٭ بروفيسور أحمد إبراهيم دياب في كتابه (الهوية السودانية عبر التاريخ) دراسة تأصيلية كتب تحت عنوان هوية أو قومية تمازجت الاعراق والأجناس وامتزجت الدماء الحامية والزنجية والسامية فكان نتاجها هذا العنصر الذي يمثل قومية واحدة هى القومية السودانية التي تكونت من القبائل النوبية والنيلية والنوباوية والحامية والنيلية والعربية والبربرية التي انصهرت بينها الديانات السودانية والمصرية القديمة والافريقية والمسيحية والاسلام فخلفت العادات والتقاليد التي نسير عليها ونسميها الثقافة السودانية والتي نفخر بها والتي لا هى بعربية أو بأفريقية بل سودانية نسيج وحدها. ٭ فالسودان له منظومته الفريدة به أي انه بعيد بخلقه وبقيمه وتراثه وثقافته عن الاثنين وجامع للاثنين معاً وذلك منذ بدء التاريخ وليس وليد الاستعمار أو الحركة الوطنية والاستقلال فالسوداني سواء كان من الجنوب أو الشمال من الشرق أو الغرب.. جعلياً أو دينكاوياً، شلكاوياً أو حلفاوياً ، ادروباً أو هدندوياً أو دهمشياً يتخلق بأخلاق وقيم واحدة هى قيم واخلاق القومية السودانية. ٭ ان القومية السودانية روح وجوهر بقدر ما هى شكل وتعبير وهى صورة متعددة الجوانب لا تستبين بالتجزئة والتشتت وهى افق واسع الارجاء لا ينتهي في ظلمات التحيز السياسي والعصبية القبلية والتشنج الديني والعنصري، وهى نبات طبيعي في كل شبر من ارض السودان له جذوره العميقة ومنافذه التي تستقبل الشمس والهواء.. فهل استطاع السودانيون طوال أكثر من 04 عاماً وضع فلسفة أو منهاج لقوميتهم ورؤية لهويتهم ومسار شخصيتهم وتجليتها للناس عامة ولاطفالهم خاصة؟. ٭ هل استطاع السياسيون في احاديثهم واجتماعاتهم الطويلة على مر الليالي والأيام وفي لياليهم السياسية والمعلمون في معاهدهم وبين تلاميذهم وطلابهم والباحثون في أقوالهم وبحوثهم وكتبهم وفي بروجهم العاجية العالية والصحفيون في لهثهم وضجيجهم وضوضائهم.. هل استطاع كل هؤلاء وغيرهم من فصائل المثقفين ان يصلوا إلى حقيقة واطر هذه الهوية وان يضعوها في موضعها الطبيعي التي يعينها على القوة والازدهار والوحدة والتمامسك؟. ٭ بروفيسور أحمد دياب طرح هذا التساؤل واثبته في كتابه الهوية السودانية عبر التاريخ دراسة تأصيلية منذ فترة وبالتحديد عقب عام 5891 فماذا فعلنا.. لم نغادر محطة المغالطة.. بل تبلورت بعده الآراء وتحولت إلى مواقف وأصبحنا نسمع عن محاور الشمال المسلم العربي والجنوب المسيحي الزنجي والنوبا أهل حضارة نبتا ونوبانيا والبجا اباء تاريخ السودان يحدث هذا بالرغم من اشعار الشعراني وصلاح احمد إبراهيم ومحمد الفيتوري ومحي الدين فارس ومحمد عبد الحي وغيرهم كثر. ٭ ولذا اقول ان فتح ملف الهوية واعادة قراءة التاريخ أمر واجب الإعتبار.. ٭ صلاح أحمد إبراهيم قال. ٭ الفور والفوج وكل سحنة فاحمة وشفه غليظة وشعر مفلفل ذر على اهاب حقيقة عارية كالفيل كالتسماح كالمنيف فوق كسلا سليطة الجواب كذاب الذي يقول في السودان انني الصريح جدي الرسول انني النقي العرق انني المحض انني الشريف النسب ازرق الدم اجل كذاب ٭ الفيتوري قال أنا لا أملك شيئاً غير ايماني بشعبي وبتاريخ بلادي وبلادي في أرض أفريقيا البعيدة هذه الأرض التي أحملها ملء دمائي والتي انشقها مثل الهواء والتي اعبدها في كبرياء هذه الاسطورة الكبرى بلادي هذا مع تحياتي وشكري الصحافة