لا يمكن كتابة مناهج بمعزل عن فلسفة وأهداف المجتمع المراد فيه تطبيق ذلك المنهج، فالمنهجcurriculum))وهي كلمة اغريقية تعني انتهاج الفرد لطريقة توصله لهدف معين، وهذا يتطلب معرفة فلسفة وأهداف المنهج أولاً، وبالرجوع إلى فلسفة وأهداف التعليم في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية في السودان والمذكورة في الصفحات(6/7/8) الورقة الثانية في:( سمنار قضايا التعليم) مايو 2013م البديل في فلسفة التعليم نجدها ترتكز على:- 1 السعي لخلق الإنسان السوداني المبدع الخلاق المتحرر. 2- خلق جيل مزود بالمعرفة العلمية والمهارة والخُلق الإنساني النبيل متشرب بروح الحرية والديمقراطية متقبلاً الرأي والرأي الآخر. 3- خلق جيل مؤمن بالوحدة الوطنية بين أبناء السودان. 4 الحفاظ على التراث الحضاري الافريقي والعربى. 5- دعم السلام العالمي على أساس العدالة والحرية والمساواة. 6- التحرر من الخوف والخرافة والدجل. 7- الإرتقاء بقيمة الفرد والجماعة مواطناً وإنساناً. لتحقيق هذه الفلسفة والأهداف لا بد أولاً: أ تغيير النظام الحاكم لفلسفته التعليمية التي اقتصرت على الاهتمام بالمعرفة، وأهملت جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والفكرية، ترتب على ذلك أن التلاميذ يدرسون المادة ويحفظونها مع البغض لها وكراهيتها، وصارت علاقتهم بالمادة علاقة وقتية تنتهي بإنتهاء الدراسة وحصولهم على الشهادة، وقد ترتب على ذلك إهمال التلاميذ للقراءة الحرة والإطلاع. واستناداً على ما سبق ذكره فإن البداية لوضع منهج ديمقراطي وطني، لتحقيق فلسفة التعليم الديمقراطي وأهدافه لا بد من التغيير السلمي الديمقراطي للنظام الشمولي الذي فرض أحادية سياسية وثقافية وتعليمية في مجتمع متعدد الديانات والثقافات والسحنات؛ ولابد من فترة انتقالية لإصلاح الخلل في كل مفاصل الدولة، بما في ذلك مناهج التعليم تقترح في الفترة الانتقالية أن يتكون مجلس قومي للتعليم، يشارك فيه المتخصصون التربويون والقوى السياسيةومنظمات المجتمع المدني والآباء والمعلمون، لوضع فلسفة وأهداف التعليم في المرحلة الانتقالية تراعي في فلسفتها وأهدافها التنوع الثقافي والديني والفوارق العرقية والإثنية في السودان. الموجهات العامة لوضع المناهج ومن هنا تأتي مشاركتنا حول المناهج لمناقشتها وإثرائها، بالإضافة أو الحذف ولا ندعي الكمال في ذلك. مفهوم المناهج: إن المنهج لا يعني الكتاب المدرسي أو المقرر. إن المنهج بصورة عامة هو جميع ما نقدمة المدرسة إلى تلاميذها من معارف وأنشطة وخبرات لتحقيق فلسفة وأهداف التعليم سواء تمت هذه الخبرات داخل أبنية المدرسة أو خارجها، وهذا يعني أن التعليم الجيد يقوم على تقديم المعلومات إلى الطالب، ومساعدته على طرق اكتشافها ويعني أيضاً ممارسة النشاطات واكتساب الخبرات المعرفية وغيرها وخير مثال لذلك كراسة المدونة الطبيعية، حيث يدون التلميذ ملاحظاته اليومية عن الطبيعة، من حيث الامطار، الحشرات، الزهور التي ظهرت في ذلك اليوم، ومن ثم تدوين ملاحظاته الأسبوعية ثم الشهرية وعلى مدار السنة، يتعلم الفصول الأربعة وما يطرأ عليها من متغيرات في الظواهر الطبيعية من صيف حار إلى خريف ماطر، من حيث جغرافية السودان والتي تدعو للوحدة الوطنية من القولد في الشمال وصديقنا الصديق مرورا بالجفيل والجمال حتى يامبيو في الجنوب صديقنا منقو. إن أهمية المعلومات والخبرات التي تقدمها المدرسة للطلاب، إنما ترجع إلى وظيفة هذه المعلومات وبعدها في حياتهم، ومدى استخدامهم لها في الحياة اليومية. خلاصة القول إن المنهج نظام(system) يتكون من مدخلات وعمليات ومخرجات وهي : مدخلات المنهج هي: المقررات الدراسية والمعلم والبيئة المدرسية وإدارة المدرسة والوسائل التعليمية والتلميذ. أما العمليات: فهي طرق وأساليب التدريس والأنشطة المدرسية والخبرات التعليمية . المخرجات هي: النمو المتسق لدى التلميذ، وهذا النمو هو أهم مخرجات نظام المنهج الدراسي. بإرجاع إلى ما ذكره الدكتور عبد الجليل الشيخ في صفحة(24)من سمنار:( قضايا التعليم لعام 2013) نجد أن ما ذكره في مساهمته حول مشروع:( البرنامج الوطني الديمقراطي للتعليم خلال المرحلة الانتقالية القادمة) ينطبق على ما ذكرناه في هذه الدراسة من حيث:( إن العملية التربوية المتعلقة بالمناهج والكتب الدراسية وطرق التدريس و تدريب المعلمين) فإن نظام التعليم الحالي قائم من قاعدته إلى قمته على حشد قدر من المعرف النظرية في مواد منفصلة لا رابط بينها، يتبقى على النظام التقليدي للمواد الدراسية المنفصلة وتستخدم أساليب وطرق التدريس التقليدية القائمة على الحفظ والإستظهار وتُحفّز مقدرات الطالب على الحفظ ، وتتحاشى الجانب التعليمي التطبيقي في المواد التي تتطلب ذلك، بل وحتى معامل العلوم التقليدية في المدارس تم تحويلها إلى فصول دراسية. فأصبح النظام التعليمي التقليدى النظري إرثاً يجب المحافظة عليه بعد تشويهه، كذلك فإن تكنلوجيا التعليم، والتي هي عملية منظمة لتحسين تعليم التلاميذ، تصير في خبر كان، إن التطور التقني في السنوات الأخيرة غير مفهومنا التقليدي إلى المنهج وأزال الحاجز بين علم تكلنولوجيا التعليم وعلم المناهج، وأصبحت عمليات تصميم المناهج وبناءه وتنفيذه وتقويمه وتطويره هي عمليات تقنية وفق مفهوم التكنولوجيا. * معلم مرحلة ثانوية بالمعاش الميدان