اليكم ما أعتز به :كتب الراحل احمد الطيب عبد المكرم علي السطح الخلفي لمجموعتي القصصية عن هذا المنجز القصصي .. أتحدث: اللافت في قصص عمر الحويج .. تلك القدرة المدهشة على تقطير التجربة الإنسانية عبر أدوات القص الناجزة ... الحدث، الحيز، الشخصية ، اللغة وآليات بناء المشهد القصصي من خلال، إختيار وتكثيف، المفردة – العبارة وفن إعادة تدويرها ... تكرارها، حتى تنطلق طاقاتها الشعرية الكامنة، عبر المعنى والدلالة اللفظية، لخلق الإيحاء والتأثير. قصص هذه المجموعة (إليكم أعود وفي كفي القمر) خير دليل على نهج ولغة وإسلوب الحويج القصصي. وذلك رغم أنها جمعت تجارب قصصية تباعدت بينها أزمان الكتابة فهو في مراحله القصصية الأولى سنوات الستينيات كان شديد الإهتمام بالموضوع والموقف في القصة، وقد جعله هذا الإتجاه يهتم كثيراً بالعوالم الداخلية للشخصية ... ولا يذهب فيها بعيداً إلى حد منطقة اللاوعي، ولكن إلى حافة حدود الوعي المكتنز بمشاغل حياتية واقعية وحيّة وليست مَرَضية. أما قصصه الجديدة نسبياً والتي كتبها في تسعينيات القرن الماضى فنجده قد طور فيها تقنية خاصة به في إدارة الحوار، المنولوج والمخاطبة المباشرة من الراوي للقاريء دون إسفاف بل كجزء مندمج في إسلوبية لغته في كتابة القصة. وقد برع كذلك فى تخليق الرمز وصنع الحدث الدرامى وفق آليات إسلوبية خاصة، يتم فيها تقطير الجرس الصوتى للمفردة من اجل إكتناز (الدلالة) و(الشاعرية) معاً. مجموعة (إليكم أعود وفى كفى القمر) تجربة إبداعية مميزة لقاص مميز لم يهجر فن القصة وظل وفياً له رغم أنه تمثل كتابه القصصى الأول الذى كان يفترض فيه أن يصدر قبل أكثر من 40 عاماً. علماً بأنه نشر أولى قصصه بجريدة الصحافة تحت عنوان (الإبن والدم والأحلام) وهو إبن السابعة عشر. الكاتب/ الناقد/ أحمد الطيب عبد المكرم ===== عمر الحويج