٭ تفاجأت بالشاعرالكبير عبد الرحمن الريح يجلس بمكتب الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله بالإذاعة، قال له برعي حين رآني: أعرفك بالشاب الشاعر القادم من مدينة كسلا، دخلت في حالة من التوهان وأنا بين مكذب ومصدق أن أكون جالساً في حضرة شاعر تعلمت منه الكلمات أن تصبح شعراً، فجأة طلب مني قيصر الغناء أن أقرأ عليه كلمات أغنيتي (إنت يا الأبيض ضميرك) وحين وصلت إلى المقطع الذي يقول : (الدموع السايلة مني .. يا ما سالت حرقتني) ، قال يسألني : كم عمرك الآن؟ فقلت له أنا علي أبواب العشرين، فعلق باسماً: حين تصل إلى الأربعين فإن على الخرطوم أن تستعد للغرق في دموع من كلماتك. ٭ لو أن كل فنان سجل سهرة فنية في إحدى الإذاعات أو القنوات الفضائية، طالب هذين الجهازين بتأمين حقوق الشعراء والملحنين، لما ضاعت حقوق هؤلاء الذين يزرعون الياسمين للأجيال ولا ينالون منه إلا نفحة من عطر عابر. الفنان الوحيد الذي رفض أن يسجل سهرة لواحدة من القنوات الفضائية إلا بعد تأمين حقوق الشعراء والملحنين، كان الفنان أبوعركي البخيت، وأعتقد أنه فنان جاء من زمن آخر ٭ من يصدق أن العالم الفيزيائي الكبير (البرت إنشتاين) كان طالبا بطيء في الكلام، بطيء في تحصيله الدراسي، إلا أنه جاهد وثابر إلى أن تمكن من وضع نظرية جعلت العالم كله مجرد كرة على اليد، وأنا من هنا أقول لأبنائي وبناتي من الذين لم يتمكنوا من الحصول على مجموع يؤهلهم للإلتحاق بالمدارس العليا، أقول لهم تذكروا دائماً أن هناك فرصة أخرى تنتظر، فخذوها وأجعلوا منها جوهرة لنجاح قادم، وعليكم أن تعلموا أن الفشل ما هو إلا محطة عبر من خلالها كثيرون من عباقرة توقف عندهم التاريخ تعظيما. ٭ إظهار الشر هي مجموعة من قصائد خطها قلم الشاعر الفرنسي الكبير (بودلير)، حكى من خلالها عن علاقة غير جديرة بالاحترام، كانت تجمعه مع امرأة أحبها من بائعات البنفسج، والبنفسج هنا يعني المتعة التي تباع في شوارع باريس، وبالرغم من أن هذه القصائد معبأة بالشرور إلا أنها تتميز بحالة من الطرح الرومانسي غاية في الإبداع، كما أنها تحمل من الرؤى الإبداعية ما جعل كل شعراء فرنسا يضعونها في مقدمة القصائد الأكثر رواجاً لدرجة أن بعضهم كان يطالب أن تدرَس في عدد من الجامعات الفرنسية، الذي يؤلم حقاً أن حصاد ما كتبه (بودلير) يجئ في النهاية من مزارع تتغذى من الأمطار السوداء. ٭ كان الشاعر محمود أبو العلا لا يمل الاستماع لأغنيات الفنان الراحل رمضان زايد، وكان يعلنها صريحة أن أغنيته (أنا ليتني زهر في خدك النادي) قادرة على منافسة أعظم أغنيات عرفها تاريخنا الموسيقى، أما الفنان عبد الكريم الكابلي فقد كان يؤكد دائماً أن الطريقة التي كان يعزف بها الفنان حسن عطية من حقها أن تدرس في أعظم الكليات الموسيقية في الوطن العربي، من جانب آخر أكد وردي أن عبقرية الألحان التي يتمتع بها (كرومة) تمنحه الحق في أن يحصل على التاج الملكي لأغنية الحقيبة. ٭ هدية البستان يلاك بعيد نرحل لدنيا حنية نعيش لوحدينا والسيرة منسية أوسدك قلبي وأرعاك بعينيه وأسقيك مياه توتيل علشان تعود ليا اخر لحظة