بما يعكس هواجس عميقة من عصا امريكية غليظة واصل منسوبي المؤتمر الوطني إطلاق تصريحاتهم المنددة بالنعي الامريكي لاتفاقية الدوحة، علي الرغم من ان التصريحات الامريكية تم اطلاقها قبل اسبوعين وردت عليها الخارجية السودانية ببيان وكذلك مندوب السودان في الاممالمتحدة والسياسيين في الخرطوم ومع ذلك مازال سيف الاستنكار مستمراً. فنهار اليوم (الاثنين) اوردت وكالة (سونا) خبرا قال خلاله السفير عثمان محمد عثمان درار الخبير الوطني برئاسة الجمهورية إن الموقف الأمريكى من وثيقة الدوحة لسلام دارفور يتصادم مباشرة مع موقف ورغبات اصحاب المصلحة الحقيقية كما انعكست فى مؤتمراتهم الثلاثة فى الدوحة والتي تجسدت فى القبول الشعبي العام للوثيقة داخل دارفور الأمر الذى يجرد الموقف الامريكى من أية قيمة سياسية بالنسبة لصنع السلام فى دارفور . وأشار درار الى أن الموقف الامريكى تنبع خطورته من كونه يمثل تشجيعا ومباركة مباشرة وغير مباشرة لتعنت الممانعين ولانشطة المخربين بل ومكافأتهم عليها وهو ما يتناقض تماما مع مدلولات وقيمة الالتزامات الامريكية التى سبقت الاشارة اليها كما يتناقض مع مقررات مجلس الامن والاتحادين الافريقي والاوروبى والجامعة العربية . وقال السفير درار إن الولاياتالمتحدةالامريكية بموقفها تجاه وثيقة الدوحة تكون قد خرجت عن الاجماع الدولى والاقليمي المتبنى للوثيقة والداعم لها . والتصريح ملئ بالمغالطات والاكاذيب الساذجة، فاهل المصلحة الحقيقيين يعيش مايفوق الاربعة ملايين منهم بين لاجئ ونازح، ومذابح القتل والتشريد ضدهم مستمرة وهم ليسوا في وضع يتيح لهم التشاور والنقاش. اما الخروج علي الاجماع الدولي فهي دعابة تثير الضحك علي قائلها، حيث ان مؤتمر المانحين الدولي لدعم الاتفاقية لم يحصل علي اي دولار غير ماالتزمت به قطر وكان هذا مؤشراً واضحاً علي ان لا احد ينتبه للاتفاقية، والاهم من ذلك ان شلالات الدماء منذ توقيع الاتفاقية تمضي في زيادة متصاعدة. وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور قد قالت امام مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي ان اتفاقية الدوحة "شبعت موتاً" ودعت لانشاء منبر جديد. ووجهت سامنثا باور ، انتقادات لاذعة لاتفاقية الدوحة لسلام دارفور ، وقالت في مداخلة أمام اجتماع مجلس السلم الأفريقي بأديس ابابا (الاثنين) قبل الماضي إن وثيقة الدوحة عفى عليها الزمن وأصبحت لا يُعتمد عليها. وانتقدت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور الحكومة السودانية وقوة حفظ السلام المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور والمعروفة اختصارا باسم يوناميد. واتهمت الخرطوم بعرقلة عمل قوات حفظ السلام وقالت إن جنود حفظ السلام يجب أن ينتهجوا موقفا أكثر فعالية في حماية الناس. واستنكرت الولاياتالمتحدةالامريكية تصاعد العنف في الآونة الأخيرة في منطقة دارفور بغرب السودان وقالت إن المدنيين "يتعرضون للترويع والتشريد والقتل" على الرغم من وجود واحدة من أكبر بعثات حفظ السلام في العالم. وأضافت "نحن نستنكر أحدث الهجمات في جنوب دارفور التي شنتها قوات الدعم السريع المدعوعة من الحكومة السودانية. وقد تسبب استمرار العنف في المنطقة ومن ذلك الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة في شمال دافور ... في تشريد ما يقرب من 120 ألف شخص منذ يناير". ومن المعروف ان قوات الدعم السريع هي قوات حكومية قوامها من الجنجويد ويقودها لواء في الجيش السوداني ومساعده احد قيادات الجنجويد المشهورين.