"اذا كانت لي جذور مصرية فهذا شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها، فثلاثة من رؤساء مصر كانت جذورهم سودانية، محمد نجيب والسادات وطنطاوي" هذا الكلام لوزير الخارجية السودانى ابراهيم غندور. فقط فى البداية احببت ان اذكر بما قاله السيد الوزير ابراهيم غندور فى رده على اتهامه بالمرونة والليونة التى تبدو واضحة على كل قراراته المتعلقة بما يخص العلاقات مع الجارة مصر. البعض اتهمنى بالشخصنة وطلب منى الاستغفار عندما قلت ان هذا المنصب السيادى الحساس لن يصلح له الا سودانى حر و اصيل بمعنى ان يكون والديه و أجداده سودانيي المنشأ و التربية و الامر يندرج على كل المناصب الامنية بالطبع، فاذا اردنا ان نحمى بلادنا من شرور الاخرين فيجب ان تكون كل الوظائف المتعلقة بسياسة السودان وسيادته وأمنه فى ايدى سودانية اصيلة و امينة، و يجب ان يسبق مجرد اختيار من يعملون بهذه الوظائف تقارير امنية واستخبارتية وافية، فمثلا فى مصر التى يتفاخر السيد غندور بالانتماء إليها مجرد ادخال طفل سودانى صغير لمدرسة يتطلب موافقة امنية. ان مجرد ان بعض رؤساء مصر كانت لهم جذور سودانية هذا لا يبرر وجود هذا الوزير على رأس وزارة سيادية مثل وزارة الخارجية. فى جتماع السيد ابراهيم غندورالاخير مع السيد سامح شكرى تجنب الوزيران الحديث عن اهم القضايا التى تشغل الشارع السودانى ألا وهى قضية المثلث السودانى المحتل بحراب المصريين "حلايب و أبو رماد و شلاتين" و تناول الوزيران قضايا جانبية كلها تصب فى مصلحة الطرف المصرى و حتى لو بدأ ان بعضها فى مصلحة السودان فكلنا نعلم ان مصر لا تفى بعهودها و ليست اتفاقية الحريات الاربعة ببعيدة وقضية المعدنين السودانيين وغيرها لا زالت عالقة بالاذهان، وقد خلص الاجتماع الى عدة نقاط كان اهمها. 1- الاشادة بما اتم انجازه فى قضية المعابر، قسطل وأرقين. "طبعا هذه المعابر تخدم فقط الاقتصاد المصرى و تستنزف الاقتصاد السودانى اذ يبلغ ما يتم استيراده من مواد اغلبها ضارة عبر هذه المنافذ الى مليار دولار سنويا" 2 - إستمرار التشاور المشترك بين البلدين كل شهر. " هذه محاولة لايجاد طريقة لاستنزاف الخزينة العامة و إرهاق الاقتصاد بنفقات شهرية على اجتماعات ونسة فارغة يمكن ان نستفيد منها بهيكلة عشرة مدارس شهريا" 3 - مذكرة تفاهم للتدريب الدبلوماسى وإستمرار التعاون القنصلى عبر اللجان القنصلية. " لا اعتقد ان الجانب المصرى لديه ما يضيفه إلينا فى هذا المجال و هى ايضا مصاريف اضافية يمكن ان نوجهها الى مرافق تخدم المواطن بدلا من فتح مجال لسرقتها بطرق خبيثة وملتوية " 4- التعاون الاعلامى بين البلدين. " بين أبواقهم و إعلامنا ما صنع الحداد ولن يكون هناك تعاون يفيدنا فى هذا المجال غير استمرار مسلسل التعالى على اعلاميينا و التطاول على شعبنا و التهكم على حضارتنا " 5 - التنسيق السياسى والبرلمانى بالزيارات المتبادلة. " يجب وقف اى تنسيق سياسى او برلمانى و وقف كافة الزيارات الا بعد تحرير مثلث حلايب" 6- التنسيق الكامل بين البلدين فى المواقف الدولية. " السيد غندور نفسه اتهم الجانب المصرى بالتحريض لمد العقوبات على السودان فعن اى تنسيق تتكلم يا غندور" 7- اهمية التواصل من اجل تجاوز كثير من القضايا محل خلاف بين البلدين . " ارى ان وزيرنا المتمصر يتحدث عن تجاوز الخلافات بدلا من حلها " 8- زيارة مرتقبة لوزير الدفاع المصري الى السودان لمناقشة ملفات تتعلق بالمسارات السياسية و الامنية و العسكرية. " هل ستتضمن هذه المناقشات كيفية الانسحاب من مثلث حلايب يا غندور و متى و كيف؟" 9- مناقشة القضايا الاقليمية المتعلقة باليمن و سوريا و ليبيا و قضية جنوب السودان . " فى هذه القضايا السودان ومصر على خلاف واضح و بين خاصة فى ما يتعلق بملف جنوب السودان و ليبيا " 10- قضية المعدنين السودانيين. " معدات المعدنيين أكلها الصدأ و اتحدى غندور ان استطاع حل هذه القضية و أتحدى شكرى ان كان يعرف أصلا اين هى معدات المعدنين السودانيين" 11- مناقشة قضية سد النهضة و التشاور مع الشقيقة اثيوبيا لحل اي اشكالات قائمة . " اثيوبيا تعمل وفق مصالحها الوطنية و لن يفيد معها لا تشاور ولا تحاور والسودان اعلن موقفه بوضوح من قضية سد النهضة وهذا كلام فض مجالس ساكت يا غندور". عبدالعزيز عبدالباسط