الحكومة الإيرانية تؤكد أن وفاة رئيسي لن تسبب أي خلل في عملها    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    خامنئي يعزي بوفاة رئيسي ويعلن الحداد 5 أيام    ما الذي ينص عليه الدستور الإيراني في حال شغور منصب الرئاسة؟    هنيدي يبدأ تصوير الإسترليني بعد عيد الأضحى.. والأحداث أكشن كوميدي    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    الجنرال في ورطة    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    رشان أوشي: تحدياً مطروحاً.. و حقائق مرعبة!    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    محمد صديق، عشت رجلا وأقبلت على الشهادة بطلا    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    بسبب إحاطة عاجلة عن رئيس إيران.. بايدن يقطع إجازته    نائب رئيس مجلس السيادة يطّلع على خطة وزارة التربية والتعليم ويؤمن على قيام الإمتحانات في موعدها    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد (م) عبدالعزيز خالد : الترابي والمهدي والخطيب أنكروا علاقتهم بالفجر الجديد مخافة حل أحزابهم
نشر في الراكوبة يوم 11 - 09 - 2013

سعادة العميد (م) عبدالعزيز خالد رئيس التحالف الوطني التقيته في منزله بضاحية كافوري، وأنا أحمل في يدي وريقة بها نحو الثلاثين نقطة لأنطلق منها إلى داره ولم أستخدم غير ثلاث نقاط ليقود الحوار نفسه عبر الاستفسار والتوضيح والاستدلال طوال الحوار.. كان ضيفي بشوشاً ينطق بأقسى الجمل بنيران هادئة وكأنه يرتشف (كوب شاييه الصباحي).. تفرع الحوار حول ذكريات الانتفاضة والانقلابات العسكرية في السودان وآرائه حول وثيقة الفجر الجديد وأبيي وعلاقة بعض الفصائل المكونة للجبهة الثورية مع إسرائيل والعديد من القضايا حمالة الأوجه إذا عكفنا لديها وبالتدبر والتحليل..
حلق الحوار عند مداخل إنسانية ممثلة في معاناته النفسية في السجن وكيف قاوم وسائل محو الذاكرة وإضعافها ثم أتت إفاداته حول العديد من رفقاء السجن وزملاء المهنة.. جاءت إجاباته مبصرة يستطيع القارئ أن يرى بوضوح من خلالها فكر الرجل.. عمدت في أسئلتي إلى تبني وجهة نظر الطرف الآخر من المعادلة لأخرج أقصى ما لديه من بوح سياسي فأتت هذه المحصلة التي لا أشك أبداً أن لها ما بعدها..
- نبدأ بالدور الذي نهض به الجيش السوداني في انتفاضة 6 رجب، 6 أبريل 1985م ؟
طبعاً انتفاضة 1985م ثارت حولها العديد من الروايات ولكن أصدقها تتمثل في انحياز الجيش للشعب انحيازاً كاملاً غير مجزوء وكل الأعمال القادرة على تغيير الواقع السياسي صنيعة الأحزاب والنقابات لكن لا تحرز النجاح إلا بمباركة الجيش وهو ذات السيناريو الذي تكرر في أكتوبر والانتفاضة، وحتى لحظتنا هذه لا يمكن نجاح أي عمل شعبي جماهيري ما لم يكن تحت رعاية الجيش.
- التجارب الإقليمية قد تخالف ما ذهبت إليه بالاستدلال بتجربة ثورة 25 يناير في مصر التي نجحت والجيش لم يبرح مربع الحياد فقط؟
لا لا في 25 يناير الجيش المصري كان مشاركاً وعضو أصيل في هذه الثورة وإلا كيف تفسري نزول الجيش بكامل عتاده إلى الشوارع دون أن يقوم بأي عمل يردع المتظاهرين هذه في حد ذاتها رسالة مبطنة (أنهم يستمروا في البسووا فيهو) بالإضافة لما بثته وسائل الإعلام من صور لضباط الجيش وهم يسمحون للمتظاهرين بتسلق الدبابات وتوزيع الأعلام التذكارية معهم ومداعبة الأطفال وتوزيع الأعلام.. كل هذا ليهدئ مخاوف المواطنين لذا كانت الهتافات الجيش والشعب غيد واحدة.. المهم لو ما تدخل الجيش في انتفاضة 1985م كان من الاستحالة بمكان نجاحها، لكن الجيش يحتاج بالمقابل إلى دعم الكيانات المجتمعية لإحداث التغيير مثل الأحزاب والنقابات وقد أفلحت الإنقاذ في وأد الأخيرة تماماً وخلق شقاقات يبن ممثلي النقابة ومنسوبيها مثال لهذا ما حدث ويحدث في نقابة الأطباء وهذه سياسة المقصود منها تفرقة الناس لإضعاف قراراتهم.
النقابات في العقل الجمعي السوداني امتداد مرتبط بالفكر والفعل اليساري؟
طبعاً ما صاح الكلام ده.. لكن لو دخلت في التفاصيل ودائماً القاعدة والقيادات الوسيطة بتجديهم اتحاديين.. صحيح أن ألمع قيادات العمال هم يساريين أمثال الشفيع أحمد الشيخ والحاج عبد الرحمن وهؤلاء الفطاحلة أوصلوا رسالة واحدة بأعمالهم مفادها أن العمل للوطن والمعتقد لله (وديل أيام قاعدين السودان كله بيديهم صوته) لأن في الجانب الآخر هم محكومين بقانون نقابة العمال.
تحدثت عن أن الجيش انحاز الى إرادة الشعب في 1985م وبارك مجئ الديمقراطية إذن لماذا سحب مباركته في 1989م، هل لأنه وجدها مثقوبة التطبيق؟
لا الانقلاب على الديمقراطية في 1989م ده ليس الجيش السوداني هذه مجموعة نظامية تابعة للجبهة الإسلامية القومية وكانت (سايقة في ضهرها) مجموعة من الضباط بفتكروا أنهم الوحيدون في السودان من حيث تمثيل الفكر الإسلامي وكذا من أبرزهم عثمان أحمد حسن ومجموعات لكن بمرور الزمن بدأ العقد الذي تراصت حباته من الإسلاميين داخل الجيش السواني في التناثر و..
- عبر التاريخ كان أغلب قادة الانقلابات في السودان منظمين سياسياً ومنتمين لجماعات ليس ابتداءً بنميري ولا انتهاءً بهاشم العطا، فما قامت به الجبهة القومية فعل مستند على أدبيات سابقة؟
حفل في أدبيات سابقة لكن الطبيعي هو الأخذ والرد الجدال وبعده الاتفاق أو الاختلاف لكن من غير الطبيعي أحادية الفكر هذا شئ مؤسف يعني و..
- انقلاب هاشم العطا كان لمجموعة مؤتلفة وذات فكر مشترك وكذا الحال في انقلاب مايو؟
لا انقلاب مايو كان فيه تعدد بعض البعثيين والقوميين ومباركة من الحرب الشيوعي، يعني في النهاية التعدد موجود.. على أي حال أنا كنت ضمن الذين حفزوا الجيش السوداني بلعب الدور التأريخي المحترم والانحياز إلى كفة الشعب ولا شئ غيره.
تحدثت عن أن انقلاب الجيش على الديمقراطية في 89 كان لفئة ولا يمثل الجيش لكن المذكرة التي رفعت من قبل قيادة الجيش في أبريل 1989م بقيادة الفريق محمد علي تثبت أن الاستياء كان موجوداً سلفاً؟
ديل كانوا مطالبين بإبعاد الجبهة الإسلامية من المعترك السياسي نفس ما طالب به الجيش المصري اليوم و..
ما هو معلوم لدى الجميع أن المذكرة كانت تطالب بتحسين أوضاع الجيش؟
طالبت بتحسين الأوضاع (آآي).. لكن الجماعة ديل اشتغلوا ضد أهداف المذكرة التي كانت تطالب بطريقة غير مباشرة بإبعادة الإخوان المسلمين و..
لكن المذكرة في حد ذاتها فهمت ببوادر انقلاب بدأ يلوح في الأفق؟
والله كان ممكن توقع كل الاحتمالات بتساوي.. أنا تحدثت مع الفريق فتحي، وقابلته في منزله ببحري وشربت معاه قهوة بعد المغرب وسألني عن الوضع، فأتت إجابتي أن المذكرة أعطت انطباعاً بدنو انقلاب لذا لابد من تحديد موقف واضح، والفريق فتحي كل من يعرفه يجد أنه رجل يعمل بدقة عن طريق التقارير المكتوبة لذا طلب مني كتابة تقرير عكفت عليه يومين وخرج بأن القوات المسلحة إما أن تستلم الحكم وتعمل على تنظيم الأحزاب وخلق بيئة مواتية بالعمل الدؤوب لمدة عامين ثم بعد ذلك تعيد الديمقراطية وتسلم للأحزاب، وضمنت في المذكرة أن الجبهة الإسلامية يجب أن ترجع لحجمها الطبيعي لأنها كانت (منفوخة ساي).
الجبهة التي استطاعت خلق تنظيم داخل القوات المسلحة نجح في الاستيلاء على الحكم في 89 واستطاع المحافظة على الحكم طوال أربعة وعشرين عاماً؟!
(آي هي ذاته)، وحتى الآن هي ماسكة بالقوة وليس بالحجم الطبيعي، والحقيقة التي أراها أن الوضع الراهن متردٍ للغاية وعبر تاريخ الحكم الإسلامي في السودان كانت هنالك العديد من الظلامات المتعددة وأعتقد أن الاستمرار في الحكم ليس مبنياً على ضخامة الحجم وإنما تحجيم الآخر ودليلي هو سياسة التمكين التي أفرغت كل أروقة الدولة من كوادر أولاً هي سودانية بمعنى أنها شريكة في الوطن ومساوية لهم في الحقوق والواجبات، ثانياً: هم أفراد على قدر عالٍ من المقدرات التي بنيت بالتدريب وتراكم الخبرات رغم كل هذا رمي بهم إلى المعاش الإجباري دون جريرة سوى أنهم غير منتمين إلى حزب!.. وبالمناسبة الموضوع ده أضر بدواوين الدولة لذا غابت السكة الحديد وخطوط السودان البحرية والجوية وبيعت كل الممتلكات لأنها غيبت فيها الكفاءات وأصبح الوطن يعاني من أزمة إنسان كفء وهذه مشكلة الممارسة السياسية للإسلاميين على مستوى العالم الاهتمام يأتي بالذات والجماعة على حساب الوطن، فالتضخم والكبر على البلد هذا ما حدث في تجربة الإخوان في مصر، وهذه للأمانة من أكبر المساوئ التي يصعب تجاهلها ولن يغفرها التاريخ.
ما هي صحة تهيؤ البعثيين والقوميين للقيام بانقلاب والسيطرة على الحكم في89 قبل انقلاب الإسلاميين؟
فعلاً كانت فكرة الانقلاب موجودة ومبنية على إحصائيات تمدد الجبهة الإسلامية داخل مؤسسة الجيش في كل أفرعه المظلات.. الخ، فكان الهدف الأول من فكرة الانقلاب محاصرة تمدد الجبهة الإسلامية في الجيش وإن كان رأيي أن (المسألة دي ما بتعالج كده ولو حصلت فأعدادهم ستتضاعف لا محالة) وقدمت سيناريو بديل قائم على السيطرة على الأقاليم بالكامل ثم الخطوة الثانية هي الخرطوم التي لا تعد وكونها مباني ضخمة فقط لكن في واحد من غير ذكر أسماء قال (ده سيناريو أضانك بوين) المهم كل الراغبين في الانقلاب واصلوا سكتهم من بعثيين وقوميين عرب ومؤيدي النميري، لكن رأيي الشخصي أنه لا حاجة لحدوث انقلاب لأسباب متعددة أضعفها أن من الصعوبة بمكان الحفاظ على الأسرار في بلد كالسودان كل شئ فيه مشاع ومباح ومكشوف بالإضافة إلى..
إذا كنت ضد الانقلابات والمعالجات الضيقة لماذا تطبيقك كان مغايراً للمعتقد، قمت بشق جيش منفصل بك ووقعت الفجر الجديد التي تتبنى التغيير بالبندقية؟
هذا الشق مختلف للغاية فهذا جانب ثوري وذلك جانب انقلابي وهنالك أرتال لا تحصى من الفروقات بين هذا وذاك، الانقلاب شئ قبيح للغاية مثل الذي حدث في 89 وعندما حاولت مجموعة تكرار فعلتهم وإذاقتهم من ذات الكأس كان مصيرهم الإعدام في 28 رمضان، أما محاولة الانقلاب الأخيرة الفاشلة فكانت مكللة بالإعفاء التام عن المشتركين، فالحل لدي هو العمل الثوري وعشان الناس بتنسى حقو أذكرهم أن التحالف هو أول بندقية شمالية ترفع في وجه الحكومة الحالية والقادة المقاتلين في دارفور الآن هم أخذوا الفكرة والخبرة وربما التدريب من التحالف، فالأخير صدر المقاتلين كل هذا بسبب التحالف و...
أنت تتحدث بفخر عن قضايا يمكن أن ينظر اليها من زاوية أخرى بأنك الرجل الشمالي الأول الذي أخذ مبضعاً ومزق جسد الوطن؟
طبعاً كل ناس بفسروا بطريقتهم.. لكن أنا أتحدث بفخر شديد جداً أنني أحدثت (ثورة ما لعب) و...
الانقلاب من ناحية الأضرار في الأرواح والممتلكات بالذات فيما يتعلق بالمدنيين أقل بكثير مما أسميته (العمل الثوري) حسب تعبيرك، فلماذا فضلت العمل الذي يصيب الأرواح والأموال على الانقلاب؟
أنا دعيت لثورة حقيقية تحدث تغييراً من الجذور ما زي ما حصل في 64 85 مجرد تغيير صوري واحتفال بالديمقراطية دون قلب لفكر الأحزاب والتجديد في دماء الممارسة السياسية السودانية وهذا ما أسعى لفعله الآن تغيير اللعبة السياسية في السودان وليس الحكومة فقط، فالثورة الشعبية لا تستطيع ملاحقة التغيير وإنما الثورة المسلحة تستطيع أن تملك قوة التغيير، وأنا بقول إن هنالك ثورة قادمة في السودان.
الجملة الأخيرة صرحت بها كثيراً والواقع يرجح أنها قد تكون استهلاكاً إعلامياً؟
اسأليني أنا هسه بعمل في شنو.. الآن في أشخاص حاملي سلاح في جنوب كردفان والنيل الأزرق وبعض مناطق وفي شرق السودان قريباً حتسمعوا ببندقية سترفع، ده معناه أني ما محتاج أشيل أي بندقية ثانية.
بمعنى؟
الناس ديل محتاجين لي بالضبط ما أنا محتاج ليهم..
كيف؟
هم محتاجين لي في العمل السياسي وأنا محتاج ليهم في مسألة استمرار الثورة وهذا في حد ذاته اعتراف بهم وبما قدموه واللطيف أن الحكومة لما نذهب ونتحدث مع حملة السلاح (بتقبضنا) لكن هي تتكلم معاهم زي ما دايرة!
هل لو كنت في بلد غير السودان وقدت عملاً مسلحاً ضد الحكومة ووقعت على تعاهد بإسقاطها بالقوة كان من الممكن أن تنام ملء جفونك وتتحدث عبر الصحف؟
الموجود في السودان ديكتاتورية فقط، لكن الحكومة توظف الدكتاتورية حسب ما تراه ملائماً معها، لكن إذا أنت صحيح عادل نزِّل الحريات بشكل كامل ومشكلتنا الحقيقية هي البحث عن الحرية بعدين شنو يعني مسمى (هامش من الحرية) ليه يدونا نحن هامشاً وهم يشيلوها كلها؟؟
صرحت بأنك أحد المصدرين للمقاتلين عبر التحالف لجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور إذا انضم السودان مرة أخرى ألا تخشى من تحمل المسؤولية أمام التاريخ باعبارك داعم للأسباب؟
أنا أفتخر بما فعلت أمام التاريخ.. يا أخي الناس ديل قسموا السودان وكسروا كل المنشآت التي تحفظ للسودان كينونته كدولة حديثة بنيت بالتراكم منذ الاستعمار وكل الحكومات الوطنية الفائتة (جو ديل مسحوها بإستيكة) وبعدين ثلث السودان ذهب، الثلثين ديل بقعدوا يسووا شنو؟
إذن الحل لديك بمزيد من التقسيم؟
(No).. الحل تمشي الحكومة الموجودة الآن بس..
إذا افترضنا ذهاب الحكومة الحالية عبر صناديق الاقتراح القادمة ما هو ضمانك لكي تخفض الحركات المسلحة؟
طبعاً خيار صناديق الاقتراع ده مستحيل لكن على كل إذا ذهبت الحكومة ستختفي كل الثورات لأن لدينا اتفاقيات معهم هم يشتغلوا بالبندقية ونحن بالقلم، نحن نخطط برأسنا وهم يخططوا بيدهم، بعدين النظام على صلة بالناس ديل وحاول يقسم ديل لثلاثة وديل لأربعة.. بالمناسبة التجاني السيسي زول كويس خلاص وأول ما خشَّ مع الناس ديل خلاص.
مزيد من التوضيح؟
قلت ليك السيسي زول كويس ده رأيي الشخصي، وأنا بعرفه مما كان في حزب الأمة وبعد كده اتلاقينا في مصر، لكن الناس ديل بعد خشّ معاهم ما نفذوا بنود الاتفاق وأنا والله خايف الناس ديل يوم فجأة ما يلقوا التجاني لعدم إنفاذ الاتفاق و..
أجريت لقاءً منذ فترة قريبة مع د. السيسي وصرح بأنه راضٍ عن سير الاتفاق؟
ما هو هسي في الحكومة مستنيه يقول ليك أنا ما راضي لكن لو كان في الخارج لكانت التصريحات مختلفة والآن تحولت أزمة دارفور إلى قبلية بالإضافة لوجود الثوار..
هل عشقك لفكرة الثورة هو ما جعلك توقع على وثيقة الفجر الجديد المنادية بحل هياكل الدولة وعلى رأسها مؤسستك الأم القوات المسلحة؟
أول حاجة أنا لما مشيت كمبالا كان النقاش انتهى والوثيقة صدرت فوقعت لأني لقيتها بسيطة للغاية لأني موقع على اتفاق سقفه عالٍ جداً وهو مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا، أول ما قرأت الفجر الجديد وقعت بلا تردد والنظام سبق الجبهة الثورية ووزع وثيقة الفجر الجديد متضمنة حل المؤسسات الكلام ده ما صاح، والجيش ما مخول له حيلعب دور معانا، والجيش ده حق السودان قبل كل شئ وحقو الناس تدرك أن الجيش إذا رسمت له خارطة (مثلث) فإن القاعدة يمثلها الجنود وضباط الصف والسؤال هو أن هؤلاء (ساكنين وين وقاعدين يأكلوا شنو؟)، بيتدربوا كيف ومتين يا سيدتي الفاضلة ديل كم وعشرين سنة ما فيهم زول تدرب. أما الفئة الأخرى من القائد وحتى ملازم فهؤلاء أوضاعهم مختلفة ومما يعانيه الجيش في نظري تبدل القيادة ومسألة الإحلال والإبدال غير مثمرة لأن هنالك التدريب المستمر، وأعتقد أن مسألة الروح المعنوية للجيش ليست على أفضل حال فقوات الأمن معتنى بها للغاية حتى في مسألة تناول الوجبات، بينما الجيش مهمل و..
الجيش السوداني عرف بوطنيته ولا يمكن أن يثور لمجرد ما ذكرت؟
في الحقيقة كل ما أقوله محض واقع ليس من نسج خيالي مثلاً ولعلمك الجيش هو مؤسسة من القوة بمكان يستحيل أن تقسم بسبب كلامي أو (كلام أي زول تاني) لكن في المقابل ما قلته حقائق مجردة وبإمكانك كصحفية الاستقصاء والتحقق.
ما هو رأيك في انفصال الجنوب؟
قطعاً كارثة.. وأنا ببكي كل يوم لما أشوف للجنوب دولة وعلم ونشيد قومي، وكان بالإمكان احتواء مسألة الجنوب إذا تحلى الشمال بقليل من الحكمة، لكن الحلول توقفت عند إتاحة الحرية لهم بإقامة كيان علماني والشمال إسلامي فهذه الممارسة كانت دعوة للانفصال معقول الجنوب (يتعمل ليهو بنك براهو) وأموال منفصلة.
هذه الخطوة قرئت على أنها طوبة في أساس تعزيز الثقة؟
أبداً.. مع الجماعة ديل اعتبروا نفسهم دولة إسلامية وأسموا عملتهم الدينار، ومسألة الدولة الإسلامية هذه كتب فيها المصريون كلام عميق مفاده ألا دولة دينية ولا بد من وجود دولة مدنية وديمقراطية موحدة وهذه الجملة الأخيرة ستتحقق والإخوان المسلمين ديل حكم مرحلي ودورة ستصل الى الحلقة الأخيرة إذا في السودان أو تونس أو ليبيا وأكيد حينتهوا.
تحدثت بأسى عن انفصال الجنوب، ولكن بعض المراقبين لتأريخك يجدون التناقض هو سيد الموقف لديك فقد قاتلت قرنق وأنت فرد أصيل في القوات المسلحة وعندما خرجت معارضاً تحالفت مع الحركة الشعبية؟
دي صاح.. وزي ما قلتي إنهم قاتلوه تدخل المجتمع الدولي جنحوا لمصلحتهم تحاوروا معه بطريقة ثنائية وتوصلوا لنيفاشا ولو دخلت بقية الأحزاب في الاتفاقية كنا حتماً سنتجاوز مربع الانفصال.
حديثي لا يخص موقف السلطة الحاكمة، وإنما موقف العميد عبدالعزيز خالد الذي قاتل قرنق مرة وتحالف معه أخرى في خطوة وصفها البعض بتغليب المصلحة؟
نحن طبعاً قاتلناه كجنود ضمن الجيش، لكن كان لدي وعي بما يحدث بدليل أني من داخل أرض العمليات كنت أردد أن هذه الحرب لن تحل إلا عن طريق الحل الدبلوماسي فقط، أما الحرابة فلن تصل بالسودان إلا الى السراب والتمزق.
ما دمت حريصاً على وحدة السودان فلماذا وقعت على وثيقة الفجر الجديد المحتوية على بند (الوحدة الطوعية) وهو مصطلح مرادف لتقرير المصير؟
شوفي قصة تقرير المصير وغيره (ده كلام نشأ في الحركة الشعبية والناس الموجودين الآن ليسو انفصاليين) وحديثهم عن الوحدة الطوعية كل ما يشير له هو المناداة بتحقيق المطالب فقط ليس إلا، وهؤلاء سيقاتلون الى حين ذهاب هذا النظام لكن في المقابل لن ينفصلوا لأن كردفان لوحدها أو النيل الأزرق معها ليس بالإمكان أن يشكلوا دولة، أما دارفور فكانت دولة منفصلة حتى العام 1906م لكن الآن ليس بإمكانها إقامة دولة لأنها ارتبطت مع السودان ككل والآن لو قابلتي مالك عقار حيقول ليك لا يوجد سبيل غير وحدة السودان والجنوب سنفتح له كونفدرالية.
في حوار لي سابق مع سكرتير الحزب الشيوعي أوضح أن لديهم ملاحيظ عدة حول الوثيقة وأن الشخص الذي وقع ليس من صلاحياته الممنوحة التوقيع، لماذا أنت قبلت بالفجر الجديد كما هي دون مراجعات؟
شوفي أنا عاوز أقول ليك حاجة.. القصة دي منتهية لأن من حق أي مواطن سوداني التدخل في هذه الوثيقة بالحذف أو الإضافة وستقدم الملاحظات عند انعقاد مؤتمر ثاني ويحضروه القادة ويبدوا جميع ملاحظاتهم و..
إذن من باب أولى التعامل معها كمسودة في طور التفاكر ليس إلا؟
آي ما هي أصلاً كده.. لكن لابد أن تكون في صورة نهائية وبعدين القادة ديل أنا والله ما داير أتكلم وأغالط الخطيب ساي (إن الموقع ليس من صلاحياته ما فعل) لكن نعتبر كلام الخطيب صاح لكن ما أعرفه أن الوثيقة سبقتها وزامنتها اتصالات دائمة مع الصادق المهدي والترابي والخطيب.. الناس ديل كلهم كانوا عارفين سلفاً (أي حاجة) وما حدث شيء مؤسف والله وبعد عودتي من كمبالا زي ما إنتي عارفة سجنت وعند خروجي وجدت الحال غير الحال والمآل غير المآل وأن موقف القادة (دخل فيني شديد) وكانت كلمتي واضحة أنكم لو بقيتوا تنكروا ما توافقون وتتواثقون عليه فعلى الدنيا السلام.
هذا ما دفعك الى التخلف من العشاء الذي أعده الإمام في داره احتفاءً بإطلاق سراحكم؟
لا والله.. أنا ما جيت لأن اختيار الزمن كان غير موفق ثالث يوم من إطلاق سراحنا يعني البيت ممتلئ بالأهل والأحباب والمهنئين وأنا في بالي لو خفوا الزوار أصل الإمام وألبي دعوته واعتذرت.. بعدين نحن بنختلف مع المواقف صحيح لكن جانب التواصل الاجتماعي ده موضوع آخر فنحن على صلة في الوفيات والأعراس وكل الواجبات الاجتماعية ودعوة الإمام مجابة من هذا الجانب فقط التوقيت لم يكن ملائماً بالمرة.
ما هو تحليلك لآراء المهدي والترابي والخطيب قبل وبعد وثيقة الفجر الجديد؟
والله آراؤهم بعد التوقيع دي حقو كان يؤجلوها شوية، لكن برضو معذورين لأن النظام كان شايل سيفه وبالمرصاد لكل الموقعين، (بالله ده كلام ده، أنا وقعت بقلم تهددني بسيف)!
في المقابل أنت وقعت على التغيير بالقوة يعني لم توقع على حركة سلمية؟
صحيح وقعت على حمل بندقية لكن حملة السلاح ديل مش أولاد السودان فلا بد من الصلة معهم وأن يكون ثمة أشخاص يخلقون صلة معهم لأجل جرهم للتفاوض السلمي وبعدين الحكومة ذاتها ما جلست معاهم في أديس، نحن يمنعونا ليه؟ وأنا بقولها بالفم المليان أيوة أنا مشيت وحأمشي تاني والسجن ده دخلناه وحندخله تاني ألف مرة ما دمت أفعل ما أراه صواباً.
من حديثك السابق يمكن أن نستخلص أنك موافق على وثيقة الفجر الجديد بالكامل دون أي ملاحيظ؟
لا طبعاً عندي ملاحيظ لكن كل مراجعاتي سأحتفظ بها الى المؤتمر القادم، لكن مؤسف جداً أن حزب الأمة يقول أنا ما رسلت مبعوث والترابي نفس الشئ وهذه ممارسة سيئة.
في اتهامك للترابي والمهدي ظلال إجحاف في حق قادة قضوا عقوداً طويلة في السجن بعيداً عن أسرهم وأبنائهم ؟
ما لكن ده الواقع كمان.
الواقع التأريخي يؤكد شجاعتهم في تبني المواقف وليس الارتداد والحياد خوفاً؟
بيكون في حساباتهم ك(حزب الأمة أو المؤتمر الشعبي) العقوبة بحل الحزب هذه خطوة لا يمكنهما احتمالها بأي حال.
هل الوضع في السودان الآن ملائم لحل حزب بثقل حزب الأمة الديني والسياسي؟
والله لكن ده كلام غريب.. ما حلوها قبل كده وقادة الأحزاب هم نفس القادة والحزب الحاكم برموزه الموجودين الآن ورجعوها ثانية هم بجهة رافضين ما نفعله وبأخرى دايرين يقعدوا مع قطاع الشمال.
لا.. حيقعدوا معاهم حسب البند (2042) للأمم المتحدة حيتفاوضوا معاهم، وهسه في زيارة سلفاكير الأخيرة وعدوه بحل الإشكالية مع قطاع الشمال، لكن هم دايرين يجلسوا مع قطاع الشمال في أديس ومع حركات دارفور في الدوحة ومعانا نحن هنا في السودان، وهذه التجزئة مرفوضة والأفضل للوطن وجميع الأطراف الحل الشامل بجلوس كل الأطراف ومن الأهمية بمكان خطوة الحكومة الانتقالية بعد استقالة مؤسسة الرئاسة وتتجمع كل الأحزاب السودانية والحركات المتعددة لتكوين حكم انتقالي وبعد ذلك يتم تحديد عمر زمني متفق عليه.
تحدثت قبلاً أن الحكومة تريد أن تتحاور معكم هنا في السودان هل ترى أن (التحالف الوطني) لديه أي امتداد جماهيري في الشارع السوداني؟
عندنا شوية جماهير، بدلالة نزولي في انتخابات الرئاسة 2010م ولنفترض أنها غير مزورة وصحيحة مية المية زي ما قال كارتر، فأنا حصلت على ثلاثين ألف صوت، ديل شوية؟ طبعاً ما شوية.
30.000 وعدد سكان السودان في انتخابات 2010م 40 مليون سوداني؟!
ده عدد السكان ومؤكد أن عدد الناخبين أقل وعموماً ثلاثين ألف رقم ليس يسيراً ومن حقي التحدث بصوت عالٍ.
أين التحالف الوطني من القضايا الإنسانية التي تحتاج الى عمل مثل السيول والأمطار الأخيرة، لماذا لا نراكم مع هم المواطن اليومي؟
نحن أي حاجة ما داخلة فيها الحكومة بنشتغل فيها هسي شبابنا شغالين في (لا للغلاء) وفي السيول والشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم في شمبات ديل تابعين لينا وخلاصة القول نحن حزب عارف نفسه بعمل في شنو.
إذن أنت راضٍ عن صلة حزبك بالجماهير؟
لكن أنا لو عايز أسافر النظام بمنعني.
قبل فترة وجيزة كنت مسافراً الى الولايات المتحدة؟!!
سفر أمريكا ده حاجة خاصة، لكن قصدي السفر الى ولايات السودان.
هنالك فعاليات لا تحتاج إلى سفر، فالسيول طالت مواطني مدينة الفتح هنا في محلية كرري مثلاً هل ذهبتم وقدمتم دعومات؟
هالة عبدالحليم في مؤتمر البعث انتقدت بحدة أداء المعارضة ورد عليها بذات الحدة وبقسوة البطل، لكن ما أراه أن المعارضة بالفعل مقصرة، لكن لابد من تقسيم الأدوار فأنا في مثل هذه السن لا أستطيع القيام بالدور الذي تقومين به أنتي لكن الخط العام للحزب هو الإيعاز للشباب بالنهوض بكل الأعمال الاجتماعية غير المتعلقة بالحكومة.
الذراع العسكري لوثيقة الفجر الجديد هو الجبهة الثورية التي قال عنها جبريل إبراهيم إنها ماتت إكلينيكياً، أعتقد أنه تصريح محبط؟
لا.. أنا أصلاً ما عندي إحباط ولو كنت بحبط كان زمان فارقت الشغلة دي، والعمل السياسي أشبه بالخط البياني (هبوط وصعود) فمسألة العمل العسكري معروف أن الحملات تتوقف في فترة الخريف وتعود بعده مباشرة أكثر شراسة من ذي قبل وهذه المعلومة معروفة لدى الحكومة، بعدين هنالك دعاية سالبة مجافية للواقع بدليل ما حدث في الدلنج دون ذكر تفاصيل معروفة لديهم سلفاً والحكومة ما عندها قضية عكس الجبهة الثورية..
كيف ما عندها قضية الحفاظ على الوطن أليس قضية ولا تنسى أنك أحد المرشحين في انتخابات الرئاسة 2010م وهذا اعتراف ضمني بمصداقية الانتخابات ومن ثم شرعية الفائز؟
أنا اترشحت عشان أظهر اسم التحالف الوطني وبرنامجه وهكذا كان ردي لكل من يطلب مني الخروج لوجود التزوير أنني لم أشترك لأفوز ومعلوم لدي (أن الجماعة ديل) ما بخلوا زول يفوز أصلاً يعني لكن دخلت لتسليط الضوء على برانج وأهداف التحالف، ولا يمكن أن يستمر الإخوان المسلمين في حكم السودان وليست لهم قضية هذه قناعتي لأنهم أصحاب (عصابة حجرية) لا تنبت في أرض متنوعة من الإثنيات والأديان والثقافات.
زيارة سلفاكير الأخيرة للخرطوم خصوصاً بعد إقصائه لأرباب مشروع السودان الجديد (باقان وغيره) وانتصار أرباب القومية الجنوبية الذين ينحصر همهم في إقامة دولة مستقلة للجنوب وليس من أولوياتهم التمدد وبالتالي عدم هدهدة المعارضة الشمالية؟
هسي الكلام البتقولي فيهو ده أنت ذاتك مصدقاه يعني.. هل تعلمي الآن في الجنوب في أولاد نوبة في جيشهم التداخل بين الشمال والجنوب عميق للغاية، فالواقع أن الحدود مفتوحة التجارة شئنا أم أبينا متواصلة، وأقول ليك حاجة والله الجية حقت سلفا كير دي نحن متمنين العلاقة ترجع بين الشمال والجنوب إلى الصفاء.
حتى لو كان على حساب مصالح الجبهة الثورية؟
نعم مهما كان الثمن، فالعلاقة بين الشمال والجنوب أولوية لكن كلامك ده غير منطقي، لكن الواقع أن الجنوب لا يستطيع الفكاك من النيل الأزرق وجبال النوبة ديل حدودهم مع بعض، لكن ممكن يدخل سلفا وسيطاً بين الحكومة وأبناء هذه المناطق ويسهل التفاوض بينهم.
دنيا السياسة بعيدة للغاية عن قداسة المثال، ومؤكد أن الدولة التي ترفدك بالسلاح والمال لها مآرب أخرى، كيف تعلق على ما تواتر من روايات تؤكد توزيع الأناجيل في دارفور من قبل حركة عبدالواحد؟
طبعاً ده كلام فارغ.. لأن عبدالواحد مسلم ورأيته مباشرة وهو يصلي و..
ماذا بشأن صوره المتعددة وبجانبه علم إسرائيل؟
هي مالو .. إذا زار إسرائيل ده موضوع مختلف من الأول تماماً.. ثم الفلسطينيين ما موجودين داخل إسرائيل.
أعتقد أن إسرائيل هي الموجودة داخل أراضي فلسطين والوضع مغاير، والسؤال: لماذا ذهب أصلاً إلى إسرائيل؟
مسألة زيارة عبدالواحد الى إسرائيل هذا شئ راجع الى قناعاته وواحدة من المسببات التي ذكرها أن هنالك أعداد كبيرة من السودانيين تحديداً من غرب السودان في إسرائيل فهو سعى لأجل مصالحهم، لكن هذا لا يعني انتمائه لديانتهم، لكن فلسطين طالما تبرعت لأجلها بالدم وأنا صغير في السن وفي رأيي يجب على الفلسطينيين الوحدة فالتقسيم بين فتح وحماس شق مواقف الداعمين للقضية كثيراً وما جرى في سيناء يؤكد أن القيادة المصرية تفضل دعم أبو مازن، بينما حكومة السودان تدعم حماس مادياً ولوجستياً وهذا معلوم بالضرورة.
بالعودة إلى السؤال السابق أن ترى أن من حق عبدالواحد أو أي فصيل آخر إقامة علاقة مع إسرائيل؟
عبدالواحد كان من المستحسن ألا يزور إسرائيل أو على الأقل أن تكون الزيارة سرية، وقد أراد فتح مكتب هناك وأعتقد أنه ليس ثمة داعٍ لهذه المسألة برمتها وبعدين حركة ثورية تسعى لخلق علاقة مع عدو هذا يخفض من أسهمها.
في زيارتك الأخيرة لأمريكا هل قمت ببعض الاتصالات واللقاءات السياسية؟
طبعاً أي زيارة خاصة لابد فيها من العمل الرسمي والعكس صحيح وأنا منذ بداية ممارستي للعمل السياسي أتبع مبدأ السرية في كل الخطوات، على فكرة أنا مستغرب من تصريح الخارجية السودانية بأن المبعوث الأمريكي إذا توافقت سياسته مع أمبيكي فهذا شئ جيد (ده كلام غريب).
قضية أبيي كيف تنظرون لها في التحالف الوطني؟
رأيي في مسألة أبيي كتبته وصرحت به لأكثر من مرة وأقوله ثانية بأنه على المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أن يرفعا يدهما من أبيي ويتركا المجال لقاطني المنطقة فقط من رؤساء وزعماء القبائل، لكن بالتدخل من حكومتي الجنوب والشمال ستتعقد المشكلة أكثر.
القضية عرضت على تحكيم دولي وهذا في حد ذاته تجاوز لمقترح الحل المحلي بمراحل عدة، المعضلة الآن إمكانية عدم وجود المسيرية في الاستفتاء؟
الاستفتاء لابد أن يشمل المسيرية لأنهم من المستقرين في المنطقة الإبعاد يشمل العرب الرحل باعتبار أنهم غير مستقرين، لكن لابد من تصويت المسيرية.
كانت هنالك معركة شهيرة تدعم تصويت المسيرية بقيادة عبدالله علي إبراهيم وطرف آخر يعضد أنهم رحل وغير مستقرين بقيادة القراي كيف نظرة لذلك السجال؟
والله مسألة أبيي دي ما محتاجة لا للقراي ولا عبدالله علي إبراهيم، تصويت المسيرية حق أصيل، والمجموعة غير المضمنة في أحقية التصويت هم العرب الرحل.
إذا أردنا التحدث بإنسانية أكثر معلوم أن السجن ابتلاء كما في قصة يوسف عليه السلام، وجميع المسجونين يخرجون بشرخ إنساني ما، فما هي الأوجاع التي أحدثتها السجون؟
ما في أوجاع، السجن إنسانياً بينمي إحساس العائلة أكثر بيربط بطريقة غير مباشرة بالعائلة والأصدقاء الذين تفتقدهم في وحشة السجن ووحدته، أنا سجنت في السودان والإمارات وإريتريا ففترة السجن ليست جيدة لأني لست محكوماً جنائياً فقط تسلب حريتي لمجرد الاختلاف السياسي وهذه خطوة مجحفة، تجربتي في السجن الأخير كانت هنالك محاولات لكي أفقد ذاكرتي.
كيف؟
عن طريق السجن الانفرادي ووجود الإضاءة 24 ساعة مما يجعلك لا تفرق بين الليل والنهار لكني قاومت أهدافهم فكنت أتجول في حبسي الانفرادي وأستعرض ذكرياتي منذ الطفولة وحتى الآن لأجل ترسيخ المعلومات، لكني الحمد لله ما زلت بعافيتي رغم خروجي بآلام في الفخذ والساق ومن الوسائل التي أعانتني في وحدة السجن قراءة القرآن الكريم براتب يومي أربعة أجزاء.
لكن المعلومات التي تسربت أنكم لم تتعرضوا لعقاب بدني ولم يتم استجوابكم؟
والله نوع العقاب الذي مورس ضدنا أحدث ما توصلت إليه الأجهزة المتقدمة في الحكومات الديكتاتورية، وأنا عندي زمان صديق أُلقي عليه القبض في عهد عبود وأجريت معه تحقيقات عدة لكنه رفض الاعتراف، فوضع في غرفة مضيئة 24 ساعة دون سؤال واحد رابع يوم (براهو طلب يعترف) وقال والله النور ده يخلي أي زول يعترف..
د. يوسف الكودة أحد الموقعين على الفجر الجديد وأحد زملائك في السجن الأخير فما هو تعليقك على طلبه اللجوء السياسي من سويسرا؟
الاعتقالات ليست سبباً لطلب اللجوء، لكن الكودة ما عرفت أنه رفيقي في السجن إلا بعد إطلاق سراحي، عموماً قد يكون طلب اللجوء خياره المناسب وهذه حرية شخصية، والرجل كان دائماً يردد أن الحكومة قد تكون قاسية عليه أكثر باعتباره كان معهم في السابق، لكن يطلب اللجوء من سويسرا (فد مرة) ثم انفجر ضاحكاً..
مشكور جزيل الشكر لتفضلك علينا بالوقت والصبر وسعة الصدر.
شكراً جزيلاً لك ولأسئلتك التي أعتقد أنها كانت مهمة ويمتد شكري لصحيفة الجريدة.
الجريدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.