397 فكياً و57 شيخة زار.. نكرر 1230 يمارسون الطب التقليدي اي العدد ربما اعلى بكثير من عدد الاطباء اصحاب المهنة الحقيقيين .. اعزائي .. عندما تجوط المفاهيم وتختل القيم .. ويتحالف الدجال والعفريت والكذاب .. وعندما تكون البلد يدا واحدة جميعها من وزيرها الى خفيرها تجري وراء السحرة واصحاب الكواديك وراقصات الزأر .. عندما ترتفع قيمة العلاج البلدي على حساب العلاج الطبي .. وتظهر العوارض التافهة المفاهيم المتدنية ان الطبيب لا يساوي ثمن حبر روشتة الدواء التى يكتبها .. عندها يصبح الطبيب طفاية سيجار .. وأداة للضرب واللكم والشتم .. ولحظتها يصير ضرب الطبيب ألذ من الزبيب .. فما علينا سوى ان نضع شواهد القبور على عيادات اطباؤنا العظماء الذين افنوا زهرة شبابهم وهم يصارعون الحروف في كتبهم الخالدة من اجل تقديم خدمات طبية سوية للمواطن البائس الفقير .. [email protected]