٭ قالت لي مالي أرى على وجهك حزناً لم أعهده من قبل؟ أين تلك الابتسامة التي تعودنا أن نراها تجلس على كتفك حمامة بيضاء؟.. قلت لها لقد كنت كذلك بالفعل لكني بعد غربة استمرت ما يقارب من الثلاثين عاماً، تعبت خيولي من السفر على رمال سوداء، فرجعت إلى محطة من النسيان علني أجد من النسيان حناناً ولكن هيهات أن يجد المسافر بلا حقائب أحباباً له غير الدموع. ٭ أصدرت إحدى المحاكم الأمريكية حكماً بالسجن لمدة عشرة أعوام على المخرج (بولاند بولنسكي) الحائزة أفلامه على معظم جوائز الأوسكار في هوليود، وذلك بعد أن ثبتت عليه تهمة التحرش بإحدى الصبيات، لم تشفع له الأفلام العظيمة التي أنتجها، بشيء من التسامح أو التنازل عن حكم قضائي صدر ضده جعله مشرداً بين المدن، المعروف أن المحاكم الأمريكية لا تعمل بمبدأ إسقاط التهم بالتقادم، بل يظل حكمها سارياً، لا يفرق بين أمير متوج أو بائع للبطاطس على طريق عام. ٭ قال الأستاذ حسين خوجلي إن الجامعات السودانية تعمل على تخريج المئات من الطلاب كل عام في مختلف الكليات بكافة تخصصاتها العلمية أو الأدبية، وقال إن هذه الجامعات كثيراً ما تكون بخيلة على المجتمع السوداني بتخريج شاعر بقامة صلاح أحمد إبراهيم أو فنان بقامة عبد الكريم الكابلي أو موسيقار بقامة برعي محمد دفع الله، وأشار حسين إلى أن ولادة العباقرة من المبدعين دائماً ما تكون عصية على الأزمان، وربما يشرق هلالها مرة بعد كل عشرة أعوام، وأضاف أنه وبالرغم من ذلك لا يشك مطلقاً أن حواء السودان لا تعرف مستحيلاً في ولادتها للعبقريات. ٭ قبل أعوام قرأت عموداً كان يكتبه الرائع السر أحمد قدور تحت عنوان (أساتذة وتلاميذ)، أشار فيه إلى أن الشاعر الضخم محمد المهدي المجذوب قال له إن مقطعاً من أغنيتي عصافير الخريف الذي أقول فيه: (ورجعت خليت الدموع يرتاحو مني وينزلو)، هو مقطع فيه من الإبداع ما يجعلني أؤكد أن هذا الشاعر الذي كتب هذه الكلمات سيكون له شأن عظيم في مسار الأغنية السودانية، وأنا أصدقكم القول إن هذه العبارة التي نطق بها المجذوب، منحتني من القوة ما جعلتني أبتسم أمام كل نقد يوجه لي، سواء أن كان شامة على الخد أو عتمة على العيون. ٭ رفضت كافة القبائل في الجزيرة العربية أن تستقبل على أرضها الرجل الذي أغمد سيفه في قلب فارس العرب عنترة بن شداد، قتله أثناء مبارزة تمت بينهما في إحدى الغزوات، وكان عنترة وقتها قد بلغ من العمر أرذله، إلا أنه وبالرغم من ذلك كان يقاتل إلى جانب قبيلته بني عبس، كان هذا الرجل فرحاً بقتله عنتر، ولكن النتائج جاءت على غير ما يتمنى، حيث أصبح منبوذاً من كافة قبائل الجزيرة العربية، باعتبار أنه قتل فارساً جف بصره ووهن عظمه، وذلك ما يراه العرب عيباً كبيراً تشمئز منه النفوس. ٭ هدية البستان كان الجو مغيم والأمطار رذاذ إنتَ وعدت إنك تصبح لي ملاذ بس ما صنت وعدك ونحنا أهل عزاز اخر لحظة