الساعة25 حكايتنا مع الوِزة ما إعتدت الكتابة يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع لعلي استعيد بعض قواي للهرولة بمضمار الأحداث وغريب التصريحات وهذيان القوم الا ان بعض الامور لا تحتمل تأجيلا ومنها ما دار بمنفذ بيع وبلاغات كهرباء شرق النيل صباح السبت الموافق 7 يوليو .. وعلى من يريد مطالعة هذا المقال الإنتباه (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه)... أنت امام خيارين فإما ان تصبر على مكاره القوم واما ان تصنف بالإنتماء الى باقة (شبكتو طاشة) في بلاد لا يجد فيها النصيح حقا لتردد مرة أضحك ومرة ابكي.. ومرة تغلبني الحِكاية ..إنتبه أنت في مسرح العبث وفوضى عيال قوم أتوا الى الحكم بلا عقلٍ سياسي، متوكئين التنظيم منهاجا، شروا الشهادات الأكاديمية وزيري العدل (غير العدلين) نموزجا وجاءوا الى المواقع وقد تشابه عليهم البقر وعجزوا عن إدارة المصانع والكهرباء وعطلوا بئرا وشادوا قصورا وبذلك أخرجوا العباد والبلاد من مِقبَسٍ ما بالوزة ليحشروا الوزة في مكان ما بالعباد والبلاد، وتلك مأساة وطن كان اسمه السودان ، كنت قد قصدت اليوم السبت منفذ مبيعات الكهرباء بشرق النيل لشراء ما تيسر وما إستطيع اليه سبيلا من الكهرباء مع انها باتت عزيزة وعصية وفي أغلب ساعات اليوم (لا يمكن الوصول اليها)... وجدت زميل وما ان رآني طفق يسرد لي معاناة طويلة في الوصول الى أي موظف بإدارة المنفذ لتدوين بلاغ عن عطل بالخط الناقل لمنزله مشيرا الى عدد من المواطنين مؤكدا بان معظمهم يتواجد هنا يوميا على امل التبليغ عن عطل كهربائي اما بداره او موقع العمل والتفت لاستطلع بعضهم فوجدتهم في شاغل اما بالنقاش الساخط مع بعضهم واما بالهاتف يحث طرف من اهل بيته او زملاء العمل معتزرا عن التأخير بسبب إنتظار (أي واحد من موظفي الكهرباء) في غيبتهم الأبدية علاوة على كهرباء في غيابها المستبد (مع سبق الإصرار والترصد) ، وما ان فرغ احدهم وينتمي لاحدى القوات النظامية فهو يرتدي الزي العسكري فبادردته بسؤال يبدو انه قد رفع من منسوب كثافته ، قلت له إنت يا جنابو ما لاقي أي مسؤول من ناس الكهرباء للبلاغ ،اجابني بحنق واضح قبل إكمال سؤالي بتهكم لا يصدر الا عن موجوع : مسؤول!! هو في مسؤول في البلد دي!؟ أنا لي 15 يوم بجي هنا ما لاقي زول يقول لي (عينك في رأسك) والله بعد دا الا نشيل البندقية، أي والله هكذا قالها نظامي في كامل زيه العسكري وليس القائل منسوب حركة الحركات المطلبية، وللتأكد أعدت النظر اليه كرتين فوجدته لا يعتمر (الكدمول) ، وعلى طريقتها كانت هناك إمرأة تجادل إحدى الشعارات المعلقة على الحائط: جودة !! هي الكهرباء ذاتا وينا !؟ ... قال جودة قال! شوفوا الناس الما بيختشوا ديل!! أحدهم قال لي انه جاء للتبليغ عن عطل بمجمع ألبان السليت بالخط الذي يمد البئر الرئيسة بالالكهرباء مضيفا وهي البئر التي تسقي كل الأبقار بالمشروع وهو مشروع حيوي يوفر معظم ألبان الولاية ، وانا لي اربعة ايام في محاولة يائسة لإيصال البلاغ ولا حياة لمن تنادي، اما الفجيعة فيما رواه رجل هده الصبر على إستهتار مسؤولي الكهرباء يقول الرجل: بالمنزل مرضي تعتمد حالتهم الصحية على الوكسجين ولي أكثر من ثلاثة ايام أحاول سدى التبليغ عن عطل بالخط الرئيس للكهرباء والموقف جد خطير إذ ان جهاز الاوكسجين قد توقف مع بداية العطل ، ومثله في الحال إمرأة لها مريض بالمنزلي تقتضي حالته الصحية تناول الاوكسجين بصورة مستمرة وهي الآن حائرة ما بين غياب الكهرباء وموظفيها في آن! .. وهكذا تباينت الحالات ولا حياة لمن تنادي... وبينما الناس في دوامتهم تلك اذا بموظف يطل عليهم من الخارج فالتفوا حوله كأنما هو مبعوث اممي جاء في طلاب حقوق الإنسان المهدرة في بلد مهدر أنسانه، فكانت سانحة لأنسل خلسة إنسلال التيار الكهربائي من رواكيبنا وأوضنا وها أنا ذا اوفي بما وعدتهم بعرض معاناتهم مع كهرباء شرق النيل .. وسياط جلاد تسوق خطاهمو ..هل يرجعون!؟لاشاغل للقوم هذه الأيام سوى يا يوم 13 يوليو ما تسرع أملا في رفع العقوبات حفاظا على أرصدتهم وإستثماراتهم وكوميشنات الاستيراد وكب مصالحهم بالخارج، بينما لا شاغل للمواطن من جهنه سوى متى يرفع القوم عقوباتهم عنا؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل. مجدي عبد اللطيف