قال الكاتب الأميركي مايكل غريسون إنه بينما تواجه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تحديات جمة مثل الطموحات الإيرانية النووية ومخاطر سياسة كوريا الشمالية التي قد تقود إلى الحرب، فإنه يبدو أن إدارة أوباما ستحقق إنجازات دبلوماسية هامة في السودان. وأوضح الكاتب -في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست- أنه فيما عدا أي فشل تقني أو فني، أو اندلاع أعمال عنف مفاجئة بين الطرفين، فإن الاستفتاء المزمع إجراؤه في التاسع من يناير/كانون الثاني بشأن انفصال جنوب السودان سيتم بشكل ناجح. وأضاف أن علما جديدا سيرفرف في جنوب السودان بعد ستة أشهر من الاستفتاء، معلنا ولادة دولة جديدة في أفريقيا بفضل الجهود الأميركية الحثيثة. وأشار إلى أن حربا أهلية طاحنة دارت لعقدين من الزمان في السودان بين شماله بغالبيته المسلمة وجنوبه ب"غالبيته المسيحية". وأسفرت الحرب الأهلية في السودان عن ملايين القتلى والجرحى والمشردين داخل البلاد وخارجها، إلى أن انعقدت اتفاقية السلام الشامل بين الجانبين في مدينة نيفاشا الكينية في التاسع من يناير/كانون الثاني 2005. وقال الكاتب إنه قبل حوالي ستة أشهر شهد السودان أجواء من التوتر إبان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، مما كان يوحي بأن الاستفتاء لن يجري في موعده. وأضاف أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رفعت القضية السودانية إلى المستوى الرئاسي في بلادها. امتيازات أميركية وأشار الكاتب إلى أن الإدارة الأميركية وعدت الخرطوم بالعديد من الامتيازات، مثل مراجعة أمر بقائها على لائحة الدول الداعمة للإرهاب، ورفع العقوبات، ودعمها اقتصاديا، ومناقشة أزمة ديونها، في مقابل السماح للجنوب بالانفصال بهدوء. وقال غيرسون إن السيناتور الأميركي جون كيري حمل رسائل ضغط أميركية لكل من الخرطوم في الشمال وعاصمة الجنوبجوبا، مضيفا أن انفصال جنوب السودان ربما يكون "النجاح" الوحيد الذي يحسب لإدارة أوباما على المستوى الخارجي. المصدر: واشنطن بوست