جامعة دبلن – ايرلندا المحاضر – سابقاً - بكلية القانون جامعة الخرطوم اولاً: لوضع الأمر في نصابه من المستحسن الاّ يكون الرئيس البشير رئيساً للمؤتمر بل من الأفضل ان تسند رئاسته لشخصية معروفة يإستقلاليتها ونزاهتها وحياديتها وخبرتها ودرايتها بالقانون والسياسة والإدارة والعلاقات بين الدول. ثانياً: معادلة 7 مقابل 7 زائداً الرئيس البشير معادلة غير متكافئة للأسباب الآتية: اولاً لأنها تعطي المؤتمر الوطني 8 أصوات مقابل 7. ثانياً المقاعد ال 7 للقوى السياسية ليست 7 في واقع الحال لأن هذه القوى لا تمثل تكتلاً واحداً للمعارضة بل تمثل قوى سياسية وجهوية وعرقية ودينية ذات أهداف متعددة ومتباينة. فإذا قسمنا 7 على 83 (وهي عدد الأحزاب التي شاركت في اللقاء) يكون نصيب الحزب من التمثيل أقل من 0.09% مقابل تمثيل 100% للمؤتمر الوطني. ثالثاً: يجب الاّ يقتصر الحوار على السياسيين وزعماء الأحزاب الذين ظهروا على شاشات التلفزيون، بل يجب كذلك مشاركة منظمات المجتمع وقواه الحيّة من الشباب والنساء والعمال والمزارعين والرعاة والحرفيين وأساتذة الجامعات والمعلمين وأصحاب العمل والمهنيين من أطباء ومهندسين وقانونيين وغيرهم. رابعاً: مع احترامنا الكامل للزعماء التاريخيين المعروفين وتقديرنا الكبير لمساهماتهم المتكررة في شؤون البلاد لخمسين سنين خلت وتضحياتهم الكبيرة وما تكبدوه من عنت محاولة الوصول الى ما يعتقدون أنه الأصلح للبلاد، فمن المستحسن لهم - كما للرئيس البشير - ان يرتاحوا ويفسحوا في المجالس لغيرهم من الدماء الجديدة والوجوه الجادة والمتوثبين للعمل العام والراغبين في تقديم أنفسهم والتقدم في الصفوف ليرموا بسهام مشاركتهم فيما يهم الناس خاصة من فئتي الشباب ومتوسطي العمر. خامساً: يجب ان نتعلم مما مضى وان ندرك ان المهموم بالشأن العام هدفه الأساس معاش الناس وأمنهم وسكناهم والسهر على راحتهم وتقديم الخدمة لهم والحرص على الإعتناء بصحة ذويهم وتعليم أبناءهم وبناتهم والتخطيط لمستقبل البلاد والعمل الجاد في إتجاه ذلك وفق استراتيجية علمية وواقعية وعملية ممكنة التطبيق. أما دين الناس وما يعتنقونه فليس من شأنه ولا من مقررات حكمه ولنقرأ في قول ربنا سبحانه وتعالى "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ولنعرف أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم – كان رسولاً نبيّاً حاكماً وآمراً للجيش- لكنه ما اُمر الاّ بالبلاغ "إن عليك الاّ البلاغ" أما الهدى فمن عند الهادي "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء". سادساً: الحرية عصب الحياة الكريمة، بدونها الدنيا مظلمة والأرض ضيّقة والكون قبيح والناس قاهر ومقهور وظالم ومظلوم ومستبد ومستعبد. فأي نظام لا يقوم على كفالة الحريات لا يمكن ان تُرتجى منه فائدة او يُنتظر منه شئ. سابعاً: المساواة بين الناس هي الأصل في الحياة فلا فرق بين مواطن ومواطن مهما اختلفا، الذي يميزهما هو مساهمتهما في ترقية نفسيهما بالعلم والمعرفة وبعد النظر وعدم الإنفعال بالصغائر والبعد عن التسرع في الأحكام وتوخي الحكمة وعدم تصغير المخالف او تسفيه رأيه واللين في الحديث والبعد عن المهاترة والعصا وقبول الآخر والخروج من ضيق الأنانية والذاتية الى سعة الجماعة والإهتمام بالوطن والإنشغال به والعمل له والإعتناء به والسهر على راحته. ثامناً: العدل أساس الحكم ومن اين لك هذا سؤال مستمر حتى تعف الأيدي وترتاح الأنفس من حمل الغبن والأحقاد والتربص بالآخر. تاسعاً: أما الكلام في فصل السلطات وحرية الإعلام وإستقلال القضاء والجامعات والخدمة المدنية والجيش والقوات النظامية فيأتي بعد ما سبق من القول. [email protected]