ايقاعات كوشية السياحة في السودان ... المشاكل والحلول (1) سلسله حلقات لمشاكل السياحة في السودان والحلول المقترحة بطلب من بعض الأخوه الذين قراؤا مقالي السابق في هذه الصفحة طلبوا مني الحديث عن السياحة في السودان الأفاق والتحديات ولا انكر أن الامر يشغل حيزاً كبيراً من اهتمامي وهو لامر محير أن يظل السودان بكل مافيه خارج خدمة السياحة في الدول التي تعرف بارتياد السياح لها بالملايين لذا سابتدر حلقات عديدة عبر هذا العمود (إيقاعات كوشية) حول مشاكل السياحة والحلول المقترحة والامر موجه للجهات ذات الصلة اولها المواطن السوداني الذي يفرح كثيراً حينما يرى سائح زائر ليس لان السائح يرفد الدولة بالعملة الاجنبية بل لان السوداني يعتبر السائح ضيفاً عليه لذا يجتهد في اكرامة والحكايات حول هذا الامر كثيره ووقفت عليها أبان زيارتي للولاية الشمالية ضمن مبادرة السودان أصل الحضارة وقد كأن الاستقبال مدهشا وكذا الكرم خصوصا في جزيرة المروءة مروراتي الرسائل ايضا موجهة لوزارة السياحة ووزارة التربيه و التعليم و كذلك شرطة السياحة و هيئة المطارات و الطرق وكل من يلعب دورا فاعلا في تهئية المناخ المناسب للسائح. السودان من حيث المواقع الجاذبة للسائح يفوق كثير من الدول السياحية بالعالم فانتشار المواقع الاثرية من اهرامات ومعابد وقصور اثرية على طول النيل من الخرطوم الى وادي حلفا لهو محفز للسائح صائد المواقع الاثرية في العالم, كما أن بالسودان البحر الاحمر بجزرة الجميلة وموقعه المميز للغطس وسهوله وجباله وشواطئية البكر وارضه الصالحة لرحلات السفاري وركوب الجمال البجاوية التي تستهوي السائح الأجنبي كمان ان هنالك مواقع مميزة بالسودان مثل محمية الدندر التي تشكل نقطة فارقة في المنافسة على جذب السائح الاجنبي مضافا اليها مواقع سياحية اخرى مثل الشلالات واشهرها الشلال السادس (السبلوقة) الذي يقع ضمن منطقة حجرالعسل بولاية نهرالنيل وعلى بعد كيلومترات من قلب العاصمة وكذلك جزر الكسنجر والغابة المتحجرة اضخم غابة في العالم وكذلك بعض المواقع الجميلة مثل جبل مرة ان استقرت الامور بالشكل الذي يسمح باستقبال السياح بصورة سلسله ولا ابالغ آن قلت ان السودان ككل هو موقع سياحي يمكن للسائح ايجاد ما يبحث عنه في أي شبر فيه. رغماً عن ذلك ظل ظهور السودان في الخارطة السياحية خجولا هذا الامر بالاساس تشترك فيه وتتحمله الدولة التي قصرت في تسويق السودان سياحياً فقله يعرفون ان بالسودان مواقع تستحق الزيارة وقطع تذكرة للوصول إليها , الان اصبح السودان واجهة اعلامية تبحث عنها الأعين وعدسات الكاميرات وتستكشف من جديد ثقافته وارضه وحضارته وتاريخه هذه الميزه تقتضي حراكاً ضخماَ من الدولة ومؤسساتها والنشطاء والسفارات بالخارج والمنظمات الوطنية والمراكز الثقافية وكل من يسهم في تسويق السودان سياحياً , السائح الاجنبي لا تنتظره ليأتي اليك بل يجب ان تذهب انت اليه وتقدم له نفسك وموقعك وهو وقتها سيأتي ومعه المئات, فالسائح الاوربي وهو المستهدف الاول يأتي للبلدان السياحية من شركات متخصصه تضع معاييرا معينه لتسفير السائح وتأمين وشروط من السهل جداً الايفاء بها لو ارتفعت العزيمة كما الامال . من الملاحظات التي تسترعي الانتباه واولها بالطبع في هذا الحراك هو الخلط بين مفهومين، مفهوم السياحة الترفيهيية والتي تعتمد علي السياحة الشاطئية وانشطتها المتعددة و التي لها شكل و مفهوم و متطلبات محددة والسياحة التاريخية التي تعتمد علي الاثار و التاريخ والتي لها شكل و مفهوم و متطلبات و زبون مختلف . و السودان بثرائه في الجانبين يستطيع ان يجمع ويزاوج بين كليهما من خلال رسم خريطة و وضع ركائز مستقبلية يعتمد عليها قطاع السياحة بشقية السياحة الترفيهيية و التاريخية في المستقبل القريب . و تنقسم لعدة محاور . و قبل البدء في شرح كل محور علينا ان نوضح ان السائح هو فرد اجنبي اتي السودان للاستمتاع بقضاء فترة داخل البلد و بالتالي تعتبر اللغة هي اداة التواصل بين الطرفين المحور الاول لا بد من ايجاد كوادر تتقن اللغات المختلفة ، و اكبر قاعدة لايجاد تلك الكوادر هم الشباب ، و كما هو معمول به في الدول السياحية نامل ان يتم ادراج تعلم لغة اضافية في المرحلة الثانوية بالاضافة للغة الانجليزية و يمكن باللغة الالمانية و الفرنسية و الايطالية . و ان تعذر هذا الطرح الآن الا انه سيكون فرض عين علي القائمين و المسؤولين و المخططين في الدولة . و يمكن تدارك تلك النقطة من خلال تفعيل دور معاهد تعليم اللغة و التي يمكن للدولة ان تتعاون مع السفارات لتقديم تلك الركيزة للشباب الراغب في العمل في قطاع السياحة . المحور الثاني دور الدولة ممثلا في وزارة السياحة التي يجب ان تأخذ بما هو معمول به في كل الدول السياحية من خلال انشاء web site متكور وعلي احدث الطرق البرمجية و يقدم كل المعلومات و بكل اللغات بمنتهي الشفافية و يتم الدعاية لهذا الموقع من خلال الفضائيات و وسائل التواصل الاجتماعي ، و يتضمن هذا الموقع معلومات عن كل ما يخص هذا القطاع و يتم تحديثة كل 6 اشهر معلومات عن شركات السياحة السودانية و كفائتها و امكانياتها و موقعها و تليفوناتها و الويب سايت الخاص بها . و هذا العمل يتطلب اجتماع موسع لكل الشركات السياحية العاملة في السودان و اصحاب الفنادق علي ان يكون هذا الاجتماع معلن و يتم التحضير له من كلي الطرفين علي ان تقدم كل شركة 1/ عدد العاملين بها (علي الاقل صاحب الشركة و مديرها ) 2/ محور او قطاع عملها او تخصصها و خطتها المستقبلية. تجمع كل تلك المعلومات لاضافتها لموقع وزارة السياحة الذي نأمل ان يكون علي اعلي تقنية من حيث الابهار و الانيميشن . ويقدم الموقع صور PRO HD& لكل الأماكن السياحية بالاضافة لنبذة عن تاريخ السودان و ارثه الثقافي . ويكون الموقع خدمة تقدم للسائح او المستثمر او شركات السياحة الاجنبية و بالتالي يجب ان يكون باللغات الاجنبية (انجليزي- ايطالي- الماني – فرنسي ..الخ) مع و جود امكانية لتغيير اللغة فهو بالاساس خدمة مقدمة من الدولة (للأخر) يتبع .... عبدالله شم