استوقفنى عنوان ( امرأة بلا قيود ) للزميلة المتميزة الاستاذة محاسن احمد عبدالله بالغراء ( السودانى ) ... وحقيقة اكثر ماشدنى فى العنوان انتقائها للمفردة ( بلا قيود ) بحرفية متناهية وثقة كبيرة تعزز فكرة كونها كاتبة حداثية مسئولة ليس مثل نظيراتها من الكاتبات السودانيات اللائى عبثا يحاولنّ تقديم انفسهن كرائدات للعمل الكتابى بطرق واساليب قذرة تبرهن مدى افتقارهنّ للموهبة ووجاهة الاسلوب و قوة الطرح التى تقنع حصافة القارى الحذق ... فالاستاذة محاسن احمد عبدالله رغم صغر سنها وغمار تجربتها المترعة بالتفرد والالق الكبير الا انها استطاعت ( بلا قيود ) ان تناقش وتحلل الراهن السياسى بطريقة عميقة تعيد الثقة فى القلم النسائى الذى جنح عن جادت الموضوعية وركن لتفاهات ( حفرة الدخان ) و ( قميص حمادة ) وماشابهها من الكتابات التى مافتئت تحقق تخلف الثقافة النسائية وتبصم بتحجرها عند نقطة ( العرى والجنس ) ... وان كانت لاتربطنى علاقة اجتماعية صريحة مع الكاتبة الا من خلال عشقى وهيامى الكبير بالموضوعات التى تطرحها فى عمودها ( إمرأة بلا قيود ) الا اننى اجدها كاتبة استثنائية متفردة اُعطيت نواصى الموهبة بلا حدود ... واتخيلها سحابة ستمطر ابداعا ووعدا يزاحم الاقلام الرجالية التى تسيدت الساحة الاعلامية دون رآفة او رحمة بتجارب النساء ... ويمكن ايضا من الاشياء التى جزبتنى للاهتمام بعمودها ومتابعة انشطتها الكتابية بهذه الصورة الولهه ، هو انها تناولت فى واحدة من موضوعاتها تجربة انتخاب الامين العام للمؤتمر الشعبى وتحدثت عن الشيخ السنوسى وعن زهده فى السلطة ، وقالت عن كلاهما قولا بليغا ... و ليس هذا هو مربط الفرس ، لكن ما لفت انتباهى فى الامر هو مستوى العمق فى التناول ومستوى الجرئة الفكرية التى عالجت من خلالها الموضوع ... لقد دبرت للشعبين مخرج طارى يفضى بهم الى احياء وتضمين مبدأ الايثار كثقافة تنظيمية كفيلة بابقاء تنظيمهم تحت دائرة الضوء ، وهذا اجتهاد مقدر ومنتوج يستحق الشد على اياديها وتحيتها تحية احسن وافضل من تحية ( الفكرة ) التى القتها ... وحقيقى هذا طرح يجب ان يعمم ويدرس فى كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية السودانية ، لانه عملى ، ولانه ايضا من الاسلام وتعضده السرائر السوية التى همها الاول والاخير مصلحة الوطن وانسانه ...التحية بكل لغات الارض للاستاذة محاسن احمد عبدالله ، وتحية خاصة جدا توصل رصيفاتها صاحبات الاقلام الصحفية التى تناقش قضاياه بادب جم ، وتعالج اشكالياتها بعمق يأجج احترامها ويغصب على تقديرها . الاهرام اليوم [email protected]