وجود جامعة كرري للتقانة فى موقع المعركة أضفى عليها الألق الأكثر منطقة كرري العسكرية يستمد منسوبوها حرفية ومهنية أكبر نتيجة لجغرافيا المكان لماذا لا تسمى سلطات ولاية الخرطوم الجسر الرابط بين الحلفاية والحتانة ب» جسر كرري» لماذا لا نحتفي بشهادات الانجليز حول كرري آثار معركة كرري تحتاج للمزيد من الرعاية حتى تصبح مزاراً للمهتمين يوم الاثنين أول امس 2 سبتمبر 2013م مرت الذكرى المائة وخمسة عشر لمعركة كرري التى تمت فى يوم الجمعة 2 سبتمبر 1898م حيث توحد كل السودانيين الذين جاءوا من كل آنحاء السودان للزود عن العقيدة والوطن وقدموا تضحيات وجسارات واستبسالات غير منظورة إذا ما تم مقارنتها بالتفاوت فى الاعداد العسكرى بين جيش كتشنر الغازي وجيش الخليفة عبدالله بن تورشين براياته المتعددة... حيث تفوقت حملة كتشنر على الجيش السوداني الموحد بقوة الآلة... كررى عبق ونضارة: كررى هى منطقة سهل كررى الواقعة على التخوم الشمالية لمدينة ام درمان القديمة والآن اصبحت محلية قائمة بذاتها ضمن المنظومة الادارية والجغرافية لتقسيمات ولاية الخرطوم... وكررى التى نقصدها هى المطقة الجغرافية المشموة الآن باحياء ومناطق الحتانة وود البخيت والعجيجة حلة خالد والعجيجة حلة أدريس والعجيجة المكاوير والعجيجة الجرافة وكررى البلد وحى النهضة بالاضافة للمنطقة التى اصبحت تضم وحدات منطقة كررى العسكرية... فالمكان ليسس كبقية الامكنة... مكان معركة كررى يتوسط النهر والسهل والجبل... أما النهر فهو الضفة الغربية لنهر النيل، وأما السهل فهو سهل كررى وأما الجبل فهو جبل السركاب والذى جرت على سفحه معركة « السهل والنهر والجبل»... والتى أسماها الانجليز « معركة النهر» ولعلّ المكان قد استمد عبقه من هذا التفرد. والزمان ليس كبقية الازمنة فجر الجمعة 20 سبتمبر 1898م وهو اليوم الذى قدم فيها كل السودانيين حوالى 12.000 شهيد وفى بعض الروايات 14.000 شهيد حيث أدهشت بسالة وجسارة السودانيين أعداءهم مشيدين بما شهدوا ولعلّ أصدق شهادة قالها مسئول التوجيه المعنوى فى حملة كتشنر النقيب ولسون تشرشل والذى أصبح لاحقاً وزير للخارجية البريطانية ورئيساً للوزراء حيث قال « هزمناهم بقوة الآله ولكن لم نهزم روحهم المعنوية» وايضاً ما قاله ونجت باشا مسؤول الاستخبارات فى حملة كتشنر والذى قاد معركة ام دبيكرات لاحقاً والتى استشهد فيها الخليفة عبدالله حيث قال « لقد مات هؤلاء الرجال ميتة الشجعان ولانملك الا ان نخلع قبعاتنا تحية لهم» والسؤال الذى يفرض نفسه لماذا لا نحتفى بشهادات الانجليز حول معركة كررى وجسارة السودانيين فيها وقد سمعت بعض الاقوال غير المؤكدة ان المعاهد والكليات العسكرية البريطانية مازالت تدرس منسوبيها تفاصيل معركة كررى برغم مرور هذه السنوات الطويلة وبالطبع فستكون جسارة وشجاعة السودانيين فى هذه المعركة جزءً من مايدرس فلولا التفاوت بين ميزان القوى العسكرية للجيشين لكانت النتيجة فى صالح السودانيين وهذا ما عناه ولسون تشرشل بقوله « هزمناهم بقوة الآله ولكن لم نهزم روحهم المعنوية». حقيقة أمر الاحتفاء بهذه الشهادات الايجابية امر فى غاية الاهمية. كررى منارات سامقة: كررى أصبحت الآن وبفضل التوسع فى خدمات السكن والخدمات الاخرى توجد بها منارات سامقة... فعلى صعيد المؤسسات العسكرية ففيها عدد من الوحدات العسكرية المهمة وقطعاً فان منسوبى القوات المسلحة يستمدون من جغرافيا المكان المزيد من المهنية والحرفية، فتاريخ معركة كررى بكل صمودها وجسارتها حاضر بينهم فى جغرافيا المكان وموجود بينهم بفعل الزمن. ولعل وجود جامعة كررى للتقانة فى موقع المعركة قد أفضى عليها الألق الأكثر، فهى اصبحت الان من الجامعات المرموقة التى يتنافس عليها الطلاب فى التخصصات المختلفة فى شقها العسكرى وشقها المدنى. كما ان إنشاء كبرى الحلفاية الحتانة الرابط بين الضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل مثل نقلة حضارية لمنطقة كررى الكبرى فعلاوة على ما احدث من حراك اقتصادى واجتماعى وسكانى وثقافى ربط كل آنحاء ولاية الخرطوم بمحلية كررى ومن ثم بمحلية أمبدة وام درمان ومن ثم بقية محليات ولاية الخرطوم بما يعرف بالطريق الدائرى الذى يبدأ من منطقة الكلاكلة بمحلية جبل اولياء مروراً بالعزوزاب والشجرة وجبرة والصحافة واركويت والرياض والطائف مروراً بكبرى المنشية الجريف ماراً بكل مناطق شرق النيل ماراً بمناطق شمال بحرى ليعبرها لمحلية كررى عن طريق كبرى الحلفاية الحتانة.... مناشدة لوالى الخرطوم: تسمية كبرى الحلفاية الحتانة ثار حولها جدل بين القطاعات المجتمعية وشبه الرسمية كاللجان الشعبية فبعضهم آسماه كبرى الحلفاية وبعضهم آسماه كبرى المنارة وبعضهم آسماه كبرى الحتانة... لذلك نناشد الدكتور عبدالرحمن أحمد الخضر والى ولاية الخرطوم استصدار قرار بان يكون الاسم الرسمى للكبرى هو « كبرى كررى» حتى نخلد ونحتفى بما قدّم الأجداد من بطولات. آثار المعركة تحتاج للرعاية: هناك بعض آثار معركة كررى فى جبل السركاب وفى قرى كررى البلد والعجيجة والحتانة وأبوروف مجموعة طوابى تحتاج للتسوير والرعاية فطابية ابوروف تحاصرها هذه الايام مياه فيضان النيل... وكل آثار هذه المعركة معركة « النهر والسهل والجبل» تحتاج للمزيد من الرعاية حتى تصبح مزاراً للمهتمين من السواح والدارسين والباحثين والمواطنين المهتمين بالآثار والتاريخ... وحتى نلتقى فنردد مع القائل: يا اخوتى غنوا لنا كررى تحدث عن رجال كالاسود الضارية خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية الوطن